كما تطرقإلى الحالة التي يتواجد عليها فريقه السابق وإمكانية عودته إليه مجددا، وذلك لمساعدته على الخروج من الضائقة التي يعاني منها، كما أظهر صاحب 37 سنة جانبه الإنساني في هذا الحوار، حين تحدث عن مشاريعه الخيرية مستقبلا، ورغبته في إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه، والعديد من النقاط التي ندعوكم لمطالعتها في الحوار الآتي.
بداية ديديي دروغبا، لماذا قررت إصدار سيرتك الذاتية رغم أنك لا تزال في الوقت الحالي لاعبا فقط؟
ما حدث لي وعشته خلال السنوات الثماني السابقة دفعني لفعل ذلك، فقد عشت الكثير من العاطفة، الكثير من الأسفار، الكثير من الاجتماعات والأشياء الأخرى التي أردت أن أجسدها في كتاب.
في ''الالتزام" (يقصد كتاب دروغبا)، كنت قد قلت إنك شعرت بخوف كبير أثناء انتقالك من مرسيليا إلى تشيلسي الإنجليزي، ما سبب ذلك الخوف؟
كانت المشاعر مختلطة علي في تلك الفترة، فأنت تغادر الفريق الذي تحبه منذ الطفولة، واللحظات الجميلة التي عشتها في ذلك النادي الكبير، جعلاني أحس بذلك، فقد كانت لدي العديد من المخططات التي كنت أريد تنفيذها في الفريق، ولكني أدركت بعدها أن كرة القدم تسير بشكل سريع جدا، ولا يمكنك أن تقوم بكل ما تخطط له ومثلما خططت له، وعندما أنظر الآن إلى الخلف، أدرك أن قراري باللعب لـ تشيلسي كان صحيحا تماما.
تشيلسي هو فريق القلب بالنسبة لك، وهو الآن لا يلعب بشكل جيد ولا يقدم مستويات كالتي كانت من قبل، ما السبب في ذلك يا ترى؟
لقد حان الوقت الصعب الذي يحل ضيفا على كل الفرق الكبيرة، الجميع يدركون أن مثل هذه الفترات لا تدوم، وتشيلسي كذلك بحكم أن لديه مدربا ذا جودة كبيرة ولاعبين ممتازين، وكما يرى الجميع، النادي مر بفترة صعبة بدأ يجد معالمه ويخرج منها تدريجيا، فقد حقق فوزين متتالين في الآونة الأخيرة.
أمازلت تعتقد أن جوزي مورينيو هو الرجل المناسب لقيادة تشيلسي وإنقاذه من هذه الأزمة التي يعيشها؟
نعم، فهو لا يزال مدربا لـ "البلوز" في الوقت الحالي، وبالتالي فالإدارة تضع ثقتها فيه، وإن كان لا يزال مدربا لـ تشيلسي فإنه يمتلك الكثير من الجودة التي تسمح له بمقاومة الضغوط، لأن الرئيس يعتقد أنه رجل مبادئ، واللاعبون يؤمنون بقدرتهم على النجاح تحت قيادته، لذلك من الواضع أنهم سيبذلون أقصى ما لديهم للخروج من هذا الوضع.
صنعت تاريخا مميزا في تشيلسي كلاعب، هل يمكننا أن نرى ديديي مدربا في هذا الفريق مرة أخرى؟
لا يمكني أن أعدك بشيء في مثل هذه الأمور، أنا الآن ما زلت لاعبا، وعندما أقرر تعليق الحذاء فسوف أفكر في المهنة التي سأختارها، لست أنا من يختار مستقبله، إن ساقني القدر لتدريب تشيلسي فأنا لن أرفض ذلك، وسأتفق من دون شك مع مسؤولي الفريق، وهناك الكثير من الأدوار التي يمكن أن ألعبها في تشيلسي بغض النظر عن تدريبه، لكني أقولها وأكررها مازلت لاعبا الآن ولا أدري أين سيضعني القدر مستقبلا.
إذن يمكنك أن تكون مديرا رياضيا لـ تشيلسي يوما ما، أليس كذلك؟
لا، لا أحبذ هذه المهنة أطلاقا، منصب المدير الرياضي ليس الدور الذي أريد أن أقوم به بعد اعتزالي كرة القدم، فكما تعلمون بعد إخفاق أي لاعب في تقديم أفضل المستويات للفريق فإن اللوم يكون على المدير الرياضي بالدرجة الأولى، أما في حال نجاحه فاسمك لن تجده بكل تأكيد، وعندما يحين اوقت المناسب سنرى ما الذي يمكنني تقديمه لـ تشيلسي.
وهل يمكن لـ ديديي أن يشغل منصبا في الإدارة الفنية للمنتخب الإيفواري؟
لدي رغبة كبيرة في أن أكون أحد قادة منتخب ساحل العاج، وأن يكون لي منصب في العارضة الفنية له، فقد قدمت للمنتخب الإيفواري الكثير كلاعب، وأرغب في أن أقدم له أكثر في مهنة أخرى ولم لا مدربا أول له.
مرت أيام عصيبة على بلدك ساحل العاج، ولعبت أنت وزملاؤك السابقون في المنتخب دورا مهما لإعادة السلام فيه، هل أنت راض عما قدمته للإيفواريين؟
لحسن حظنا أننا لاعبون وليسنا رجال سياسة، ما حدث في وطني مثير للشفقة، الكل يعلم أن ما حدث أمر مخيف وكان يجب ألا تكون مثل تلك الأمور، عملنا سويا على إعادة الأجواء مستقرة في البلاد، وخففنا بعش الشيء من حدة الخلافات والاقتتال، نرغب في أن يعم الأمل في أوساط الشعب الإيفواري، مثلما نرغب في أن يعم الأمر في مدرجات ملاعب كرة القدم، فتلك هي رغباتنا الحالية، ونحن على يقين بأننا في الطريق الصحيح، لأننا نفيد وطننا ونرغب في تقديم يد المساعدة لـ الإيفواريين.
فزت بكل الألقاب تقريبا في مسيرتك الكروية، ما الذي يرغب دروغبا في تحقيقه حاليا؟
أريد أن أنهي مسيرتي في أفضل رواق كما بدأت بالضبط، أنا لاعب في مونتريال إمباكت، وأريد تشريف عقدي رفقته، هذا كل ما أريده حاليا، وبعد ذلك أرغب في أن أبقى جزءا من كرة القدم، لا أريد أن أبتعد كثيرا عنها، لقد ملكت حياتي وأصبحت جزءا لا يتجزأ من ديديي بحد ذاته، لذا أريد أن أستمر في عالمها، وأن أشغتل في مهنة أخرى تليق بي مستقبلا.
ما الشيء الذي ينقصك لجعل مسيرتك أكثر اكتمالا؟
أعتقد أنه لا يزال بإمكاني تقديم الكثير، مازلت شابا وأدرك أن مسيرتي كلاعب سيأتي اليوم الذي أنهيها فيه، ولكن كرجل، لدي العديد من الطموحات التي أسعى لتلبيتها، أعتقد أن المستقبل مشرق ولا يزال أمامي الكثير لفعله.
مثل ماذا؟
بغض النظر عن ماهية ذلك الشيء، فالمهم أن أكون ذا تأثير على حياة الناس بطريقة إيجابية، مثل أن تكون لي مؤسسة خيرية، فهدفي أن أساعد الناس بطريقة أو بأخرى وتحسين مستواهم الاجتماعي، وذلك بتمرير المساعدات لهم، فحلمي أن أكون عنصرا مهما في كوت ديفوار أو حتى إفريقيا.
توج منتخب بلادك بكأس أمم إفريقيا، هل كنت تود أن تكون حاضرا في تلك المسابقة والمساهمة في التتويج بالكأس الذي لطالما حلمت بها؟
بطبيعة الحال كنت أريد أن أكون من العناصر الذين ساهموا في التتويج بالكأس، سأكون منافقا لو قلت العكس، وأمر طبيعي أني أردت التواجد مع المنتخب لأنه يحمل ألوان بلدي، ولأنه الفريق الذي عشت معه سنوات عديدة، ومع ذلك فأنا فخور للغاية بالرجال الذين توجوا باللقب وأسعدوا ساحل العاج، وفخور من أجل زملائي، أما عن قرار الاعتزال قبل بداية الدورة فأنا لا أشعر بالندم لذلك، فقد اتخذت قراري وانتهى الأمر.
نقلا عن قناة "bbc afrique"
كلمات دلالية :
دروغبا.