ألهب التجار سوق الخضر يومين فقط قبيل عيد الفطر، بزيادات غير مبررة عمقت من جراح ميزانية العائلات التي أنهكها مصروف شهر رمضان وتكاليف العيد، فبالرغم من تطمينات المختصين في قطاع الفلاحة والتجارة وتزامنه مع موسم الوفرة، حتى إن بعض الخضر قد تم التخلص منها برميها في المفرغات العمومية، لكن هذا لم يمنع الباحثين عن الربح من فرض زيادات تصل 50 بالمائة.
بتفاجؤ كبير واستغراب شديد استقبل المواطنون الأسعار الجديدة للخضر نهاية الأسبوع الحالي، فالبعض منهم لم يصدق الأرقام التي كان يرددها على مسامعهم التجار، فيما راح آخرون يقسمون أنهم اشتروها يوم الثلاثاء بأثمان أقل فكيف ومتى ارتفعت؟، هي العبارات التي ظل يرددها المواطنون في سوق الخضر بحسين داي و"مارشي 12" ببلكور ومختلف أسواق العاصمة، فالأسعار نار فاقت حرارتها حرارة الجو.
استفسرنا أحد الباعة عن الأسعار فرد علينا البصل 50 دج، الجزر "الزرودية" 120 دج، الكوسة "القرعة" 150 دج، الفلفل الأخضر الحلو 120 دج، اللفت 200 دج، البطاطا 60 دج، الطماطم 60 دج، اللوبياء الخضراء "الماشتو" 150 دج، وعن سر هذه الزيادات يبرر محدثنا "هذه الأيام التي تسبق العيد يكون العرض في سوق الجملة أقل ويكثر طلب المواطنين، فمنهم من يشتري احتياطا طيلة أسبوع كامل، وهو ما يرفع الأسعار تلقائيا، ليستطرد تصوري اللفت و"القرعة" لم يكن أحد يشتريهما في رمضان، فـ"القرعة" عرضتها بـ 20 دج، ولم تباع فاضطررت لرميها، أما اليوم فقد ارتفعت والجميع يشتريها لتحضير "الكسكس" والمأكولات التقليدية يوم العيد.
إحدى السيدات والتي بدت مصدومة من هذه الزيادات الغير مبررة تقول "هؤلاء التجار لا يشبعون في كل عيد وكل مناسبة يرفعون الأسعار بدون سبب، يوم الاثنين فقط اشتريت البطاطا بـ 30 دج، واليوم أخبرني أنها بـ 60 دج، لقد أصبحت هذه عادة والوزارة تعلم بذلك، ولم تحرك ساكنا لذا لابد على المواطنين مقاطعتها حتى ينخفض ثمنها.
وفي الوقت الذي التهبت فيه عن أسعار الخضر بقيت أسعار الفواكه مستقرة فالخوخ 50 دج، الفراولة 80 دج، الشمام "الكانتالو" 25 دج، البطيخ الأحمر "الدلاع" 20 دج، وهو ما جعل بعض المواطنين يعلقون مازحين بتعويض الخضر بالفواكه وطبخ كسكس بالخوخ والدلاع.
من جهة أخرى، شهدت أسعار اللحوم البيضاء والحمراء على حد سواء زيادات في الأسعار، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 320 دج، أما سعر القطع كالصدر والأوراك 470 دج للكيلو غرام، في حين ارتفع سعر لحم الأغنام المحلية لـ 1500 دج بينما بلغ سعر اللحم الطازج المستورد 1170 دج.
وفي السياق، أكد ممثل الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه والأمين الوطني المكلف بالتضامن، جمال جعدون، ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضر خلال اليومين الأخيرين اللذان يسبقان العيد بسبب تسجيل طلبات قياسية عليها وعلى رأسها الكوسة "القرعة" واللوبياء الخضراء "الماشتو"، وأرجع المتحدث الزيادات لكثرة الطلب التي فاقت العرض، خصوصا وأن بعض الفلاحين أخروا جني محاصيلهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وحمل جعدون بعض تجار التجزئة مسؤولية الزيادات أيضا فقد تعمدوا لاستغلال "لهفة" المستهلكين وتهافتهم على الشراء تحسبا للعيد لتحقيق أرباح بعدما عرفت أسعار الخضر انخفاضا كبيرا طيلة الشهر الفضيل. وطمأن المتحدث المواطنين بمعاودة انخفاض الأسعار مباشرة بعد العيد فالوفرة كبيرة جدا هذه السنة بالنسبة للخضر والفواكه، حيث تعرف هذه الأخيرة انخفاضا محسوسا يقابله عزوف من المواطنين على شراءها.