دونغا: "تلقيت تهديدات لاستدعاء بعض اللاعبين وهذه ضريبة الإصلاح"

خطيرة في هذا المجال بسبب خياراته، وتحدث مدرب "السيليساو" في تصريحاته عن الخيارات الأخيرة، ومنها إبعاد تياغو سيلفا الذي أحدث ولا يزال يحدث ضجة واختلافات كبيرة في الساحة الكروية بالبلد، مع الحديث عن قضية الساعة بالنسبة لـ البرازيليين وهي ترشيح نايمار للكرة الذهبية، إضافة إلى العديد من الأمور المثيرة.

في البداية، نريد أن نعرف كيف يجري عملك في استدعاء اللاعبين، ما هي المعايير التي تعمل بها أو تحكم بها على اللاعبين؟

سهل جدا (يضحك)، علي انتقاء اللاعبين الأكثر جاهزية، نحن نركز جيدا على كل اللاعبين البرازيليين داخل أو خارج الوطن، ولا يهمني اسم لاعب معين أو من يكون بالفعل، نقوم بعمل يتطلب الكثير من التركيز، لكن المشكلة الكبرى هي تلقي رسائل تهديد في بلد مثل البرازيل.

رسائل تهديد! ممن ولماذا؟

نعم، تلقيت رسالة تهديد من أحد رجال الأعمال في البلد لأنني لم أستدع بعض اللاعبين، لكني لم أنتبه لها على الإطلاق ولم تؤثر في، لم أجد أي مشاكل مماثلة من قبل لكن هذه المرة ازدادت التهديدات حدة، لكن لا وألف لا، لن أرضخ لأي تهديد.

من الشخص المسؤول عن تهديدك؟

لا، هذا الأمر سر لن أكشف عنه، لكن كما قلت لا أحد يملي علي كيف أقوم بعملي، المنتخب البرازيلي فقط لمن يستحق اللعب فيه.

ما الذي جاء في هذه الرسائل وهل تستطيع الكشف على الأقل عن مضمونها؟

كما قلت لكم، كان لدي مشاكل لأنني لم أستدع بعض اللاعبين، وصلتني رسائل من رجال أعمال مهمين يقولون فيها إنهم يتحكمون ويسيرون كرة القدم، لكن خياراتي لا تصب في مصلحتهم وتفسد كل مخططاتهم، يقولون فيها إنهم سيجتمعون ويقفون ضدي، هذا كل شيء.

لكن كيف وصل الأمر إلى هذا الحد الخطير وماذا يريد هؤلاء؟

هناك مجموعة من رجال المال والأعمال تريد أن تسيطر علينا وتسيطر على كرة القدم، إنهم يريدون تسيير كل شيء كما يريدون وبالطريقة التي تضمن مصالحهم، ليس لديهم أي نية في القيام بأعمال صالحة، أعلم أنهم سيواصلون الدوران من حولي ولن يتوقفوا عن هذه الضغوطات، لكني لن أسمح بتحويل رياضة بشعبية كرة القدم في البرازيل إلى وسيلة تجارية، من أراد الالتحاق بالمنتخب فعليه اللعب وإثبات استحقاقه حمل الألوان.

لا بد أن كل هذا يشكل ضغطا كبيرا عليك، كيف تتعامل مع الأمور؟

يضاف إلى هؤلاء الأشخاص الضغط الإعلامي، ضغط الجمهور والمشاكل السياسية والصراعات الداخلية للبلد، كل هذه الأمور تؤثر على العمل، لكن عندما تطرق باب المنتخب البرازيلي فإنك تنتظر مثل هذه الأمور، لقد مررت من هنا سابقا (يقصد أنه درب المنتخب سابقا) وكانت لي تجربة كافية لأعلم ما ينتظرني عند عودتي، لذا ضغط أو لا، مشاكل أو غير ذلك، علي أن أجد طريقة للتعامل مع الظروف الحالية ولا أفكر فيما هو آت.

عندما تقوم باستدعاء اللاعبين، ما هو الهداف الأول من ذلك وهل هناك معيار محدد لاستدعائهم؟

قلت لكم إنه إذا كان هناك لاعب يريد الالتحاق بالمنتخب فعليه فقط إثبات أحقيته، سبق وأشرت إلى أن الجاهزية والاستمرارية هي ما يهمني، لكن ما أراعيه أكثر هو التفاهم والاستقرار بين اللاعبين، هذا أهم شيء في المنتخب، علي أن أجد اللاعبين الذي يمكنهم التأقلم في المجموعة، ولبناء توليفة للعب بطريقة وأسلوب واضح.

الحدث في أيامنا هذه هو ترشيح نابمار رفقة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لجائزة الكرة الذهبية 2015، ما رأيك؟

منحت صوتي لـ نايمار، نحن نعيش في فترته وأعتقد أنه حان الوقت ليفوز بالكرة الذهبية وينهي هيمنة الثنائي كريستيانو وميسي.

وهل ترى أنه يملك فرصة للفوز على الثنائي؟

نعم هو قادر على الفوز بالكرة الذهبية، لقد تحسن كثيرا خاصة في بداية الموسم الحالي، وكان جيدا على العموم الموسم الماضي، سجل الكثير من الأهداف وكان حاسما، فاز بالألقاب مثل ميسي طبعا بما أنهم في نفس الفريق، أظن أنه يستحق الكرة الذهبية، وأعتقد أيضا أن فرصه متكافئة مع ميسي ورونالدو، فالمرشحون الثلاثة في نفس المستوى.

وما رأيك في مستوى رونالدو وميسي سنة 2015؟

رونالدو كان ممتازا الموسم الماضي وسجل العديد من الأهداف، لكن هناك انخفاض في مستواه الآن، لم يعد يقدم ذلك المستوى الخارق الذي عرفناه به، لا أقول إنه لا يلعب جيدا لكنه لم يعد مثل السابق، نفس الشيء أيضا بالنسبة لـ ميسي، لعب جيدا الموسم الماضي وحقق العديد من الألقاب لكنه أصيب ثم غاب عدة أشهر وهذا أثر كثيرا عليه، كما قلت، المستوى متكافئ بين المرشحين الثلاثة.

هل ترى أن نايمار قادر على قيادة المنتخب البرازيلي مستقبلا أو برشلونة مثلا، هل يملك الشخصية القيادية؟

البعض لديه نظرة خاطئة عن القيادة، هناك من يرى أنها مجرد شارة توضع في اليد لكن الأمر مختلف كثيرا، قد لا تكون قائدا بالشارة لكن دورك في الملعب يجعل منك قائدا حقيقيا، هذا ما شاهدناه في الفترة الماضية في برشلونة عندما غاب ميسي بسبب الإصابة، مرت تقريبا 3 أشهر كان فيها نايمار القائد الحقيقي للفريق، يلعب جيدا وحمل على عاتقه مسؤولية تسجيل الأهداف، هذا هو الدور القيادي الفعلي، يجب أن تتحمل مسؤولياتك وتقود فريقك وتكون حاسما.

أنت من نوعية المدربين الصارمين جدا في قراراتهم، ولعل عدم رضوخك للتهديدات أكبر دليل، ألا ترى أنك تسرعت نوعا ما في حق بعض اللاعبين؟

لا على الإطلاق، ذكرت في السابق أن المعيار هو قيمة اللاعب فوق أرضية الميدان، لا يهمني أي شيء آخر، لدي فكرة عمن تتحدثون.

أولا نريدك أن تحدثنا عن جيفرسون وإبعاده مؤخرا (حارس بوتافوغو)، لقد قال في تصريحاته الأخيرة إنه كان ينتظر منك معاملة أفضل أو مزيدا من الاهتمام لكن ذلك لم يحدث...

بالنسبة لي، من الطبيعي أن تسمع مثل هذا الكلام من اللاعبين، أنا سعيد بذلك لأن هذا يعني بأنه يريد اللعب، لكن جيفرسون حصل على فرصته، عليه أن ينظر إلى غرووي (حارس غريميو)، أليسون (حارس سانتوس) ونيتو (حارس جوفنتوس)، لقد مروا هم أيضا باختبارات وتم قبولهم في المنتخب، هم يواصلون العمل.

وهل تم إبعاده تماما من المنتخب؟

لا على الإطلاق، الآن حان دوره (جيفرسون) ليقبل هذا الأمر هو الآخر، فليحترم زملاءه الذين يعملون بجد بالدرجة الأولى، أتفهم حتى أن يكون غاضبا مني وهذا طبيعي، أنا لا أريده أن يكون راضيا أو سعيدا بهذه الوضعية، لكن ما أريده منه هو أن يقاتل ويعمل ويستغل ذلك الغضب بطريقة إيجابية ويقنع للعودة.

وبما تفسر إبعادك لـ تياغو سيلفا، هناك العديد من الأقاويل والآراء في هذه القضية، البعض يؤيدك بعدما حصل في كأس العالم والبعض يعارض ويطالب باستدعائه مجددا، ما رأيك؟

تعرفون أن آراء الآخرين أو ما يقال لا يهمني كثيرا، ليس هذا وحسب بل أنا لا أعلم حتى ما يقال، ولا أقوم إلا باتخاذ القرارات التي أراها في مصلحة المنتخب، سيلفا، لدينا تفكير رجعي في البرازيل، هل علي أن أعامل اللاعبين معاملة خاصة فقط لأجل آبائهم أو لأنهم يلعبون في أوروبا؟ علينا أن نوقف هذا التفكير في البرازيل، عندما يكون هناك لاعب أفضل منه فهذا يعني أنه لا يستحق اللعب (سيلفا)، علينا إيقاف هذا التفكير والتعامل مع اللاعبين باحترافية لكن مع الاحترام دائما، محترفونا متعودون على السير بهذا النهج في أوروبا فلماذا لا يطبقونه هنا في البرازيل، علينا أن نعمل بهذا المنظور، يجب أن نتطور في طريقة تفكيرنا.

ما هي أكبر العراقيل واجهتك في تدريبك للمنتخب البرازيلي؟

أكبر العراقيل هي كرة القدم البرازيلية في حد ذاتها، هناك حالة من الفوضى، المشكل الأكبر أنه وعندما نحاول تنظيم الأمور هناك من يحاول تخريبها من جديد أو على الأقل التشويش علينا، كل شيء متناقض ويسير ضدك عندما تحاول الإصلاح، من هنا وجب علي أن أكشف للناس ما يحدث، هنا فقط يمكنني الاحتماء بالأنصار إذا حدث لي شيء في المستقبل، علينا أن ننظم الكثير من الأشياء في البرازيل.

نقلا عن شبكة "غلوبو إيسبورتي" البرازيلية