مايكل إيسيان: "مورينيو مغرور كبير ولكن بطريقة إيجابية"

في مشواره في إنجلترا وإسبانيا مع مورينيو والتقائه بـ السير أليكس فيرغسون، كما لم يفوت الحديث عن منتخب بلاده ورغبته في التتويج بكأس العالم التي لم تتحقق.

بداية، كيف هي أحوالك بعد انضمامك إلى باناثينايكوس؟

أنا سعيد جدا مع عائلتي الصغيرة، أستمتع بالإجازة قبل بدء التدريبات مع فريقي الجديد الأسبوع المقبل.

هل ترى أن باناثينايكوس في مستوى إمكانات وتاريخ مايكل إيسيان؟

أريد أن أوضح لك شيئا، أنا أريد أن أستمتع بكرة القدم مهما كان الفريق الذي ألعب له، إضافة إلى أن باناثينايكوس من أفضل الفرق في القارة الأوروبية وفخر الكرة اليونانية إلى جانب أولمبياكوس.

الكثير من وسائل الإعلام ربطت انتقالك إلى الفريق اليوناني باقترابك من إنهاء مسيرتك الكروية، ما تعليقك؟

ليس صحيحا، كما قلت لك، أنا إنسان يعشق كرة القدم كثيرا ولا أهتم للشائعات التي تدور في وسائل الإعلام لأنني أدرك جيدا إمكاناتي في كرة القدم، ولن أعتزل إلا إذا وجدت نفسي غير قادر على العطاء مع الفريق الذي ألعب تحت ألوانه.

معنى هذا أن الفريق لن يكون محطتك الأخيرة في مسيرتك الكروية؟

لا أعلم ما الذي يخبئه لنا المستقبل، لقد جئت إلى هنا لأساعد الفريق على تحقيق الألقاب التي ينافس من أجلها، سأحاول استغلال خبرتي مع الفرق التي لعبت معها لأضيف كأس الدوري اليوناني إلى خزائن الألقاب التي فزت بها طوال مسيرتي الرياضية.

وماذا عن عائلتك وأولادك، هل سيستقرون معك في اليونان؟

لم أقرر بعد في هذا الشأن، لكن قربك من أولادك وعائلتك دائما ما يعطيك حافزا كبيرا من أجل التألق وتقديم أفضل المستويات.

الكثير من اللاعبين أتوا بعائلاتهم إلى جانبهم خوفا من الأوضاع الأمنية التي تعيشها إفريقيا، ما رأيك؟

معك حق، إفريقيا تعيش الكثير من المشاكل لكن قتل الأبرياء هو أكبر المعضلات التي تواجهها العائلات الإفريقية خاصة في غرب القارة، هناك الكثير من الأرواح كل يوم وهذا شيء مخز جدا، نأمل أن تصبح قارتنا مركزا للأمن والسلام في قادم السنوات، وهذا بتكاثف كل الجهود سواء نحن كمواطنين أو الدور الفعال الذي يجب أن تقوم به مختلف الدول الإفريقية.

مع هذا، مايكل إيسيان دائما يقضي إجازته السنوية في غانا، ما السبب وراء ذلك؟

بالتأكيد، يشرفني أن أقضي إجازتي في بلدي وبجانب أبناء جلدتي، يجب على أطفالي أن يتعلموا طريقة ومعنى الحياة في أدغال إفريقيا، ويدركوا جيدا حجم المعاناة التي يعيشها أطفال أبرياء مثلهم لكي ينشؤوا على الأخلاق والمبادئ السامية في حياتهم المستقبلية.

لكن كرة القدم أصبحت الشغل الشاغل لأطفال إفريقيا في السنوات الأخيرة، هل توافقني الرأي؟

صحيح، خاصة بعد انضمام الكثير من اللاعبين الأفارقة إلى أفضل الأندية الأوروبية، الأطفال الصغار أصبحوا يضعون لاعبين مثل دروغبا، توري، سونغ وأنا (يضحك) قدوتهم ويحاولون دائما تقليدهم في الكثير من الجوانب، ويحلمون أن يمثلوا كبرى الفرق في أوروبا في يوم من الأيام.

بالحديث عن تجربة اللاعبين الأفارقة مع كبرى الأندية الأوروبية، كيف بدأت قصة الحب بين إيسيان والكرة في "القارة العجوز"؟

عندما كنت في سن 17، انتقلت رفقة صديق لي إلى إنجلترا والتقينا السير أليكس فيرغسون، لقد كان لطيفا جدا معنا وأكد لنا أنه يجب علينا أن نثق كثيرا في قدراتنا من أجل تحقيق كل الأهداف التي نحلم بتحقيقها، كانت تدريبات "المان يو" شيقة جدا وعندئذ بدأت أتعلق بكرة القدم الأوروبية بكل جوارحي، وكنت أدرك تماما أنني سأكون جزءا منها في يوم من الأيام.

لعبت مع أندية باستيا وليون لكن انتقالك إلى فريق تشيلسي في 2005 كان مرحلة جد حاسمة في مسيرتك الكروية، حدثنا عن قصة انتقالك إلى "البلوز" في ذلك الوقت؟

منذ أن انتقلت إلى نادي باستيا، كان حلمي دائما اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز والتألق هناك في ملاعبه التي أعشقها كثيرا، سنة 2005 عندما كنت لاعبا في ليون الفرنسي فزت معه بالدوري مرتين متتاليتين وأدركت أنه حان وقت التغيير وتحقيق حلمي باللعب في "البريمرليغ"، عندما أخبرني وكيل أعمالي بأن نادي تشيلسي يريد الحصول على خدماتي إضافة إلى مشروع الرئيس أبراموفيتش الذي يريد تكوين فريق مستقبلي ينافس على كل البطولات، قبلت على الفور وكان لـ مورينيو كذلك دور كبير في انتقالي إلى هناك.

هل أنت راض عن مسيرتك مع تشيلسي بعد أن قضيت 5 سنوات هناك؟

بالتأكيد، لقد كنت لاعبا أساسيا في الفريق وقدمت كل ما لدي لأساهم في الألقاب التي فزنا بها خاصة الدوري الممتاز الذي يملك أهمية كبيرة لدى أنصار الفريق والذين أحترمه كثيرا، خاصة أنهم وقفوا بجانبي في أصعب الفترات التي مررت بها بعد الإصابة التي تعرضت لها في بداية 2007.

مايكل، ما هي أفضل لحظاتك الكروية مع "البلوز"؟

هناك الكثير من اللحظات التي استمتعت بها كثيرا خاصة أول بطولة في الدوري الإنجليزي سنة 2005، لكني لن أنسى كأس إنجلترا لأنني أصبحت أول لاعب غاني يتوج بأقدم بطولة في تاريخ كرة القدم، وهو نفس الإنجاز الذي حققه مواطني مونتاري في وقت لاحق.

ماذا عن أحلامك التي لم تتحقق، هل يمكننا أن نتعرف عليها؟

كنت أحلم أن أرفع كأس العالم مع المنتخب الغاني، لكن حلمي تلاشى بعد الإصابة التي تعرضت لها وحرمتني من المشاركة في كأس العالم 2010 التي كانت قريبة جدا منا لولا الحظ الذي عاند جيان أساموا في ركلة الجزاء أمام منتخب الأوروغواي، فوز أحد المنتخبات الإفريقية بكأس العالم سيصبح إنجازا عظيما للقارة السوداء، لكنني واثق أنه في يوم من الأيام سيحقق هذا الحلم وسيرفع أحد المنتخبات الإفريقية كأس العالم عاليا.

وسائل الإعلام العالمية أثنت عليك كثيرا بعد اختيارك اللعب لمنتخب البلد الأم عكس بعض اللاعبين الذين فضلوا الدفاع على ألوان منتخبات أخرى، ما تعليقك؟

أنا أحب بلدي كثيرا واللعب تحت ألوان المنتخب الغاني يعد شرفا كبيرا لأي لاعب، رغم الإخفاق في كأس العالم، إلا أن مجرد المشاركة فقط مع منتخبي يعتبر إنجازا غير مسبوق بالنسبة لي.

ما السر وراء هذه القيمة الثابتة لـ مايكل إيسيان وشخصيته القوية التي جاءت وراءها هذه القرارات؟

كما قلت لك مرارا وتكرارا، أنا أستمتع بلعبة كرة القدم قبل كل شيء، صحيح أن الطابع المادي أصبح الغالب في وقتنا الراهن لكنني شخصيا لم أعشق كرة القدم من أجل جمع ثروة مالية أو ما شابه ذلك، مجرد التواجد فوق أرضية الميدان وإعطاء الفريق كل ما لديك ومساعدته على تحقيق الفوز هو هدفي الرئيسي في لعبة كرة القدم.

نعود إلى الحديث عن مدربك السابق في تشيلسي وريال مدريد جوزي مورينيو الذي لطالما أثنيت عليه كثيرا، حدثنا عن الأسباب التي جعلتك معجبا به كثيرا؟

مورينيو من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، لقد قاد الكثير من الأندية التي دربها خاصة فوزه بدوري أبطال أوروبا مع بورتو والإنتير، كان يملك الكثير من اللاعبين الممتازين الذي يريدون دائما التواجد في التشكيلة الأساسية، لكن خبرته جعلته يتحكم في المجموعة ويثير حماس الجميع بسبب القوة الذهنية التي كان يتمتع بها.

هل تقصد أن شخصيته قوية وصعبة في بعض الأحيان؟

سأوضح لك شيئا مهما، جوزي مورينيو مغرور لكنه مفيد للفريق خاصة أنه كان يملك الكثير من اللاعبين متقاربي المستوى، وهذا ما جعله قوي الشخصية إضافة إلى أنها أحد الأسباب التي جعلته يكتب اسمه من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة.

هل بإمكانه إعادة إحياء اللاعب فالكاو من جديد، وهل سنشاهد فالكاو أتلتيكو مدريد أو بورتو مثلا؟

أعتقد ذلك، مورينيو يستطيع إخراج الأفضل عند لاعبيه ولهذا تعاقد مع راداميل فالكاو لأنه يدرك تماما حجم الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها "النمر" وحسه التهديفي، إضافة إلى خبرته في كرة القدم الأوروبية، بالنسبة لي سنشاهد فالكاو الحقيقي مع تشيلسي هذا الموسم، خاصة أنه سيشكل ثنائيا ذهبيا مع دييغو كوستا الذي يعرفه كثيرا منذ أن كانا معا في الأتلتيكو، إضافة إلى تواجد فابريغاس وهازارد اللذين سيساعدانه في الوصل بكل سهولة إلى مرمى المنافسين.

عن صحيفة "ذا غارديان" الإنجليزية