بالعديد من الألقاب أبرزها رابطة أبطال أوروبا، إنه النجم الفرنسي زين الدين زيدان ذو الأصول الجزائرية الذي نزل ضيفا على مجلة "شورت ليست" البريطانية، وأجرى معها مقابلة مطولة تحدث من خلالها عن العديد من الأمور التي تخص فريقه ريال مدريد، كما تطرق للحديث عن الضجة التي أحدثتها وسائل الإعلام حول مستقبل كريستيانو رونالدو رفقة النادي "الملكي"، فضلا عن العديد من المواضيع الشيقة التي نترككم تطالعونها في هذا الحوار.
"زيزو"، كيف كانت بدايتك في عالم كرة القدم؟
كانت بدايتي عادية مثل كل لاعب كرة قدم صغير يملك طموحا وأحلاما كبيرة، كنت دائما أرغب في أن أصبح لاعبا في فريق كبير، نعم، الأمر لم يكن سهلا ولكنه تحقق بالفعل، وأنا سعيد حيال ذلك.
نشأت في شوارع مرسيليا، كيف كان تأثير ذلك عليك كلاعب؟
أشعر بأني محظوظ جدا كوني واحدا من اللاعبين الذين نجحوا في كرة القدم، بعدما كانت نشأتهم في مدن ومناطق صعبة كـ مرسيليا، شأني شأن الكثير من النجوم الذين تخرجوا من بيئة لا تخلو من عنصر الخطر، عندما ننظر إلى لاعبي أمريكا الجنوبية الذين يأتون إلى عالم كرة القدم، ويبهرون ويمتعون الناظرين بمداعبتهم لها وتألقهم اللافت في ميادينها، ندرك من الوهلة الأولى أن الخلفيات الصعبة التي عاشوها هي ما دفعهم لممارسة كرة القدم، ومن ثمة التألق الذي لم ولن يكون يوما مخططا له من قبل.
هل أثرت عليك البيئة الصعبة التي كنت تعيش فيها من الناحية النفسية؟
صراحة، البيئة الصعبة التي نشأت فيها علمتني كيف للإنسان أن يكون إيجابيا في حياته، لكنها في نفس الوقت جعلت مني شخصا ذا عقلية صعبة قليلا، ممزوجة بشيء من الثقة في النفس التي ساعدتني كثيرا على تقديم أفضل ما لدي.
ما مدى أهمية الثقة لدى اللاعبين؟
الثقة عنصر ضروري للاعب كرة القدم، لأنها تدفعه لتقديم عروض مميزة، وهذا ما اقتبسناه من تجارب العديد من النجوم الكبار، لنأخذ اللاعب كريستيانو رونالدو مثلا أفضل لاعب في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، ترى، هل يفتقد لعنصر الثقة في النفس؟ بالتأكيد لا، فمن وجهة نظره هو يعلم بأنه الأفضل، وطبعا هذا لا يعني أنه لا يعمل بجد أو أنه لا يريد تحسين أسلوبه والحصول على أفضل المستويات، ولكن لديه تلك الثقة التي تؤكد له أنه يعرف من يكون بالضبط، أنا شخصيا لم أكن هدافا بحجم كريستيانو رونالدو، لكني كنت أتمتع بالثقة في نفسي، وكنت أعرف جيدا كيف كنت وكيف أصبحت، كنت على علم بأنه يمكنني قراءة اللعب ورؤية الأشياء في ثانية أو ثانيتين، وأسرع من أي شخص آخر.
اسم كريستيانو رونالدو ارتبط بالعديد من الأندية حاليا أبرزها مانشستر يونايتد، هل ترى أنه قادر على مغادرة النادي "الملكي" الآن؟
مثل هؤلاء اللاعبين الكبار، الصحف الرياضية تكتب عنهم كثيرا بغية جذب أكبر عدد من القراء، بحكم أن تلك الفئة من اللاعبين يحصلون على متابعة كبيرة من قبل محبيهم، وبخصوص مستقبل كريستيانو رونالدو فأريد أن أتقدم أنا لك بسؤال؟
تفضل..
من وجهة نظرك، هل سيسرح ريال مدريد أفضل لاعب في العالم حاليا؟ الجواب هو لا بكل تأكيد، صراحة أؤكد لمحبي هذا اللاعب أنه ليس للبيع، وما على متتبعيه والأندية الراغبة في التعاقد معه إلا البحث عن لاعبين قادرين على منح الإضافة لفرقهم غيره، لأنه غير قابل للمس.
هناك تقارير تؤكد ابتعاد غاريث بايل عن الريال شيئا فشيئا، كيف ترى مستقبله على المدى البعيد؟
كل الفرق ترغب في التعاقد مع غاريث بايل، لأنه بكل بساطة واحد من أفضل اللاعبين في العالم، لست متأكدا من استمراره رفقة الريال، لكننا تحدثنا في الكثير من المرات بهذا الشأن، وهو شخصيا صرح وأكد بأن مستقبله سيكتب في نادي ريال مدريد، كما أن الإدارة أوضحت بأنها لا ترغب في بيع واحد من أفضل نجومها.
كنت محاطا بنخبة من أفضل اللاعبين لما كنت لاعبا في صفوف الريال، كيف كان شعورك؟
كنت أشعر أني فعلا ألعب كرة القدم وأستمتع بها، أتذكر في التدريبات أني كنت أستمتع كثيرا مع روبيرتو كارلوس ودافيد بيكام عند تسديدهما للركلات الحرة، كما كنت أستمتع بفنيات رونالدو "الظاهرة" وراوول، فضلا عن مشاركتي اللعب لأفضل حارس مرمى في العالم إيكر كاسياس، صراحة كنت أعلم أني مع أرمادة من أفضل النجوم في العالم، واللعب برفقتهم يعلمك عقلية الفوز ويمنحك الثقة اللازمة لتقديم أفضل ما لديك في زمان غابت فيه الجدية، وحلت محلها الرغبة في الحصول على الأموال وفقط.
في كرة القدم من السهل على اللاعب أن يتشتت ذهنه بسرعة، في اعتقادك ما هي الطريقة المناسبة التي على اللاعبين اتخاذها للحصول على قرارات جيدة وسليمة؟
أتذكر يوما أن رئيس نادي جوفنتوس جياني أنييلي سألني لماذا لست مهتما بحياة الملاهي والنوادي الليلية في مدينة تورينو؟ وسألني لماذا لا أحضر تدريبات النادي في سيارة "فيراري"؟ والجواب، أنه حقيقة صار هذا الأمر ممكنا للاعبين في 10 أو 15 سنة الأخيرة، لكنه غير لائق، فلن يستفيد اللاعبون من ذلك ولا النادي، فالقدرة البدنية لرواد الملاهي غير كاملة وغير كافية لإتمام مشوارهم المهني على أكمل وجه، وهذا ما يتسبب في ضياع العديد من المواهب الجيدة مبكرا، وعليه، أقول للشباب إذا لم تكن لديك عقلية محترفة وتجيد وضع الأمور في طريقها الصحيح خارج الملعب، فلن يكون بمقدورك اتخاذ قرارات جيدة.
فزت بكل الألقاب في مسيرتك الكروية، كيف كنت مركزا إلى تلك الدرجة على النجاح؟
لمدة 17 سنة وأنا أعتبر كرة القدم كل شيء بالنسبة لي، وكل ما فعلته كان ناتجا عن حبي لها، كنت مركزا على تدريبات الفريق وعلى كيفية الفوز بالمباريات، وعندما تتعود على ذلك يصبح كل شيء سهلا، فحتى عندما كنت أنهي مبارياتي، أجد نفسي مستعدا للجلوس على الأريكة ومشاهدة أخرى على التلفاز، بصراحة كنت أشعر أن الكرة هي جزء مني، ومازلت الآن بحاجة للنجاح أكثر مما كنت عليه وأنا لاعب، فلا يجب أن نهمل أهمية المشاعر التي تلعب دورا مهما في التركيز والنجاح.
لنتحدث عن ريال مدريد، هل تعتقد أن دوري الأبطال هو الهدف الأسمى له هذا الموسم؟
نعم، مثل كل سنة، دوري أبطال أوروبا هو واحد من بين الأهداف الرئيسية لـ ريال مدريد، ولا شك أن الفوز به في كل مرة سيكون أفضل بكثير من المرة السابقة.
مواطنك أنطوني مارسيال الذي انتقل حديثا إلى مانشستر يونايتد بقيمة مرتفعة للغاية يقدم مستويات جيدة، هل تعتقد أنه قادر حقا على إثبات المبلغ المدفوع لأجله؟
رغم أن قيمة الصفقة تبدو كبيرة للغاية، إلا أن مارسيال أظهر قدرة عالية على تحمل الضغط وأبهر الجميع بفنياته، ولو نعود بالزمن إلى الوراء لوجدنا أن الجميع وصف "اليوفي" بالجنون لأنهم دفعوا 32 مليون أورو من أجل التعاقد مع بوفون سنة 2001، وقال الجميع يومها، كيف يمكن لحارس مرمى أن يكون مفيدا لهذه الدرجة، وأنا أقول بوفون أكبر من أن يقوم النادي ببيعه حاليا، فكذلك الحال بالنسبة لـ رونالدو وجميع اللاعبين الذين تعاقدوا مع فرقهم الحالية بقيمة كبيرة، لا أحد يتحدث عن قيمة صفقاتهم بعد وقوف الجميع على مستواهم الحقيقي.
هنالك بالفعل مقارنات بينه وبين تيري هنري زميلك السابق في المنتحب الفرنسي، هل تعتقد أن تلك المقارنات صحيحة؟
تيري هنري واحد من اللاعبين العظماء، وليس من الإنصاف أن نقوم بإلقاء كل هذه الضغوطات على الفتى مارسيال بمقارنته به، من الواضح أنه مليء بالثقة والقدرة لذا أعتقد أنه سيقدم الأفضل مستقبلا.
فرنسا ستستضيف "الأورو" القادم، من ترشح للظفر به في النهاية؟
أعتقد أن فرنسا أظهرت منتخبا جيدا هذه المرة، إسبانيا هي الأخرى سيكون لديها ما تثبته بعد النكسة التي تعرضت لها في كأس العالم الأخيرة بـ البرازيل، وستكون هنالك فرصة أمام الإسبان من أجل حصد اللقب الثالث على التوالي والذي سيكون إنجازا كبيرا، كذلك المنتخب الألماني مرشح، فعندما تنظر إليه يتبادر إلى ذهنك مباشرة أنه قادر على المنافسة هو الآخر.
نقلا عن مجلة ''شورت ليست'' البريطانية