طالت تداعيات الإعتداءات الإرهابية على صحيفة "شارلي إيبدو" بفرنسا والمضايقات التي يتعرّض لها المسلمون وأفراد الجالية الجزائرية، عدّة دول أوروبية منها اسبانيا، أين يشتكي مغتربون من تفاقم الكره والحقد عليهم وتضييق فرص العمل وحملة شرسة لترحيل "الحراڤة".
أكّد مغتربون بالعاصمة الإسبانية مدريد، في تصريحات لـ"الشروق"، أنّ الأحداث التي تعرفها فرنسا هذه الأيّام بعد الهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، لحقت تبعاتها أفراد الجالية في اسبانيا، من خلال مضايقات شديدة، سواء من قبل المصالح الأمنية أو المواطنين الإسبان، إذ أحيطت مختلف الأماكن العمومية والمؤسسات بمدريد بإجراءات أمنية مشدّدة، استعدادا لحدوث أيّ هجوم مشابه لذلك الذي عرفته فرنسا، وحسب مصادر "الشروق"، فإنّ الجزائريين والمغاربة هم الأكثر استهدافا من قبل مصالح الشرطة من خلال عمليات تفتيش متكررة في الميترو وفي الأماكن العمومية، إضافة إلى فحص وثائق الهوية المتكرر، ويلاحظ جزائريون يعيشون في العاصمة الإسبانية منذ سنوات، تنامي الكره والحقد عليهم بعد الأحداث الأخيرة، وتصنيفهم في خانة "الخطر" من قبل المواطنين الإسبان الذين يتفادون أيّ نوع من التعامل معهم، خصوصا فيما يتعلّق بتأجير المساكن والتشغيل، إذ يؤكّدون أنّ الأزمة الإقتصادية التي عصفت بإسبانيا كانت قد خلفت حالة من الجفاف في مناصب العمل في السنوات الأخيرة، لكنّ الأحداث الأخيرة زادت الطين بلّة، من خلال التحرّش بالجزائريين وتعرّضهم للطرد من مناصب عملهم، وصدّهم أينما يذهبون، مخافة تنفيذهم لأيّ نوع من الإعتداءات، وهي السلوكات التي استهجنها أبناء الجالية الجزائرية في اسبانيا، مؤكّدين أنّهم متعايشون مع مختلف الجنسيات ومختلف الأديان في الخارج، وأنّ تواجدهم هناك بهدف كسب القوت بعيدا عن تبني أيّ أفكار متطرفة.
كما ذكرت مصادر "الشروق"، أنّ هناك حملة لترحيل جميع المقيمين بطريقة غير شرعية من "الحراڤة" مع مضاعفة المراقبة على مستوى السواحل الإسبانية للتصدي لأيّ محاولة هجرة سريّة. مع الإشارة إلى أنّ أفواج "الحراڤة" من السواحل الغربية للوطن لا تتوقف عن المغامرة حتى في فصل الشتاء للوصول إلى الضفة الأخرى، لتلقى حتفها غرقا في البحر على غرار ما حدث لخمسة شبان من مستغانم مؤخرا، أو يتم ترحيلهم بعد القبض عليهم.