شهد، أمس، سعر صرف الأورو انخفاضا ملحوظا على مستوى الأسواق الموازية للعملة الصعبة يتقدمها سوق "السكوار" بالعاصمة، حيث نزل سعر بيعه في ظرف 24 ساعة من 17 ألفا و400 دينار لـ100 وحدة إلى 16 ألفا و900 دينار في وقت تبعته العملة الأمريكية الدولار بانخفاض ملحوظ من 15 ألفا و900 دينار لـ100 وحدة إلى 15 ألفا و600 دينار وهو الإنخفاض الذي أرجعه خبراء الإقتصاد إلى هجمات باريس، في حين توقعوا أن يستمر الوضع على ما هو عليه في السوق السوداء للعملة الصعبة لـ6 أسابيع على الأقل.
وانخفض سعر بيع الأورو على مستوى ساحة بورسعيدبالعاصمة بعد بضعة ساعات فقط من حدوث هجماتباريس، بالرغم من أن هذه العملة تشهد نقصا ملحوظاعلى مستوى نقاط البيع السوداء منذ 3 أيام، وبالرغممن أن العملة الأمريكية الدولار غير مستعملة بكثرة فيالسوق الفرنسية إلا أنها هي الأخرى شهدت نقصاملحوظا، في حين عرفت الأسعار استقرارا نسبيا علىمستوى بنك الجزائر، حيث قدر سعر صرف 1 دولارأمس بـ108،9 دينار، كما حدد سعر صرف 1 أورو بـ116،15 دينار جزائري.
وأكد الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك مبارك سراي في تصريح لـ"الشروق" أن الانخفاض الذي شهده سعرصرف الأورو في السوق الموازية يعتبر انخفاضا متوقعا، ومن المرتقب أن يمتد لعدة أسابيع وقد يستمرالوضع على ما هو عليه لأزيد من شهرين بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها فرنسا وما سينبثق عنها منهزات اقتصادية، مشددا "سبب هذا الانخفاض هو تخوف الجزائريين من الذهاب إلى فرنسا وبالتالي نقصالإقبال على الأورو، وهنالك الكثيرين من المتعاملين الاقتصاديين ممن ألغوا طلبياتهم"، مضيفا "العديد منالمتعاملين الاقتصاديين يواجهون الآن ترددا بشأن الإقبال على فرنسا، وهناك من أعاد حسابات ، فحادثةباريس أخلطت كافة أوراق فرنسا لاسيما على الصعيد الاقتصادي".
وصرح سراي أن الوضع سيستمر طويلا ولا أحد يعرف متى سيتم إعادة فتح الحدود بشكل حر، كما كانالوضع عليه سابقا، مضيفا "هنالك من ألغى سفريته التي كانت مرتقبة لحضور احتفالات رأس السنة، وكلهاأمور من شأنها أن تتسبب في نقص الإقبال على السوق السوداء لاقتناء العملة الأوروبية، وهو ما سيتسبببشكل أو بآخر في تخفيض سعر تداولها"، مضيفا "حتى من ناحية العقود التجارية، الكثير من الوفود ستلغيمشاريعها وزياراتها وقد تتوجه إلى إسبانيا وإيطاليا بدل فرنسا، وهو ما سيكون ضربة موجعة للاقتصادالفرنسي".
وعن الدولار الأمريكي، أوضح الخبير نفسه أنه رغم قلة استعماله في فرنسا، إلا انه يبقى مستعملا، وهو ماتسبب في تراجع سعره هو الآخر، مع العلم أن الأورو كان قد بلغ سعرا قياسيا قبل شهر في السوق الموازيةللعملة الصعبة في الجزائر وتجاوز 18 ألف دينار لـ100 وحدة.