الجميع تفاءل في ألمانيا بتعاقد البايرن مع ريناتو سانشيز، هل من تعليق؟
أشكر إدارة بايرن ميونيخ على الثقة التي وضعتها في شخصي، ومنحي فرصة الانتقال إلى فريق كبير من حجم البايرن، فقد جاءت الاتصالات مبكرة ومكثفة وتوجت في النهاية بانتقال إلى أحد أعرق الأندية الأوروبية، وهذا ما يزيدني شرفا.
كيف كانت طريقة انتقالك إلى صفوف الفريق "البافاري"؟
بعد مباراة بنفيكا والبايرن في الدور ربع النهائي من منافسة رابطة أبطال أوروبا، كانت الأمور واضحة للغاية، إذ تلقى وكيل أعمالي اتصالات مباشرة من إدارة البايرن بقيادة رومينيغي للاستفسار عن موقفي من العرض، ودون تردد قبلت مباشرة، وفضلت "البافاري" على حساب مانشستر يونايتد للعديد من الأسباب.
لكن بعض التقارير أكدت أنك كنت متابعا من قبل البايرن منذ مدة، فهل هذا صحيح؟
لم أسمع بالاهتمامات من قبل ولم تكن ملموسة، كل ما قيل كان مجرد أقاويل من طرف الصحف البرتغالية والألمانية، حقيقة قدمت آداء كبيرا، وفي إحدى مباريات الدوري البرتغالي اتصل بي وكيلي، وقال إن بعض المسؤولين في البايرن شاهدوني عن قرب، وهذا ما زادني ثقة ودفعني لتقديم مردود كبير.
وبعد القرعة ووقوع بنفيكا مع البايرن؟
كانت المباراة بمثابة الفرصة بالنسبة لي، خصوصا بعد علمي أن البايرن اتفق رسميا مع أنشيلوتي لتولي قيادة الفريق في الموسم الجديد، وهذا ما حفزني لتقديم مردود كبير، وجاءت المواجهة في دوري الأبطال وكنت عند حسن ظن أنصار بنفيكا وصمدنا إلى غاية مباراة الإياب، فـ البايرن كان محضرا ومحفزا أكثر للتأهل.
وماذا حدث بعدها؟
بدأت المفاوضات مباشرة مع بنفيكا قبل أن يدخل مانشستر يونايتد على الخط، وهنا استفسرت لويس ناني زميلي في المنتخب عن العقلية وعن إمكانية انضمامي إلى اليونايتد، ولكن عموما أقنعني مشروع الفريق "البافاري" وقبلت التحدي نظرا لأهمية البايرن في المستوى العالمي، ولكن هذا لا يعني أن مانشستر فريق عادي، انتقالي إلى البايرن كان للعديد من الأسباب وكانت الرياضية أبرزها.
بالحديث عن زميلك لويس ناني، بماذا نصحك؟
ناني أكد لي أن الإنجليز لا يجاملون ويمنحون الفرص للاعبين الشباب، ولكن ما حفزني أكثر هو خوض دوري الأبطال مع البايرن وعقلية الألمان بشكل عام، فهم يساعدون الشباب للتألق إضافة لكونه فريقا مدججا بالنجوم ومستعدا للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
في بنفيكا كنت نجما دون منازع وكنت الأفضل من بين الشباب، هل من تعليق حول هذا؟
بنفيكا مدرسة كروية عريقة ومعروفة على الساحة العالمية، التألق في هذا الفريق يمنحك بكل تأكيد دعما معنويا رائعا للتألق في المباريات وللانتقال إلى فريق كبير، أنا ممتن لهم وأشكر الإدارة على وقفتها الكبيرة معي طيلة مشواري الاحترافي.
هل فكرت يوما ما في الانتقال إلى فريق كبير من حجم البايرن؟
لن أخفي على الجميع أن حلمي كان التتويج بكل الألقاب المتاحة، وهذا حلم كل الشباب اليافعين الذين يحلمون بالتألق في عالم كرة القدم، منذ أن كنت صغيرا كنت أشاهد مباريات الفرق الكبيرة ومباريات دوري الأبطال بشكل خاص، وهذا ما دفعني للاهتمام بكرة القدم لأنها نمط عيش وخاصية هامة للشعب البرتغالي.
على ذكر الشعب البرتغالي، فقد تألقتم كثيرا في نسخة كأس أمم أوروبا بـ فرنسا قبل أيام وحصلتم بطريقة رائعة على لقب الدورة وكنت بمثابة المفاجأة بالنسبة للكثيرين، فما هو تعليقك؟
في البداية دخلنا المنافسة وكلنا أمل في تحقيق اللقب والانتصار في أول مواجهة أمام منتخب أيسلندا، ولكن بعد التعادل ظهر العديد من النقاد وقالوا إننا لا نملك منتخبا قويا، ونفتقر للحماس من أجل حسم مباريات كبيرة والعديد من الأمور التي حفزتنا كثيرا لرد الاعتبار لأنفسنا.
ولكن بعد التعثر مرة أخرى في مواجهة النمسا تضاءلت حظوظكم في التأهل، فكيف كان رد فعلكم؟
نعم، فقد تسرب إلينا الشك بعد مباراة النمسا التي عولنا عليها كثيرا لتحقيق أول فوز في "الأورو"، لكن نقص الفعالية أثر علينا مرة أخرى وخرجنا بتعادل مثير، إذ ضيع كريستيانو رونالدو ركلة جزاء (يضحك) كانت السبب المباشر ربما في تتويجنا باللقب، وخروجنا على الجهة المقابلة التي تواجدت بها المنتخبات الكبرى (يضحك)، لا، لا، فقد حضرنا جيدا لهذه المنافسة ولم يكن تتويجنا مجرد صدفة.
في مباراة الدور ربع النهائي أمام بولونيا سجلت هدف التقدم والأول لك في مسيرتك مع منتخب البرتغال، كيف شعرت بعد هذا الهدف؟
كان من أفضل أهدافي في مسيرتي لحد الآن، وهذا لأنه أنقذنا من جحيم الإقصاء، فقد باغتنا منتخب بولونيا في البداية وفي وقت مبكر عن طريق ليفاندوفسكي بهدف سريع كاد يؤثر على نفسية اللاعبين، وفي لقطة الهدف كنت واثقا جدا من التسجيل، فقد تلقيت طلبات من المدرب سانتوس الذي أمرني بالتسديد عند الاقتراب من خط منطقة العمليات نظرا لصلابة الدفاع البولوني، والذي أعجز هجوم ألمانيا أيضا عن التسجيل، وكان الحظ معي فارتطمت الكرة بأحد المدافعين وسجلت هدف التعادل بشق الأنفس.
على ذكر المدرب سانتوس، العديد من وسائل الإعلام البرتغالية تغنت به واعتبرته معلما وأستاذا في التكتيك، ما هو رأيك في عقيلته وشخصيته؟
المدرب سانتوس كان بمثابة والدنا، ويبقى أقرب منا كثيرا في جل الحصص التدريبية، يستمع إلينا ويناقشنا حول طريقة تفكيره وقراراته، الكل سعيد بالعمل معه، عقليته رائعة وهو شخص مميز للغاية، فتتويجنا يعود إليه بالدرجة الأولى نظرا لمجهوداته الكبيرة خصوصا على الصعيد الفني.
سانتوس قال قبل بداية الدورة إنه يملك تشكيلة ثرية والأفضل في أوروبا، وأنه يتوقع تتويج منتخب بلاده باللقب في حال كان اللاعبون بدورهم يؤمنون بالفوز والتتويج، فهل كان هذا التصريح مجرد حافز نفسي لكم؟
لا، سانتوس تلقى انتقادات من بعض الأطراف حول اللاعبين الذين اختارهم، لكنه اجتمع بنا وأكد لنا أننا أفضل اللاعبين البرتغاليين في الوقت الحالي، وقال لنا بالحرف الواحد، إننا نستطيع رفقة رونالدو إحراز اللقب ومباغتة الجميع إذا حضرنا جيدا وركزنا مباراة بمباراة.
كريستيانو لعب دور المدرب والقائد واللاعب في هذه الدورة وأصبح حديث العالم بعد تتويج البرتغال، فما رأيك في اللعب رفقة رونالدو؟
رونالدو قائد بالفطرة وموهبة كروية لن تتكرر كثيرا، فقد تألق أينما رحل وارتحل وبصم على مستويات مميزة مع مانشستر يونايتد سابقا، وزاد توهجا مع ريال مدريد في السنوات الأخيرة، وأصبح أفضل لاعب في العالم وهذا أمر طبيعي، نحن سعداء باللعب معه وقدمنا المستحيل من أجل وضعه على منصة التتويج.
كل تصريحات لاعبي البرتغال كانت موجهة لـ كريستيانو وكأنه يمثل لكم أمرا مميزا، أليس كذلك؟
رونالدو لاعب غني عن كل تعريف، وكان أقرب منا رفقة المدرب وحفزنا بشكل غير طبيعي للعب من أجل البرتغال، ومن أجل مساعدته في مراحل متقدمة من السن للتتويج بأول لقب في تاريخ البلد وله على الصعيد الشخصي، لبينا طلبه وكنا نلعب بـ 200% من أجل البرتغال ومن أجله، ونحن سعداء للفوز بهذا اللقب القاري.
ناني، بيبي وإيدر تغنوا بفوز كريستيانو أكثر من البرتغال، هل هذا يغضب البرتغاليين؟
تتويج رونالدو من تتويج البرتغال، ونحن قررنا مكافأته رفقة المدرب سانتوس على الشجاعة التي تحليا بها طيلة فترة البطولة، فبعد مباراة النمسا صرخ علينا كريستيانو وطالبنا ببذل مزيد من الجهد، وقال إنه يعرف أن البرتغال أفضل منتخب في أوروبا، وطالبنا بالمزيد لتحقيق التأهل.
هل أنت مستعد لخوض التجربة الجديدة مع البايرن وفي أجواء لم تعتد عليها (الدوري الألماني)؟
قبل انضمامي إلى البايرن كنت أعلم أني سأغير الأجواء ونمط الحياة، ولكني كلاعب محترف أعرف أن الألمان لا يتلاعبون في التحضيرات، وأنا مستعد تماما لبدء المغامرة مع "البافاري".
كلمة توجهها لأنصار بايرن ميونيخ؟
أشكر إدارة النادي على وقفتها الكبيرة معي وعلى ثقتها أيضا في قدراتي، وأنا بدوري أعدهم بتقديم مردود كبير، ولم لا التتويج أيضا بلقب دوري الأبطال هذا الموسم مع مدرب محنك وقدير مثل أنشيلوتي.
عن صحيفة "كيكر" الألمانية
كلمات دلالية :
ريناتو سانشيز