حسبهم- تفلسف كثيرا في تلك المباراة، فالمشرف الأول على العارضة الفنية وضع خيارات لم تعجب الجميع، وهو ما جعل الكثير من مقربي الفريق يطالبون برحيله، لأن المدرب هو الذي يتحمل المسؤولية دائما مهما كانت النتائج ومن الطبيعي أن يكون الضحية حتى وإن لم يكن هو المذنب، لأن منطق كرة القدم يفرض مثل هذه الأمور والضغط الذي يكون على الإدارة عادة ما يدفع ثمنه الطاقم الفني، وعليه فإن رحيل المدرب الفرنسي عن العارضة الفنية لنادي سوسطارة ليس واردا في الوقت الراهن، خاصة أن غياب الرئيس علي حداد وشقيقه ربوح يجعل كل الأمور معلقة، ويبقى الشارع العاصمة في غليان من سلسلة النتائج السلبية التي يسجلها الفريق من حين لآخر خصوصا داخل القواعد.
جلب خمس نقاط وضيّع العدد نفسه في بولوغين
وبلغة الأرقام، فإن حصيلة المدرب كوربيس متوسطة على طول الخط ولا تليق بمقام فريق اسمه الاتحاد ويتنافس على اللقب ومن أبرز المرشحين للتواجد في المراكز الأولى، فبعد مرور سبع جولات يتواجد الاتحاد في المركز الخامس برصيد 12 نقطة فقط، وعلى بعد نقطة واحدة فقط عن الجار مولودية الجزائر صاحب المركز السادس وأربع نقاط عن الرائد وفاق سطيف، نقطتين عن الملاحق شبيبة القبائل ونقطة واحد وراء كل من شباب قسنطينة وأمل الأربعاء، وقد ضيّع الاتحاد خمس نقاط كاملة بملعبه من هزيمة وتعادل أمام كل من أهلي البرج وشباب قسنطينة على التوالي، ولحسن حظه أنه جلب خمس نقاط من خارج الديار بفضل فوز وتعادلين، أي أن ما جلبه من خارج الدّيار أهدره في ملعبه.
معدل متوسط وعدد نقاط يخص فريقا يلعب على البقاء
ويعتبر رصيد 12 نقطة متوسطا إلى أبعد الحدود بالنسبة لنادي مثل الاتحاد فائز بلقبين الموسم الماضي ويسعى للظفر بلقب البطولة هذا الموسم، خاصة أنه عرف استقرارا بنسبة فاقت التسعين بالمائة على كل المستويات، فالفريق لو لم يهدر نقاطا في بولوغين لكان رصيده الآن 17 نقطة متصدرا الرابطة المحترفة الأولى، لكن فلسفة المدرب كوربيس- حسب الأنصار- هي التي أوصلت الفريق إلى هذه الوضعية وبات يحقق نتائج متوسطة وتخص فريقا يلعب من أجل تفادي السقوط.
كأسا الموسم الماضي يشفعان له وإلا لكان قد رحل
وإذا قلنا أن المدرب كوربيس لن يرحل قبل جولتين على الأقل، فإن ما يشفع له هو ما حققه الموسم الماضي، فالتتويج بأول لقب خارجي في تاريخ النادي ونيل كأس الجمهورية على حساب الجار مولودية الجزائر أمران يضعان كل الحسابات الحالية جانبا، وما يزيد من إصرار الإدارة على الاحتفاظ به هو ما فعله عقب التعثر أمام أهلي البرج، حين فاز بداربيين أمام الحراش والمولودية وعاد بنقطة من بشار على حساب شبيبة الساورة، وهو ما يجعله في وضعية جيّدة، قبل أن يخفق من جديد في الفوز بنقاط لقاء داخل الديّار، ولو لا هذه المعطيات لكان قد رحل منذ عدة أسابيع.
حداد سيعود عشية لقاء العلمة وسيمنحه فرصة إلى غاية لقاء عين فكرون
وبما أن الرئيسين علي وربوح حداد غائبان عن أرض الوطن، فإن رحيل المدرب سوف لن يكون قبل لقاء الجولة العاشرة أمام شباب عين فكرون، لكن قبل هذا اللقاء هناك مباراتان خارج القواعد يجب العودة فيهما بنتيجة إيجابية، والفوز بعدها على صاحب ذيل الترتيب والصاعد الجديد شباب عين فكرون بنتيجة مقنعة، وإلا فإن رحيله سيكون أمرا محتوما حينها، وعليه فإن مصيره معلق بالجولات الثلاث القادمة.
أربع نقاط على الأقل في العلمة والشلف والتعادل لن يشفع له
وسيطالب الجمهور العاصمي ومعه مسيرو النادي المدرب كوربيس بجلب أربع نقاط على الأقل من تنقليه إلى العلمة والشلف، وهذا من أجل تعويض النقاط الضائعة في بولوغين والوصول إلى مرتبة مشرّفة تضمن البقاء في السباق من أجل الفوز باللقب أو على الأقل المركز الثاني، فالهزيمة في لقاءين من اللقاءات الثلاثة القادمة سيجعل الاتحاد ربما في المركز الثامن أو العاشر بعد مرور عشر جولات، وهو ما يعني أن الاتحاد مطالب بتوخي الحذر إذا أراد البقاء في السباق من أجل الظفر بأول لقب في عهد الاحتراف والأول منذ ثمانية مواسم كاملة.
الوفاق ابتعد بأربع نقاط والخطر يأتي من القبائل و"السنافر"
وإذا قارنا الاتحاد بالفرق الأخرى المنافسة على لقب البطولة، فإنه يعد الفريق الأكثر استقرار، وهو ما جعل الجميع يرشحونه ليكون في صدارة الترتيب على الأقل في الجولات الأولى، أو في أسوأ الأحوال يكون مع الثلاثة الأوائل، لكنه خيّب الظن وترك المبادرة لكل من الغريم وفاق سطيف والمنافسين العائدين شباب قسنطينة وشبيبة القبائل، وهذا الثلاثي يحتل مراكز أحسن من الاتحاد رغم أنه جدد تعداده وعرف تغييرات على أكثر من مستوى.
الأربعاء دون ملعب يحتل مرتبة أحسن من الاتحاد
وما لم يفهمه أنصار الاتحاد هو تواجد فريقهم في المركز الخامس خلف الصاعد الجديد أمل الأربعاء، هذا الأخير الذي حقق الصعود في ملعب بولوغين الموسم الماضي، انتقل إلى ملعب آخر وهو ملعب الإخوة براكني بالبليدة وبات يحقق في نتائج جيّدة داخل وخارج قواعد رغم أنه لا يملك ملعبا، وعلى ضوء هذه المعطيات يتعيّن على إدارة الاتحاد أن تنظر في الأمور بشكل جديد، لأن الفريق قد يجد نفسه يصارع من أجل البقاء في حالة ما إذا واصل إهدار النقاط على ملعب.
----------
شتال: "فرحتي بالهدف لم تكتمل لأننا ضيّعنا نقطتين على ملعبنا"
"عندما كنت أرى فرحات أساسيا أعمل لأصل إلى ما وصل إليه وأفضل"
"فترة الراحة مفيدة وسنذهب إلى العلمة من أجل الفوز"
ما تعليقك على التعادل المسجل في الجولة الماضية؟
صراحة هو تعادل مخيّب، فقد لعبنا من قبل مباريات في المستوى وحققنا نتائج إيجابية مما جعلنا نطمح لتسجيل مزيد من الانتصارات على أرضنا وأمام جمهورنا، كنا أقرب إلى تحقيق الفوز لأننا بدأنا المباراة بقوة، لكننا وقعنا في الفخ وتلقينا هدف التعادل وضيّعنا بعدها المزيد من الفرص، وهو ما تحسّرنا له كثيرا.
كنت وراء أسرع هدف في البطولة لحد الآن، فما قولك؟
استغليت أول فرصة أتيحت لي وسجلت هدفا، فرحتي به كانت كبيرة لأنه الأول لي في مشواري مع الأكابر، وهو أمر يتمناه أي لاعب خاصة الشباب مثلي، لكن تلك الفرحة لم تكتمل لأننا ضيعنا الفوز، فلو اقترن الفوز بالهدف لكانت فرحتي كبيرة جدّا، تمنيت لو أهديت الفريق ثلاث نقاط، لكن على كل حال علينا نسيان هذا اللقاء والتفكير في المستقبل.
تلقيتم هدفا في وقت قاتل مع نهاية الشوط الأول، ألا ترى أن هذا ما أثر عليكم؟
بلى، فقد كنا على وشك إنهاء الشوط الأول متقدمين في النتيجة، لكن لسوء حظنا تلقينا هدفا في وقت حساس جدا، وهو ما جعلنا ندخل الشوط الثاني متأثرين نفسيا وتحت ضغط كبير، ورغم ذلك تمكنا من خلق العديد من الفرص، لكن لسوء حظنا عجزنا على الوصول إلى شباك المنافس، والذي تجمع في الخلف واستطاع أن يغلق كل المنافذ.
نفهم من كلامك أن ملعب بولوغين أصبح يشكل مشكل بالنسبة لكم؟
ليس مشكلة وإنما هو ملعب صغير يساعد الفرق التي تملك دفاعا قويا على غلق المنافذ وتكسير اللعب، عكس الملاعب الكبيرة التي يمكن من خلالها للفريق الذي يلعب بخطة هجومية أن يفتح اللعب ويصل إلى مرمى المنافس.
في كل الأحوال الهدف الذي سجلته يرفع معنوياتك وأنت تلعب أول مباراة لك ضمن التشكيلة الأساسية…
بالتأكيد، فمجرّد الحصول على فرصة اللعب يرفع المعنويات، وفي كل مرة كنت أحصل على فرصة إلا وأعمل على نيل ثقة المدرب، وهذا أمر مشجع لنا جميعا نحن الشبان الذين نلعب أول موسم لنا مع الأكابر، سأعمل كل ما في وسعي لكي ألعب مباريات أخرى وأحصل على المزيد من الفرص حتى أكتسب خبرة وتجربة من زملائي الذين يكبرونني سنا.
تبدو على ثقة من نفسك، فهل تريد مكانة أساسية دائمة؟
أي لاعب يعمل لكي يلعب، والمدرب هو الذي يختار التشكيلة في النهاية، كل ما أعمل من أجله هو أن ألعب سواء أساسيا أو احتياطيا، لأن الهدف الرئيسي هو البقاء في جو المنافسة، والجميع يعلم أن العودة إلى مقعد البدلاء يجعل المستوى يتراجع، خاصة إذا طالت المدّة.
هناك من يرى في جيل شتال، فريوي، فرحات والآخرين مستقبل الاتحاد، ما قولك؟
من حقنا أن نحلم، فاللاعبون الذين حملوا مشعل الاتحاد من قبل كانوا شبانا مثلنا وحصلوا على فرص كثيرة، وإذا تمكنا من الحصول على فرص مثلهم فسنكون نحن ركائز الفريق في المستقبل، وأنا شخصيا عندما كنت أرى الموسم الماضي والذي قبله فرحات أساسيا دون منازع وهو في ذلك السن، عملت جاهدا لكي أحصل أنا أيضا على فرص، فهو أقل مني سنا وأصبح ركيزة في الفريق، وهذا ما شجعني على العمل أكثر لكي أكون مثله.
لكن وضع الثقة فيكم سيجعل لاعبين أساسيين وأصحاب خبرة خارج الحسابات، فكيف ترى هذا الأمر؟
المدرب هو الذي يحكم على مستوى أي لاعب، فأنا وبقية الشبان لم نأت من أجل أخذ مكان أحد، والمنافسة أمر مشروع وكل لاعب يعمل لصالحه وصالح الفريق ككل، وبطبيعة الحال الأحسن هو الذي يلعب، وفي بعض الأحيان الخبرة لازمة، وفي الوقت نفسه الشبان من حقهم الحصول على فرص.
البطولة ركنت إلى راحة هذا الأسبوع، هل ترى أنها مفيدة لكم؟
أظن أن فترة الراحة ستكون فرصة لتصحيح الأخطاء وترتيب الأمور من جديد حتى نكون جاهزين للقاءات القادمة، والبداية بمباراة العلمة التي ستكون صعبة جدا لأنها خارج الديار وكل الفرق ترفض تضييع نقاط على ملعبها، لكننا سنتنقل من أجل الفوز وهذا أمر مشروع.
الأنصار يريدون منكم البقاء مع أصحاب المقدمة من أجل مواصلة التنافس على اللقب، ما رأيك؟
ونحن نقول لهم أننا سنعمل كل ما في وسعنا حتى نحقق ما يريدونه، فهدفنا الأول والأخير هو إسعادهم وذلك يمرّ عبر النتائج الإيجابية، ضيّعنا خمس نقاط كاملة على ملعنا وعلينا التركيز أكثر على بقية المشوار من أجل تفادي تضييع نقاط أخرى، تمنيت لو أهديتهم فوزا من خلال الهدف الذي سجلته، لكنني مجبر على العمل من أجل أهداف أخرى.
--------------
عودة زياية وغياب فريوي يطرح أكثر من تساؤل
يتساءل الكثير من الأنصار عن مصير اللاعب سامي فريوي المتألق في الداربي أمام الجار اتحاد الحرّاش، هذا اللاعب الشاب الذي استنجد به المدرب كوربيس أمام غياب كل من جديات، زياية وڤاسمي في تلك المباراة، لم يخيّب في شوط ونصف لعبه، إذ سجل هدفا من بين أحسن الأهداف في بطولة هذا الموسم، وهو ما جعل الجميع يرى فيه حلا لمشكل الهجوم في المباريات الموالية، خاصة أن اللاعب زياية يمرّ بمرحلة فراغ ولم يحقق الأهداف المرجوة، وعلاقته مع الأنصار ليست على ما يرام، لذا أرادوا من المدرب أن يواصل منح الفرص لفريوي لكن المدرب لم يفعل ذلك.
زياية يمرّ بمرحلة فراغ وعودته أمام "السنافر" أكبر خطأ
وكان اللاعب زياية قد غاب عن ثلاثة لقاءات، الأول في الجولة الرابعة أمام اتحاد الحرّاش بسبب العقوبة، والثاني والثالث أمام المولودية والساورة بسبب خيارات المدرب، قبل أن يعود في الجولة الماضية لكن من بوابة مقعد الاحتياط، وهي طريقة أراده المدرب أن يبعد اللاعب عن الضغط، لكن اللاعب لم يكن محظوظا وتم إقحامه أمام "السنافر" ولم يحقق الهدف المسطر وهو تسجيل هدف الفوز، ليزداد الضغط عليه وعلى المدرب لأنه عاد في وقت غير مناسب.
دخوله والفريق متعادل وتحت ضغط كبير لم يكن ليحدث
ويرى بعض المتتبعين أنه كان بإمكان المدرب كوربيس أن يعيد زياية في وقت آخر أفضل من التوقيت الذي دخل فيه أمام شباب قسنطينة، فالوضعية كانت صعبة والفريق كان تحت ضغط كبير، أي أن كل الأنظار كانت مصوّبة نحو زياية ليسجل هدف الخلاص، لكن الظروف لم تكن ملائمة وهو ما لم يكن صائبا من المدرب كوربيس، فإبعاد اللاعب في ثلاثة لقاءات وبعدها يعود أمام جمهور غاضب منه مما حدث أمام البرج أمر تسبب فيه المدرب وأعاد اللاعب إلى نقطة الصفر.
كان بإمكان كوربيس منحه فرصة بعيدا عن بولوغين
وأضاف بعض محبي الفريق أنه كان من الأجدر للمدرب كوربيس أن يمنح اللاعب السابق لنادي البنزرتي التونسي فرصة العودة إلى جو المنافسة بعيدا عن ملعب بولوغين، فهذا الملعب بات عائقا أمام الفريق ككل وليس زياية فقط، لذا من الطبيعي أن ينتظر الجمهور دخول فريوي عوض زياية، لأن ابن مدينة ڤالمة كان ومازال بحاجة إلى هدف يحرّره وحتما سيكون صعبا عليه داخل القواعد.
فريوي أهدى الفوز في الداربي وبعدها غاب عن الأنظار
وبالعودة إلى اللاعب فريوي، فإن غيابه عن ثلاثة لقاءات متتالية- عقب مشاركة أساسية وهدف ساهم به في إهداء ثلاث نقاط خارج الدّيار- من شأنه أن يطرح علامات استفهام كثيرة، لأن الجميع انتظر مشاركته أمام المولودية أو على الأقل أمام الساورة، لكن لسوء حظه لم يتمكن من الحصول على فرصة ولو بديلا، والأكثر من هذا لم توجه له الدعوة في المباراة الأخيرة أمام شباب قسنطينة، وهي القطرة التي أفاضت الكأس وجعل الكل ساخطا على المدرب الذي فشل في إيجاد حل لمشكل الهجوم.
بهذه الطريقة معنويات اللاعب ستتحطم
ويرى الجميع أن معنويات اللاعب فريوي قد تتحطم إذا تواصل تهميشه في الجولات المقبلة، لأنه برهن عن مستوى يؤهله ليحل معضلة غياب الأهداف، لكن المدرب كوربيس ومراهنته على اللاعب زياية ومهاجمين آخرين جعل الفريق يدفع الثمن، وبالتالي ضياع مزيد من النقاط وضياع فرصة تأكيد فريوي وشبان آخرين إمكانياتهم.
حذار أن يعرف شتال المصير نفسه
ويحذر الأنصار المدرب كوربيس من أن يبعد اللاعب شتال في المباريات المقبلة، فاللاعب تألق في اللقاء الأول أمام اتحاد الحراش رغم لعبه نصف شوط فقط، وتكرر تألقه في أول لقاء له أساسيا وتمكن تسجيل هدف، لذا يرى الجميع أنه يجب منح الفرص للشبان لأنهم يملكون مؤهلات وهم مستقبل الفريق.
-----------------
العودة إلى التدريبات هذا المساء
من المرتقب أن يعود لاعبو اتحاد العاصمة إلى جو التدريبات هذا المساء بحصة تدريبية بملعب عمر حمادي ببولوغين، وستكون الحصة بداية لتحضيرات خاصة بالمباراة المقبلة أمام مولودية العلمة والمرتقبة يوم 21 أكتوبر القادم، كما ستعرف غياب المدرب كوربيس المتواجد في فرنسا إلى غاية يوم الجمعة المقبل.
كلمات دلالية :
اتحاد العاصمة