أوين: "المنتخب الإنجليزي ضعيف جدا ولا يملك شيئا مميزا"

المنتخب الإنجليزي أنهى مسيرته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في المركز الأول من مجموعته، تحدث لنا عن الأمر؟

كنت متأكدا من أن المنتخب الإنجليزي سيتأهل إلى المونديال، لكن لا يمكننا القول بأن مشواره خلال التصفيات كان براقا وأعتقد أن الأنصار مرتاحين الآن، صحيح أن مستوى اللاعبين كان متذبذبا في الكثير من الأحيان لكننا حققنا الأهم بالنسبة لنا وهو التأهل من دوري المجموعات.

ما هي وجهة نظرك فيما يخص منتخب بلادك، عدد لنا نقاط الضعف والقوة؟

لا أعتقد أن الكرة الإنجليزية تمر بعصرها الذهبي في الفترة الحالية، والمنتخب الإنجليزي ليس بذلك المنتخب القوي، لكن حاله مثل حال المنتخبات السابقة التي كونتها إنجلترا، ما يزال قادرا على المنافسة، نحن بعيدون جدا عن مستوى منتخبات مثل البرازيل، الأرجنتين، ألمانيا، إسبانيا أو حتى هولندا.

هل يمكنك أن تفسر لنا الأمر أكثر؟

كل هذه المنتخبات أقوى منا بكثير في الوقت الحالي، لكن في نفس الوقت نحن رقم صعب وليس من السهل التفوق علينا، لا أعتقد أن المنتخبات المنافسة لنا في كأس العالم ستستمتع بمواجهتنا وهزيمتنا بسهولة، في الحقيقة علي القول بأن المنتخب الإنجليزي لديه المواهب الفردية لكن كمنتخب فإنه لا يملك شيئا مميزا.

فريقك السابق ليفربول لم يفز بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ 1990، في رأيك متى سيتمكن "الريدز" من وضع حد لهذه العقدة؟

الدوري الإنجليزي مثير جدا، أنتظر أن يكون الصراع حول نيل اللقب بين ثلاث فرق وهي مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي وتشيلسي، هذا الثلاثي يشكل أقوى الفرق في الكرة الإنجليزية على الرغم من أن ثلاثتهم لم يبدأ جيدا في الدوري الإنجليزي، الكل أقدم على تغيير المدرب، السيتي غير جزءا كبيرا من الفريق مدرب جديد ولاعبون جدد، تشيلسي يبحث عن هداف لحد الآن ومانشستر يونايتد يعاني كثيرا، ونجد وراء هذا الثلاثي فرق مثل ليفربول، توتنهام وأرسنال.

لكنك لم تحدثنا عن ليفربول؟

لا أعتقد أن "الريدز" سيتمكنون من الفوز بلقب الدوري هذا الموسم، لكن العودة لرابطة الأبطال الأوروبية سيكون إنجازا كبيرا، ورغم البداية الجيدة لليفربول فإنه من الصعب عليه الفوز بالدوري هذه السنة.

لقد لعبت تحت إمرة السير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، في رأيك ما الذي تغير في الفريق بعد اعتزاله؟

عندما نخلف مدربا قضى أكثر من 25 سنة على رأس الفريق فهذا يضعنا بطبيعة الحال تحت الأضواء، مانشستر يونايتد قام بتغييرات جذرية، صحيح أنه حافظ تقريبا على نفس اللاعبين لكنه غير المدرب والطاقم الفني، وهذا الأخير سيعمل بطريقة ومنهج مغاير ويجب على الكل التكيف معه، أعتقد أن المسؤولين في النادي كانوا على صواب في اختيارهم لدافيد مويس.

لماذا تزكيه في حين ينتقده الجميع في إنجلترا؟

مسيرته الجيدة تحسب لصالحه، لقد عرف نجاحات باهرة مع إيفرتون وهذا اختيار جيد، أعتقد أنه يحتاج إلى الوقت لكي يحقق شيئا للفريق، هذه هي كرة القدم عليك أن تدفع ثمن التغييرات، أنا أراهن على مويس، سيعاني كثيرا في البداية وهذا واضح لكنه سينجح وأنا متأكد من ذلك.

هل أنت متخوف مما ينتظر الشياطين الحمر؟

اليونايتد يمر بفترة صعبة جدا وحتى برنامج المباريات سبب في ذلك ولم يكن في صالحهم أبدا، لكنني لست قلقا بشأنهم وسينافسون بشراسة على اللقب هذا الموسم كما جرت العادة.

ما هي أجمل ذكرى لك مع فيرغسون؟

أنا فخور جدا كون القدر أتاح لي فرصة التعامل مع مدرب من حجمه لمدة ثلاثة سنوات، إنه مدرب من عالم آخر، لقد تمكن من المحافظة على استقرار اليونايتد طيلة تلك السنوات، وأنا أتساءل دائما كيف استطاع فعل ذلك، كنت سعيدا جدا عندما عرض علي اللحاق به، وأنا محظوظ جدا لأنني تعاملت معه ورأيت طريقة تصرفه مع اللاعبين وكيف يتحدث معهم، يجيد توزيع المهام جيدا بين مساعديه، عمله منظم، إنه عادل جدا بين اللاعبين وقد تعلمت الكثير منه.

هل فاجأتك تصرفاته في بدايتك مع مانشستر يونايتد؟

في البداية نعم، لقد كنت أخجل منه وأحترمه كثيرا، أتذكر أول مرة لي في غرف تبديل الملابس الخاصة باليونايتد، لقد قلت لزملائي "يصرخ كثيرا أليس كذلك؟" فأجابني الجميع "لا، كان عليك رؤيته قبل 5 أو 10 سنوات الآن أصبح هادئا كثيرا"، وهذا يجعلني أتساءل حول بداياته (يضحك)، فيرغسون يشترط على لاعبيه الاحترام بالدرجة الأولى، ومعه يجب دائما أن تتبع التعليمات بحذافيرها، لكن لا أعتقد أن اللاعب يستطيع تحقيق ذلك دون أن يتحصل على إمكانية المبادرة.

الكثير من اللاعبين المعتزلين دخلوا عالم التدريب، وأنت هل ستصبح مدربا في المستقبل القريب؟

تراودني هذه الأفكار من لحظة لأخرى لكنني أصرف تفكيري بسرعة عن هذا الأمر، هناك الكثير من الفرص تتاح للاعب بعد إنهاء مشواره، لقد عبرت المستوى الأول والثاني من شهادة المدرب، أحيانا أستيقظ في الصباح برغبة جامحة في أن أصبح مدربا، لكنه قرار صعب للغاية ويجب التريث، مهنة التدريب تعزل الشخص 365 يوما في السنة (يقصد بذلك أن التدريب يأخذ كل الوقت)، لقد قضيت الكثير من السنوات على الملاعب وأعتقد أنه حان الوقت لكي آخذ قسطا من الراحة.

وبعد ذلك ماذا ستفعل؟

قلت لك أنني أحتاج القليل من الوقت لكي أرتاح وأكرس بعض الوقت لعائلتي، لا نعرف ما الذي يخفيه لنا المستقبل لكني لا أعتقد أني سأجلس على دكة البدلاء مرة أخرى.

من الصعب على الأنصار تفهم صعوبة أن تكون لاعبا محترفا، هل تستطيع أن توضح لهم أكثر رؤيتك حول هذا الموضوع؟

في كل المجالات، عندما نرتفع في المستوى تصادفنا منافسة شرسة، ونجد أن هناك الكثير من الأشخاص يريدون الإطاحة بنا من أجل الحصول على مكانتنا وهذا أمر صعب، والحال مماثل في كرة القدم إذ يجب على اللاعب أن يكون دائما في أحسن مستوياته ولا يجب عليه أن يتراخى ولو للحظة واحدة، نحن ندفع بأنفسنا إلى أقصى الحدود، نتخلى عن الأشياء التي نحبها، نراقب الحمية الغذائية ونحرص على منح الراحة لأبداننا وهناك الكثير من الأشياء.

فسر لنا الأمر أكثر؟

هناك من يعتقد أنه بمجرد امتلاك الموهبة سيتكمن من أن يكون لاعبا وهذا اعتقاد خاطئ، حياة لاعب كرة القدم رهينة لمواقفه واختياراته، يجب أن يتحلى بروح التضحية والعديد من الأمور، وأن لا ينتظر مكافآت فقد يشعر بخيبة أمل، إنها حياة صعبة لكن اللاعبين لا يشتكون من ذلك.

اختيار أحسن لاعب في العالم لعام 2013 يقترب، من هو مرشحك الأول؟

الكل كان شاهدا على موسم كروي رائع، هذه المرة كسابقاتها ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو سيتواجدان على رأس القائمة من دون شك، هذا الثنائي هو الأحسن في العالم في الفترة الحالية.

أليس هناك لاعب آخر يمكنه انتزاع الكرة الذهبية من رونالدو وميسي؟

يجب عليهما أن يحذرا من اللاعبين الذين حققوا إنجازات كبيرة مع أنديتهم، بايرن ميونيخ فاز بكل الألقاب الموسم الماضي، رابطة الأبطال، الدوري والكأس، لاعب مثل فرانك ريبيري قد يشكل منافسا لرونالدو وميسي، لكني أعتقد أن هذا الثنائي هو الأحسن، بإمكانهم المحافظة على المستوى بشكل مدهش طيلة الموسم، لا أرى بأن الكرة الذهبية ستمنح للاعب آخر خارج هذا الثنائي.

من هو الشخص الذي أعطاك أفضل نصيحة في مشوارك الكروي؟

هناك الكثير منهم ومن الصعب تحديد شخص معين، أتذكر مدربي عندما كنت صغيرا قال لي "أنت لست سوبر مان" هذا لأنني كنت أريد القيام بجميع الأدوار، كنت لاعبا صغيرا ومتحمسا، أعود إلى الدفاع ألعب في الوسط وأصعد إلى الهجوم، أحتفظ كثيرا بالكرة معتقدا أنني أساعد الفريق، لكن المدرب قال لي بأنه يجب أن أركز على اللعب في منصبي فقط، أنا مهاجم وعلي أن ألعب كمهاجم، هذه أفضل نصيحة تلقيتها.

الكل يعرف أنك تحتفظ بمجموعة من الأقمصة في منزلك، ما هو أغلى قميص تملكه بالنسبة لك؟

هذا سؤال جيد، أعتقد أنه قميص المنتخب الإنجليزي الذي لعبت به كأس العالم 1998 كنت أبلغ من العمر 18 سنة وسجلت هدفا ضد الأرجنتين، اللعب لإنجلترا كان حلما لكن أن ألعب وأسجل لمنتخب بحجم الأرجنتين الذي كان يملك عناصر مميزة في تلك الفترة فهذا لم يكن متوقعا، لقد تغيرت حياتي منذ ذلك الهدف لأن الكل أصبح يعرفني بعده.

هل هناك لاعب محدد يذكرك بمايكل أوين الصغير في الوقت الحالي، ولماذا؟

هناك أمر مختلف معي، وهو أنني تغيرت قليلا بعد بداياتي، لقد كنت ممتازا في البداية وبعدها انخفض مستواي كثيرا وقلت فعاليتي بسبب الإصابات الخطيرة التي تعرضت لها، إمكانياتي البدنية انخفضت كثيرا ولم أكن أستطيع بذل مجهود كما كنت في السابق، أعتقد أن خافيير هيرنانديز (تشيشاريتو) يشبهني كثيرا خاصة في نهاية مسيرتي الكروية.

                                                              نقلا عن الموقع الرسمي لـ"الفيفا"