وكان والده تشيزاري مالديني لاعبا معروفا في الستينيات، وبرزت موهبة مالديني الكروية وهو في سن صغيرة، وظهر لأول مرة عام 1985 عندما لعب كبديل مع ميلان أمام أودينيزي، حيث لاحظ المسؤولون أن هذا اللاعب يملك قدرة السيطرة على الدفاع، ولعب للمنتخب الإيطالي تحت 21 عاما، وفي مارس 1988 استدعي فجأة للمنتخب الأول، حيث واجه لأول مرة منتخب يوغسلافيا في مباراة انتهت بالتعادل (1ـ 1).
شارك مع منتخب بلاده في كأس العالم 1990 التي نظمتها إيطاليا، ومع أن منتخبه خرج بضربات الترجيح أمام الأرجنتين، إلا أن مالديني أثبت أنه أفضل لاعب شاب في العالم آنذاك.
كما دافع مالديني عن ألوان المنتخب الإيطالي في 126 مباراة، ولعب أربع كؤوس للعالم (1990 في إيطاليا، و1994 في أميركا، و1998 في فرنسا، و2002 في كوريا واليابان)، وخاض ثلاث بطولات أوروبية (1988 في ألمانيا، و1996 في إنجلترا، و2000 في هولندا وبلجيكا)، ولعب في دوري الأبطال 74 مباراة، وفي كأس الاتحاد 16 لقاء، وفي كأس "تويوتا" أربع مباريات.
ورغم الانتصارات التي حققها اعتزل اللاعب الإيطالي عام 2009 في لقاء روما بملعب "سان سيرو"، وكانت لحظات مؤثرة جدا له ولجمهور ميلان الذي فقد أحد أبرز اللاعبين في تاريخ المستديرة وتاريخ النادي العريق، كيف لا وهو الذي ساهم في 5 تتويجات برابطة الأبطال من أصل 7 حققها "الروسونيري".
يعد باولو أسطورة ميلان والكرة الإيطالية وواحدا من أفضل المدافعين عبر التاريخ، ورغم أنه كان يلعب في خط الدفاع، فإنه حظي باحترام الجميع وكان من أبرز النجوم في عصره، ومن أبرز التصريحات التي قيلت بحقه، ما قاله الظاهرة البرازيلية رونالدو: "كنت دائما أميل إلى الرواق الأيمن في جميع المباريات، لكني تعلمت أن الرواق الأيسر أفضل في الداربي لأنه لا يوجد مالديني هناك".
توج مالديني خلال مسيرته الكروية بـ 26 لقبا مع ميلان الذي خاض معه 647 مباراة في الدوري الإيطالي، وتوج معه بخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا طيلة 24 سنة.
باولو، مرحبا بك في الجزائر، سعداء جدا بتواجدك معنا..
شكرا، كان شرفا كبيرا لي.
كل الشرف لنا، شكرا، باولو، ما هو أول شيء خطر على بالك وفكرت فيه عندما تلقيت طلبا لحضور حفل جائزة أفضل لاعب جزائري؟
أول شيء هو تفكيري في فرصة زيارة بلد لم يسبق لي أن زرته من قبل، كما أني فكرت في الحفل وقلت إنه من الرائع منح جائزة كهذه للاعب جزائري مميز، حقيقة، كان أمرا جميلا بالنسبة لي.
وهل شعرت بحب وعشق الجزائريين لك ولـ ميلان ولكل ما هو إيطالي خاصة كرة القدم، عند وصولك واستقبالك بتلك الطريقة سواء في المطار أو حتى خلال الحفل؟
حقيقة، لم أكن أنتظر أن أحظى بكل ذلك الحب والعشق من طرف الشعب الجزائري تجاه ميلان وتجاهي أنا شخصيا، لقد تفاجأت كثيرا، رغم بعد البلدين إلا أنهم يعرفون كل شي عنا.
زرت "مقام الشهيد" الذي يعبر عن بسالة الشعب الجزائري في صد ومقاومة الاستعمار وأخذت صورا تذكارية له، ما الذي أثار انتباهك باولو بالتحديد، وهل أعجبت بالمكان وبتاريخه وعراقته؟
"مقام الشهيد" رائع وجميل وهام جدا بالنسب إليكم، أعتقد أن الحرية لبلد هو شيء رائع وذو قيمة كبيرة، للأسف، لم يكن لدينا الوقت الكافي من أجل زيارة معالم أخرى في الجزائر.
الجميع كان يريد أخذ صور تذكارية معك منذ أول لحظة، كبار، صغار، نساء ورجال، ماذا يمثل لك ذلك خاصة أننا رأيناك تلبي طلباتهم بصدر رحب، رغم المرض والوقت الضيق للزيارة؟
كان أمرا رائعا حقيقة، واندهشت بكل ذلك الحب والتعلق بي، حدث لي ذلك في العديد من البلدان لكن في الجزائر لم أكن أنتظر تماما أن أكون بكل تلك الشعبية، لم أكن أتخيل أنكم تتابعون كرة القدم الإيطالية و"الكالتشيو"، وتعرفون كل كبيرة وصغيرة عن ميلان والمنتخب الإيطالي، صراحة، فوجئت كثيرا وكانت أوقاتا مميزة.
كان لديك لقاء أيضا مع أسطورة كرة القدم الجزائرية والنجم رابح ماجر الذي واجهته رفقة ميلان أمام بورتو سنة 1988..
نعم، ماجر كان لاعبا كبيرا، خلال الحفلة وعندما كنت أتابع لقطات لمباريات سابقة انبهرت لأن ذلك الجيل كان يملك إمكانات تقنية خيالية وخارقة، والدليل على ذلك خوضهم المونديال في مرتين متتاليتين، بالنسبة لـ ماجر كان بطلا ليس فقط في الجزائر وإنما حتى في أوروبا.
باولو، بصراحة، هل أعجبتك الجزائر وما الذي أثار انتباهك؟
للأسف، لم أتمكن من زيارة كل المناطق، لقد قمنا بكل شيء في 24 ساعة فقط، أتمنى العودة من جديد من أجل زيارة معالم ومناطق ساحرة أخرى مثل التي زرتها.
كرمتم أحسن لاعب في الجزائر لسنة 2017 وهو فوزي غلام الظهير الأيسر لـ نابولي، هل يستحق الكرة الذهبية؟
أعتقد أن غلام يستحق جائزة أفضل لاعب، في الموسمين الماضيين فاز بها محرز عن جدارة واستحقاق لأنه تألق في بطولة صعبة وهي الدوري الإنجليزي وصنع الفارق لوحده، أما غلام فيلعب حاليا في فريق يلعب كرة جميلة ويقدم الأفضل، وهو لاعب عصري يعرف كيف يدافع ويمنحك التفوق في الخط الأمامي من خلال هجماته وتوزيعاته، لقد كان تطوره سريعا ورهيبا.
عندما منحت غلام الكرة الذهبية، ماذا قلت له بالتحديد في تلك اللحظة؟
لقد اطمأننت على حالة ركبته، لأنه تلقى إصابة خطيرة مع نابولي في الأشهر الماضية، وطالبته بالتأني وعدم استعجال العودة إلى الميادين، خاصة أنه في مثل هذه الإصابات من المهم جدا الانتظار لشهر إضافي، والاستعداد جيدا عند العودة بدل استعجال الوقت وظهور مشاكل أخرى.
وهل أعجبتك الموسيقى الجزائرية الخاصة بالرياضة وكرة القدم التي استمعت إليها خلال الحفل؟
نعم، رغم أني لم أفهم كلمات الأغنية، إلا أن الموسيقى كانت رائعة، اسم المغني كان "ميلانو" وسألت ماجر لماذا اسمه "ميلانو".
اسمه هكذا نسبة للفريق الذي يناصره وهو اتحاد العاصمة الذي يملك نفس ألوان ميلان، هذا الفريق الذي زرته أيضا باولو في ملعب "بولوغين"، وكرموك بقميص ناديهم، ماذا أحسست في تلك اللحظة؟
حقيقة، هذا شرف كبير، تفتخر لأنك فزت بالعديد من الألقاب المحلية والأوروبية في مسيرتك وأيضا تفتخر لأنك تمنح أفكارا وتجعل شعوبا تقتبس صورتك وصورة ناديك، مثل ما يفعله فريق اتحاد العاصمة، كان أمرا رائعا أن أرى حب مسؤولي ذلك الفريق وأنصاره لـ ميلان ولي شخصيا.
خلال الحفل أكيد أنك وقفت على مدى شعبيتك سواء عند اللاعبين الحاليين، السابقين والشخصيات الرياضية والسياسية أيضا، كيف كانت الأجواء في القاعة وما الذي أثار انتباهك عند تتويج غلام بالجائزة؟
الأجواء كانت رائعة، أحسست بأن علاقة الشعب الجزائري بكرة القدم وطيدة جدا، ويمنح قيمة كبيرة لكل شخص قدم الكثير لبلده، وأعجبت أيضا بالتكريم الذي حظي به ذوو الاحتياجات الخاصة الذين شرفوا بلدكم، من المهم جدا أن يكونوا في مثل هذه المواعيد، كل الأوقات التي قضيتها معكم كانت رائعة واستمتعت كثيرا.
تحدثنا سابقا عن المباراة الكبيرة والتاريخية التي قدمتها الجزائر أمام ألمانيا في 2014 خلال كأس العالم، وأبديت إعجابك الشديد بما حققه "الخضر"، أليس كذلك؟
نعم، الجزائر لم تستحق الهزيمة والخروج من المونديال، ألمانيا كانت تملك لاعبين كبارا من العيار الثقيل ويملكون خبرة كبيرة، والمنتخب الألماني عندما يصل إلى المونديال يصبح مرعبا، لذا ما قدمته الجزائر كان رائعا.
مالديني، لعبت أمام الجزائر سنة 1989 وبالتحديد في مدينة "فينتشانزا" في لقاء ودي، أليس كذلك؟
نعم، لعبت أمام الجزائر، كان ذلك في مدينة "فينتشانزا" وفزنا بنتيجة هدف نظيف، ماجر وأصدقاؤه خلال مأدبة الفطور تحدثوا معي، وأكدوا لي أن الهدف الذي سجله سيرينا كان من وضعية تسلل واضحة لـ 3 لاعبين، لاحظت أنهم كانوا متأثرين بالنتيجة بسبب هدف من وضعية تسلل.
تحدثت أمس مع لاعب جزائري اسمه عطال طلب منك نصائح من أجل أن يصبح لاعبا كبيرا مستقبلا، ما هو سر تألق باولو وما الذي جعلك تصبح لاعبا كبيرا والأفضل في منصبك عبر تاريخ المستديرة؟
أعتقد أنه حاليا يجب على اللاعبين الجزائريين مغادرة الجزائر واللعب في دوريات أوروبية قوية من أجل التألق وتطوير إمكاناتهم، صراحة، الدوري الجزائري ضعيف مقارنة بالدوريات الأخرى في أوروبا، حتى المنتخب الأول يجب عليه الاستفادة من لاعبين بمستوى عال، ولهذا رفع مستوى الدوري المحلي أمر مهم للغاية، أي لاعب جزائري يخرج من الدوري ويتحول للعب في فرنسا، إنجلترا، إسبانيا وإيطاليا وحتى البرتغال فسيكون هذا حافزا كبيرا وأمرا مهما للغاية.
باولو، بصراحة، هل هناك لاعب جزائري تريده في ميلان؟
حاليا لا دور لي في ميلان، لكن بالنسبة لي، كنت أريد بشدة رؤية محرز يلعب في إيطاليا، تحدثوا عن إمكانية انتقاله إلى روما الذي كان قريبا من شراء عقده، بغض النظر عن ميلان أو أي فريق آخر في إيطاليا، رؤية لاعب بحجم محرز في "الكالتشيو" سيكون أمرا رائعا.
لعبت أمام أسطورة أخرى في كرة القدم العالمية وهو مارادونا، صراحة كيف يمكن إيقاف دييغو؟
الآن غير ممكن.. (يضحك)، يتوقف وحده، حقيقة، هو أهم لاعب في العالم كما هو ميسي الآن، كان فنانا وأمرا خياليا وكان من الصعب إيجاد طريقة وخطة لإيقافه، لعب في فريق قوي مثل نابولي الذي كان يضم لاعبين مميزين أيضا.
نستطيع القول إن مارادونا الأفضل لكل الأوقات؟
صعب المقارنة بين لاعبين من أجيال مختلفة، لكن مارادونا وخلال 20 سنة تلك كان الأفضل.
باولو، هل تفضل طريقة لعب ميسي أم نظيرتها لـ رونالدو؟
تعجبني طريقة لعب ميسي، رونالدو لاعب كبير وأرقامه تتحدث عنه، لكن الطريقة التي يلعب بها ميسي رائعة، ولديه عدة أمور من الصعب إيجادها عند لاعبين آخرين، وهو اللاعب الوحيد الذي يمكنه تغيير مجرى مباراة ما في أي لحظة.
ولماذا رونالدو يقول إنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟
لأنه لاعب لديه ثقة كبيرة في نفسه، ربما من أجل هذا لا يعجب الكثيرين، لكن صراحة، هو من بين أفضل اللاعبين في التاريخ.
ديل بيرو قال في أحد تصريحاته إنه يوجد لاعبون جيدون، آخرون كبار، نجوم ولاعبون أساطير، وفوق كل هؤلاء هناك باولو مالديني، ما رأيك؟
شرف كبير لي أن أحظى بتصريح مثل هذا، صداقتي بـ "أليكس" متينة داخل وخارج الميادين وهو لا يقل شأنا.
هناك لاعبون كبار في إيطاليا ومن بينهم الثلاثي الذي لعبت معه وأمامه والمتمثل في باجيو، توتي وديل بيرو، حسب رأيك باولو، من هو الأفضل من بين الثلاثي؟
صعب جدا، أعتقد أن باجيو قدم أكثر مقارنة بـ توتي وديل بيرو رفقة الأندية التي لعب لها والمنتخب الإيطالي، لكن لم يفز بكأس العالم، والثنائي السابق فاز به ومستواه عال جدا، أرى أنهم الأفضل لكل الأوقات في كرة القدم الإيطالية، ومن بين 10 لاعبين الأفضل في تاريخ "الكالتشيو".
ما هو الهدف الأجمل في مسيرتك الكروية؟
في مسيرتي الكروية... الأجمل عندي هو الذي مثل أمرا مهما وهو أول هدف بألوان ميلان في مباراة كومو سنة 1986، كانت أول مرة أسجل فيها هدفا مع فريقي وأحسست بشعور لا يوصف حينها.
هناك أيضا الهدف الذي سجلته في نهائي رابطة الأبطال سنة 2005؟
نعم، كان جميلا، لكن النتيجة لم تكن لصالحنا.
هل لك أن تصف لنا الرئيس السابق سيلفيو برليسكوني؟
كل شيء إيجابي في ميلان جاء من برليسكوني، عندما اشترى النادي سنة 1986 وجد لاعبين كبارا في التشكيلة، باريزي، تاسوتي وكنت أنا أيضا، حقيقة، العديد من اللاعبين الكبار، القاعدة كانت وهو جاء بأفكار جديدة وبنى عالما مناسبا من أجل تحقيق الأفضل والنتائج الباهرة، وهو ما حدث فعلا، وبفضله ميلان وصل إلى ما وصل إليه.
ما رأيك في المنافسة على اللقب هذا الموسم في الدوري الإيطالي، نابولي في أفضل رواق، وجوفنتوس يلاحقه؟
يمكننا القول إن المنافسة ستنحصر ما بين نابولي وجوفنتوس، خاصة أننا يجب أن ننتظر إذا ما كان "اليوفي" قادرا على الذهاب بعيدا في رابطة الأبطال، نابولي خرج من المنافسة لكنه مرتبط بـ "أوروبا ليغ" التي تبقى متعبة جدا، تلعب الخميس مساء، السفر الطويل وتعود متأخرا وتلعب مباراة الدوري فيما بعد، وهي منافسة ذات مستوى ضعيف نوعا ما مقارنة برابطة الأبطال، لكن المنافسة في "الكالتشيو" ستنحصر أكيد ما بين نابولي وجوفنتوس، رغم أني أتمنى وبعد سنوات من سيطرة "السيدة العجوز"، تتويج نابولي.
وماذا حدث لـ الإنتير وروما، وما سبب تراجعهما؟
ربما لأن مستواهما ليس بمستوى جوفنتوس ونابولي، ليست لديهما دكة احتياط ثرية، ولاعبوهما ليسوا بمستوى لاعبي "اليوفي" ونابولي في المقدمة، بعد بداية قوية مستواهما انخفض واتضح أنه لا يرقى لمستوى فريق يلعب على اللقب.
وماذا على غاتوزو أن يفعل من أجل تقديم أفضل مشوار مع ميلان؟
هو الآن يقدم عملا كبيرا وبجدية تامة، لسوء الحظ أن مستوى الفريق الفني لا يرقى للمطلوب، وهو ما سيجعل ميلان غير قادر على المنافسة حتى مع الأندية الأربعة الأولى.
هل من رسالة إلى الجمهور الجزائري باولو؟
أوجه تشكراتي إلى الشعب الجزائري وتحية خاصة لهم بعد الاستقبال الذي حظيت به، كان شرفا لي أن أكرم لاعبا يتألق في الدوري الإيطالي، وتحية حارة إلى كافة أنصار ميلان.
شكرا لك باولو..
شكرا.
حاوره إبراهيم حنيفي
كلمات دلالية :
مالديني، الجزائر، غلام، أحسن لاعب جزائري، نابولي