تشير حصيلة الحماية المدنية عن أرقام خطيرة بخصوص عدد الوفيات والإصابات الناجمة عما يعرف بـ “القاتل الصامت” المتمثل في استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدافئ وسخانات الماء، خاصة في فصل الشتاء.
وكشفت الحماية المدنية في بيان لها السبت تحوز “الشروق” نسخة منه، أنه منذ بداية الشهر الجاري لقي 46 شخصا مصرعهم وتم إنقاذ 444 آخر من موت محقق، وهي حصيلة ثقيلة تدق ناقوس الخطر.
وخلال 24 ساعة الأخيرة، تم تسجيل وفاة شخصين في ولاية بجاية، وتدخلت الحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية لـ 66 شخصا استنشقوا غاز أكسيد الكربون CO المنبعث من المدافئ وسخانات الماء، في كل من سطيف 16 شخصا، ميلة 8 أشخاص، البويرة 5 أشخاص، تيسمسيلت 7 أشخاص، خنشلة 12 شخصا، برج بوعريريج 4 أشخاص، قسنطينة 3 أشخاص، تلمسان 5 أشخاص، جيجل 6 أشخاص.
وحسب التحقيقات الأولية التي قامت بها وحدات الحماية المدنية، فإن السبب الرئيسي في ارتفاع ضحايا القاتل الصامت يعود إلى عدم جودة المدفآت التي يقتنيها المواطن، إضافة إلى سوء تركيبها، حيث يقوم الرصاصون غير المعتمدين بتركيب المدفآت بطريقة سيئة، إذ يكون فيها التلحيم سيئا وتركب الصمامات بطريقة عشوائية تسمح للغاز بأن يتسرب من خلالها وهو ما ينجر عنه اختناق في حالة غياب التهوية.
كما أن المدفآت المغشوشة حسب المحققين، أصبحت تشكل خطورة كبيرة على المواطن، حيث تتسبب في إخراج غاز أحادي الكربون الذي يحدث تراكمه انفجارات أو اختناق العائلات تسمما، وتتمثل أعراضه في الإحساس بالدوخة والتقيؤ قبل الإغماء، كما أنه في أغلب الحالات قد يغمى على الشخص المختنق دون ظهور الأعراض سالفة الذكر ليتوفى على الفور، كما يتميز أحادي أكسيد الكربون بغياب الرائحة واللون وهذا ما يزيد من خطورته فهو ينتشر بسرعة فائقة بالدم ويقضي على الأكسيجين بخلايا الإنسان.
وبالمقابل، فإن بعض المدفآت التي أصبحت توجد بالأسواق التي يؤكد بائعوها احتواءها على حفاز “cataliseur” وهو القطعة التي تمتص الغازات المحروقة إلا أن ذلك النوع من المدفآت أسعاره ليست في متناول المواطن البسيط، حيث تصل حتى 70 ألف دج، بينما تجدها في الأسواق الجزائرية بـ 7 آلاف دج ما يفسر عدم جودتها.