سمير، عشت موسما يعتبر الأكثر تعقيدا في مسيرتك، كيف تشعر اليوم؟
اليوم أشعر بأني في حالة جيدة، روحي المعنوية أفضل، لكن الأشهر الأخيرة كانت سيئة بالنسبة لي، من الناحية العاطفية، عشت مراحل عدة من الشكوك وإعادة النظر بتصرفاتي، بعض الانتقادات جعلتني أشعر بألم كبير، قيل بحقي الكثير من الأمور الخاطئة، أتقبل الانتقادات فقط إذا كانت في محلها، كتب الكثير من المغالطات عن شخصي، لقد ارتكبت أخطاء وأنا أعي هذا الأمر تماما، لكني لست البطة القبيحة كما يعتقد البعض.
أنت بلا شك تشير إلى الحادثة التي وقعت بينك وبين أحد الصحافيين خلال كأس الأمم الأوروبية 2012 ؟
نعم، لكن الأمر لا يقتصر على هذه القضية فقط، في ما يتعلق بهذه الحادثة، لقد ارتكبت خطأ لأنني رديت على استفزاز أحد الصحافيين، لم يكن يتعين علي أن أتفوه بعبارات مماثلة، هذه الحادثة جعلتني أدخل في تفكير عميق وكان الضغط كبيرا علي لأنني كنت تحت نار الانتقادات، استغرق الأمر وقتا طويلا بالنسبة لي لكي أعترف بخطئي، لكن لقد تم الأمر اليوم، إنه حمل أزيح عن كاهلي وقد أراحني كثيرا.
وماذا عن حادثة احتفالك بعيد ميلادك في ملاهي لاس فيغاس رفقة فتيات، ألا تعتبرها استمرارا لسقطاتك المتتالية؟
يجب على الجميع أن يتفهموا مواقف اللاعب لأنه في الأخير هو كذلك إنسان والأكثر من هذا أنني كنت أحتفل مع أصدقائي وصديقاتي، وهي أمور شخصية وعادية، كان الأفضل للذين يصطادون في المياه العكرة عدم التدخل في أمور لا تعنيهم، لقد كنت برفقة صديقتي وأنا حر في ذلك، وجميع اللاعبين في العالم دائما ما يفضلون قضاء أوقات جميلة مع أصدقائهم أثناء العطلة، نحن نتعرض لضغوط كبيرة طيلة الموسم وعلينا أن نرتاح في نهاية المطاف لنسترجع طاقاتنا، أعتقد أن هذه الأمور ضخمت وأعطيت أكثر من حقها.
هل تعتقد بأنك أصبحت أكثر نضجا بعد هذه الحادثة؟
نعم بكل تأكيد، لقد تعلمت من أخطائي وأخطاء غيري السابقة، لازلت شابا وأدرك تماما بأنه ما يزال لدي الكثير لكي أتعلمه، الأشهر الأخيرة ساعدتني لكي أصبح أكثر نضجا، سأحاول العمل بنصائح أصدقائي وأن أمضي قدما لأنه تنتظرني محطات حافلة في حياتي يجب أن أستغلها أحسن استغلال كي لا أقع في الخطأ مجددا.
سمير يقولون إنك لا تعاني من مشاكل في أداء الصلاة أو صوم رمضان بفضل وجود أكثر من لاعب مسلم في صفوف فريقك الحالي مانشستر سيتي وحتى عندما كنت في مرسيليا، ما قولك؟
تأكد أنه لا أحد في أوروبا كلها يستطيع منع اللاعبين المسلمين من أداء كامل الفرائض الدينية الواجبة عليهم من صلاة وصيام وقيام الليل وقراءة القرآن في شهر رمضان المبارك، إنها عقائد ولكل حريته علينا احترام آراء الآخرين والسماع لهم، الحمد لله أنا لا أعاني من هذه الناحية لأني أعي جيدا ما يعنيه صيام رمضان للمسلمين في بقاع العالم.
عاش ناديك مانشستر سيتي موسما صعبا وخرج خالي الوفاض من أي لقب بالإضافة إلى خروجه من دور المجوعات في كأس رابطة أبطال أوروبا، ما الذي يمكنك أن تقوله بشأن موسم السيتي؟
بالطبع، كان موسما عاديا جدا وفقدان اللقب كان صعبا على المجموعة، لم نتمكن من إحراز أي لقب وهو أمر مخيب بالنسبة إلى فريق بحجم مانشستر سيتي، لقد أمضينا موسما معقدا لكننا سنتعلم من أخطائنا لكي نخوض موسما استثنائيا العام المقبل، لقد كنا أبطال "البريميرليغ" ومن الصعب أن تحافظ على اللقب كما أنه من الصعب أن تفرط فيه بهذه السهولة، لقد حاولنا جاهدين مع المدرب السابق روبرتو مانشيني ولكن لم نستطع تحقيق أي شيء، ولكن هذا الموسم كلنا أمل في تحقيق الأفضل.
ماذا عن علاقتك بـ مانشيني لقد شابها الكثير من اللغط في كثير من الأحيان؟
مانشيني هو مدرب ممتاز وشخص رائع، الإنسان في كثير من المراحل والمحطات تأتيه لحظة سيئة بالفعل ما حدث بيني وبين مانشيني أمر يحدث دائما بين أي مدرب ولاعبه عندما يشعر أن أداءه وأداء الفريق قل، فينصحه ويفهمه ذلك، ولكن الإعلام أساء كثيرا لعلاقتي بـ مانشيني وراح يتفنن في رسم علاقة من وحي الخيال بيني وبينه ولهذا أنا أكن الاحترام لمدربي السابق وأتمنى له التوفيق.
إذا أنت تقر بأن مستواك عرف نوعا من عدم الاستقرار في الموسم الماضي، أليس كذلك؟
نعم الموسم الماضي يعتبر من أكثر المواسم شؤما علي لأني تعرضت فيه لإصابتين وعرف مستواي هبوطا نوعا ما، كما أني ارتكبت العديد من الأخطاء جعلتني أفقد مكاني مع المنتخب ومكاني في بعض الأحيان بالنادي، ولهذا أنا واثق من أن الموسم الماضي لن يتكرر مرة أخرى ولن يعود من جديد، بل سأمضي قدما لتحقيق الأفضل.
كنت في طريقك للعودة لصفوف منتخب فرنسا بعد غياب عام لكن الإصابة حرمتك من الانضمام إلى الفريق بعد استدعائك من قبل المدرب ديديي ديشان، ماذا يمثل لك كونك تطرق أبواب المنتخب مجددا؟
أنا سعيد جدا، العودة لصفوف المنتخب بأسرع وقت هي من أولوياتي، ارتداء القميص الأزرق في غاية الأهمية بالنسبة لي وسأبذل قصارى جهدي لاستعادة مركزي في الفريق، أدرك بأنني أستطيع مساعدة الفريق، لكني أعي تماما بأنه يتعين علي أن أبرهن للمدرب بأني في المستوى المطلوب، لقد منحوني فرصة جديدة ويتعين علي أن أستغلها.
هل تكلمت مع ديدي ديشان؟
نعم تكلمت معه ولكن ليس في هذا الوقت بل في وقت سابق، لقد شجعني ووعدني أنه سيستدعيني في حال قدمت المطلوب وعدت لسابق إمكاناتي، لقد حفزني كلامه وسأعود بقوة لمكاني وأصلي، كلي ثقة في العودة ولن أخيب آماله وآمال من وضعوا في الثقة من جديد، المهم أنتظر بشغف لينطبق الموسم وأواصل اللعب لأعود في أقرب وقت ممكن لصفوف المنتخب.
ما هي بنظرك إمكانية تأهل المنتخب الفرنسي إلى نهائيات كأس العالم المقبلة؟
بصراحة، أنا واثق من قدراتنا على الرغم من أن مشوار التصفيات لا يزال طويلا، قدم الفريق عروضا جيدة حتى الآن خصوصا بعد انتزاعنا التعادل في أسبانيا، وأعتقد بأن المجموعة الحالية تضم أبرز المواهب في أوروبا، بين الجيل المخضرم والشبان الصاعدين أمثال رافاييل فاران وبول بوغبا، أعتقد بأننا نملك فريقا تنافسيا قويا، نتخلف بفارق نقطة واحدة عن أسبانيا وأعتقد بأنه باستطاعتنا انتزاع المركز الأول ما يسمح لنا بتحاشي خوض الملحق، كلنا ثقة في اقتطاع تأشيرة مونديال البرازيل، نملك كل مقومات النجاح ولا نحتاج سوى أن يقف معنا الحظ في مثل هذه المواقف.
إذا ما نجح المنتخب الفرنسي في بلوغ النهائيات، ماذا يعني لك أن تكون ضمن المجموعة التي ستشارك في العرس الكروي بـ البرازيل؟
أحلم بذلك، البرازيل أحد أعرق الدول في كرة القدم بالعالم وكرة القدم بالنسبة إلى الشعب البرازيلي ديانة، لا يوجود أي لاعب كرة قدم لا يتمنى المشاركة في حدث بهذه الأهمية وفي دولة مثل البرازيل، البرازيل تمثل السحر، عندما نذكرها نتذكر اللعب الاستعراضي لـ بيلي ورونالدو والقميص الأصفر والأجواء الاحتفالية في المدرجات، كل لاعب كرة قدم أو عاشق لهذه اللعبة يملك ذكريات رائعة عندما يتعلق الأمر بـ السيليساو، أتمنى بكل حال أن أشارك في هذه البطولة ويحدوني إحساس على أنني سأشارك هناك وسأعمل ما بوسعي كي أعود للمنتخب وأشارك معه فرحة المونديال البرازيلي.
عن موقع "الفيفا"
كلمات دلالية :
سمير ناصري