حيث تقرر رفع حالة التأهب ومتابعة عملية تنقل الأشخاص في إطار فرق مشتركة مع الأمن والجمارك، من خلال إخضاع الحالات المشتبه بها إلى فحوصات إجبارية ونقل المؤكدة منها إلى المصلحة المختصة على مستوى المستشفيات أو الوحدات الصحية الحدودية المجهزة.
عقد وزير الصحة، مختار حسبلاوي، جلسة عمل مع إطاراته المركزية، شدد فيها على ضرورة التقيد بالإجراءات الصحية المتعلقة بأنفلونزا الخنازير، بعد تسجيل إصابات في المغرب أدت إلى وفاة تسعة أشخاص، وهو اجتماع لم يتم الكشف عن نتائجه، بالنظر إلى حالة الاستنفار التي تعيشها مصلحة الأمراض المعدية في الوزارة لتجنب زحف الفيروس إلى الجزائر عبر الحدود مع المغرب، التي تعرف حالة تنقل غير شرعية للمهربين خاصة، ما يجعل عملية مراقبتها صعبة تتطلب تعزيزات أمنية مشددة بالتنسيق مع مصلحتي الأمن والجمارك. وأمر حسبلاوي، حسب مصدر مسؤول من الوزارة، بضرورة تعزيز ترسانة الإجراءات الوقائية تجنبا للوصول إلى حالة وبائية، مع الحرص على تقديم تقارير دورية تشرح الوضعية الصحية، قصد منع أخطار تنقل الفيروس إلى الجزائر واكتشاف أولى الحالات المصابة فوريا لاتخاذ الإجراءات الأولية اللازمة والحيلولة دون الانتقال المحلي للمرض.
وفي هذا الإطار، تم تجنيد فرق المراقبة الصحية على مستوى الحدود والمستشفيات والتأهب لإجراء تحقيقات وبائية من طرف المصالح المعنية لمتابعة وتحديد سلسلة انتقال الفيروس في حال تسجيل إصابات مؤكدة، حيث يتم عزل المصاب بعد أن تظهر عليه أعراض المرض، كالحمى والسعال أو آلام في الأطراف، ونقله إلى مراكز المراقبة الصحية الحدودية أو إلى المرافق الصحية المختصة قصد إجراء الفحوصات.
وجاء في المخطط الاستعجالي الذي دخل فعليا حيز التنفيذ أنه في حال تسجيل حالة مشتبه بها على مستوى المراكز الحدودية تحمل نفس الأعراض المتمثلة أساسا في الحمى والسعال، يتم نقلها إلى مصلحة الأمراض المعدية على مستوى المستشفى لإجراء التحاليل اللازمة والتأكد من صحة المرض، كما شدد على ضرورة احترام قواعد النظافة، مشيرا إلى أنه على المسافرين المتوجهين إلى إحدى المناطق المصابة بالفيروس، المغرب خاصة، احترام التوجيهات الصحية التي يعلنها بلد الاستقبال، وفي حال التأكد من الإصابة، يتم نقل المصاب إلى مصلحة الإنعاش للتكفل بالمضاعفات الخطيرة التي تنتج عن الفيروس، حيث إن هاتين المصلحتين مجهزتان بالوسائل اللازمة للتكفل بالحالات في إطار الإجراءات العادية التي يتم اتخاذها في كل مرة لمواجهة أي فيروس، علما أن المنظمة العالمية للصحة لا توصي بتوقيف الرحلات إلى البلدان مصدر الفيروس لكنها تحذر المسافرين إليها بعدم التنقل إلا في حالات اضطرارية واستعجالية، ما يعني أن الجزائر ستبقى حذرة ويقظة، دون المساس بحرية تنقل الأشخاص، أي أنه لن يتم توقيف أي مسافر قادم من المغرب إلا في حالة الاشتباه في إصابته بالفيروس.
وجاء تحرك وزارة الصحة لتجنب حالة الهلع التي رافقت وفاة العديد من الأشخاص العام الماضي، حيث تم الاشتباه في البداية بأنفلونزا الخنازير، قبل أن يؤكد المسؤول الأول عن القطاع، مختار حسبلاوي، الذي خرج عن صمته بعد ضجة كبيرة وتضارب المعلومات، أن الأمر يتعلق بأنفلونزا موسمية عادية، مشيرا إلى أن فيروس “H1N1” لم يدخل إلى الجزائر.