حيث استهل الدولي الكاميروني الحديث عن مسيرته في الدوري الروسي عبر نادي أنجي، كاشفا بعدها عن الأسباب الرئيسية في عودته إلى تشيلسي الإنجليزي، كما تطرق المهاجم السابق لنادي برشونة الإسباني لحظوظ منتخبه الكاميرون في مونديال البرازيل جوان المقبل، واختتم كلامه عن مركزه التكويني في الكاميرون تحت اسم "فان دوسبور".
تألقت كثيرا في الجولات الأخيرة، هل تحاول الرد على منتقديك؟
ليس هدفي الرد على أي أحد، لأنني إيتو ولا أحتاج لأن أعرف نفسي، مسيرتي في كل الأندية التي لعبت لها كفيلة بالإجابة على من يشكك في قدراتي، هدفي هو مساعدة النادي والعمل على خدمته، بالإضافة إلى تحسين المستوى والوصول إلى تطلعات الجمهور، وأي شيء آخر لا يهمني في الوقت الحالي.
لقيت ثناء كبيرا من مورينيو في تصريحاته الأخيرة، ووصفك بالقاتل الذي عاد من جديد، ما قولك؟
وثقت منذ البداية في قدراتي، وكل لاعب كان سيمر بنفس الفترة التي مررتها، ولكن المهم هو إيجاد طريق للعودة والتألق، ولم أستطع الوصول إلى ذلك في دكة البدلاء، ولكن كان يجب علي اغتنام أول فرصة تتاح لي، وهذا ما فعلته، كما أنني جد فخور بتصريحات المدرب بخصوصي.
كيف عشت الأجواء في الدوري الروسي كأول تجربة لك؟
عشت أجواء رائعة في موسكو، وأظنها الأفضل في مشواري الكروي، وجدت راحة كبيرة في النادي وهو ما يبحث عنه أي لاعب في كرة القدم، هناك الكثير من الأشخاص الذي يتكلمون سلبا عن روسيا لأنهم لا يعرفون البلد، ولكنني أوجه شكرا خاصا للدولة والفريق الذي استقبلني بطريقة رائعة، ووفر لي كل الإمكانيات للتألق، كما يوجد الكثير من مسيري أنجي مازلت أتواصل معهم عن طريق الهاتف.
ما هي العوامل التي دفعتك للعودة إلى نادي تشيلسي بعد موسمين قضيتهما في الدوري الروسي؟
هناك الكثير من الأمور دفعتني لتغيير الأجواء، ومنها مرض سليمان كيريموف رئيس نادي أنجي في تلك الفترة، بالإضافة إلى الهجرة الجماعية للاعبين، كان علي تبديل الفريق واختيار أحد الأندية التي أرادتني، إضافة لعدم تحمسي لأي عرض سوى فكرة العودة إلى تشيلسي.
هل ترددت يوما في العودة إلى تشيلسي؟
لا أبدا، لأن كل لاعب يتمنى القيام بمسيرة كالتي قمت بها في تشيلسي، ويتقمص ألوان النادي ولو ليوم واحد، وأظن أن العودة هو الاختيار الأنسب إلي، لأنني أملك تجربة كبيرة مع الفريق، فضلا على وجود الكثير من العوامل التي تصب في صالحي.
هل يمكن القول إن طريقة لعبك التي تلائم الدوري الإنجليزي كانت سببا آخرا في رجوعك؟
لا أظن ذلك، ولا يمكنني الحكم على مستواي لأن هناك طاقما فنيا يقوم بهذا العمل، وأسعى دائما لتقديم الأفضل حتى وإن اخترت دوريا آخرا، فيجب أن أكون في مستوى المنافسة.
ما هو الدور الذي لعبه مورينيو في عودتك للنادي؟
مورينيو أثر في قرار عودتي بنسبة 80 بالمائة، لأنه سبق لي العمل معه في نادي الإنتير الإيطالي موسم 2009، وحققنا نتائج ممتازة عبر الفوز بالدوري الإيطالي والكأس، بالإضافة إلى التتويج بكأس دوري أبطال أوروبا".
ما الذي أضافه "سبيشل وان" لمسيرتك الكروية؟
جوزي منحني ثقة كبيرة طيلة مشواري، والبداية في القرار الصائب الذي دفعني للقيام به في 2009، وهو الانضمام إلى الإنتير، كان القرار صعبا لأنني غادرت برشلونة، ثم وجب علي التألق والتأكيد على أن مسيرتي في البارصا ليست محض صدفة، الأمور كانت صعبة، ولكن وجود مورينيو سهل علي الكثير من الأمور.
ما هي الخصائص التي يملكها مورينيو مقارنة بالمدربين الذين أشرفوا عليك سابقا؟
إنه مدرب صريح ولا يعرف المجاملة، عندما يرى مشكلا في أي لاعب يواجهه مباشرة ويعطي الفرصة لكل عنصر من أجل الدفاع، كل هذه الأمور جعلتني أكن له احتراما كبيرا.
هل تتكلم مع زملائك البرازيليين في النادي بخصوص المباراة المنتظرة في الدوري الأول من المونديال بين البرازيل ومنتخبك الكاميرون؟
لا نتكلم عن كأس العالم لأن هناك الكثير من الأمور تشغلنا في الدوري، كما أن المنتخب البرازيلي يعتبر من بين المرشحين الكبار، وهدفنا هو لعب كل حظوظنا كرجل واحد والدفاع عن ألوان الكاميرون رغم صعوبة المهمة، كما أن ثقتنا كبيرة في التألق بالمونديال لأننا نملك لاعبين في المستوى وبإمكانهم تقديم الإضافة للمنتخب.
نجحت تقريبا في التتويج بكل المنافسات، ما هي الأهداف الأخرى التي تسعى لتحقيقها؟
لم يتبق لي سوى التتويج بكأس العالم، ولقب الدوري الإنجليزي، لعبت في إسبانيا وفزت بالكثير من الألقاب، ولعبت في إيطاليا وحققت أيضا كؤوسا كثيرة، وبفضل الله أتمنى التتويج بلقب في الدوري الإنجليزي لأحقق المسيرة التي كنت أنوي الوصول إليها.
نفهم من قولك أن هدفك في الموسم الحالي هو لقب الدوري الإنجليزي، أليس كذلك؟
الدوري الإنجليزي ليس من ضمن أهدافنا، نسعى في الموسم الأول إلى تكوين فريق متكامل على كل المستويات، ونحن في الطريق الصحيح، ولكن في حال أتيحت لنا الفرصة فلن نرفضها، هناك الكثير من الأولويات نسعى لتحقيقها قبل التفكير في الألقاب.
هل بإمكانك تحقيق مسيرة مع تشيلسي مثلما قام به دروغبا؟
ديدي أسطورة قدم الكثير لنادي تشيلسي لدرجة أن كل لاعب إفريقي يأتي إلى النادي الإنجليزي يكون محترما بسببه، ولا يمكن مقارنة دروغبا بأي لاعب إفريقي مر على تشيلسي، والوصول إلى ما وصل إليه الإيفواري أمر صعب جدا.
ما هي الأمور الإيجابية التي تنوي تركها مع "البلوز"؟
أريد السير على خطى ديديي دروغبا رغم صعوبة المهمة، أرغب في جعل كل لاعب إفريقي يأتي إلى النادي يلقى الاحترام بفضل المكانة التي سأتركها في الفريق، هناك عمل كبير ينتظرني للوصول إلى ذلك، ولكن الأمر ليس مستحيلا بالنسبة لي.
ما هو العمل الذي يقدمه مركزك التكويني "فان دوسبور"؟
أنا جد فخور بالعمل المقدم من طرف المسيرين، التقنيين والمدربين، استطعنا لحد الآن تكوين أحسن اللاعبين الذين بإمكانهم التألق في أي ناد أوروبي، وجون ماري دانغو لاعب برشونة أحسن مثال على ذلك، إنه لاعب تكون في مركز "فان دوسبور" وهذا شرف كبير بالنسبة لي ولكل القائمين على المركز.
ما هي الأهداف التي تنوي تحقيقها عبر هذه المؤسسة؟
هناك الكثير من الأهداف ننوي الوصول إليها، كرة القدم أخذت منحى آخر في الكاميرون، واستطاعت تحقيق ما عجزت عنه السياسة، أريد تحسين مستوى الرياضيين في البلد خدمة للشعب الكاميرون والمنتخب، لدينا الكثير من المؤهلات للوصول إلى أهدافنا بفضل التقنيين والخبراء الذي يشتغلون في المركز.
المركز التكويني "فان دوسبور" فتح أبواب التعليم أيضا، هل تفكر في تحسين المستوى الثقافي للمنخرطين قبل ممارسة كرة القدم؟
التعليم يأتي في المقام الأول قبل الرياضة، ومن الجيد أن يكون الرياضي ناجحا في مجاله ومتعلما أيضا، أريد رد الجميل للكرة الإفريقية، حاليا بفضل هذه المدرسة استطعت تقديم شيء للشباب الكاميروني وأسعى نحو الأحسن.
هل تتمنى أن تكون مثالا يقتدى به بالنسبة للاعبين الإفريقيين؟
لا أريد أن أكون مثالا للإفريقيين فقط، بل لكل لاعب يريد التألق في عالم كرة القدم ويقدم شيئا إيجابيا لفريقه، كان حلمي أن أصبح لاعبا محترفا وتمكنت من ذلك بفضل الله، أشعر بفخر كبير عندما أرى شبانا يريدون تحقيق مسيرة كالتي حققتها في الميادين الأوروبية.
كيف هي علاقتك مع معجبيك من أنصار ومتتبعين؟
دور الأنصار كبير في مسيرتي الكروية، مررت بفترات صعبة لم أستطع تجاوزها إلا بفضل الدعم الكبير الذي لقيته من الأنصار، بالإضافة إلى النصائح الكثيرة المقدمة من طرف المتتبعين واللاعبين القدامى، جعلتني أختصر عدة مراحل في مسيرتي الكروية، أريد دائما أن أحظى بدعم الجمهور لأن الجانب النفسي مهم جدا بالنسبة لي.
عن يومية "لوموند" الفرنسية
كلمات دلالية :
صامويل إيتو