سارعت وزارة الموارد المائية بعد 24 ساعة على انقضاء عيد الأضحى للتأكيد أن الانقطاعات المسجلة في اليوم الأول للعيد مردها إلى ارتفاع قياسي في نسبة استهلاك الماء بلغ مليون متر مكعب مقارنة مع المعدلات اليومية، فيما أكدت تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع بولاية عنابة، التي تشهد انقطاعات منذ أسابيع، وحل الوضع في أسرع وقت.
وأكدت وزارة الموارد المائية في بيان لها، الأحد، تسلمت "الشروق" نسخة عنه، أنها نصبت خلية متابعة لمراقبة عملية التموين بالماء الصالح للشرب خلال يومي عيد الأضحى، عبر 48 ولاية، وذلك بداية من 29 أوت الماضي، حيث أكدت سيرورة تجهيزات وشبكات التموين بشكل عادي، كما تم التزويد بكميات إضافية من المياه عبر السدود وعبر عدد من الولايات، بناء على تعليمات وزير القطاع حسين نسيب، تبعا لنسبة امتلاء صغيرة لهذه السدود.
ووفقا لذات البيان، تم تجنيد كافة محطات تحلية المياه إلى أقصى درجة والمتواجدة عبر كافة التراب الوطني، كما أن كافة الخزانات تم ملؤها عشية عيد الأضحى، وضمان مناوبة استثنائية للمسؤولين خلال العيد، ولعدم تسجيل انقطاعات تم تجنيد 500 شاحنة محملة بصهاريج عن كافة الولايات.
وأكدت الوزارة أنه حسب التقييم الأولي، كان التموين من طرف الجزائرية للمياه، سيور، سيال، وسياكو، مرضا رغم الطلب الواسع جدا على الماء، خاصة خلال اليوم الأول للعيد، مع العلم أن الاستهلاك اليومي للماء في الأيام العادية يبلغ 9.4 ملايين متر مكعب، ليصل في أول أيام العيد 10.3 ملايين متر مكعب، بزيادة عادلت مليون متر مكعب.
ووفقا للوزارة، فإن الجزائرية للمياه التي تسيّر توزيع المياه عبر 852 بلدية، سجلت ارتفاع إنتاج بـ4.8 ملايين متر مكعب بزيادة عادلت 10 بالمائة، عن المعدل اليومي خلال أول أيام العيد.
وفي المدن الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة، سجلت مستوى 1.234 مليون متر مكعب إضافي بنسبة 13 بالمائة، مقارنة مع النسبة المتعوّد عليها، وكانت الزيادة بين الثامنة صباحا ومنتصف النهار، وهو ما تسبب حسب الوزارة في انقطاع المياه عبر عدد من الأحياء، خاصة على مستوى الطوابق العالية لسكان العمارات، في حين سجلت ولاية وهران في اليوم الأول للعيد استهلاك 465 ألف متر مكعب من المياه، بزيادة عادلت 7 بالمائة، وفي قسنطينة استهلك في اليوم الأول للعيد 410 آلاف متر مكعب، بزيادة تجاوزت 10 بالمائة من الاستهلاك اليومي، مع العلم أنه تم تجنيد الشاحنات المعبأة بصهاريج المياه لمنع تسجيل أي أزمة.
وشددت الوزارة على أن الوضع خاص بولاية عنابة، حيث إن حجم المياه المخزن بسد الشافية الذي يمون الولاية، ومركب الحديد الحجار، سجل أدنى مستوى له بحجم مياه يعادل 21 مليون متر مكعب، مقارنة مع قدرة 185 مليون متر مكعب، وهو ما خلق مشكلة وأزمة بالنسبة لولاية عنابة وحتى مركب الحجار، حيث أكدت الوزارة أن السلطات تراقب بكثب تطور الأوضاع بالولاية وتعمل على "حلحلة" الأزمة.
وتم تسطير برنامج خاص بالتنسيق مع والي ولاية عنابة، عبر تنصيب تجهيزات وحفر آبار جديدة وإعادة تهيئة المنشآت الموجودة، مع تجنيد أكثر من 25 شاحنة مجهزة بصهاريج عبر الولاية.
وفيما يخص تسيير شبكات التطهير، تم تسجيل عدة تدخلات لاسيما بولايات عين تيموشنت، المدية، تلمسان، سيدي بلعباس، بسكرة، ولحلحلة الأزمة، تم إيفاد أعوانها لتطهير النفايات الثقيلة، خاصة فضلات الأضاحي.