عادت لعنة الإزدحام المروري إلى الواجهة من جديد بمختلف طرقات العاصمة تزامنا واليوم الأول من الدخول الاجتماعي، حيث عاشت مختلف محاور الطرقات السريعة منها، البلدية والولائية اكتظاظا رهيبا للمركبات جعلت من حركة السير بطيئة أدت ببعض المواطنين إلى النزول من الحافلات والمشي على الأقدام علّهم يصلون إلى مناصب عملهم، فالمدة التي قطعت أمس، ما بين زرالدة والعاصمة تسجل عادة للالتحاق بولاية وهران في فترة 4 ساعات مقابل 20 دقيقة لقطع 25 كلم في الأيام العادية.
شهدت أمس، اغلب الطرقات الرئيسية والفرعيةبالعاصمة، اختناقا مروريا لا يطاق سواء تعلق الأمربالجهة الغربية على امتداد طول الخط الرابط ما بين زرالدةإلى غاية وسط العاصمة، وحتى الشرقية منها والجنوبيةالتي لم تسلم من الإشكال، أما الطريق الوطني رقم 11الرابط بين البلديات الساحلية الغربية على امتداد بابالوادي، الرايس حميدو، الحمامات، بولوغين، عين البنيانفحدث ولا حرج، وقد عادت الظاهرة لتطفو من جديدإلى الواجهة بشكل كارثي في أول يوم من الدخول الاجتماعي مع عودة الموظفين والتلاميذ والطلبة إلىمناصبهم بعد عطلة سنوية دامت حوالي 3 أشهر وذلك بعد أن تنفست العاصمة التي يقصدها 2 أضعافطاقة استيعابها من المركبات التي تدخلها يوميا، مدة شهر أوت بأكمله تحولت شوارعها إلى شبه مهجورة،ليعود المشكل من جديد حاملا معه ضغوطات نفسية وعصبية سواء للعاصميين وقاصديها الذين يصلغالبيتهم إلى العمل في أوقات جد متأخرة.
وتسبب الاختناق المروري "غير المسبوق" بشل مختلف المداخل إلى العاصمة، حيث قضى أصحابالسيارات ساعات داخل مركباتهم، ولم يتمكن الكثير منهم من الالتحاق بعملهم، حيث شلت الحركة بمختلفالبلديات على غرار الدويرة وبابا احسن ودالي إبراهيم وبن عكنون وغيرها من المناطق، محدثة حالة طوارئ، فيدخول اجتماعي لم يكن يتوقع الكثير هذا السيناريو، وسجل مدخل بلدية بن عكنون اختناقا رهيبا تسبب فيعرقلة حركة المرور بالنسبة للمركبات المتجهة صوب الناحية الغربية للعاصمة عبر الطريق السريع للمطار .
كما عاشت الجهة الشرقية للعاصمة على غرار باب الزوار والمحمدية وبرج الكيفان وبرج البحري ازدحامامروريا كبيرا تسبب في وقوع مناوشات بين السائقين والركاب بسبب النرفزة خوفا من الوصول متأخرين إلىمقرات عملهم. وان كانت الجهة الشرقية أكثر حظا من الغربية والجنوبية، يبقى التساؤل مطروحا بخصوصهل الحكومة على استعداد لتمديد مشاريع مماثلة بالنواحي الأخرى من العاصمة في ظل تخوف المواطن منتأثير أزمة التقشف على تجسيد هذه المشاريع التي ظل ينتظرها منذ سنوات لاسيما وان ذات الجهة تخلو منالربط بخط السكة الحديدية.
من جهتهم، عاش أمس، اعضاء بعثة الحجاج المبرمجة لانطلاق رحلتهم، لحظات عسيرة خوفا من وصولهممتأخرين عن رحلتهم نتيجة الازدحام المروري ما جعلهم يستنفرون كل ذويهم قصد الوصول إلى المطار فيالوقت المناسب أو قبل إقلاع الطائرة بساعات، في حين قضى بعضهم الليل في السيارات تجنبا لمعضلةالازدحام الذي أصبح هاجسا يؤرق المواطن إلى غاية إيجاد حلول سريعة له.