تسببت العاصفة الثلجية والأمطار الغزيرة التي اجتاحت 18 ولاية في إغلاق العديد من محاور الطرقات الرئيسية والمنافذ الواقعة بالمناطق المرتفعة وانقطاع للتيار الكهربائي بعدة بلديات مع أزمة في السيولة النقدية بعدد من المكاتب والمراكز البريدية ، فيما حذرت مصالح الدرك الوطني الأحد، المواطنين ومستعملي الطريق بتوخي الحيطة والحذر بسبب الجليد.
وحسب النشرية الصادرة عن المركز الإعلام والتنسيق المروري لقيادة الدرك الوطني، فإن تراكم الثلوج المتساقطة ليلة السبت إلى الأحد تسببت في قطع العديد من الطرقات الوطنية والولائية، من بينها الطريق الولائي رقم 9 الرابط بين ولايتي تيزي وزو وبجاية على مستوى قرية مزقن بلدية إيلولة أومالو، والطريق الولائي رقم 253 الرابط بين ولايتي تيزي وزو وبجاية على مستوى منطقة فج شلاطة بلدية إليلتن.
كما تسببت الثلوج أيضا في قطع الطريق الوطني رقم 62 الرابط بين بلديتي الدشمية وبلدية سور الغزلان ولاية البويرة، والطريق الوطني رقم 22 الرابط بين مدينة تلمسان و مدينة تيرني مغلق بسبب الثلوج، إضافة الى الطريق الوطني رقم 30 عند مفترق الطرق تيزي نكويلال بلدية الصحاريج ولاية البويرة، والطريق الوطني رقم 33 أ بمنطقة شالي دو كاف بلدية الاسنام.
وفي هذا السياق تواصل وحدات الجيش الوطني في تقديم الخدمات ليلا ونهارا، على مستوى المناطق المتضررة بغرض مجابهة هذه الوضعية، وتقديم يد العون للمواطنين المتضررين مع ضمان تأمين وحماية الأشخاص والممتلكات، ذلك بالتنسيق مع مديريات الأشغال العمومية ومصالح البلدية، التي قدمت العتاد لإزاحة الثلوج من الطرقات المقطوعة وفك العزلة عنها
كما عملت مراكز العمليات بالمجموعات الإقليمية، إضافة إلى مختلف الفرق الإقليمية والوحدات العملياتية، للولايات المتضررة، خلال هذه الفترة، بإقحام العديد من التشكيلات الثابتة والمتحركة على مستوى طرق المواصلات، وهذا بتسخير الإمكانيات البشرية والمعدات التابعة للفرق الإقليمية، وكذا سرايا وفرق أمن الطرقات وإمكانيات وحدات التدخل عبر المحاور والمسالك الصعبة والنقاط السوداء، من أجل تنظيم وتسهيل حركة المرور وتوجيه مستعمليها لانتهاج المسالك المفتوحة من خلال ضمان مناوبة متواصلة لاستقبال مكالمات المواطنين الخاصة بطلبات النجدة والاستعلام حول حالة طرق المواصلات، لاسيما منها ما تم عبر الخط الأخضر 1055.
وكانت نشرية لمصالح الأرصاد الجوية، حذرت من تساقط للثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر، على كل من ولايات تلمسان، سيدي بلعباس، سعيدة، شمال البيض، تيارت، شمال الاغواط، تيسمسيلت، وعين الدفلى، المدية، البليدة، البويرة، تيزي وزو، بجاية، جيجل، سطيف، برج بوعريريج، باتنة وخنشلة، حيث ستمر الوضع إلى غاية أمسية الإثنين.
نقص حاد في قارورات غاز البوتان رغم تطمينات المسؤولين
الثلوج تقطع طرقات وتعطل الدراسة بعديد الولايات
شهدت عديد الولايات تساقطات ثلجية معتبرة، شلت الطرقات والمسالك وعطلت الدراسة، بعد ما بلغ سمك الثلوج في بعض المناطق 80 سنتمترا. وككل مرة تتساقط فيها الثلوج والأمطار بغزارة، تبرز مشاكل التموين، لاسيما بغاز البوتان.
عادت الثلوج، السبت، لتستقر بأعالي ولاية تيزي وزو، متسببة في غلق العديد من الطرقات الوطنية والولائية وعزل عشرات القرى بشل حركة المرور على مستواها إلى جانب توقف الدراسة في عدة مؤسسات تربوية.
وأفادت مصالح الدرك الوطني بولاية تيزي وزو، أن الثلوج تراكمت على عدة طرقات عابرة لإقليم الولاية ضمنها الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة مغلـق على مسافة 15 كلم من منطقة ايبوذراران إلى غاية تيزي نكولال. الطريق الوطني رقم 33 باتجاه ذات الولاية دائما مغلق على مستوى منطقة اسول ببلدية أيت بومهدي على مسافة 6 كلم، نفس الشيء بالنسبة للطريق الوطني رقم 15 باتجاه البويرة أيضا على مستوى فج تيروردة ببلدية افرحونان على مسافة 8 كلم.
الشلل المسجل في حركة المرور رافقه شلل المدارس، حيث تعذر على التلاميذ بلوغ مؤسساتهم التعليمية وكذا الأساتذة لغلق الطرقات وانزلاق البعض منها، كما عزلت عشرات القرى لتراكم الثلوج على مسافات طويلة عبر طرقاتها.
أزمة البوتان مرة أخرى!
تسببت الثلوج المتساقطة على بعض بلديات البويرة منذ ليلة أول أمس في قطع العديد من الطرق الوطنية والولائية وعزل قرى ومداشر، فضلا عن إرغام تلاميذ على عطلة إجبارية وكذا حوادث مرور مختلفة.
وحسب مصدر من مصلحة أمن الطرقات التابعة لمصالح الدرك الوطني فإن تراكم الثلوج وسمكها تسبب في قطع كل من الطرق الوطنية 30 و33 الرابطة بين البويرة وتيزي وزو وكذا الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين الدشمية بالبويرة والمدية، ناهيك عن الطرق الولائية رقم 24 و25 بالمزدور وتاقديت.
كما تسببت الأمطار والثلوج في 4 حوادث مرور بكل من الطريق السيار والطريق الوطني رقم 5، مخلفة في مجملها 6 جرحى، فيما اضطر تلاميذ كل من متوسطات داود أحمد بالمزدور ومحمودي بوعزة ببرج أخريص للبقاء بمنازلهم وأخذ عطلة إجبارية بعد تعذر وصولهم رفقة الأساتذة إلى مؤسساتهم التعليمية بسبب تراكم الثلوج على الطرقات، هذا في الوقت الذي تطرح فيه كل مرة أزمة النقص في التمويل بقارورات غاز البوتان لاسيما بالمناطق النائية رغم تطمينات المسؤولين بأخذ الاحتياطات لذلك، مثلما هو الشأن بالنسبة لقرى برج أخريص التي وجد سكانها صعوبات كبيرة للظفر بقارورة غاز البوتان في ظل برودة الطقس والظروف المناخية الصعبة.
الثلوج تحاصر حافلات النقل المدرسي
تسببت الثلوج التي تهاطلت، الأحد، على المناطق الجبلية لولاية ميلة، في غلق العديد من الطرق الوطنية والولائية والبلدية مما تسبب في عرقلة حركة المرور، وعدم التحاق المئات من تلاميذ الأطوار الثلاثة بالمؤسسات التعليمية بالدواوير الجبلية ببلديات مينار زارزة، تسدان حدادة، تسالة لمطاعي، أعميرة أراس، العياضي برباس، ترعي باينان، بوحاتم، دراحي بوصلاح، بني يحي عبد الرحمان، ميلة، سيدي خليفة، وبالتحديد قرى السطاح والشوارفة وتاصافت، بوحاتم، تسالة لمطاعي، مينار زارزة وترعي باينان بمقاعد الدراسة، وحاصرت الثلوج حافلات النقل المدرسي بتلك المناطق، الأمر الذي استدعى تدخل السلطات المحلية وتسخير جرافات وكاسحات الثلوج لفك الحصار عليها، ووصل سمك الثلوج بتلك المناطق والطرق التي تم فتحها قرابة الـ80 سنتيمترا.
وجدت حركة المرور صباح الأحد “صعوبة كبيرة” عبر عدة طرقات لولاية المدية خصوصا على محاور البرواقية – بن شيكاو، بن شيكاو – المدية، الطريق الوطني رقم 1، عين بوسيف وشلالة العذاورة، الطريق الولائي رقم 94، أولاد عنتر – دراق وبوغار – أولاد عنتر (الطريق الوطني رقم 6) وذلك عقب التساقطات الكبيرة للثلوج المسجلة على المنطقة، حسب ما علم من الحماية المدنية.
وأوضح الملازم كريم بن فحصي أن تراكم الثلوج على الطرقات والتي بلغ سمكها في بعض الأماكن أكثر من 5 سم تسبب في “ابطاء” حركة المرور في العديد من الطرقات بالولاية، حيث سجل انسداد مروري على مستوى الطرقات مما تطلب تدخل فرق إزالة الثلوج لمديرية الأشغال العمومية مدعومة بعناصر الحماية المدنية لإبقاء حركة المرور مفتوحة.
وقال ذات المتحدث أن “التدفق الكبير للمركبات عقد عمل هذه الفرق التي وجدت صعوبات كبيرة في التدخل بالطرقات المغطاة بالثلوج”. وأشار إلى تنصيب أمس السبت جهازا على مستوى المناطق التي عادة ما تسجل صعوبة في المرور على غرار بن شيكاو وفرنان ومدخل مدينة البرواقية وبني عتلي شمال المدية بهدف نجدة أصحاب السيارات المعرضين للحجز في الثلوج.
كما تسبب تساقط الثلوج أيضا في اضطراب حركة النقل خصوصا النقل الجامعي الذي توقف تماما صبيحة أمس نحو مختلف المعاهد والكليات، حسب ما علم من رئاسة جامعة يحيى فارس بالمدية. ولفت المصدر إلى “التعليق المؤقت” للدروس بمختلف الهيئات التابعة للتعليم العالي بسبب توقف وسائل النقل.
بالرغم من أن الثلوج لم تشلّ حركة المرور بقسنطينة
تلاميذ يتغيبون عن الدراسة بسبب نشريات موازية للأرصاد الجوية
سجلت العديد من المؤسسات التربوية بولاية قسنطينة، الأحد، العديد من الغيابات غير المبررة في أوساط التلاميذ، الذين أصبحوا يترقبون قدوم الاضطرابات الجوية حتى يجدوا مبررا للغياب عن مقاعد الدراسة. وقد شهدت مدينة قسنطينة صبيحة الأحد، تساقطا للثلوج في المرتفعات التي اكتست حلّة بيضاء، مصحوبة بانخفاض قياسي في درجات حرارة الجو، التي لم تتجاوز عتبة درجتين مئوية فوق الصفر، ما جعل العديد من تلاميذ مختلف الأطوار التربوية يغيبون عن الدراسة منذ الفترة الصباحية، بادعائهم أنهم يقطنون في المناطق التي شهدت اضطرابا جويا وتساقطا للثلوج.
وكانت ولاية قسنطينة، التي شهدت نهاية الأسبوع ما قبل الماضي تساقطا كثيفا للثلوج والتي تعدى سمكها الـ25 سنتمترا، في بعض المناطق، سجلت شللا في الدراسة، بعد الغياب الجماعي لتلاميذ مختلف الأطوار التعليمية وحتى الأساتذة الذين وجدوا صعوبة كبيرة في الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية لمزاولة عملهم، بعد أن تسببت الثلوج في توقف حركة النقل وغلق شبكة الطرقات عبر مختلف المحاور والاتجاهات، حتى بوسط مدينة قسنطينة، أين توقفت الدراسة نهائيا وقتها، ما منح للتلاميذ رخصة استثنائية للغياب عن الدراسة وممارسة هوايتهم في اللعب بكرات الثلج. وقد اشتكى أمس العديد من الأساتذة في مختلف الأطوار التعليمية بقسنطينة، من غياب التلاميذ غير المبرر، خاصة وأن حالة الطقس لم تكن تستدعي ذلك، رغم برودة الجو وتساقط كميات قليلة من الثلوج والتي لم تتسبب في إعاقة حركة السير، حيث ظلّت كل وسائل النقل تعمل بطريقة عادية سواء ما تعلق الأمر بالحافلات أو الترامواي، وأضاف الأساتذة أن أغلب التلاميذ اعتمدوا في غيابهم على بعض النشريات مجهولة المصدر والخاصة بحالة الطقس التي تضمنتها مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة منها الفايس بوك، مؤكدين أنه كان على التلاميذ عدم الغياب، خاصة وأنهم في فترة الفروض المدرسية، كما أن تلاميذ السنة الرابعة متوسط مطالبون خلال هذه الفترة باستخراج بطاقات التعريف البيومترية، التي تسمح لهم باجتياز شهادة التعليم المتوسط. وقد تمتد فترة عطلة التلاميذ إلى غاية نهار اليوم الاثنين بوصول الاضطراب الجوي المصحوب بالتساقط الكثيف للثلوج إلى إقليم ولاية قسنطينة، ما قد يمنح فرصة إضافية لهواة الغياب عن مقاعد الدراسة، لتمديد عطلتهم إلى يوم آخر. جدير بالذكر أن كل المؤسسات التربوية بولاية قسنطينة كانت خلال الاضطراب الجوي الأخير الأسبوع ما قبل الماضي، قد أقدمت على تسريح كل التلاميذ حتى في المناطق التي لم تشهد تساقطا للثلوج.