أي أول دور يشهد دخول أندية الدوري الممتاز، حيث صعدت الجماهير كثيرا من لهجتها في حق المدرب دافيد مويس وتزايدت الأصوات المطالبة بضرورة إقالته بشكل لم يحدث طيلة الأشهر الماضية، ونفس الشيء بالنسبة للخبراء والمحللين الفنيين عبر وسائل الإعلام، حيث اتفق غالبيتهم على أن التقني الإسكتلندي ليس الأنسب لقيادة سفينة "الشياطين" بناءا على خياراته وفلسفته منذ مجيئه والتي أثبتت إفلاسها لحد الآن، وكلها أمور جعلت مدرب إيفرتون السابق مهددا بالإقالة أكثر من أي وقت مضى، وقد يتجسد التهديد بشكل رسمي إذا واصل على نفس المنوال لمباريات أخرى قادمة.
أسهمه تتهاوى ومساندوه في تضاؤل مستمر
وبخصوص رد فعل الجماهير، نقلت صحيفة "ميترو" الإنجليزية عددا من تعاليق جماهير اليونايتد عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والتي طلبت الاستغناء عن مدرب إيفرتون السابق الذي أضاع هيبة الفريق في ظرف قصير، ليتأكد بأن أسهم هذا الرجل تتهاوى يوما بعد يوم ومساندوه في تضاؤل مستمر، حيث كتب أحدهم في "تويتر": "يجب أن نقرأ في عنواين الصحف غدا أن مويس تمت إقالته"، فيما علق آخر بلغة لا تخلو من التهكم: "الأنصار يدعمون مويس، فعلا أنصار أرسنال، تشيلسي، السيتي، ليفربول وتوتنهام كلهم يدعمون بقاءه"، وأضاف أحد مشجعي "الشياطين": "آمل أن يدرك مويس أنه بصدد النيل من سمعة اليونايتد".
تصريحاته الانهزامية قد تكون دافعا آخر للتخلي عنه
والأمر الذي زاد من حدة الغضب على التقني الإسكتلندي وجعل شريحة كبيرة من الجماهير والخبراء في إنجلترا يقتنعون بضرورة رحيله، هو تصريحه التشاؤمي بخصوص الميركاتو الشتوي الحالي، فبينما كان الجميع ينتظر أن تتحرك الإدارة وتقوم بصفقات مدوية لتغطية النقائص الفنية، فاجأ دافيد مويس المتابعين عندما صرح أن إمكانية استقدام أسماء كبيرة يعد أمرا شبه مستحيل هذا الشهر، رغم تقديمه لأسباب تبدو مقنعة كصعوبة تفريط الأندية الأخرى في أبرز نجومها، إلا أن بعض الأطراف اعتبرت أن سبب الصعوبة هو قلة خبرة مويس في التعامل مع النجوم الكبار وفشله في إقناعهم بمشروعه الرياضي.
الإدارة تفضل الاستقرار بسبب 36 مليون أورو !
من جهتها، ترفض إدارة مانشستر يونايتد لغاية كتابة هذه الأسطر أن تتحدث حول مستقبل دافيد مويس، حيث رفض صناع القرار التصريح حول الأمر، كما لم ينشروا أي بيان دعم أو توضيح عبر الموقع الرسمي في الشبكة العنكبوتية، وبلغة المنطق فإن إقالة هذا المدرب تبدو خيارا مستبعدا من طرف الإدارة في الوقت الحالي، خاصة أن إعفاءه من مهامه يستلزم تسليمه كل أجوره الشهرية إلى غاية جوان 2019 (مدة العقد)، والتي قدرتها التقارير بـ36 مليون أورو، هذا دون نسيان مبادئ النادي المبنية على إعطاء كل الأولوية للاستقرار الفني.
اللقاءات المقبلة حاسمة وقد يكون أقل المدربين تعميرا منذ 1932
ورغم رغبة الإدارة في ترسيخ عامل الاستقرار الذي لطالما ميز النادي، وتخوفها من الخسائر الباهظة في حال لجوئها لخيار الإقالة، إلا أن أغلب التقارير الإنجليزية تتفق على أن اللقاءات القليلة القادمة لرفقاء واين روني ستكون حاسمة بشأن مستقبل مويس، خاصة أنها مصيرية بما أن لقاءي سندرلاند في نصف نهائي كأس الرابطة ولقاءي سوانزي وتشيلسي في الدوري سيحددان مصير النادي في المسابقتين، وبالتالي فإن تواصل سلسلة النتائج السلبية في هذه اللقاءات الأربع قد يعجل بإنهاء مشوار دافيد في "أولد ترافورد"، وحينها سيكون أقل مدرب تعميرا على رأس النادي منذ عهد الإنجليزي "والتر كريكمر" الذي درب الفريق ما بين نوفمبر 1931 وجوان 1932، وغادر منصب المدرب متفرغا لمنصب سكريتير النادي بعدما فشل في تحقيق الصعود للدرجة الأولى آنذاك.