الإيطالي إلى الأجواء السائدة داخل الفريق "الأندلسي"، وأشار إلى جميع الأهداف التي يسعى لتحقيقها معه، بالإضافة إلى أمور ومواضيع أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار الشيق.
بداية، الجميع يتساءلون لماذا لم يلعب إيموبيلي مع نادي نابولي إطلاقا؟
مدينة نابولي هي مسقط رأسي، وفيها تعلمت أبجديات كرة القدم من خلال لعبي لوقت طول في أزقتها وشوارعها، ولكن القدر لم يسمح لي باللعب مع الفريق الأول هناك لعدة أسباب أهمها غياب أي شكل من أشكال التنظيم داخل هذا النادي قبل مجيء الرئيس دي لورنتيس، وعدم اهتمام مسؤوليه وقتها بالفئات الشبانية.
ومن هو اللاعب الذي كان يثير إعجابك في بداية مسيرتك الكروية؟
كنت معجبا كثيرا بـ أليساندرو ديل بيرو لاعب جوفنتوس، نظرا لما يمتلكه من إمكانات فنية كبيرة وشخصية قيادية فوق الملعب، في الحقيقة كنت أقلده في كل شيء حتى أصبح نجما مثله، وانتقالي للعب مع "اليوفي" كان بسب حبي لهذا اللاعب.
ما هو السبب الذي دفعك لاختيار اللعب كمهاجم؟
والدي كان يلعب كمهاجم مع أحد أندية الدرجة الثالثة الإيطالية، وأنا اخترت اللعب في نفس المنصب عند بداية مسيرتي الكروية رغبة مني في تقليده، ولكني تعودت على هذا المركز مع مرور الوقت وأصبحت غير قادر على مفارقته طمعا مني في تسجيل الأهداف وزيارة شباك المنافسين.
بداية تألقك كلاعب كانت مع نادي بيسكارا، كيف تصف لنا تلك التجربة؟
نعم، هذا صحيح، تجربتي مع بيسكارا فتحت لي أبواب التألق مباشرة بعد فشلي في تحقيق أشياء كثيرة مع جوفنتوس، لقد وجدت في ذلك الفريق مجموعة رائعة من اللاعبين على غرار إينسيني وفيراتي اللذين ساعداني على إظهار كل ما لدي من إمكانات، وتسجيل كم كبير من الأهداف خلال موسم واحد فقط.
وما كان دور المدرب زيمان معك في تلك الفترة؟
زيمان مدرب كبير، وساعدني على البروز في بدايتي الاحترافية، لقد تعلمت منه الكثير من الأشياء ولم يبخل عني يوما بالنصائح والإرشادات التي ساعدتني، وسمحت لي بالتأقلم مع جميع الظروف الصعبة بعدها، في الحقيقة لن أنسى كل الأيام التي قضيتها معه كمدرب لي، وبفضله أصبحت على ما أنا عليه الآن.
وهل لك أن تشرح لنا أسباب فشلك مع نادي جوفنتوس؟
جوفنتوس كان يتواجد في وضعية صعبة عند انضمامي له سنة 2008، أي بعد موسم واحد فقط من صعوده إلى الدرجة الأولى، والفريق كان يمر بمرحلة بناء لم تسمح لمدربيه وقتها بالاعتماد على لاعبين شباب من أمثالي، وهو ما دفعني للرحيل عنه لمدة 3 مواسم واللعب مع أندية سيينا، غروسيتو وبيسكارا على شكل إعارة، قبل أن أعود إليه مجددا في حقبة المدرب أنطونيو كونتي الذي كنت أحترم قراراته، ولكنني لا أدري لم لم يكن يعتمد علي.
هذا الوضع دفعك للانتقال إلى الجار تورينو، وهنالك تألقت بشكل ملفت للانتباه وتمكنت من الفوز بجائزة هداف الدوري الإيطالي، ما سبب تألقك مع هذا الفريق؟
الفترة الصعبة التي قضيتها مع نادي جوفنتوس لم تدفعني للاستسلام، بل شجعتني على رفع راية التحدي وبذل مجهودات إضافية لإثبات قدراتي كمهاجم يمكنه قول كلمته مع مختلف الفرق التي يلعب لها، ومع نادي تورينو وجدت البيئة التي ساعدتني على التألق وإبراز كل إمكاناتي، حيث وفرت لي الإدارة، المدرب فنتورا واللاعبون جميع ظروف النجاح، وهو ما الأمر الذي سمح لي بإنهاء الموسم كهداف للدوري الإيطالي مناصفة مع المهاجم كارلوس تيفيز.
تقديمك لموسم مميز مع تورينو جعلك محط اهتمام الكثير من الأندية الأوروبية، ولكنك فضلت في النهاية بوروسيا دورتموند، ما سبب اتخاذك هذا القرار؟
بوروسيا دورتموند فريق كبير، وأي لاعب يتمنى الانضمام إلى صفوفه، وأنا شخصيا كنت معجبا بالعقلية الموجودة داخل هذا النادي وسعيه الدائم للفوز بالألقاب، كما كنت متحمسا للعب تحت قيادة المدرب يورغن كلوب المعروف بصرامته، حسن تعامله مع اللاعبين وكذا سعيه الدائم لتطوير أداء تشكيلته.
ولكنك لم تنجح في تسجيل سوى 4 أهداف خلال موسمك الأول مع هذا الفريق؟
في الحقيقة أنا لم أجد ضالتي مع نادي بوروسيا دورتموند، وعانيت كثيرا في ألمانيا بسبب عدم تأقلمي مع البيئة الموجودة هناك، خاصة بالنسبة للغة التي لم أتمكن من فهمها إطلاقا شأني في ذلك شأن عائلتي التي عانت كثيرا هناك.
نفهم من كلامك أن هذه هي الأسباب الحقيقية التي دفعت لمغادرة ألمانيا؟
نعم، لقد حاولت تعلم اللغة الألمانية عبر المدارس الموجودة هناك، ولكني توصلت إلى قناعة مفادها أني لن أتمكن من استيعابها إطلاقا، وبالتشاور مع عائلتي قررت مغادرة هذا البلد وعدم مواصلة اللعب مع بوروسيا دورتموند لموسم آخر.
إشبيلية كان مهتما بخدماتك، كيف تلقيت عرض هذا الفريق، وهل كنت متحمسا للعب في الدوري الإسباني؟
إشبيلية فريق رائع، وفوزه بلقب "أوروبا ليغ" لمرتين متتاليتين أكبر دليل على ذلك، وهذه كلها معطيات دفعتني للتعامل بجدية مع العرض الذي وصلني من مديره الرياضي مونشي، حيث لم تدم المفاوضات التي جمعت بيننا لفترة طويلة ووافقت على اللعب مع هذا النادي بتزكية من عائلتي التي عبرت عن استعدادها للعيش في إسبانيا بالنظر إلى تشابه بيئة هذا البلد مع تلك المتواجدة في إيطاليا.
كيف تصف لقاءك الأول مع المدرب إيمري؟
إيمري مدرب ملتزم ويحب عمله كثيرا، وهو ما سهل علي مهمة الاندماج مع تشكيلة إشبيلية، لقائي الأول معه كان مميزا للغاية حيث حاول أن يشرح لي طريقة العمل المتبعة في هذا الفريق، كما أنه ردد على مسامعي جملته المشهورة التي يقول فيها: "الحياة تنقسم إلى اثنين 70 % عمل و30 % استرخاء".
بعد قضائك لشهر واحد مع إشبيلية، ما هو الفرق الذي لمسته بين كرة القدم الإسبانية، الإيطالية والألمانية؟
في إيطاليا تركيز المدربين يكون منصبا على تجهيز اللاعبين من الناحيتين البدنية والتكتيكية، ولكن الأمر مختلف تماما في ألمانيا أين يحاول المدربون تحضير فرقهم من الناحيتين البدنية والفنية فقط، وعند وصولي إلى إسبانيا لاحظت أن المدرب أوناي إيمري يركز في طريقة عمله على جميع النواحي، البدنية، الفنية، وكذلك التكتيكية، كما أنه عادة ما يطالبنا بالالتزام بأدوارنا الدفاعية كمهاجمين في حال تضييع الفريق للكرة وانتقالها إلى المنافس.
هل أنت مستعد لتعويض رحيل باكا نحو ميلان؟
في الحقيقة، أنا لا أحبذ مقارنتي بأي لاعب آخر، ولكني أدرك صعوبة المهمة التي تنتظرني والمتمثلة في ضرورة تعويض رحيل المهاجم كارلوس باكا نحو ميلان، هذا اللاعب كان يمتلك مكانة مميزة في قلوب أنصار إشبيلية وأتمنى أن أنجح أنا أيضا في التألق مع هذا الفريق للدخول في قلوب جماهيره أيضا.
إذن أن مستعد لشغل مكانة أساسية في تشكيلة المدرب إيمري؟
بطبيعة الحال، فقد جئت إلى إشبيلية لألعب أدوارا أساسية في تشكيلة المدرب أوناي إيمري، صحيح أني سأجد منافسة شرسة من بقية زملائي على غرار غاميرو، كونابيانكا وغيرهم، ولكني سأسعى لأكون عند حسن الظن الطاقم الفني ودفعه إلى الاعتماد على خدماتي كأساسي بشكل دائم، المنافسة ستكون في صالح الفريق وكل اللاعبين سيحاولون تقديم أفضل ما لديهم لمساعدته على تحقيق نتائج إيجابية ترضي طموحات المسؤولين والأنصار.
هل أنت واثق من النجاح في أول مواسمك مع إشبيلية؟
نعم، أنا أمتلك ثقة كبيرة في قدرتي على النجاح وتقديم مستويات مميزة مع هذه الفريق، وذلك بفضل ما يمتلكه من لاعبين رائعين ومدرب محنك، بالإضافة إلى بيئة ساعدتني كثيرا على العمل بجد وسمحت لعائلتي بالتخلص من المعاناة التي عشناها في ألمانيا.
في النهاية، ما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها مع الفريق الجديد؟
إشبيلية فريق متعود على الفوز بالألقاب، وأنا فضلت الانضمام إليه من أجل إكمال هذه المسيرة ومساعدته على حصد المزيد من النتائج الإيجابية، سواء تعلق الأمر بمشاركتنا على الصعيد المحلي أو الخارجي وبالتحديد في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
عن صحيفة "إل باييس" الإسبانية