وشارك معه في 120 مباراة مهدت له الطريق للانتقال إلى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي سنة 2006 حتى 2014، ليعود بعدها إلى إيطاليا من جديد عبر بوابة بطل الدوري الإيطالي نادي جوفنتوس، مسيرة توج فيها الدولي الفرنسي بالعديد من الألقاب التي كانت لتدفع لاعبا آخر غير إيفرا إلى الاعتزال، فهذا الأخير لم يخف في حوار له مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية رغبته في الاستمرار في ميادين كرة القدم، كما تناول "الأسمر" أجزاء من مسيرته رفقة "الديكة" وحياته الخاصة، وكذا العديد من المواضيع التي ندعوكم لمطالعتها.
بداية باتريك، ما هي أهم تطلعاتك وطموحاتك فيما تبقى من مسيرتك الكروية؟
كنت دائما لاعبا متعطشا إلى الألقاب وسأظل كذلك، أنا الآن أفضل مما كنت عليه سابقا، وذلك يساعدني كثيرا من أجل التفكير في المستقبل، والطموح لمواصلة إحراز الألقاب.
أنت الآن لاعب دولي فرنسي وفي جوان المقبل ستكون قد بلغت 35 سنة، فما هي المحطة التي تفكر بالاعتزال فيها؟
أنا أحب كرة القدم وأخشى اليوم الذي سيكون علي فيه أن أنهي مسيرتي، أريد أن أفوز بالمزيد، الناس يقولون إني متكبر لكني ولمدة 10 سنوات كنت أحد أفضل اللاعبين في مركزي، ولهذا لا أحاول أن أشغل بالي بهذه الأفكار.
ماذا عن أهدافك رفقة جوفنتوس، هل يشعر إيفرا بأنه لا يزال قادرا على تقديم الإضافة رفقة "السيدة العجوز"؟
لاعبون مثل خافيير زانيتي، رايان غيغز وباولو مالديني لعبوا حتى سن الأربعين، مازال لدي وقت وأريد أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر جوفنتوس كثيرا على الاحترام الذي أظهروه لي هنا، إنهم يريدوني أن أستمر معهم لسنتين والقرار يعتمد علي وحدي.
بالحديث عن العقد الجديد، هل لك أن تقدم لنا مزيدا من التفاصيل حول بنوده، وهل اتفقتم مع إدارة اليوفي على البقاء بشكل مبدئي؟
الوقت الآن ليس مناسبا لمناقشة العقد الجديد، فعلينا الفوز بالدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، وعندما يحين الوقت المناسب سنناقشه، لن يأخذ الأمر أكثر من 10 دقائق لأقول نعم أو لا.
هنالك العديد من الاهتمامات والعروض من قبل أندية صينية تريد الاستفادة من خدماتك، هل تبقي احتمال الانتقال إلى الدوري الصيني قائما؟
الصين؟ أنا أحب آسيا لكنها ليست هدفا لي في الوقت الحالي، أريد أن أعرق وأتدرب وأقدم التضحيات لأفوز بالألقاب في النهاية.
لنتحدث عن المنتخب الفرنسي، هل تفكر في الاعتزال بعد نهاية بطولة أمم أوروبا، خصوصا أنها ستقام في بلدك؟
بالطبع لا، طالما لازلت أمتلك قدمين سأستمر في الركض، قدوتي في هذا الخصوص هم خافيير زانيتي، رايان غيغز ومالديني، لقد استمروا في اللعب حتى الأربعين تقريبا كما قلت، لازلت أمتلك عدة سنوات بعد، لن أترك المنتخب الفرنسي حتى يقرر المسؤولون تسريحي ويرون أنهم لم يعودوا بحاجة لي، وطالما أني ألعب كرة القدم سأستمر مع فرنسا، لا أعرف كم سيستمر ذلك لكني سأكون صادقا عندما يحين الوقت.
موعد الاعتزال سيأتي لا محالة، متى تعتقد أنك ستقدم على هذه الخطوة؟
سأرحل عن المنتخب الفرنسي عندما يقول لي بلدي إنه لم يعد بحاجة إلي، طالما أنا موجود في الملاعب فأنا أرغب في اللعب مع المنتخب، أريد البقاء على أعلى مستوى.
المنتخب الفرنسي من أبرز المرشحين للفوز بـ "الأورو" لأنه سيقوم باستضافة الدورة، هل تعتقد حقا أنكم تمتلكون القدرة من أجل رفع اللقب في ظل وجود عدة منتخبات كبيرة ستنافسكم على اللقب؟
نعم، أعتقد أن فرنسا بإمكانها الفوز بـ "الأورو" المقبل، ومجرد التفكير في هذا الأمر يجعل رغبتي شديدة في التواجد رفقة زملائي هناك، لدي ثقة كبيرة في أننا سنقدم آداء جيدا رفقة جميع اللاعبين، كل الظروف متوفرة، فنحن نحترم المدرب وهو بدوره يقوم بعمل رائع.
في كل إخفاق للمنتخب الفرنسي تنهال الانتقادات على اللاعبين ويتم تجريدهم من حب الألوان الفرنسية، ما تعليقك؟
بصراحة، أنا لست مع تلك الصورة التي تم رسمها على اللاعبين، الشيء الوحيد الذي يؤلمني هو القول إنني لم أكن أحب القميص الفرنسي، وهذا غير صحيح لأن القميص الفرنسي يعني لي الكثير.
لم يسبق لك الفوز بأي لقب رفقة المنتخب، ألا تعتبر "الأورو" فرصة سانحة من أجل التتويج بلقب ثمين جدا تثري به مسيرتك مع "الديكة"؟
نعم، أنا لم أفز بأي لقب رفقة المنتخب الفرنسي، ونستهدف رفقة العديد من اللاعبين تغيير ذلك، والفرصة مواتية الآن أكثر من أي وقت مضى، لأن فرنسا هي من ستقوم باحتضان "الأورو".
لا يظهر في مباريات جوفنتوس أن علاقتك مع لاعبي الفريق ودية، هل هذا صحيح؟
أنا مهتم بما يقوله زملائي عني فقط، لا ألعب كرة القدم من أجل الحصول على عناق، ألعبها فقط لأنني الفائز.
مستواك كغيرك من اللاعبين مهدد بالتراجع كثيرا بسبب تقدمك في السن..
في الواقع، أنا الآن لست في سن يسمح لي بالنظر إلى آدائي فقط، بالقدر الذي أهتم فيه بنقل رغبتي الشديدة في الفوز إلى زملائي، وأن أجعلهم متعطشين مثلي للألقاب.
هل تؤثر الانتقادات التي تتعرض لها في كرة القدم على حياتك اليومية رفقة عائلتك أو أصدقائك؟
لا يمكن للانتقادات أن تؤثر في كثيرا، أنا رجل مسيحي ومتدين ومادامت عائلتي وأنا في صحة جيدة، فهذا كل ما يهمني.
البعض قال إن إيفرا شخص دون مشاعر وهذا يظهر من طريقة لعبه فوق أرضية الميدان، ما مدى صحة ذلك؟
الناس يقولون إنني دون قلب ودون مشاعر، وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، بالطبع لدي مشاعر، ولكن إن كان هناك شخص ينتقدني في حياتي فلن أجد حرجا في الرد عليه حتى لو كان ذلك في الشارع.
في الماضي تعرضت إلى فاجعة بسبب وفاة أختك، هل صحيح أنك لم تقم بذرف الدموع في تأبينها؟
صحيح، لم أقم بذرف الدموع، لكن ربما في يوم من الأيام سأنفجر، أتذكر أن أمي وقتها جاءت إلي وقالت لي: "باتريك يجب عليك الانحياز لعواطفك، عليك البكاء وترك ما يشغل تفكيرك" فأخبرتها أني لا أستطيع، ولست أرى في ذلك علامة ضعف، ولكنني لم أستطع ذرف الدموع.
هل أنت إنسان اجتماعي، فمن لا يعرفك للوهلة الأولى يقول إنك إنسان مزاجي للغاية؟
أنا لا أشعر أني كذلك، وربما ما قلته هو ما هو إلا الصورة التي رسمتها الصحافة عني، ففي الحياة أنا إنسان مرح وأسعى حقا إلى مساعدة الناس، وبدوري أنا أيضا أحتاج للمساعدة.
نقلا عن صحيفة "ليكيب" الفرنسية
كلمات دلالية :
إيفرا