الآن بعد أن هدأت الأمور، كيف تقيم مشاركة المنتخب الوطني في "كان" الغابون؟
في المجمل، كانت مشاركة سلبية، لا يمكننا أن نخفي ذلك لأني أعتقد أننا مررنا جانبا في هذه الدورة، كنا نتمنى الذهاب إلى أبعد دور ممكن ومحاولة اقتناص شيء ما في هذه المشاركة، على كل تبقى خيبة أمل كبيرة جدا بالنسبة لنا لأننا لم نحقق النتائج المنتظرة، لاسيما أننا خرجنا من الدور الأول، بالنسبة لي شخصيا، حصلت على وقت أكبر من اللعب مقارنة بالسابق، وهو ما مكنني من إظهار بعض قدراتي.
ألا تعتقد أنها كانت تجربة جيدة لك على الصعيد الشخصي لاسيما وهي مشاركتك الأولى في كأس إفريقيا؟
بطبيعة الحال، هي تجربة رائعة اكتسبت من خلالها الكثير من الخبرة، لكني متحسر، لأننا أخفقنا في اجتياز الدور الأول.
تونس والسنغال اللتان تأهلتا عن مجموعتنا أقصيتا في الدور الموالي، هذا يؤكد بأن المجموعة لم تكن قوية ويزيد الحسرة، أليس كذلك؟
الأمر واضح، لدينا انطباع بأن كأس إفريقيا الحالية مفتوحة على كل الاحتمالات، كان هناك مجال لفعل ما هو أفضل، ما يمكنني تأكيده هو أن المستوى ليس مرتفعا، عدما نرى كوت ديفوار والجزائر بالإضافة إلى تونس والسنغال خرجت مبكرا، فهذا يؤكد أن اللقب لا يذهب عادة للأقوى.
زميلك في أندرلخت، السنغالي كارا مبودجي صرح لنا بأن مكانتك كأساسي وليس على مقاعد البدلاء، ما تعليقك؟
من الرائع أن أتحصل على ثناء زميلي، مبودجي هو صديق قبل كل شيء، لقد تحدثنا فيما بيننا حول كأس إفريقيا، السنغال عكسنا نحن أقصيت بصورة قاسية بعدما أظهرت مؤهلات جد عالية.
في الجزائر الجميع يعتبرك اكتشاف "الكان" بالنسبة للمنتخب الوطني، السؤال الذي يطرح، كيف لـ ليكنس أن يهمشك طويلا، هل تحدثت معه في الموضوع؟
أعتقد أن أي فريق لا يبنى على لاعب واحد فقط، في منتخبا لدينا الكثير من المواهب واللاعبين المميزين، لكن ذلك في بعض الأحيان ليس كافيا، ما يمكنني قوله هو أنه في المجموعة لا يمكن للاعب واحد صنع الفارق بمفرده، كما لم أتحدث مع ليكنس بخصوص عدم إشراكي.
وهل كان يتحدث معك في التدريبات؟
نعم، كان يأتي إلي دائما ويشجعني ويقول لي إنه معجب بما أقدمه في التدريبات ويحثني على المواصلة، كان يقول لي إنه معجب بإمكاناتي وسيعطيني فرصتي، لكن أعرف جيدا أن الأمور كانت صعبة لأن المنتخب الوطني فيه الكثير من المنافسة بين اللاعبين.
ألا تعتقد كلاعب أن ليكنس تماطل في إشراكك؟
نعم، كلاعب أشعر بهذا الأمر، فأنا دائما جاهز للعب ولدي رغبة كبيرة في مساعدة منتخب بلدي، صراحة، كان من الصعب علي الحديث عن هذا الأمر أثناء الدورة، لكن الآن يمكنني التأكيد على أني أرغب في اللعب، بعدها يتوجب الحفاظ على توازن وروح المجموعة، المدرب قام بخياراته ويتوجب علينا كلاعبين احترامها والامتثال إلى تعليماته لمساعدة المنتخب، بالنسبة لي، كنت أسير وفق هذا التفكير.
أصبحت محبوبا لدى الجمهور الجزائري بعد ظهورك المميز في كأس إفريقيا، كيف ترى ذلك؟
الحمد للمولى، أنا سعيد للغاية، من الرائع أن أسمع ذلك، أنا سعيد بتمثيل الشعب الجزائري لاسيما بعدما ألتقي الجالية في فرنسا وبلجيكا فالكل فخور بي.
ما الذي اكتسبته من خلال تجربتك الأولى رفقة "الخضر" في كأس إفريقيا؟
أعتقد أني مازلت في مرحلة التعلم مع المنتخب الوطني رغم مشاركتي في كأس إفريقيا، وهذا الأمر ينطبق على عديد اللاعبين الشبان في المنتخب، أعتقد أن هذه المشاركة ستكون مفيدة جدا لنا تحضيرا لـ "الكان" المقبل، هي تجربة إضافية بالنسبة لنا، تعلمت بأنه يتوجب أن يكون هناك تفكير وجو خاص جدا داخل المجموعة إن أردنا الذهاب بعيدا، تعلمون جيدا كذلك بأن مثل هذه المنافسات تعلمك الكثير، رغم أننا خرجنا متحسرين جدا بسبب المستوى الذي ظهرنا به، لكن ببعض التعديلات سنعود بقوة في الكان القادم بـ الكاميرون 2019.
قبل ذلك مازال أمامك مشوار تصفيات المونديال، صراحة، هل ترى أن حظوظ المنتخب لا تزال قائمة؟
بطبيعة الحال، لم نخسر أي شيء حتى الآن، سنلعب حظوظنا إلى آخر رمق، وأعتقد أن هذه التصفيات ستلعب لآخر جولة في مجموعتنا، نعلم جيدا أن الأمور ستكون جد معقدة، لكن حسابيا حظوظنا قائمة وسنقاتل لآخر لحظة.
ألا تعتقد أن ذهاب ليكنس وطاقمة سيؤثر على المجموعة فيما تبقى من تصفيات المونديال؟
صراحة، هذا الموضوع يتعدى صلاحياتنا كلاعبين، هذه أمور الاتحادية ونحن نثق كثيرا في مسؤولينا، الآن المدرب قام بخياره ويتوجب أن نتأقلم مع الوضع، ليس لدينا خيار آخر، يجب أن نتميز بالمرونة لنسهل مهمة المدرب الجديد، أما الأمور المتبقية فالاتحادية هي من تتولى تسييرها، الكرة في مرمانا ولابد أن نعمل بشكل كبير في أنديتنا، وأن نظهر بتنافسية وجاهزية كبيرة لإفادة المنتخب.
بالحديث عن روح المجموعة، المنتخبان المصري والمغربي وحتى التونسي أبانوا قتالية كبيرة عكس منتخبنا، ألا تعقد ذلك؟
في بعض الأحيان نعم، لقد كانوا أكثر حرارة وقتالية منا، أحيانا كن نلمس أن المنتخبات التي لعبت أمامنا كانت لديها رغبة كبيرة في الفوز علينا، صراحة، في كأس إفريقيا الحالية أضعنا عقلية الفوز التي كنا نمتلكها، الآن ما جرى أصبح من الماضي، ويتوجب أن نفعل كل شيء لإعادة الروح لمنتخبنا.
كلمة للجمهور الجزائري الذي أبدى ارتياحا كبيرا لمستواك في "الكان"
أقول لهم إن ثقتهم أسعدتني كثيرا، أشكرهم على دعمهم لي، مرة أخرى أطلب منهم المعذرة بما أنهم انتظروا الكثير منا، إن شاء المولى سنفعل المستحيل للاستدراك في المنافسات المقبلة.
حاوره: مومن آيت قاسي
كلمات دلالية :
حني