باستوري النحيف الذي زاحم قوة الطليان ويسعى لكتابة تاريخ جديد في "بي.أس.جي"

يجمع متتبعي كرة القدم العالمية أن النجم الأرجنتيني الصاعد خافيير باستوري، يعد أحد أحسن ما أنجبت الكرة الأرجنتينية عبر العصور، حيث يميزه عن باقي نجوم بلاد التانغو أسلوب لعبه الجديد الذي يمتاز بالدقة وسرعة البديهة ..

باستوري ..
نشرت : لخضر.ن الأحد 23 يونيو 2013 19:42

وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك حين أكدوا أن  إمكانيات باستوري تتبلور في خصائص عدة نجوم عالميين، فطريقة الركض تكاد تكون مطابقة للبرازيلي ريكاردو كاكا ناهيك عن الأسلوب في المراوغة وطريقة التفكيربالاضافة للبنية الجسدية الواحدة، كما لا يخلو أسلوبه في اللعب من بعض خصائص النجم الفرنسي زين الدين زيدان، من حيث تمريراته البينية المفاجئة والسريعة وطريقته في حماية الكرة، كلها عوامل جعلت المراهنة عليه كبيرة في رؤيته نجما صاعدا يلوح في أفق الكرة العالمية، ومن خلال فقرة مسيرة نجم سنستعرض بداياته، مشواره الكروي وحياته الشخصية.

مدينة قرطبة تعلن ميلاد "الولد الشقي"
ولد خافيير باستوري في 20 جوان 1989، بمدينة قرطبة الأرجنتينية، والتي سميت نسبة للمدينة الأندلسية في إسبانيا، حيث يبلغ سكانها مليون ونصف مليون نسمة، وقد خرج الولد الشقي للنور كما يحلو للأسطورة دييغو مارادونا تسميته، في أيام عرفت أزمة سياسية في البلد، والتي بموجبها تم تعيين كارلوس مينام رئيسا جديدا للبلاد، لتعلن الأرجنتين عن بداية عهد جديد، وتعلن عائلة باستوري عن ميلاد صبيها الذي سيشغل العالم فيما بعد بمداعبتة الكرة.

أمه كانت السند الأول له رغم إعاقتها
وكانت بدايات "إل فالكو" مع الكرة كغيره من أقرانه، حيث بدأت ملامح بزوغ فجر نجم تلوح في الأفق، في سن مبكرة من خلال عدم مفارقته الكرة، ووجد خافيير كل الدعم من والدته باتريسيا التي كانت له سنده الأول لإيمانها بإمكانية أن يصبح إبنها لاعبا كبيرا في المستقبل، حيث وفرت له كل الظروف التي من شأنها أن تحقق لها أمنية رؤية ولدها في أكبر ملاعب العالم، فبالرغم من إعاقتها تابعت خطى فلذة كبدها عبر كرسيها المتحرك، ويأتي هذا الاهتمام أيضا بالنظر لشغف الأرجنتينيات بالكرة كما هو الحال مع الرجال.

ولعه بكرة السلة لم يمنعه من ترك كرة القدم
التحق خافيير بالمدرسة لم يمنعه من ممارسة الأنشطة الرياضية الأخرى، وبالنظر للقامة التي يتمتع بها فقد اختار كرة السلة، التي أصبح من المولعين بها فيما بعد، ومتابعته للدوري الأمريكي (NBA) حاليا أكبر دليل على ذلك، لكن ميولاته نحو كرة القدم لم تدعه يترك اللعبة التي أصبح نجمها بامتياز لاحقا، حيث كان النحيف لا يضيع المباريات التي تقام بالمدرسة، وهو ما جعل الكثيرين من المدرسين يتنبئوا له بمستقبل كبير.

ولوجه عالم الكرة كان مع نادي تياريس
في عام 1999، كانت أول تجربة للنجم الصاعد مع ناشئي نادي تياريس، الذي يعد أكبر فريق في مدينة قرطبة، ويلعب في بطولة الدرجة الثانية الأرجنتينية، فكان الفضل في ذلك لمدرسه في التربية البدنية، الذي اقتنع منذ الوهلة الأولى أن صاحب التسع سنوات يمكن أن تصقل موهبته عبر بوابة أحد الأندية المتخصصة وهو ما حدث فيما بعد، أين أبان باستوري عن أسلوب لعب جديد جعل مدربه أنذاك ريكاردو غارسيا، يتنبأ له بمستقبل واعد.

سانت ايتيان وفياريال لم يقتنعا به
أفلس نادي تياريس في عام 2004، وهو ما جعل النادي الفرنسي سانت ايتيان يشتري 51% من أسهمه، بالنظر لكونه مدرسة حقيقية من جهة، ويعتبر استثمارا حقيقيا في الجهة المقابلة نتاج المواهب التي تقصده، في 2006 أوزوالدو يازا مستشار النادي الفرنسي اقترحه رفقة أربعة من زملاؤه على إدارة النادي الفرنسي ، وبعد 15يوما من التجارب رفضوا كلهم ومن بينهم باستوري، ليلتحق فيما بعد بتجارب مع نادي فياريال الإسباني أين كتن مصيره المحتوم العودة مجددا للأرجنتين بعد أن كانت رؤية الإسبان هي نفسها تلك التي أخطأ فيها الفرنسيين وبالتالي لم يكتب لباستوري اللعب مبكرا لناد أوروبي .

نادي هيراكان بوابته للنجومية رغم الإصابة
بعد التألق اللافت للفتى الأرجنتيني مع ناديه تياريس، تمكن نادي هيراكان من خطف اللاعب في صيف 2007، أين أمضى أول عقد احترافي له مع الفريق في بطولة الدرجة الأولى،  لكن لعنة الإصابة التي تعرض لها على مستوى الكاحل لم تشفع له للمواصلة، واستمر الحال لغاية ماي 2008، أين شارك  النحيف بديلا في مباراة فريقه أمام العملاق ريفر بلايت والتي خسرها ناديه بهدف دون رد ، أين منح على إثرها فريقه اللقب لصالح الريفر، ليلتقيا الفريقين مجددا في دورة اللقب أين شارك باستوري أيضا أساسيا وتمكن من افتتاح النتيجة بتسديدة صاروخية من على بعد 25 متر، ولم يتوقف عند هذا الحد بل أضاف هدفا ثانيا بطريقة جميلة، مكنت فريقه من الفوز في الأخير أمام أحد عمالقة الكرة الأرجنتينية برباعية كاملة.

تألقه أمام "الريفر" شغل الأرجنتيين
ولم يمر تألق خافيير مع ناديه هيراكان في مباراته أمام ريفر بلايت مرور الكرام، حيث إنبهر متتبعي المستديرة في البلد آنذاك، بالإمكانيات التي يملكها الاكتشاف الجديد بما أنه كان مجهولا بالنسبة لهم، خاصة وأن تألقه كان على حساب العملاق ريفر بلايت الذي لم يخسر مواجهاته أمام هيراكان منذ 60 سنة ، وهو ما جعل الصحافة الأرجنتينية في ذلك الوقت تؤكد على قيمة باستوري الذي استطاع أن يفك شفرة العقدة التي لازمت فريقه منذ أمد بعيد، ومنذ تلك المباراة أصبح اللاعب تحت أنظار كل الأرجنتيين.

أكبر الأندية الأوروبية تهافتت على التعاقد معه
ولم يكن الأرجنتينيين وحدهم من يتابعون باهتمام النسق التصاعدي لنجمهم القادم، حيث كانت الفريق الأوروبية هي الأخرى واضعة نصب أعينها خطف الموهبة الجديدة، حيث دخلت أندية مانشستر يونايتد الإنجليزي وأفسي بورتو السباق لضم صاحب 19 سنة أنذاك، بيدا أن المطلب المالي لإدارة ناديه كان معتمدا على بعد النظر، إذ أدرك القائمون على النادي أن هذا اللاعب سيكون له شأن كبير في المستقبل، والاستفادة من صفقته يجب أن تكون على غرار كل اللاعبين الكبار الذين غادروا البطولة الأرجنتينية .

باليرمو الإيطالي ينجح في خطفه
وأمام الشد والجذب الذي عرفته العروض التي تلقتها إدارة نادي هيراكان، تمكن في الأخير نادي باليرمو الإيطالي من الاستفادة من خدماته، بقيمة 8 ملايين أورو، يوم 11 جويلية 2009، وقد لعب مناجير باستوري دورا حاسما في انتقال وكيله للنادي الإيطالي، بحكم العلاقة الجيدة التي تربطه مع والتر زاباتيني رئيس فريق باليرمو، وعن انضمامه يقول باستوري:"كنت أتواجد بمكتب مارسيلو، حتى دق الباب فجأة، إنه زاباتيني، الذي تفاجأ هو الأخر لوجودي بمكتب موكلي"، ليتفق الطرفان على إمضاء عقد بخمس سنوات، ومن هنا بدأت قصة لؤلؤة التانغو مع نادي باليرمو.

بدياته كانت جوكيرا وقدوم روسي جعله ينفجر
لم تكن بداية خافيير باستوري مع النادي الإيطالي كما أرادها، حيث كان يقحمه المدرب زينغا "جوكر"، وأمام النتائج السلبية التي حصدها الفريق، قام زاباتيني بتغيير على رأس العارضة الفنية للفريق، حين أتى بالمدرب ديلو روسي الذي خلف زينغا، وكان لقدوم المدرب الجديد البداية الفعلية للولد الشقي، الذي أصبح يشرك أساسيا بانتظام، هذه الوضعية جعلته يوقع  أول أهدافه في الكالتشيوأمام نادي باري في 30 جانفي 2010، ليعلن باستوري عن عهد جديد مع أحد أقوى البطولات الأوروبية.

ساهم في الحصول على مرتبة مؤهلة لرابطة الأبطال
وفي ظل المستوى الكبير الذي قدمه الفتى الواعد، تمكن رفقة زملائه من احتلال المرتبة الرابعة في الكالتشيو الإيطالي، والتي كفلت له المشاركة في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية، وكان دور باستوري فعالا في التأهل لهذه المنافسة خاصة مع منصبه الجديد، حين اعتمد روسي عليه في اللعب وراء المهاجمين، أين استطاع أن يقدم دعم منقطع النظير لمهاجمي الفريق ميكولي وكافاني من خلال تمريراته الحاسمة، بالإضافة للأهداف التي سجلها (6 أهداف)، وهو ما جعل الفريق يزاحم أكبر أندية "الكالتشيو"، وبالتالي تحقيق المفاجأة بتأهله للمنافسة الأوروبية، هذه الأخيرة كانت أحسن سيناريو يبدأ به باستوري مشواره في أوروبا.

حصل على أفضل لاعب شاب في إيطاليا
ولم يمر تألقه مع نادي باليرمو دون أن يتوج  على إثره بلقب شخصي، حيث أختير كأحسن لاعب واعد بالبطولة الإيطالية موسم 2010، بالنظر إلى المستويات التي قدمها مع ناديه حينها، ويأتي اعتراف الطليان بنجمهم الصاعد كوسام شرف يتمناه أي لاعب في سنه، وقد تلقى وقتها كل أنواع الإشادة من نجوم الكالتشيو الذين اتفقوا على أن الكرة العالمية ستكون على موعد مع أسطورة جديدة في كرة القدم، بالنظر للأسلوب الذي يميز باستوري عن باقي اللاعبين.

مارادونا فتح له أبواب المنتخب
بعد التألق اللافت لباستوري في سماء الكالتشيو، تمكن من الظفر بحلم تقمص ألوان بلده، حيث تلقى باستوري أول استدعاء من طرف مدرب الأرجنتين أنذاك دييغو مارادونا عبر الهاتف، أين شارك أول مرة مع منتخب التانغو في مباراة ودية أمام منتخب كتالونيا، في ملعب الكامب نيو، والتي شارك فيها كبديلا في الدقائق الأخيرة، معلنا عن تقمصه الألوان الوطنية رسميا وهو ما يعد حلم أي لاعب، وبالخصوص أن الأمر يتعلق بمنتخب "التانغو" الذي يحوز أبرز نجوم المستديرة.

زامباريني يطلب 60 مليون أورو نظير خدماته
ولم يكن لهذا التألق سوى نتيجة واحدة، وهي عودة أكبر الأندية الأوروبية للتهافت علىضمه، حيث أبدت أندية ميلان، مانشستر، تشيلزي و ريال مدريد رغبة جامحة في التعاقد مع النحيف، الذي سلب العقول بطريقة لعبه الفريدة من نوعها، ما جعل رئيس نادي باليرمو يرد على الأندية:"أظن أن 40 مليون أورو، لن تكفي حتى لشراء الحذاء الأيمن لباستوري"، وهي الرسالة التي يريد رئيس "نسور صقلية" توجيهيها للمهتمين به، على أن سعر باستوري أكبر من هذا الرقم، مشيرا في نفس الوقت أن المفاوضات مع أي نادي تبدأ بقيمة 50 مليون أورو كحد أدنى، وعن هذا المبلغ الخيالي في لاعب شاب قال زامباريني:" أعتقد أن مفاوضاتنا لبيع باستوري لأي فريق ستبدأ بـ 50 مليون أورو ، لا أعتقد أن مبلغ أقل من هذا سيغرينا ، باستوري من المواهب القليلة الموجودة في إيطاليا و يجب علينا أن نستغل الاهتمام الكبير باللاعب و إلا سنوصف بالإدارة الفاشلة"

أثرياء قطر يخطفونه من باليرمو للبياسجي
وبعد صراع الأندية الأوروبية الكبيرة على الظفر بصفقة النحيف، تمكن نادي باريس سان جرمان في الأخير من خطف باستوري بمبلغ 43 مليون أورو، متفوقا على نادي تشيلزي الإنجليزي، ليغلق القطريون ملاك البياسجي ملف الدولي الأرجنتيني، في   إطار سياستهم الجديدة بعد شراء أسهم النادي، والمتمثلة أساسا في الاستثمار على أعلى مستوى، ويعد تعاقد باستوري أول لبنات هذا الهدف.

وأضحى أغلى اللاعبين في تاريخ البطولة الفرنسية
وبعد نجاح أثرياء قطر في خطف النجم الواعد من أندية كبيرة على غرار تشيلزي الإنجليزي ونادي ميلان الإيطالي، كثر الحديث في فرنسا عن الوافد الجديد، حيث أخذت قيمته المالية الحيز الأكبر من حديث الفرنسيين ، باعتباره أغلى لاعب مر على تاريخ الكرة الفرنسية حينها، ما جعل الأضواء تسلط عليه بشكل رهيب، حيث أجزم الكثيرين أن قيمة تحويل باستوري كانت أكبر من الحديث عن أكبر ساسة فرنسا ، بل أكثر من زين الدين زيدان الذي جلب كأس العالم لبلاد "فولتير"، قبل أن يبدو هذا الأمر عاديا في القوت الحالي بعد قدوم إبراهيموفيتش وسيلفا للنادي الباريسي بما أنهم يتقاضان مبالغ أكبر من الفتى الأرجنتيني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشواره مع المنتخب
حاز على شرف تقمص ألوان التانغو والمستقبل لا يزال أمامه

بدأ خافيير باستوري رحلته مع المنتخب الأرجنتيني، أمام منتخب كتالونيا بالكامب نيو ورغم أن هذه المباراة لا تعترف بها الفيفا، إلا أنها بينت نية دييغو مارادونا آنذاك على أن باستوري لاعب دولي، وهو ما حصل بعدها حين إستدعاه مرة ثانية في المباراة الودية أمام ألمانيا والتي كانت أول مباراة دولية للاعب، بالرغم من عدم إقحامه خلالها.

مباراة كندا أول ظهور له مع المنتخب
كان أول ظهور لباستوري مع منتخب بلاده، يوم25 ماي 2010 أمام المنتخب الكندي،  حيث أشركه مارادونا في هذه المباراة، في إطار تحضير الفريق لمونديال جنوب افريقيا2010، وهو ما لا يدع مجالا للشك على أن الأسطورة الأرجنتينية يضع ثقة كاملة في الولد الشقي، هذه الفرصة التي لم يفوتها باستوري حيث أبلى البلاء الحسن في تلك المباراة خاصة وأن المناصب كانت غالية أياما قليلة قبل العرس العالمي.

استدعي لمونديال جنوب إفريقيا مبعدا زانيتي وكامبياسو
أدرج الفتى الأرجنتيني لقائمة المنتخب، المعنية بكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وهو ما يعتبر اعترافا ضمنيا  بإمكانات اللاعب ، في ظل حرمان لاعبين كبار من التواجد في القائمة على غرار كامبياسو وزانيتي لاعبي إنتير الإيطالي، وكانت أول بصمات اللاعب في المونديال أمام اليونان يوم 22 جوان2010 أين أقحمه مارادونا في الدقيقة 77، والتي فاز بها المنتخب الأرجنتيني في ذلك الوقت بنتيجة (2-0)، وفي 27 جوان شارك أيضا كبديلا في مباراة الأرجنتين أمام المكسيك والتي فازو بها (3-1)، ومن هنا أطلق عليه مارادونا كنية "الولد الشقي"، بالنظر لطريقة لعبه التي لا تعرف التوقف.

باتيستا سار في خط مارادونا ويستدعيه لكوبا أميركا
بعد إقصاء منتخب الأرجنتين في كأس العالم، تم إقالة دييغو مارادونا، وتعويضه بالمدرب سيرجيو باتيستا، هذا الأخير كان له نفس الرأي مع سابقه، حيث أستدعى باستوري مجددا لتشكيلة التانغو، في منافسة "كوبا أمريكا"2011، وبهذا يتأكد أن اللاعب يتم تحضيره للسنوات المقبلة كأحد الركائز التي سيعتمد عليها المنتخب الأرجنتيني مستقبلا، وعن هذه الثقة أكد باستوري أن طريقة عمل مدربه الجديد في المنتخب تختلف كليا عن طريقة مارادونا، وهو مستعد للتعامل مع كل الوضعيات، لأن هدفه الأسمى يبقى في اللعب أساسيا مع منتخب بلاده.

إجماع على أحقيته باللعب أساسيا
وفي نفس السياق احتدم الصراع وقتها في الأرجنتين، حول أحقية باستوري في التواجد بالتشكيلة الأساسية مع منتخب بلاده في تلك البطولة، حيث يجمع الأرجنتينيين أن مكان النحيف أساسيا لاغبار عليه، ويذهب الكثير منهم إلى أن إقصاء المنتخب في الدور ربع النهائي أمام الأوروغواي في "كوبا أمريكا"، كان بسبب خيارات باتيستا، والتي يأتي على رأسها عدم إقحام باستوري منذ الوهلة الأولى، حيث برز باستوري حينها بشكل لافت في الدقائق التي لعبها ،  من جهته يبقى اللاعب في الوقت الراهن محافظا على ثقته من هذه الناحية،  إذ كثيرا ما تكلم عن عامل الوقت الذي وحده يكفل له اللعب أساسيا رفقة ميسي وزملائه الآخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوجه الآخر للنجم الأرجنتيني
...خجول، منضبط، متواضع، مستواه يتأثر بالحالة الصحية لوالدته

يجمع الكثير ممن عاشروا خافيير باستوري أن  الانضباط كان أحد أسباب نجاحه، ولعل ما يفسر هذا الأمر تعامله باحترافية مع كل العروض الذي وصلته منذ أن كان مع نادي هيروكان الأرجنتيني، حيث أن أي لاعب يكون له جزء من إبداء رأيه في مستقبله، إلا أن اللاعب كان يخضع لقرارات وكيل أعماله ورؤساء الفرق التي لعب لها، وشهادة زامباريني رئيس نادي باليرمو وحدها تكفي حينما أثنى على النحيف ووصفه بمثال اللاعب المحترف، بينما يرى البعض الآخر إلى  أن عدم التحاق باستوري بالأندية الكبيرة في أوروبا مرده للخجل الكبير الذي يميز اللاعب، ما جعله يترك مستقبله محصورا بين رؤساء الأندية التي لعب لها.

متعلق كثير بوالدته ومستواه مرهون بصحتها
عاش خافيير باستوري طفولته بالقرب من والدته باتريسيا، حيث لا يكاد يفارقها رغم إعاقتها، ومع ذلك كانت له المرشدة الأولى من كرسيها المتحرك، حيث لعبت دوار كبيرا في وصول نجلها للنجومية، وهو الأمر الذي جعل وجودها لجانبه أينما ارتحل أمر مهما في حياته، ويرجع الكثير من متتبعي مسيرة اللاعب، أن المباريات التي يظهر فيها "إل فالكو" بوجه شاحب، يعود أساسا لتدهور الحالة الصحية لوالدته، سواء عندما كان في نادي باليرمو الإيطالي أو حاليا مع نادي باريس سان جرمان الفرنسي، وهذا ما يفسر تعلقه الشديد بها.

يصر على الرقم 27 لإرضائها
ولعل ما يفسر ملازمة اللاعب لوالدته، هو سيره مع رغبتها في كل شيء، حيث من بين الشروط للاعب في تعاقداته مع الأندية التي لعب لها لحد الآن، هو إصراره على الرقم 27 في قميصه، ويعود هذا الإصرار إلى أن هذا الرقم هو المفضل لدى والدته، ما جعله يحمل هذا الرقم في باليرمو سابقا و في البياسجي حاليا، وعن هذا الأمر قال باستوري أن رقم 27 هو ما يمكن تقديمه لأغلى الناس على حد وصفه.

يعشق إيطاليا ويتمنى العودة إليها
تنحدر أصول عائلة باستوري من فولفرا القريبة من مدينة تورينو في إيطاليا، فهو يحوز بذلك الجنسيتين الإيطالية والأرجنتينية، بالإضافة للعبه في نادي باليرمو ما جعل لؤلؤة التانغو يتعلق كثيرا بهذا البلد و الذي كان بوابته للنجومية ، وتبقى الطريقة التي استقبل بها النحيف في جزيرة صقلية عند إلتحاقه بنادي باليرمو محفورة في ذاكرته، ما جعله يحن باستمرار لعودته إليها، وهذا ما يعبر عنه كل ما سمحت له فرصة الحديث عن تجربته السابقة، والآن بتواجده بباريس يبقى جزء من خافيير موجود بجزيرة صقلية متمثلا في شقيقه الأصغر خوان الذي يتواجد بمركز تكوين نادي باليرمو، وقد عبر مؤخرا على أنه يتمنى العودة لإيطاليا كلاعب لان أجواء الكالتشيو افتقدها في البطولة الفرنسية بحسبه.

عشقه لصقليا جعله يختار شريكة حياته من هناك
وأمتد عشق باستوري لجزيرة صقلية إلى حياته الشخصية، حين اختار شريكة حياته من هناك، حيث يتواجد النحيف في علاقة مع كيارا بيكوني، البالغة من العمر 22سنة، والتي كانت تعمل مقدمة برامج في تلفزيون "راي2" الإيطالي، وبعد ارتباطها مع النجم الأرجنتيني تركت عملها على مستوى المحطة الإيطالية، لتنتقل مع زوجها إلى فرنسا، ولا تعترض كيارا على نجومية زوجها، حيث أكدت في وقت سابق أن خافيير هو شخصية عامة ولا يقلقها أبدا تعامل المعجبات معه، متمنية أن تكون باريس فأل خير على حياتهما الزوجية بما أنهما اختارا الاستقرار بالعاصمة الفرنسية.

مندهش لهندسة باريس ويصفها بالسحرية
وعن الأوقات التي يقضيها حاليا في عاصمة الأنوار باريس رفقة ناديه، يقول باستوري:" إنها مدينة سحرية، فهندسة باريس تبقى من عجائب ما رأيت، وأنا بصدد اكتشاف أشياء جديدة كل يوم بهذه المدينة الخارقة"، ولم يخف الولد الشقي إعجابه بالفرنسيين حين وصفهم بالمحبوبين، يأتي هذا بالنظر للأضواء التي سلطت عليه جراء التحاقه بنادي العاصمة، مادام أن باستوري يعد أحد النجوم التي مرت  على تاريخ الكرة الفرنسية.

يفتقد لموسيقى "لوكوارتيتو" بعيدا عن قرطبة
وعن الأشياء التي يفتقدها باستوري، منذ مغادرته لمدينة قرطبة الأرجنتينية، تحدث اللاعب عن افتقاده لموسيقى "لوكوارتيتو" التي تعبر عن ثقافة مدينته الأرجنتينية، ورغم أنه يأتي بأقراص مضغوطة من هناك لهذا النوع من الموسيقى، إلا أن الاستمتاع بها في قرطبة يحسسه بالانتماء لهذه المدينة، وهو ما جعل باستوري يشعر بالغربة نتيجة هذا الأمر على حد وصفه، بينما الأمور تسير بشكل جيد فيما يخص الأشياء الأخرى وعلى رأسها عائلته التي ترافقه أينما حل وأينما ارتحل كما ذكرنا سابقا.

إلى جانب كرة السلة يهوى السينما ومتعلق بألعاب الفيديو
وتبقى كرة السلة رياضة يعشقها باستوري، وجاء هذا العشق بعد ممارستها المدرسة بالأرجنتين، ولعب طول قامته دورا كبيرا في تعلقه بهذه الرياضة الذي كان نجمها بين أقرانه في تلك الفترة، وما يبرز ذلك يعتبر الآن من أكبر متتبعي دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، حيث يستمتع كثيرا بمشاهدة لقاءاته، وعن هواياته الأخرى يقول خافيير أنه من هواة السينيما حيث لا يفوت الفرصة كلما سنحت الفرصة لذلك، ولألعاب الفيديو نصيب من عشق لؤلؤة التانغو حيث يعد من نجوم لعبة "البليستايشن" العالمية على حد قوله.

ميسي أصبح مناصرا البياسجي من أجل باستوري
ويعد ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، أحد أصدقاء باستوري المقربين من بين نجوم المستديرة في العالم، حيث لا يكادا يفترقا عن بعض خلال تجمعات المنتخب الأرجنتيني خاصة، وفي هذا الشأن لا تخلو تصريحات اللاعبين من عبارات المدح لبعضهما البعض، حيث يصر باستوري على أنه يوجد "ليو" واحد في العالم، ومن الصعب العثور على لاعب بمواصفاته في المستقبل القريب على الأقل، مشيدا في نفس الوقت بأخلاقه الكبيرة، والاعتزاز بصداقته، بينما ذهب ميسي إلى أبعد من ذلك، حين أصبح مناصرا وفيا لفريق باريس سان جرمان الفرنسي  الذي يحمل باستوري ألوانه، حيث قال ميسي في هذا السياق أن البياسجي ستصل إلى المجد عن طريق نجمها الأول خافيير باستوري.

مثله الأعلى كاكا ومعجب بالأمير"إنزو"
ويعد ريكاردو كاكا المثل الأعلى لباستوري، حيث يحاول تقليده في كل الأشياء التي يفعلها لاعب ريال مدريد، وقد ذهب به الحد إلى وصفه باللاعب المكتمل في كرة القدم، وعن الذين يشبهون طريقة لعبه بكاكا فقد وصفهم باستوري بالمجانين، حيث أكد أن وصوله لمستوى النجم البرازيلي ليس بالأمر السهل ويلزمه الكثير من العمل والتضحيات، كما نال الأروغوياني إنزو فرانشيسكولي نصيب من إعجاب باستوري حيث يعتبره من خيرة لاعبي المعمورة في القرن الماضي، ويتمتع كثيرا بمشاهدته.

يحتفظ بصورته مع ريكلمي كأحسن ذكرى
ويبقى خوان ريكلمي من أنباء جلدته كأحد اللاعبين المفضلين لباستوري، ولم يفوت فرصة إجرائه للاختبار مع نادي فياريال الإسباني في سن الخامسة عشر، إلا واقترب من نجم النادي الإسباني آنذاك، أين أخذ صورة معه، والتي يعتبرها كنزا لا يجب التفريط فيه على حد وصفه، وبالرغم من رفضه من طرف فياريال في ذلك الوقت، إلا أن باستوري لم يعر لتلك اللحظة اهتماما، ما دام أنه تحصل على شرف رؤية ريكلمي عن قرب، الذي طالما حلم بالالتقاء به، وهذا ما يدل على المكانة الكبيرة التي يحضى بها ريكلمي في قلب باستوري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انطلاقته الحقيقية أعلنها هذا الموسم
الباريسيون يعلقون آمالهم على باستوري لإعادة أمجاد الماضي

رغم المستوى المتذبذب الذي قدمه باستوري في بداياته مع النادي الفرنسي، إلا أنه تدراك ذلك مباشرة منذ قدوم  المدرب كارلو أنشيلوتي سيما مع بداية هذا الموسم أين يبهر باستوري جميع المتتبعين بالتغير الجذري في أدائه ، ما جعل  أمال الباريسيين معلقة عليه بشكل كبير لصنع تاريخ جديد مع البياسجي، خاصة أنه لا يعد النجم الأوحد في النادي الباريسي حاليا، مادام أن نادي العاصمة أضحى يحوز نجوم بقيمة  إبراهيموفيتش، سيلفا، لافيتزي وفيراتي ما سيجعل الثقة تعود والضغط يقل على نجم باريس القادم.

الضغط الإعلامي أثر سلبا على باستوري في بداياته
لم تكن الأمور سهلة على الفرنسيين في تجرع القيمة التي حول بها باستوري لنادي العاصمة، حيث عاش خافيير باستوري ضغطا رهيبا من الصحافة الفرنسية في بادياته بالعاصمة باريس، التي لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا ودونت ملاحظاتها عليها فيما يخص القيمة المالية بصفة خاصة، وهو ما أثر على مشوار "النحيف" في مسيرته مع البياسجي في الوقت السابق، وهذا ما دعمه البرازيلي نيني في أحد تصريحاته، حيث أكد أن باستوري كان تحت صفيح ساخن ما جعله يطالب بتخفيف الضغوط على  زميله من أجل مصلحة الفريق خصوصا والكرة الفرنسية عموما.

مدربه السابق كومبواري لم يستغله جيدا
من جهة أخرى لم تكن الأمور على ما يرام في أول بدايات باستوري مع "البياسجي" ، حيث كثيرا ما انتقد طريقة عمل مدربه الأسبق أنطوان كومبواري، ويعود سبب ذلك بحسبه أنه أصبح مكبلا نتيجة التكتيك الذي ينتهجه مدربه، وهو ما جعله يفجر القضية عبر وسائل الإعلام المختلفة، أين عبر عن استيائه من تواجده بالنادي الفرنسي، بل ذهب لأبعد من ذلك حين أشار لإمكانية عودته لإيطاليا، وهو ما فتح للتلاسن عبر صفحات الجرائد بينه وبين كومبواري، غير ان رحيل هذا المدرب جعل الأمور تأخذ منحى بعد ذلك في ظل حاجة اللاعب الواعد لمدرب يستغله جيدا فوق الميدان.

تحرر بمجيء أنشيلوتي رغم تغيير منصبه
وبعد إقالة المدرب السابق كومبواري أواخر العام الماضي، تعاقدت إدارة باريس سان جرمان مع التقني الإيطالي كارلو أنشيلوتي مطلع العام الجاري، فكان صدى هذا التعاقد إيجابيا في نفسية الفتى الأرجنتيني، حيث عبر عن سعادته البالغة بالعمل تحت لواء مدربا كبيرا بحجم أنشيلوتي، وهو ما بدأ يتجدس تدريجيا من خلال التحسن الملحوظ على أدائه ومساهمته في احتلال المركز الثاني الموسم الماضي، هذه الوضعية جعلته يدخل هذا الموسم الجديد بقوة من خلال بروزه في النتئاج التي يحققها "البياسجي" مؤخرا، ولم يشكل تغيير منصبه باللعب وراء إبراهيموفيش أي إشكال في إبداع اللاعب من خلال تمريراته الحاسمة  أو أهدافه الجميلة والتي كان أخرها الهدف العالمي الذي وقعه في مرمى تولوز.

طموح نادي العاصمة تحديه المقبل
وأمام الطموحات الكبيرة التي يعيش عليها محيط نادي باريس سان جرمان هذا الموسم، خاصة بعد سلسلة التعاقدات الكبيرة التي حققها أثرياء قطر، لا يشذ باستوري عن القاعدة ، حيث يسير في منهج محيط النادي من إدارة وأنصار على رفع راية البياسجي عاليا سيما على المستوى الأوروبي، وفي هذا الإطار أكد "إل فالكو" أن النادي الباريسي يملك كل المقومات لتحقيق أشياء جميلة في رابطة الأبطال، وتبقى مباراة دينامو كييف الأخيرة والمستوى الذي قدمه باستوري يجيب عن كل الأمنيات التي يطلقها كل مرة حول إصراره على التألق في سماء الكرة الأوروبية.

سيشكل ثنائيا مرعبا رفقة إبراهيموفيتش
من جهة أخرى لم ينتظر خافيير باستوري كثيرا ليندمج مع النسخة الجديدة من فريقه، بعد قدوم الأسماء الرنانة التي أضحت تحمل قميص النادي الباريسي في الموسم الجاري، والتي يأتي في مقدمتها دون شك النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، حيث يسير "النحيف" لتشكيل ثنائي مرعب في وجه الخصوم رفقة نجم ميلان السابق، إذ بالرغم من قصر المدة التي لعبا فيها سوية غير أن المتتبع لمباريات نادي العاصمة لحد الآن يدرك التفاهم الكبير بين اللاعبين من خلال نجاح "إبرا" في تحويل كل التمريرات التي يمده بها باستوري إلى فرص خطيرة على دفاعات المنافسين، كل هذا ينبئ ببروزهما بشكل لافت هذا الموسم سواء في البطولة المحلية أو في أغلى الكؤوس الأوروبية بما أنهما مكملان لبعضها على صعيد العمل الهجومي..

ــــــــــــــــــــــــ
البطاقة الفنية:

الاسم الكامل : خافيير ماتياس باستوري
تاريخ الازدياد : 20 جوان 1989
المكان: قرطبة الأرجنتين
الجنسية: أرجنتينية وإيطالية
النادي الحالي: باريس سان جرمان الفرنسي
رقم القميص :27
النادي السابق: باليرمو الإيطالي
ألقابه: النحيف، الولد الشقي

كلمات دلالية : باستوري

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال