خاليلو فاديغا ( نجم المنتخب السنغالي سابقا): "الجزائر أكثر منتخب فني في إفريقيا ولكن لمسة الكوادر كانت غائبة في الكان"

أولا مرحبا بك في الجزائر، تعود إلى هذا البلد بذكريات كثيرة دون شك؟

هذا أكيد، لدي الكثير من الذكريات الجميلة في الجزائر، خاصة تلك المتعلقة بالتأهل إلى كأس العالم 2002، وبالتالي أنا سعيد للغاية بالعودة من جديد إلى الجزائر هذا البلد العزيز على قلبي، مؤخرا كنت قد زرت الجزائر قبل سنتين أو ثلاث بمناسبة مباراة خيرية نظمها رابح ماجر، وأنا سعيد بالعودة من جديد.

ما الذي تقوم به حاليا؟

لدي الكثير من الأعمال أقوم بها، لدي بعض الشركات أسيرها وهي شركات في النقل البحري والبناء في السنغال، كما أني محلل في بعض القنوات التلفزيونية، وهناك بعض الأعمال الأخرى التي أقوم بها في عالم الكرة.

يقال بأنك تحب الجزائر كثيرا، هل هذا صحيح؟

هذا أكثر من صحيح، علاقتي ممتازة بالجزائر لأني بكل بساطة تربيت في حي "بارباس" الشهير في فرنسا والذي يعتبر غالبيته من الجزائريين، صديقي الحميم منذ الصغر هو جزائري وهو سمير بن قاسمي، أستغل الفرصة لتحيته وأؤكد أني متشرف بالقدوم إلى هذا البلد، بالمقابل لدي الكثير من الأصدقاء الجزائريين في عالم الكرة على رأسهم رفيق صايفي الذي تحدثت معه أمس فقط (الحوار أجري أمس) وهناك أيضا العم ماجر الذي أحبه وأحترمه كثيرا.

هل ستكون حاضرا في نهائي كأس الجمهورية غدا؟

نعم سأكون حاضرا في المدرجات، لأنه تمت دعوتي لهذا الحدث المهم، وبالتالي أنا سعيد وفخور بحضور لقاء مهم وبهذا الحجم هنا في الجزائر.

ما الذي تعرفه عن الكرة الجزائرية؟

أعرف الكثير من الأمور المتعلقة بالكرة الجزائرية، كنت محللا لإحدى القنوات خلال كأس أمم إفريقيا، وبالتالي تابعت خطوات "الخضر" جيدا وشاهدت كل اللقاءات، بكل صراحة في "الكان" المنتخب الجزائري كان من بين أحسن المنتخبات التقنية والتي تملك مهارات عالية بل أعتقد أنه كان أفضلهم في هذا الجانب، فلديهم لاعبون مميزون مثل فغولي، بن طالب، أقول إن الجزائر تملك مجموعة وجيلا مميزا فعلا.

بالمقابل، ماذا تعرف عن الكرة الجزائرية المحلية؟

بصراحة لم تتح لي فرص كثيرة لمشاهدة مباريات لأندية محلية، ولكن في نفس الوقت أعرف جيدا أن الجزائر مليئة بلاعبين ممتازين وقادرة دائما على إخراج لاعبين من طينة مميزة، أعرف أيضا أن مستوى البطولة الجزائرية مرتفع وهي من بين البطولات الأقوى في القارة الإفريقية، أعتقد أن الأندية الجزائرية لو تعرف كيف تكون لاعبيها وتعرف كيف تصقل تلك المهارات سيكون بإمكانها تحويل العديد من اللاعبين إلى الخارج بشكل دائم.

ماذا عن اللاعبين الحاليين لـ "الخضر"، من تعرف منهم؟

أعرف مثلا نبيل بن طالب الذي ينشط في الدوري الإنجليزية، هو لاعب مميز وحسب اعتقادي هو قادر على الذهاب بعيدا في مسيرته الكروية، هو من نوعية لاعبي الوسط الذين يحبون لمس الكثير من الكرات، وهو أمر جيد للغاية لأي منتخب أن يملك لاعبا مثله أو مثل فغولي، ها لاعبان تقنيان بشكل ممتاز ويعرفان كيف يتعاملان مع الكرة.

كنت لاعبا في الدوري الفرنسي وتعرف جيدا خبايا "الليغ 1"، ما رأيك في المدرب غوركوف وما الذي يستطيع تقديمه للمنتخب الجزائري...

ما قدمه غوركوف للمنتخب الجزائري هو الهدوء في التعامل مع العديد من المواقف والوضعيات، الأمر الذي يختلف فيه غوركوف مع المدرب السابق وحيد حليلوزيتش هو أن غوركوف شخص هادئ ويبحث أكثر عن الهدوء وتجميع اللاعبين حوله، عوض خلق المشاكل والتشاجر مع الجميع، أعتقد أنه مؤطر ومكون على غرار غي رو وفينغر، وسيقدم الكثير للمنتخب الجزائري دون شك، ومن هذه الناحية أقول إنه يوجد فرق واضح بينه وبين المدرب السابق.

ولكن استقدام مدرب مكون لمنتخب وطني قد لا يكون مفيدا لأن المنتخبات لا تكوّن، بل تستغل اللاعبين الجاهزين؟

هذا صحيح، ولكن لا يجب أن تنسى أن غوركوف أو فينغر أيضا هما مدربان قبل أن يكونا مكونين، وبالتالي لا يوجد أي مشكل من هذا الجانب، ومثلما قلت قبل قليل فإن شخصية غوركوف مميزة وهو قادر على تقديم أشياء رائعة، فهو يعطي رزانة مميزة لهذا المنتخب، في بعض الأحيان تحدث مشاكل كبيرة في أي فريق، ولو لم يكن غوركوف هادئا ويعرف كيف يبعد الضغط لانفجرت الأوضاع.

مثل ماذا؟

مثلا ما حدث في كأس إفريقيا الأخيرة، حيث سمعنا عن لاعبين أو ثلاثة غير راضين عن بقائهم في الاحتياط، ولكن في الحقيقة لم تحدث أي تجاوزات وعرف كيف يسير هذا الوضع الحرج بفضل حنكته وتصرفاته الصائبة، وما يدل على صحة كلامي هو أن اللاعبين الذين لم يكونوا يلعبون لما أشركهم منحوا الإضافة بل حتى أنهم سجلوا (يقصد سوداني)، وبالتالي نجح في هذا الجانب بامتياز.

وكيف وجدت مستوى "الخضر" في "الكان" الماضية؟

المنتخب الجزائري قدم مستوى جيدا خلال "الكان" وكان قد برهن على قدراته قبل الوصول إلى الدورة سواء من خلال المشاركة في كأس العالم أو ما قدمه خلال التصفيات، أنا شخصيا كنت أرشحها للذهاب بعيدا في هذه التظاهرة، ولكن للأسف خلال المراحل الأخيرة لهذه المنافسة لم تسر الأمور بالشكل اللازم معهم، ولكن إقصاء الجزائر من ربع النهائي لا يقصي القدرات الكبيرة التي يتمتع بها هذا المنتخب والروح الجماعية المميزة التي يملكها الجزائريون.

ما الذي نقص الجزائر للذهاب بعيدا في الدورة؟

أعتقد أن الجزائر افتقدت بعض الحظ والفعالية، خاصة "الديكليك" الذي يقدمه اللاعبون أصحاب الخبرة، ولقاء كوت ديفوار أبرز مثال، حيث أننا لم نشاهد لمست الكوادر الذين يمكنهم قيادة الفريق للذهاب بعيدا، لأننا نحتاج في مثل هذه المباريات إلى الكوادر وميزاتهم. 

ولكن خاليلو بكل صراحة، كأس إفريقيا أصبحت فسحة للمدربين الأجانب، ألم يحن الوقت للاعتماد على الكفاءات المحلية في إفريقيا؟

أعتقد أنه حان الوقت منذ زمن، ولا أفهم ما سبب عدم اعتماد الاتحادات الإفريقية على الكفاءات المحلية، في السنغال مثلا كنت من أول الذين طالبوا وساندوا علي سيسي لكي يكون مدربا للمنتخب السنغالي، صحيح أنه يوجد مدربون أجانب يشعرون أنهم فعلا أفارقة على غرار كلود لوروا ورونار ولا يمكن إقصاؤهم من حساباتنا، ولكن نريد أن نرى مدربين محليين أكثر في المنتخبات الإفريقية مثل ستيفان كيشي، إيبنغي. هذا الأمر سيكون في مصلحة المنتخبات الإفريقية، وهنا أستحضر جملة شهيرة لـ باب ديوف عندما سألوه لماذا هناك طلبات كثيرة لتدريب منتخبات إفريقية من طرف المدربين الأجانب، فأجاب: "لأن المدربين المعنيين هم مدربون بدون عمل".

الجزائر مؤخرا خسرت تنظيم كأس أمم إفريقيا لحساب الغابون، حسب رأيك هل القرار كان صائبا أم أنه كان ظالما من طرف "الكاف"؟

لا أعرف ما الذي يمكن أن أقوله في هذا الموضوع، أعرف أن "الكاف" قامت بتصويت وجرت الأمور بهذا الشكل، ليست لدي المعطيات والتفاصيل التي تسمح لي بالتعليق على الأمر والقول إن الأمر ظالم أم لا، ما يمكن أن أقوله هو أن الأمر مؤسف بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي يملك إمكانات كبيرة وقدم كأس عالم مميزة السنة الماضية، ولكن "الكاف" اتخذت قرارها ويجب أن نحترمه.

سؤال أخير، الكل في السنغال يقول إنه من الصعب التعامل مع الحاج ديوف، ولكنك كنت مناجيره في وقت سابق، كيف كانت العلاقة مع هذا اللاعب الذي يملك طباعا خاصة؟

(يضحك) فعلا الحاج ديوف لديه طباع صعبة للغاية، هو صديق قريب مني جدا، كنت دائما أتفق معه، الكثير كان يحتار لأنني أتفق معه ويقولون إنه أمر غريب لأننا مختلفتان تماما، ولكنه شخص طيب في الداخل، الأكيد أنه يملك طباعا صعبة وفي بعض الأحيان يصبح "مهبول" (قالها هكذا).

                                                          يوسف ك