هذا اللاعب الذي يعتبر من بين القلائل الذين نجوا من لقب "حيواني" مثل أغلب لاعبي تشكيلة "التانغو" حيث كان أيالا يلقب بـ"الجرذ"، وأورتيغا بـ"الحمار" (أكرمكم الله)، كلاوديو لوبيز "القملة"، وميسي "البرغوث"، وفي المقابل حظي ماسكيرانو بلقب يميزه عن بقية زملائه وهو "القائد الصغير" (ينطق بالإسبانية: الخيفيسيتو)، ولم يلتصق هذا اللقب بـ خافيير نظرا لقصر قامته مقارنة بأغلب لاعبي كرة القدم، ولكن لأنه كان دائما الدافع لفريقه منذ الأصناف الصغرى كما كان يدفع عجلة التشكيلة عندما تحتاج إلى الدعم، وكان "القائد الصغير" قائدا من صغره واستحق هذا اللقب قبل أن نكتشف "قائدا كبيرا" استقبلنا على طريقة الملوك في برشلونة.
هكذا كانت بدايته المثيرة مع بييلسا في المنتخب الأرجنتيني
بالحديث عن بداية "ماسكي" مع المشاركات الدولية يتخيل الجميع أن هذا اللاعب متقدم في السن بالنظر إلى الألقاب التي توج بها وتجاربه في ليفربول وبرشلونة، إلا أن خافيير نزل ضيفا على هذا العالم يوم 8 جوان 1984 في سان لورينزو الأرجنتينية، وكان أول ظهور له بقميص "الألبيسيليستي" يوم 16 جويلية 2003 عندما وجه له مواطنه ومدرب المنتخب مارسيلو بييلسا الدعوة قبل مباراة المنتخب الأرجنتيني الودية أمام الأوروغواي، في خبر شكل مفاجأة مدوية آنذاك، خاصة أن صاحب 19 سنة آنذاك لم يضمن مكانته مع ناديه ريفر بلايت، لكن بييلسا كان يرى في ماسكيرانو بطلا مستقبليا ووسط ميدان ممتاز سيفيد المنتخب كثيرا.
خصائص بطل، ميزات منقذ و"قائد صغير" بمواصفات كبيرة
وبغض النظر عن حادثة استدعاء ماسكيرانو إلى المنتخب وهو في سن 19 سنة وحجزه مكانا في تشكيلة "التانغو"، فإن أكثر ما اشتهر به اللاعب عند المتتبعين هو ثبات مستواه منذ تلك الفترة، بالإضافة إلى أهم ما ميزه كوسط ميدان دفاعي محارب وقلب دفاع مقاتل، فالتضحية هي عنوان ماسكيرانو في أرضية الميدان، وخاصيته المفضلة هي حسن التمركز والتموقع في الملعب، أما نقطة قوته فهي كونه لاعبا متعدد المناصب ومفتاحا متعدد الاستعمالات وهي أكثر ما جعل المدربين يوجهون له الدعوة في كل مرة، وكان بييلسا قد راهن على خافيير لضمان المستقبل وخاصة أولمبياد أثينا سنة 2004 التي حصد فيها منتخب "التانغو" الميدالية الذهبية وشارك "ماسكي" أساسيا في كل المباريات.
الأرجنتيني الوحيد الذي حصد ميداليتين ذهبيتين في الأولمبياد
ومن الأرقام المثيرة في سجل خافيير ماسكيرانو نجد أنه حقق رقما أولمبيا يصعب على كل رياضيي الأرجنتين تحقيقه وليس لاعبي كرة القدم فقط، إذ يعتبر ماسكي الرياضي الوحيد الذي تمكن من تحقيق ميداليتين أولمبيتين من بين كل رياضيي أبناء بلده عبر التاريخ، وهي الإحصائية التي جعلته يتفوق على عدة رياضيين أرجنتينيين مشهورين أمثال مارتن ديل بوترو، غابريالا ساباتيني، وكذا كارلوس مونزون وحتى زميله في البارصا حاليا ليونيل ميسي، وحقق خافيير ميداليتيه النفيستين في دورة أثينا باليونان سنة 2004 وبعد ذلك في بيكين الصينية سنة 2008 مع جيل جديد من اللاعبين أمثال ليو ميسي، دي ماريا، هيغواين، أغويرو وغيرهم.
أفضل اعتراف ناله من أسطورة بلاده وكرة القدم العالمية
ومع كل الألقاب التي توج بها والاستحقاقات التي نالها ماسكيرانو مع منتخب الأرجنتين ومع أندية ريفر بلايت الأرجنتيني، كورينثيانز البرازيلي، ويست هام وليفربول الإنجليزيين وبرشلونة الإسباني، إلا أن أفضل اعتراف ناله كان من أيدي دييغو أرماندو مارادونا أسطورة كرة القدم في أرض "التانغو" والعالم، وكان ذلك في شهر مارس 2008 عندما تقلد دييغو مفاتيح العارضة الفنية للمنتخب الأرجنتيني، فتزامنا مع عودة النجم خوان رومان ريكيلمي في تلك الفترة من الإصابة كان كل الأرجنتينيون يترقبون من سيكون قائدهم الجديد وذلك عبر برنامج يعرف صدى كبيرا في الأرجنتين والذي نزل فيه مارادونا ضيفا وأعلن لأول مرة استبعاد ريكيلمي عن التشكيلة.
مارادونا أبعد ريكيلمي وقال أن ماسكي هو اللاعب الأساسي الوحيد
وبالعودة إلى قضية إبعاد خوان رومان ريكيلمي صانع ألعاب برشلونة وفياريال سابقا من المنتخب والتي تعتبر الأشهر في الأرجنتين، فإن مارادونا واجه الجميع يومها وقال: "لتحمل الرقم 10 في الأرجنتين يجب أن تكون قائدا حقيقا فوق أرضية الملعب وأن تكون أستاذا للكرة وريكيلمي لا يحمل هذه المواصفات بعد"، وأضاف عن ماسكيرانو في جملته الشهيرة التي يفتخر بها خافيير: "بالنسبة لي اللاعب الوحيد الذي ضمن مكانته وأعتبره أساسيا بدون نقاش هو ماسكيرانو، إنه القائد الحقيقي بل يمكنني أن أؤكد أنني أملك في فريقي ماسكيرانو و10 لاعبين آخرين"، هذه هي العبارات التي يرى ماسكي أنها وسام على صدره ولكن دون أن يعود إليها أو يتحدث عنها تاركا المهمة للتاريخ ليحفظها.
قائد "التانغو" منذ 2008 والشارة انتقلت من خافيير إلى خافيير
وإذا كان مارادونا قد وصف ماسكيرانو باللاعب الأساسي الوحيد في التشكيلة فإنه قبل ذلك كان قد عينه قائدا للمنتخب منذ أول يوم لـ دييغو على رأس "التانغو"، وكانت أول مباراة لـ ماسكيرانو قائدا لمنتخب بلاده في العاصمة الاسكتلندية غلاسغو، وهي أول مباراة أيضا لـ دييغو على رأس المنتخب وكانت نقطة تحول في تاريخ المنتخب بمنح شارة القائد لـ ماسكيرانو بعد أن بقيت في ذراع القائد السابق خافيير زانيتي لسنوات عديدة، ومع أن الأمور لم تتغير بتحول الشارة من خافيير إلى خافيير فإن ماسكي اعترف بثقل الحمل الذي ورثه إياه دييغو وصرح آنذاك: "زانيتي يعلم جيدا أنني أحترمه كثيرا هو وكل زملائي السابقين الذين ساعدوني في بداياتي على غرار أيالا وهاينزه، شارة القائد أعتبرها من التفاصيل في كرة القدم ولن أتغير أبدا بعد حملها لأنها لا تجعلني لاعبا كبيرا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان مديرا رياضيا ونجما سابقا في ريال مدريد
"الهداف" تتفاجأ بـ فالدانو داخل مركز تدريبات البارصا
قد يكون وجود راية بيضاء أو أي شيء يرمز لنادي ريال مدريد في مدينة برشلونة وتحديدا داخل بيت النادي الكتالوني أمرا مستبعدا جدا، وهو ما يعرفه العام والخاص في العالم بأسره، ولكن مفاجأتنا كانت كبيرة جدا عندما التقينا بنجم ومسير سابق للنادي "الملكي" داخل أروقة المركز التدريبي لنادي برشلونة لحظات فقط قبل الحوار الذي أجريناه مع ماسكيرانو، ويتعلق الأمر بـ خورخي فالدانو مهاجم "الميرينغي" من 1984 إلى 1987 والمدير الرياضي السابق للنادي "الملكي" في مناسبتين 2000 و2009، وأول سؤال تبادر إلى ذهننا هو: ماذا يفعل مدريدي في بيت البارصا؟، وهو السؤال الذي حظينا بجواب له مباشرة بعد دخول عدد من التقنيين والمصورين، وتأكدنا أن اللاعب والمسير السابق دخل عالم الإعلام والصحافة وأن تواجده هناك كان في إطار عمل فقط.
كل نجوم برشلونة مروا أمامنا بعد التدريبات ما عدا ميسي
وبعدما أعطانا ماسكيرانو موعدا لإجراء الحوار بعد الحصة التدريبية الصباحية لنادي برشلونة، كنا ملزمين بانتظار نهاية الحصة التي أردنا حضورها لكن من سوء حظنا أنها كانت مغلقة على الصحفيين، وبعد الانتظار واستكمال لاعبي برشلونة لحصتهم التدريبية شرعوا في مغادرة مركز التدريب عبر مصعد كهربائي يضعهم مباشرة أمام موقف السيارات، وفي تلك اللحظات مر أمامنا كل نجوم البارصا واحدا واحدا وهم يغادرون المركز في هدوء تام، وبعد خروج الجميع انتبهنا إلى أن اللاعب الأكثر طلبا لم يتخذ نفس الممر ليغادر مركز التدريبات، واتضح لنا بعد ذلك أن ميسي فضل الخروج من باب آخر حتى يتفادى الصحفيين ربما.
"الهداف" صارت معروفة في مركز تدريبات برشلونة
أكثر ما لفت انتباهنا في مركز تدريبات برشلونة هذه المرة أن اسم جريدتنا أصبح مألوفا هناك، فبمجرد التذكير أن الأمر يتعلق بصحفي "الهداف" نحظى بتسهيلات تؤكد أن صحيفتنا هي من الصحف القليلة التي تحظى بالاحترام في برشلونة، خاصة بعد الحوارات التي أجريناها هناك والتي كان لبعضها صدى كبير بالنظر إلى ثقل الأسماء على غرار حوارات: تشافي، فابريغاس، بيكي، داني ألفيس، سيدو كايتا، إنييستا وأخيرا ماسكيرانو، بالإضافة إلى تغطية الصحيفة لبعض مباريات برشلونة المهمة في ملعب "كامب نو" آخرها الكلاسيكو أمام ريال مدريد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خافيير ماسكيرانو يفتح قلبه لـ"الهداف":
"في مجموعتكم لا يوجد مرشح للتتويج بالمونديال والجزائر لها كل الحظوظ في التأهل"
"فنيات اللاعبين الجزائريين أرغمتنا على اخراج أفضل ما لدينا للفوز بمباراة 2007"
"ما أتذكره من مباراة الأرجنتين والجزائر هو الفرجة والأداء الطيب الذي قدمه الطرفان"
"البرازيل وإسبانيا يملكان الأفضلية على الجميع في كأس العالم"
"فغولي سيعود بقوة في 2014 وهذا سينعكس إيجابا على منتخبكم"
"على الأرجنتين الوصول على الأقل إلى نصف النهائي رفقة هولندا وألمانيا"
"مارادونا قلدني شارة القيادة وسأظل ممتنا له على هذه الثقة"
خافيير ماسكيرانو شخص يطبع التواضع كل تصرفاته، بداية من طريقة لعبه التي تعتمد على اللمسة الوحيدة والبسيطة، مرورا بقدرته العجيبة على التأقلم مع كل الخطط التكتيكية، ووصولا إلى طريقته البسيطة في التأنق بسراويل الجينز والأحذية الرياضية على خلاف باقي النجوم الذين يعشقون الألبسة الملفتة للأنظار، وهي العادة التي لم يشذ عنها عند استقباله لنا بـ"سيوداد إسبورتيفا" بضواحي برشلونة أين كان يرتدي سروال جينز وقميصا بنيا فاتحا مع حذاء رياضي أسود، ولتوضيح الصورة أكثر، كان كأي شاب جزائري يمكن أن تقع عليه عيناك في إحدى شوارع الجزائر، وهو التواضع الذي لم يكن وليد تلك اللحظة وعشناه طيلة مدة إجراء الحوار الذي سمح لنا بإجرائه أمام ديكور جميل كان خلفية لنا، وبالتأكيد ليس هناك أجمل من إجراء حوار على بعد خطوات من ملعب التدريبات الخاص بأفضل ناد في العالم حاليا، والذي يؤمه يوميا نجوم عالميون مثل ميسي، تشافي، إنييستا، نايمار وداني ألفيس، إضافة إلى فابريغاس وبيكي وباقي نجوم الكتيبة الكتالونية.
صباح الخير خافيير، بودنا أن ندخل سريعا في لب الموضوع بالحديث عن كأس العالم المقبلة في البرازيل، أين تواجهون منافسا إفريقيا واجهتموه ثلاث مرات من قبل في هذا المحفل العالمي، ويتعلق الأمر بالمنتخب النيجيري، ما رأيك فيما أسفرت عنه عملية القرعة؟
هذا صحيح، نحن نواجه "النسور الممتازة" بانتظام منذ مونديال 2002، والمرة الوحيدة التي لم نصطدم فيها بهم كانت في ألمانيا 2006، دون الحديث عن نهائيي الألعاب الأولمبية، الأول سنة 1996 بـ أتلانتا أين توجوا باللقب على حسابنا، والثاني في بكين في 2008 أين أخذنا بثأرنا وفزنا باللقب، هذا ما يدفعني للقول بأن قدرنا بالتلاقي مع هذا الفريق بات محتوما (يبتسم) خاصة أنه لم يمر الكثير من الوقت عن الودية التي جمعتنا بهم في بنغلاديش، إنه منافس بتنا نحفظه عن ظهر قلب والعكس صحيح، ونحن نعلم جيدا مقدار قوته لأنه بطل إفريقيا، هذا ما يجعله منافسا قويا لنا شأنه شأن البوسنة وإيران وبقية المتأهلين للمحفل الكبير، يقال أن الأرجنتين وقعت في مجموعة يسهل التعامل معها، لكن علينا مع ذلك الاحتياط من كل منافسينا وأخذ مبارياتنا معهم بالجدية اللازمة لأنه يتوجب علينا تحقيق الانتصارات وسنحاول أن نقوم بذلك بأفضل طريقة ممكنة للتأهل.
ألا تعتقد أن المهمة ستكون صعبة بعض الشيء على منتخبكم؟
نعم أظن ذلك، وبإمكان الأمور دوما أن تصبح أسوأ، علينا احترام كل منافسينا في المجموعة فلا يمكننا الظفر بنقاط أي مباراة مسبقا وعلى الورق، لو قمنا بذلك ووضعنا في أذهاننا بأن الأرجنتين ضمنت التأهل إلى ثمن النهائي فسيكون ذلك خطأ لا يغتفر، أرى أننا لن نقع في هذا الفخ لأننا نمتلك ما يكفي من الخبرة للاحتياط من كل منافس والاستعداد له بجدية بغض النظر عن اسمه.
بصراحة، ألا ترى أن هوس الأرجنتينيين بمعانقة التاج العالمي الغائب عن خزائنكم منذ 1986 سيشكل عبئا إضافيا على كاهلكم؟
لا يمكنني إنكار ذلك، ولكن الأمر لا يتعلق بالألقاب وإنما بالمردود، فما قدمناه في السنوات الأخيرة لم يرق إلى تطلعات الشعب الأرجنتيني لأننا لم نصل إلى المربع الذهبي في آخر 24 سنة، وهي مدة طويلة جدا لمنتخب بمثل عراقة الأرجنتين، لذا نتمنى أن نعوض إخفاقاتنا هذه في البرازيل بالوصول إلى نصف النهائي، ولكن هذا لن يتأتى بضربة حظ، بل ببذل الكثير من الجهود.
أنت تظهر الكثير من التحفظ مع أن الواقع يشير لامتلاككم تشكيلة من العيار الثقيل...
يمكن أن يكون الأمر كما تقول، ولكن امتلاك الأسماء الرنانة لا يضمن لك شيئا في منافسة بحجم كأس العالم، علينا التركيز على روح المجموعة التي ستمر قبل الفرديات، وبهذه الطريقة فقط نكوّن فريقا قويا ومتلاحما، هذا لا يمنعني من التأكيد على تحسن أدائنا في آخر سنتين بعد تغيير المدرب كما أن منتخبنا حاليا بات أكثر صلابة والمشوار الرائع الذي قدمناه في التصفيات أبرز دليل على ذلك، لكن علينا المرور إلى الفعل لتأكيد هذا التطور، ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة "التانغو" إلى مكانته الحقيقية.
برأيك، ما هي المنتخبات المرشحة للتتويج بمونديال البرازيل؟
أرى أن البرازيل هي المرشح الأوفر حظا لاقتناص التاج ليس باعتبارها البلد المنظم، بل أيضا لامتلاكها تشكيلة رائعة حملت كأس القارات قبل أشهر فقط، ويأتي بعدها المنتخب الإسباني الذي حقق الكثير في السنوات الأخيرة، ولا يمكن استبعاد ألمانيا وهولندا وحتى الأرجنتين من السباق، ولكنها مجرد تكهنات ففي كأس العالم لا يمكننا معرفة أكبر المرشحين قبل المنافسة لأن المباريات الأولى هي التي تحدد هويتهم ومدى جاهزيتهم للتحدي وهذا يعتمد على كيفية وصولهم إلى البرازيل ومدى وصول لاعبيهم لأفضل مستوياتهم، لذا علينا الصبر قبل اكتشاف هوية المرشحين، لكن الأكيد هو أن البرازيل وإسبانيا يمتلكان أفضلية واضحة على بقية المنافسين.
لنتحدث الآن عن المنتخب الجزائري الذي تأهل للمرة الرابعة في تاريخه لهذه المنافسة، هل تظن بأن "الخضر" قادرون على فك العقدة والتأهل للدور الثاني لأول مرة أمام منتخبات قوية مثل كوريا الجنوبية، بلجيكا وروسيا بقيادة كابيلو؟
بلجيكا تمتلك تشكيلة رائعة ولكنها تفتقد تقاليد المونديال، أما روسيا فتأهلت بجدارة إلى الموعد الكبير بعد تخطيها مجموعة تتواجد فيها البرتغال، وعليكم أخذ هذا في الحسبان، ولكن بغض النظر عما قلته آنفا فلا أرى أي سبب يمنع منتخبكم من العبور إلى الدور الثاني، لأنكم لن تواجهوا منتخبات لها باع كبير في هذه المنافسة ولا أحد المرشحين للتتويج بلقبها، وهذا ما يمنحكم حظوظا كبيرة لتحقيق الإنجاز الذي طالما انتظرتموه.
من المؤكد أنك تحتفظ بذكريات عن المنتخب الجزائري الذي واجهته من قبل في "كامب نو" وحسمتم المباراة بنتيجة 4-3، أليس كذلك؟
لقد مرت سنوات عديدة على تلك المباراة، وأظن بأنها كانت في 2007 وما أحتفظ به كذكريات منها، هو أنها سمحت لنا بالتحضير لمواجهة فنزويلا في "كوبا أمريكا"، وأتذكر أيضا أننا لم ندخل المباراة بطريقة جيدة وانتهى الشوط الأول بنتيجة لم تكن في صالحنا، تفاجأنا حقا بفنيات اللاعبين الجزائريين الذين أرغمونا على تقديم أفضل ما لدينا لاستعادة الأفضلية في المباراة، وبالمختصر المفيد الصورة التي أتذكرها عن منتخبكم هو أنه منتخب يصعب التفوق عليه.
في البطولة الإسبانية لاعب جزائري بزغ نجمه كثيرا، وهو أحد نجوم منتخبنا الوطني حاليا، ويتعلق الأمر بـ سفيان فغولي، هل تعرفه؟
هذا أكيد، لقد برهن سفيان على علو كعبه طيلة السنوات الأخيرة، والجميع يتحدث عن إمكانياته الفنية ومراوغاته، شخصيا أنا معجب أيضا بقوته البدنية، وهذا الخليط بين الموهبة والقوة البدنية سمح له للعودة بقوة في بداية الموسم الجاري، كما أنه لاعب مشهور وفنياته يعترف بها الجميع هنا.
هل تظن بأنه سينجح مستقبلا في مسيرته ويحقق قفزة كبيرة بالتوقيع لأحد القطبين، ريال مدريد أو برشلونة؟
أنتم تغفلون عن نقطة هامة جدا، سفيان ينشط حاليا في فالنسيا الذي يعتبره الجميع في إسبانيا أحد كبار الدوري، والفترة الصعبة التي يمر بها الفريق حاليا لا يمكنها أن تمحي تاريخه الكبير، بالنسبة لي وللكثير من المتتبعين "الخفافيش" يعتبرون أحد أكبر الأندية في الدوري المحلي والقارة العجوز.
مارادونا قال عنك: "أملك ماسكيرانو وعشرة لاعبين آخرين في فريقي"، ماذا يعني هذا التصريح خاصة أنك كنت تلعب حينها إلى جانب ميسي أغويرو وآخرين؟
أنا ممتن جدا لـ دييغو على هذه الثقته (ينزعج كثيرا) والذي منحني أيضا شارة القيادة، ولكن بغض النظر عن هذا فأنا أعتبر كلماته مجرد تصريحات فقط، لأنني لم أر الأمور يوما بمثل هذا المنظور مع احترامي الكبير لـ مارادونا الذي أشكره مجددا على ثقته، ولكن في كرة القدم لا يمكن لأي لاعب مهما كان اسمه أن يفعل الكثير لوحده، أما بالعودة إلى تصريحاته مرة أخرى فمهما قلت لا يمكنني أن أعبر عن مقدار امتناني لـ دييغو على كل ما قام به لأجلي.
الجميع يعلم أنك لاعب متعدد المناصب، ولكن ما يحيرهم أنك قبلت اللعب كقلب دفاع مع أنك قصير القامة ومتوسط ميدان دفاعي في الأساس؟
أعترف أن اللعب في محور الدفاع بمثل هذه القامة صعب جدا خاصة بالوصول إلى سن معين، ولو قام أحدهم بتغيير منصبي في بداية مشواري أو في وقت مبكر، كان ذلك ليسهل الأمور أكثر لأنه يمنحني الفرصة لأجد معالمي وأحسّن أدائي بصفة تدريجية، لكن العكس حدث معي، إذ تم تغيير منصبي في وقت لم يكن متأخرا جدا ولكنه جاء بعد تعودي كثيرا على اللعب في وسط الميدان، اللعب في محور دفاع برشلونة كان بمثابة تحد كبير بالنسبة لي، لقد طلبوا مني اللعب في هذا المنصب وحاولت تقديم أفضل ما لدي لمساعدة الفريق، وكل ما يهم أي لاعب محترف هو لعب عدد كبير من المباريات حتى لو كان ذلك في غير منصبه، سأحاول التعود والتأقلم معه قدر المستطاع لأكون في مستوى ثقة وتطلعات المدرب.
نمر الآن إلى السؤال الأخير، أنت اللاعب الوحيد الذي سبق له التتويج بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، وتوجت بكل الألقاب الممكنة مع برشلونة، ولم يتبق أمامك سوى التتويج بكأس العالم، هل تفكر في اعتزال اللعب في حال تتويجك باللقب الغالي؟
لا تنسوا أنني لازلت شابا على اتخاذ قرار مشابه، سنرى ما سيحدث مستقبلا لكن قبل هذا علينا التتويج بكأس العالم وهذه المهمة لن تكون سهلة تماما، لأن الطريق سيكون طويلا ومليئا بالعراقيل، علينا العمل بجدية وفعل الأمور بأفضل طريقة ممكنة، وسأكون سعيدا جدا بإدخال الفرحة للشعب الأرجنتيني في حال تتويجنا باللقب - بغض النظر عن تتويجاتي السابقة مع الأندية- الذي سيكون لي شخصيا أشبه بحلم يتحقق.
نتمنى لكم حظا طيبا في كأس العالم سيد خافيير...
حظا طيبا لمنتخبكم أيضا وشكرا لكم.
كلمات دلالية :
خافيير ماسكيرانو، برشلونة الإسباني