وينظر إليه البعض على أنه بطل قومي في البرازيل نظرا للمشوار الكبير الذي قدمه خلال مسيرته الكروية، حتى لقب بـ "الجوهرة السوداء" التي لا يزال نجمها يسطع إلى غاية الآن، بيلي المثير للجدل دائما بتصريحاته يطل هذه المرة على صحيفة "روفيستابلاسار" البرازيلية، حيث خصها بحوار تطرق فيه إلى العديد من المواضيع التي نترككم تطالعونها بأنفسكم.
كيف يرى بيلي البالغ 75 سنة كرة القدم بين الحاضر والماضي؟
إنه سؤال جيد، حسنا، اليوم نمتلك الكثير من المعلومات عما يحدث في كرة القدم، في عصرنا لم يكن لدينا المعلومات ولا نعرف كيف لعبت الفرق الأخرى، كما لم تكن لدينا المرافق الضرورية، واليوم أنتم تشاهدون التطور الكبير لمرافق كرة القدم.
بصراحة، ماذا لو كنت لاعبا في هذا العصر، هل تظن حقا أنك كنت ستنجح؟
أنا دائما ما أقدم آداء جيدا، اليوم بيلي كان ليكون أفضل من السابق لأن الرعاية وطريقة إعداد اللاعبين المتوفرين اليوم لم نحصل عليها في السابق، أنا أمتلك هدية من الله، فموهبة كرة القدم هبة أعطاني إياها الله ولا أحد يمكن أن يأخذها مني، أنا مثل إيديسون صديقي منذ الطفولة (يضحك).
عندما يكون اللاعب أفضل من الجميع كما كنت أنت في السابق ولم يكن له ذلك الإعداد والتكوين كما في الحاضر، أو ربما أقل من ذلك، كيف يصل إلى هذا المستوى؟
أعتقد أن الميزة الكبيرة التي كنت أتمتع بها هي لياقتي البدنية، لأنه وبالإضافة إلى وجود هبة إلهية من أجل لعب كرة القدم يجب أن يكون هنالك الجانب الإعدادي، أشكر الله أنني كنت دائما في حالة بدنية رائعة، ولطالما كان لدي هذان العنصران اللذان مكناني من التغلب على التكوين والإعداد السيئ الذي حصلت عليه.
لو طلب منك المقارنة بين مستواك ومستوى ليونيل ميسي، ماذا سيكون ردك؟
ميسي، ميسي، دائما ما كنت أقول إن ميسي واحد من اللاعبين الأفضل في العشر سنوات الأخيرة، أعتقد أنه يعادل كريستيانو رونالدو ورونالدينيو، رونالدينيو قد يكون أسرع منه ولكن لكليهما نفس النمط.
بإجرائنا مقارنة عن الأفضل، كيف ترى مستوى البرازيل، كيف تصنف المنتخب البرازيلي في الوقت الحالي؟
أعتقد أننا نمر بمرحلة حساسة، لا يمكن أن نبيع الوهم للناس ونخبرهم أن المنتخب البرازيلي متفوق في هذه المرحلة، ولكن هذا لا يمنعه من الظهور بمستوى جيد للغاية في بعض المباريات، في بعض المباريات أخذنا 7 أهداف من ألمانيا و3 أهداف من هولندا، صحيح أن الفرق التي ننهزم أمامها جيدة جدا، لكن الخسارة بنتيجة 1/0 هي نتيجة مقبولة للغاية أمامهم، نحن الآن لا نزال في الطريق السيئ، والدليل أننا لا نمتلك سوى نايمار كنجم في المنتخب.
ما هو رأي بيلي بخصوص نايمار؟
نايمار لاعب جيد، سجل العديد من الأهداف الحاسمة، إنه فعلا لاعب عظيم، يقود البرازيل حاليا في أحسن الأحوال، حاليا يعتبر أفضل اللاعبين في الفريق، نايمار بالنسبة لـ البرازيليين هو اللاعب الذي من شأنه منح المنتخب النقاط الثلاث في أي مباراة، أو بالأحرى منح لقب "كوبا أمريكا" أو كأس العالم يوما ما.
هل يمكن مقارنته بك وبما كنت تقدمه لـ البرازيل ولكرة القدم عامة؟
لو نقارن بما كنت أقدمه في 1957، أظن أنني كنت أفضل وبعشر مرات من نايمار، لا شك أنه حاليا أبرز مهاجم برازيلي، هو يلعب بطريقة سلسة ويقدم أفضل المستويات، لو ننظر لعنصر المقارنة فلا نستطيع إجراءها الآن، نايمار حاليا لم يقدم أي شيء لـ البرازيل، لأنه وبطبيعة الحال لا يزال لاعبا شابا ولا يزال أمامه طريق طويل ومحفوف بالمخاطر، كرة القدم تغيرت لذا لا يمكن مقارنة نايمار بـ بيلي، لكن يمكن طرح سؤال آخر سيكون في محله، من الذي هو أفضل من بيلي؟ كان هناك عدد قليل من اللاعبين الذين يفوقونني قوة ومهارة، أنا أتحدث بحكم خبرتي في عالم كرة القدم، كان هنالك لاعب آخر يبهرني وهو يوهان كرويف لأنه لاعب ماهر لكنه ليس برازيليا، إضافة لـ رونالدو نازاريو دا ليما الذي كان ظاهرة في الكثير من المواقف والمناسبات، إنه لاعب ممتاز، فهو كان سريعا جدا وخبيرا في الهجوم.
البرازيل أنجبت العديد من اللاعبين المميزين في الفترة الأخيرة، روبينيو مثلا لم ينجح لحد بعيد في مسيرته الكروية، أليس كذلك؟
أعتقد أن روبينيو كانت له انطلاقة جيدة، قدم مستويات كبيرة في بداية مشواره، يملك الموهبة وهو لاعب ذو تقنيات عالية، هو يشبه اللاعب زيكو في الكثير من التصرفات والمهارات التي يطبقها داخل الملعب، لكنني مستاء لأجله لأنه لم يتمكن من اختيار الطريق الصحيح لسلكه في عالم كرة القدم، كان لاعبا بإمكانه تقديم الإضافة اللازمة لـ البرازيل، لكنه لم يكن كذلك، أنا متحسر حيال ذلك، وأتمنى له كل التوفيق.
من هي الأسماء التي ألهمت بيلي لما كان لاعبا؟
هناك الكثير من اللاعبين الذين كنت معجبا بهم في الماضي، ذكرت من قبل اللاعب يوهان كرويف، إضافة لـ غارينشا الذي أعتبره لاعب مختلفا تماما عن بقية اللاعبين، فضلا عما كان يقدمه جورج بست في مانشستر يونايتد، تلك الأرمادة من اللاعبين كانت مميزة فعلا، وكنت معجبا بهم وأرغب دائما في مواجهتهم.
ما هو سر نجاح بيلي؟
عند دخولي عالم كرة القدم أيقنت أن العمل الجدي والرغبة دائما في الظهور بأدوار إيجابية، والتركيز خلال المباريات هي أمور يجب أن تتوفر في اللاعب، كنت أدخل العديد من المباريات بنية الفوز وتقديم كل ما لدي، يجب الإخلاص لكرة القدم لكي تبتسم لك، هي لا تحبذ نوع اللاعبين الذين لا يحضرون التدريبات ويردون أن يقوموا بما هو مستحيل، عليك التدرب باستمرار دون كلل أو ملل لتحقيق المبتغى، كنت أبذل قصارى جهدي لتقديم الأفضل، وهذا ما نلته في الأخير.
هل كنت تحظى بمتابعة البرازيليين واهتمامهم سابقا؟
صراحة كنت محل إعجاب الكثيرين، لكن البعض منهم لم يكن يقدر ما كان يقدمه بيلي للكرة البرازيلية، كنت منزعجا من تلك الأمور رغم أني كنت أقدم كل ما لدي للمنتخب، لكن وبعد إحرازنا لكأس العالم بدأت الجماهير البرازيلية تهتم لأمري وأصبحت تكن لي كل الاحترام والمتابعة، صراحة هذه هي كرة القدم، الجماهير لا تعترف بك إلا في حال قدمت لها ما تحبه وترغب في الحصول عليه.
لهذا السبب كنت تسافر كثيرا؟
تقريبا كذلك، لأن بيلي كان محبوبا خارج البرازيل، هناك بعض الأشخاص لا يهتمون لأمرك وأشخاص آخرين يقدرون ما تفعله، ولهذا أنا كنت لاعبا يبحث دائما عن الإشادة، وفي ذلك الوقت كنت أجد تلك الإشادة بكثرة خارج البرازيل، كل ما كنت أرغب فيه أن يفهم الناس كوني لاعب كرة قدم وشخصا عاديا يريد دائما عنصر الإشادة لتقيم أفضل مستوياته، أنا محب للجماهير وعاشق لها، لا أقول إنني لا أملك عيوبا ونقائص وإنما الأمر مختلف، لأنك إن كنت تقدم أفضل ما لديك لفريقك ولمنتخبك ولا تلق المقابل، فهذا أمر غير معقول بتاتا.
كنت محل انتقاد بعض الصحف آنذاك نظرا لتصريحاتك الغريبة على حد تعبيرهم، أليس كذلك؟
بالفعل لكنني لم آبه كثيرا لها، في بعض الأحيان تكون وسائل الإعلام هي من تثير في متتبعيك الرغبة في النفور منك، لكنني كنت مركزا على كيفية تقديم أفضل المستويات، ولا شيء سوى ذلك.
هل كانت تلك التهم تزعجك؟
لا، على العكس، كانت تثير في الرغبة للرد عليها داخل الميدان، لم أقدم على القتل أو السرقة حتى أتعرض لمثل تلك الانتقادات، لحسن حظي لم تكن الصحف والجرائد بكثرة في تلك الفترة وإلا لوجد بيلي نفسه قاتلا أو ما شابه ذلك، لم تكن الأمور على ما يرام خلال الفترة التي كنت فيها لاعبا، وكانت من الصعب للغاية أن تكون لاعب كرة قدم، لكن ورغم كل تلك النقائص كنت حاضرا وقدمت كل ما لدي لفريقي والمنتخب البرازيلي.
لنتحدث عما يحدث في "الفيفا" حاليا، هل أنت على علم بقضية الفساد التي تنخر جسد "الفيفا"؟
بالفعل، إنها صدمة كبيرة وضربة موجعة لكرة القدم.
هل أنت صديق لـ بلاتير؟
نعم، عملت لأربع سنوات في "الفيفا" لكنني انفصلت عن تلك لوظيفة، وبقيت على اتصال لفترة قصيرة بـ بلاتير، العمل في "الفيفا" متعب رغم كونك في بعض الأحيان تشعر باستقلالية في العمل، لكنني تراجعت عن قرار المواصلة وقدمت استقالتي.
نقلا عن صحيفة "revistaplacar'' البرازيلية
كلمات دلالية :
كرة القدم، البرازيل