أثارت أنباء متداولة حول تجميد فرنسا منح "فيزا شنغن" بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها عاصمة الجن والملائكة جدلا واسعا في أوساط الرأي العام الجزائري، خاصة الذين لهم مصالح في فرنسا على غرار من يتابعون دراستهم وتكوينهم على الأراضي الفرنسية وكذا المرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات والعيادات الفرنسية.
"الشروق اليومي" وللتأكد من حقيقة الخبر تنقلت إلىمقر مركز إيداع طلبات التأشيرات TLS contact ببنعكنون، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة و20 دققيةحينما تقدمنا من الباب الرئيسي، حيث كان عدد منطالبي الفيزا في انتظار دورهم لإيداع ملفاتهم، أما طالبي"فيزا شنغن" نحو فرنسا فقد كانوا في قاعة الانتظارينتظرون أدوارهم، خلال مدة انتظارنا لخروج من أودعواطلباتهم، اغتنمنا الفرصة للحديث مع مصادر من المركزالذين كشفوا لنا أن الأمور تسير بصفة عادية، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي تعليمات بشأن تجميد استقبالالطلبات أو وقف منح تأشيرة الفيزا، بدليل أن العديد من المواطنين الذين سبق وأن أودعوا ملفاتهم تحصلواعلى التأشيرة اليوم.
وما لاحظناه خلال حديثنا إلى بعض المواطنين لدى خروجهم من الباب الخلفي بعد الانتهاء من إيداعملفاتهم، أن الكثير منهم يجهل الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يخصتجميد منح الفيزا، فيما اعتبر آخرون أن هذا القرار لا يمكن اتخاذه بين عشية وضحاها من طرف السلطاتالفرنسية وهو رأي "نور الدين" من بجاية الذي أودع طلب الفيزا من أجل قضاء عطلته السنوية، قال إنه منغير المعقول أن تتخذ فرنسا مثل هذا القرار عقب الهجمات الإرهابية، وهذا نظرا لطبيعة العلاقاتوالمصالح التي تجمع البلدين، أما "رابح" من تيزي وزو، فقال إن الأعوان استقبلوا ملفه بصفة عادية، وحولالخبر الذي أثير، قال أن الأمر لا يعني له شيئا، بما أنه يتردد على العاصمة الفرنسية بغية زيارة بعض الأصدقاءوقضاء عطلته هناك، متمنيا أن يكون الخبر صحيحا حتى يتوقف الجزائريون عن التوافد على فرنسا.
أما "نصيرة" من القبة التي استقبلت سؤالنا بابتسامة عريضة، فقالت إنها لم تسمع بهذا الخبر، وأنها لاتصدقه، خاصة وأنها أودعت ملفها للتو بصفة عادية.
وفي الجهة الخلفية، حيث يتم منح جوازات السفر لأصحابها بعد دراسة طلباتهم الخاصة بالحصول على "الفيزا"من قبل السفارة الفرنسية، فوجدنا كما هائلا من المواطنين الذين بدا على وجوه البعض منهم علامات الحيرةوالترقب حول ما إذا تم قبولهم أو رفضهم، تحدثنا إلى "مصطفى" الذي كان بصدد فتح الظرف الذي يحملجوازه بشيء من القلق، وفجأة ارتسمت علامات الفرح على محياه وقال لنا "انتم وجوه الخير"، الحمد للهأعطاوني فيزا انتاع عام، موضحا أنه شعر بالقلق بعد أن سمع بخبر تجميد الفيزا، وأنه سبق وأن جددها مراتعدة، إلا أن الخوف من رفضه لم ينتبه مثلما هو الحال عليه هذه المرة.