تحوّلت أنواع الأكفان وماركاتها المعروضة للبيع في المحلات التجارية لمحل سخط واستغراب من قبل عائلات الموتى، فبالرغم من أن الكفن هو مجموعة من الثياب تستخدم لستر جسد الميت، إلا أن بعض الباعة حولوها إلى تجارة مربحة بعرضهم أنواعا مختلفة من الكفن بأسعار باهظة حسب لونه ونوعية القماش المستعمل.
يقول أحد باعة الملابس الشرعية"هناك أنواع عديدة ومختلفة من الأكفان حسب عدد القطع التي تتكون منها، فهناك المكونة من 5 قطع، وهو ما يستخدمه معظم الجزائريين وأخرى من 7 قطع، المهم أن يكون الرقم وترا أي فرديا، وتختلف الأسعار كذلك بحسب نوعية القماش المستعمل فهناك أكفان مصنوعة من الفينة العادية، وسعرها زهيد في حدود 1300 إلى 1500 دج، وهناك أنواع أخرى بيضاء ناصعة، ملمسها كالحرير ويكون سعرها ابتداء من 5 ألاف دينار جزائري فما فوق، ولأن السعر باهظ جدا استفسرنا التاجر عن مدى الإقبال عليها، فرد "بالطبع كل واحد يشري الكفن اللي يساعده على حساب دراهم "الزاوالي" عنده كفن تاعه و"المرفهين" عندهم الكفن تاعهم".
من جهته، أكد الأستاذ في الشريعة وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، كمال شيكات، أن الأصل في كل ما يتعلق بالموت يكون فيه التواضع، لذا حتى زيارة المقابر لا يحبذ فيها ارتداء ملابس الشهرة، وذكر لنا حادثة صحابي كان يلبس حذاء الشهرة أي غالي الثمن داخل مقبرة، فطلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينزعه قائلا:"يا صاحب السبتيتين ألقهما"، وشددّ المختص في الدين أن الكفن يجب أن يكون من القماش المتين كي لا يتمزق ولا تكون فيه مغالاة، فالأصل هو البساطة استعدادا لملاقاة المولى عز وجل.