تفاجأ بعض المواطنين بفساد لحوم أضاحيهم بعدما تحوّل لونها إلى الأخضر وانبعثت منها روائح كريهة تشبه الجيفة في سيناريو مشابه لما حل بهم العام الماضي، ففرحة نحر الأضحية هذه المرة لم تدم طويلا أيضا ليجدوا أنفسهم مضطرين لرميها والبحث عمن ينصفهم في مأساتهم.
استقبلت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك في حدود منتصف نهار ثاني أيام عيد الأضحى، شكوى من عائلة تقيم في بلدية سحاولة بالعاصمة، تحدثت فيها عن تغير لون أضحيتهم إلى اللون الأخضر فانتقل أعضاء من المنظمة إلى المنزل لمعاينة اللحم، وبالفعل ثبت فسادها، لتتهاطل بعدها الشكاوى من مواطنين على الرقم المختصر والصفحة الخاصة في "الفايسبوك"، وهو ما دفعهم إلى مطالبة المشتكين بوضع قصاصة ورقية إلى جانب الصورة يظهر فيها التاريخ واسم الولاية للتحقق من أنها حديثة وليست قديمة.
وتحدّث أحد المستهلكين، من ولاية عنابة عما وقع لأضحيتهم فقد وضعوها في الثلاجة وبعد ساعتين فتحوها فوجدوا لونها تحول للأخضر، رغم تجميده وهو ما حيرهم فاضطروا لرمي الأضحية بالكامل لانبعاث رائحة كريهة منها.
أمّا شخص آخر فتحدّث عن جزء من الخروف أجبر على رميه بعدما وجد حبيبات خضراء داخل اللحم، وبمجرد شقها تخرج منها مادة سائلة تشبه "القيح" وتنبعث روائح كريهة منها، ليتمنى أن يعوضه الله عنها وتكون مقبولة عند المولى عز وجل.
وتوالت شكاوى مشابهة للمواطنين على هذه الشاكلة والجميع يتساءل عما يفعله، حتى إن أحدهم وجد مخ الخروف قد تلون هو الآخر باللون الأخضر.
ودعت المنظمة العائلات إلى التوجه إلى مخبر المصالح الفلاحية التابع لولايتهم لتقديم عينات من اللحوم، وفي حال عدم معرفة المكان نصحوهم بالتوجه نحو الطبيب البيطري الموجود بمكتب الوقاية على مستوى بلدية إقامتهم.
منظمة حماية المستهلك: سنطلب من الضحايا تقديم شكاوى
كشف عضو المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، تميم فادي، تلقيهم عديد الشكاوى حول اخضرار وفساد أضاحي هذا العام أيضا ولكن بعدد أقل مقارنة بالسنة الماضية من جميع ولايات الوطن، ليواصل المتحدث في حال اخضرار اللحم فالقطعة ترمى مباشرة ويتوقف عن استهلاك الأضحية، ثم تراقب الكمية المتبقية بصفة دورية فإذا تحول لونها هي الأخرى وانبعثت منها الروائح الكريهة فلابد من التخلص منها ورميها، أما إذا لم ينتشر العفن ولم يتبدل لونها فيمكن استهلاكها بعد 24 ساعة.
وأوضح المتحدث أن الرقم المختصر للجمعية قد تلقى على مدار يومي العيد اتصالات كثيرة من مواطنين صادفوا مواقف غريبة خلال نحرهم الأضحية: كالكيس المائي، الخراج، الحصى، ومشاكل عديدة في الكبد. بعضهم نصحوهم بنزع القسم الفاسد واستهلاكها وآخرون طلب منهم رميها مباشرة، فإحدى العائلات لاحظت أن الكبد تنبعث منه رائحة كريهة لكنهم استهلكوه، وفي اليوم الموالي تحول لحم الأضحية إلى الأخضر، بينما أصيب الأطفال الصغار بإسهال حاد، فنقلوهم إلى المستشفى لتنصح المنظمة الأولياء بجلب شهادة تثبت إصابة الأطفال بتسمم غذائي حتى يعتمد عليها في الشكوى.
وحمل تميم فادي البياطرة التابعين لوزارة الفلاحة المسؤولية لعدم التزامهم بمواعيد المداومة، فغالبية المواطنين الذين حولوهم إلى مديرية الفلاحة لم يعثروا على بيطري، كحال سيدة من ولاية بوسعادة، وجدت أمعاء الأضحية فاسدة والكبد والرئة جافتين فوجهوها للبيطري التابع لوزارة الفلاحة، فلما ذهبت إلى المكان المحدد لم تعثر عليه. ليثمن المتحدث تطوع بعض البياطرة الخواص يوم العيد لتقديم خدماتهم مجانا.
وكشف العضو في المنظمة أن نتائج التحقيق في فضيحة اللحوم الفاسدة التي تم مباشرتها العام الماضي، لم تظهر بعد والمنظمة اتصلت بالوزارة لتأكد هذه الأخيرة أن التحاليل مازالت موجودة على مستوى مخابر الأمن والدرك الوطنيين، رغم مرور قرابة سنة على الحادثة.
وشدد المتحدث على ضرورة تقديم المواطنين شكاوى رسمية على مستوى الدرك الوطني ووكلاء الجمهورية، حيث سيتم الأمر هذه السنة بصفة رسمية مع ضرورة أخذ احتياطات وتدابير مستقبلية منها اعتماد سند بيع الأضاحي وبطاقة وطنية للكباش للسيطرة على هذه الظواهر المتكررة كل عام.