غيرد مولر ... أسطورة الألمان التي أبهرت في كل الأزمان

لقب بـ "البومبر" و"المدفعجي"، لم يكن موهوبا ولا أنيقا لكنه كان فعالا أمام المرمى، ويبقى من بين أفضل الهدافين في تاريخ الساحرة المستديرة، إذ كان يقلب مجريات اللعب في ثوان ...

غيرد مولر
نشرت : الهدّاف الاثنين 07 أغسطس 2017 10:00

يسجل من مختلف الوضعيات، بالرأس بالقدمين بالبطن بالصدر والركبتين في كل مكان وزمان، المهم بالنسبة لهذا الهداف هو هز الشباك ولا شيء غير ذلك، هو ببساطة غيرد مولر مهاجم بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا الأسطوري، الذي سنحاول في هذا البورتري الوقوف عند أبرز محطات مسيرته بداية من نعومة أظافره وإلى غاية اعتزاله اللعب بشكل نهائي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محيطه العائلي والاجتماعي أخر بزوغ نجمه

3 نوفمبر 1945... ألمانيا تشهد ميلاد موهبة فذة

ولد غيرد مولر في 3 نوفمبر 1945 بإحدى المدن الصغيرة في مقاطعة "بافاريا" لعائلة من الطبقة العاملة، اكتشف كرة القدم وهو في سن 11، وبدأ مباشرة في مركز قلب هجوم، ولم يبق طويلا حتى لاحظه كشافو بايرن ميونيخ الذين قرروا فورا ضمه إلى فريق الأشبال وهو في سن السابعة عشرة، وفي هذه الفئة تمكن من تسجيل 22 هدفا في مباراة واحدة، وهو ما جعل مدرب الفريق الأول يستدعيه للتشكيلة عام 1964، ليبدأ بذلك مولر مسيرته الاحترافية التي أصبحت بعد انتهائها مثالا يحتذى به من لاعبي الجيل الحالي.

طريقه كانت عسيرة وإصراره جعله يكمل المسيرة

كغيره من نجوم اللعبة، كانت طريق مولر نحو النجومية والشهرة والمجد عسيرة جدا، فلا المحيط العائلي الذي كان ينتمي إليه اللاعب ساعده على بدء ممارسة اللعبة التي أحبها منذ صغره بشكل جيد، ولا محيطه الاجتماعي كان أرضا خصبة للفتى الألماني، بعد أن عانى من سخرية الجميع عندما كان يفاخر بنفسه ويجاهر برغبته في أن يصبح لاعب كرة ذات يوم، ورغم كل المعيقات إلا أنه أظهر معالم اللاعب المثالي، وصنع من لاشيء قصة مجد تدرس الآن في كبرى الأكاديميات الكروية لكرة القدم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مولر يفتح لنفسه أبواب النجومية ويلتحق بالكتيبة "البافارية"

ابتسم القدر مبكرا لـ مولر عندما بدأ مشواره الكروي في سن 11 بمسقط رأسه بمدينة "نوردلينغن"، التي لا تبعد عن "ميونيخ" سوى ساعة ونصف بالسيارة، وببلوغه سن 17 تدرج في جميع الفئات العمرية لناديه، وخلال موسم (1962 ـ 1963) سجل لفريقه حصة هائلة بلغت 180 أهداف، وفتح فريقه المحلي له أبواب عديدة، واختار في النهاية طرق باب "البافاري" عندما اتخذ قرارا بالانتقال إلى العملاق الألماني سنة 1964 كبداية حقيقية وفعلية، أين كتب تاريخا لم يمح إلى غاية يومنا هذا.

مدربه كاجكوفسكي سخر منه ونصحه برياضة حمل الأثقال !

التحق مولر سنة 1964 بنادي بايرن ميونيخ الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية وقتئذ، وكان مدرب الفريق زلاتكو تشيك كاجكوفسكي يسخر منه ويقول: "ماذا عساي أفعل برباع في فريقي؟" وبالفعل، كان مولر يبدو كحامل أثقال من أوروبا الشرقية بالنظر لضخامة الجزء العلوي من جسده وقصر ساقيه، بالإضافة إلى فخذيه الممتلئتين، وكان مضطرا أيضا إلى عدم الالتفاف إلى انتقادات مدربه زلاتكو الذي كاد يحرمنا من موهبة مولر، وهو يقول له: "لن تصل بعيدا في لعب كرة القدم، من الأفضل لك أن تتوجه إلى عمل آخر" ولحسن حظه أن زلاتكو كان مخطئا لأن ألمانيا لم تعرف هدافا مثله، فقاد البايرن بعدها للعالمية وكان صاحب هدف فوز بلاده بمونديال 1974.

"البومبر" يسجل أول ثنائية في أول مشاركة أساسية

لم يقم كاجكوفسكي طيلة عشر مباريات على مقاعد الاحتياط بتغيير نظرته إلى مهاجمه الشاب، إلى أن أقحمه في التشكيلة الأساسية خلال المباراة الحادية عشرة بإيعاز من فيلهيلم نويديكر الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ، الذي كان يعمل مقاولا في مجال البناء، ولم يكن مولر ينتظر أكثر من ذلك، حيث تمكن في بدايته الأولى بالبطولة الإقليمية في أكتوبر 1964 من هز شباك نادي فرايبورغ مرتين، وكانت تلك أول ثنائية في مشواره الكروي على مستوى الكرة العالمية، ومنذ ذلك الوقت أصبح مدربه كاجكوفسكي يناديه بلقب "مولر القصير البدين".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الغيرد" يعيد "البافاري" لتسيد أوروبا

 1965... المهاجم الألماني يمهد لظهور البايرن التاريخي

شق المهاجم الأسطوري لـ "المانشافت" بعدها طريقه نحو النجومية بشكل سلس، وذاق في سنة 1965 طعم الألقاب المحلية مع البايرن رفقة جيل تاريخي يتقدمه الأسطورة فرانز بيكنباور والحارس سيب مايير، حيث فاز بكأس ألمانيا وأنهى الموسم كثالث ترتيب الدوري، وحقق بعدها هذا الإنجاز في أعوام 1967 و1969 و1971، مما مهد لظهور البايرن التاريخي في الأعوام المقبلة التي عرفت سيطرة النادي على الألقاب المحلية، ومهد أيضا للظفر بالكؤوس الأوروبية التي حرم الفريق من المشاركة فيها حتى قبل قدوم المهاجم الأسطوري.

جيل مولر وبيكنباور يحتكر الدوري والألقاب الأوروبية

موسم واحد بعدها، عاد مولر ليترك بصمته في مسابقة الدوري الألماني وقاد "البافاري" لترك بصمته هو الآخر، عندما توج بأول لقب لـ "البوندسليغا" في مسيرته الكروية، وحدث ذلك بالضبط سنة 1969، وفرط فيه خلال السنة التي بعدها، قبل أن يعود النادي بقوة ويفوز بالدوري في 3 سنوات متتالية 1972، 1973، 1974 وفاز النادي أيضا بثلاث ألقاب أوروبية في 1974 و1975 و1976، واستكمل بعدها البايرن تحفته بلقب كأس القارات سنة 1961، ولم يكن بمقدوره الوصول إلى كل هذا لولا فضل مولر الذي ساهم بفضل أهدافه الغزيرة في إنجاح هذه المهمة.

بعد الألقاب الجماعية... مولر ينفجر بأرقام قياسية

لم يترك مولر النجاحات لفريقه بايرن ميونيخ دون أن يدون اسمه أيضا في قائمة الأرقام القياسية، ففي سنة 1972 احتفل غيرد برقم لم يسبقه أحد من لاعبي كرة القدم منذ نشأتها، حيث سجل 42 هدفا بقميص بايرن ميونيخ في الدوري الألماني و7 أهداف في مسابقة الكأس و11 هدفا في مسابقة دوري أبطال أوروبا، و12 هدفا في مسابقة كأس الرابطة و13 هدف مع ألمانيا، وحقق هذا الكم الهائل من الأهداف في 60 مباراة فقط، بمعنى أن معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة قد فاق 1.4 هدفا، وظل هذا الرقم صامدا إلى غاية 2012 عندما تكفل ليونيل ميسي بتحطيمه.

607 مباريات و566 هدفا حصيلة مولر في 14 سنة

لم تتوقف الآلة الهجومية لـ مولر عن الدوران إلا عند رحيله عن النادي "البافاري"، ولم يستطع بعض اللاعبين ممن حملوا قميص العملاق الألماني من مجابهة الأرقام التي حققها خلال 607 مباريات لعبها في جميع المسابقات مع النادي بين 1965 و1979، حيث سجل فيها  566 هدفا، وحقق غيرد مع بايرن ميونيخ أربعة ألقاب في الدوري ومثلها من الكأس المحلية، أما على الصعيد القاري، فقد ساهم مولر في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات مع البايرن، ولقب كأس الاتحاد الأوروبي مرة واحدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اختار الرحيل بعد حقبة تاريخية ومشوار طويل

بال سيرن يكتب نهاية مسيرة غيرد مع البافاري

في عام 1979 أصبح مولر خارج حسابات بال سيرن مدرب بايرن ميونيخ آنذاك، فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية رفقة زوجته وابنته، والتحق بصفوف فريق فورت لودردال سترايكرز الذي كان يلعب في دوري أمريكا الشمالية للمحترفين، وخاض معه 80 مباراة ثم تركه وأنهى مسيرته مع سميث براذرز لاونغ، وعاد إلى ألمانيا وأقيمت له مباراة تكريم سنة 1983 حضرها 50 ألف متفرج، لعب الشوط الأول بقميص بايرن ميونيخ ثم ارتدى قميص المنتخب في الشوط الثاني دون أن يحرز أي هدف.

"المدفعجي" يفشل في مهمته الجديدة وتجربته توصف بالفاشلة

وصفت تجربة الهداف التاريخي لـ "الماكينات" بالفاشلة، فبعد أن كان منتظرا بقوة لكي يدون اسمه بأحرف من ذهب في سجل دوري أمريكا الشمالية، إلا أن ذلك لا يمنعنا من القول إن اسم "البومبر" لا يزال إلى الآن علامة مسجلة في عالم صناعة الأهداف، حيث لم يستطع أحد حتى الاقتراب من أحد أرقامه القياسية، وكان مهاجم نادي بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني قد تمكن من تسجيل 365 هدفا في 427 مباراة لعبها في الدوري الألماني الممتاز، وهو معدل من المستبعد أن يصل إليه أي لاعب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مشواره مع المنتخب

"الرباع" صنع العجب طيلة مشواره مع المنتخب

مولر يفرض نفسه مع "المانشافت" كركيزة في فترة وجيزة

لم يختف النجاح الذي حققه غيرد مولر مع البايرن، فسرعان ما انتقل إلى المنتخب الألماني، ولم تكن سوى مسألة وقت حتى فرض ماكينة الأهداف الألمانية نفسه على مدرب "المانشافت" هيلموت شون، الذي لم يجد بدا من استدعائه للمنتخب الألماني نظرا لعروضه القوية، وكانت مشاركته الأولى سنة 1966 ضمن التشكيلة الأساسية للفريق ناجحة بكل المقاييس، حيث انتهت بالفوز خارج الميدان على المنتخب التركي بهدفين نظيفين، أين قدم نفسه كمهاجم أول للمنتخب، وحامل آمال الألمان للفوز بلقب كأسي العالم وأوروبا في الفترة المقبلة.

سنة 1972... غيرد يقود "الماكينات" للقب كأس أوروبا

وخلال نهائيات كأس العالم التي احتضنتها المكسيك سنة 1970 ضرب غيرد مجددا وبقوة، حيث استحق لقب هداف الدورة بعد توقيعه عشرة أهداف كاملة، كما شكل رفقة أوفي سيلر ثنائيا هجوميا ناجحا، وانتظر بعدها سنتين ليذوق طعم النجاح الجماعي، عندما احتفل مع منتخب ألمانيا بلقب بطولة أوروبا سنة 1972 بعد الفوز في المباراة النهائية على الاتحاد السوفياتي، حيث اهتز مرمى هذا الأخير على يد مولر عندما سجل في نهائي المسابقة هدفين حسم بهما أمر اللقب الأوروبي لمصلحة ألمانيا، ونال مولر في تلك البطولة لقب الهداف بأربعة أهداف.

نهائي كأس العالم يحسم بأقدام "المخيف" أمام "هولندا كرويف"

وكان نهائي كأس العالم بـ ألمانيا سنة 1974 الذي وضع منتخب ألمانيا بنجومه الكبار أمام منتخب الكرة الشاملة بقيادة يوهان كرويف وجها لوجه، فرصة مواتية ليخط غيرد أجمل السطور في تاريخ الكرة العالمية، بتسجيل هدفه الشهير في الدقيقة 43 من المباراة على أرض ملعب "ميونيخ" الأولمبي والذي منح "الماكينات" اللقب العالمي، وتمكن من رفع الكأس وسجل في تلك البطولة أربعة أهداف أيضا، أهمها وأغلاها على الإطلاق هدف الفوز على "الطواحين" في النهائي المثير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الهداف" يكتب نهاية المسيرة في سن مبكرة

مولر يعتزل اللعب الدولي بسبب مكافآت الفوز باللقب العالمي

وبعد أن أصبح بطل العالم سنة 1974 وهو في سن 28، أعلن مولر اعتزاله اللعب دوليا، وتقول بعض الشائعات إن السبب يعود لعدم دعوة زوجات اللاعبين لحضور الحفل الذي أقامه الاتحاد الألماني لكرة القدم إثر الفوز بالكأس، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك، حيث قال مولر: "لقد أخبرت المدرب شون عن اعتزالي قبل النهائي بثلاثة أيام، لكنه طلب مني ألا أخبر أحدا عن الأمر إلى ما بعد المباراة النهائية، وهذا كل شيء لا أكثر ولا أقل" أما السبب الحقيقي وراء ذلك فهو مكافآت الفوز باللقب العالمي التي قال عنها مولر إنها مضحكة.

62 مباراة دولية و68 هدفا ... رقم لم يحطمه سوى كلوزه

كتب مولر بقرار اعتزاله الكرة نهاية أجمل روايات اللاعبين الألمان مع منتخب بلادهم، بعدما خاض 62 مباراة دولية مع المنتخب وأصاب الشباك فيها 68 مرة، وهو الرقم الذي كسره ميروسلاف كلوزه في كأس العالم بـ البرازيل بعدما سجل 71 هدفا في 137 مباراة دولية قبل اعتزاله اللعب كرة القدم، بالإضافة إلى عدة أرقام أخرى أبرزها تسجيله 14 هدفا في نهائيات كأس العالم، إذ ظل يتربع بها طويلا على عرش هدافي البطولة، حتى تفوق عليه "الظاهرة" رونالدو بتسجيله هدفه الشخصي رقم 15 في مرمى غانا في نهائيات ألمانيا 2006، وبعده كلوزه الذي حطم كلا الرقمين خلال مشاركته في كأس العالم 2014 بـ البرازيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجانب الآخر من حياة غيرد مولر

فضل التفرع لحياته العائلية

مولر يقرر الاستقرار بـ أمريكا بعد الاعتزال

انتهت مسيرة مولر مع فريقه الأمريكي سميث براذرز لاونغ، وبما أنه قرر البقاء نهائيا في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد باع كل ممتلكاته بمدينة "ميونيخ" وابتعد عن دائرة الأضواء لسنوات طويلة، خاصة أن كرة القدم في أمريكا لم تكن تحظى بشعبية كبيرة، وهو ما أثر كثيرا على الأسطورة الألمانية الذي  اشتد عليه الحنين إلى الديار، فعاد في أفريل 1984 مع أسرته إلى "ميونيخ" حيث الأصدقاء القدامى، ولكن هذا لم يكن كافيا من أجل أن يعيش حياة النجومية والأضواء التي ألفها عندما كان في بايرن ميونيخ.

حياة الظل والحرمان تجره نحو الإدمان

مر مولر بأزمة حادة، حيث لم يستوعب انتقاله من قمة النجومية إلى حياة الظل ولم يعرف ما عليه فعله، فبعد أن كان يقضي ساعات مع المعجبين ويلعب كرة القدم مع المشاهير، صار يبدد معظم وقته أمام شاشة التلفاز وفي الشجار مع زوجته، وزاد إدمانه على الكحول من حدة وضعه كما أقر بنفسه بتدمير حياته بسبب الإدمان، ولكنه كان محظوظا، إذ ساعده أصدقاؤه في بايرن ميونيخ وخصوصا أولي هونيس على الوقوف مجددا على قدميه، وبعد قضائه أربعة أسابيع ناجحة بمدينة غارميش بارتنكيرشن للعلاج من الإدمان بدأ مولر يستعيد عافيته شيئا فشيئا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كمكافأة له على صنيعه كلاعب

البايرن ينقذ مولر ''الغريق'' ويمنحه منصبا في الفريق

وبعد تماثله للشفاء بشكل تام من إدمانه على الكحول، وقع "البومبر" عقدا مع نادي بايرن ميونيخ العريق سنة 1992، وكانت مهمته هي البحث عن رعاة جدد وكذلك التنقيب على المواهب الجديدة، بالإضافة إلى المشاركة في تدريب المهاجمين وحراس المرمى، وتحمل بعد ذلك مهمة تدريب فريق الشباب ثم صار مدربا مساعدا للفريق الأول، ونال سنة 1992 شهادة التدريب ودرب منذ موسم (1995 ـ 1996) فريق بايرن ميونيخ للهواة في الدوري الإقليمي الألماني، ولخص بذلك قصة وفاء دامت لعقود طويلة من الزمن رفض فيها الانتقال إلى الأندية الأوروبية الكبيرة رغم أنها كانت تتهافت عليه بشكل جنوني.

مسيرته التدريبية لم تزدهر وحلمه بتدريب الفريق الأول يتبخر

لم ترق مسيرة مولر التدريبية إلى نفس النجاح الذي عرفه عندما كان لاعبا، فبعد أن حدد هدفا رئيسا بتدريب "البافاري"، وجد غيرد نفسه يصارع من أجل إنجاح مهمته مع الفريق الرديف لـ البايرن، واستسلم للأمر الواقع بعد أن امتنعت إدارة "ميونيخ" عن التقدم بعرض له من أجل تدريب الفريق الأول، وواصل مهمته كمدرب للفريق الرديف، قبل أن يقرر الابتعاد عن كرة القدم بشكل نهائي ورفض استلام مناصب إدارية في النادي، مثلما هو الحال مع صديقه أولي هوس رئيس النادي "البافاري".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرضه العضال أصاب ألمانيا بصدمة كبيرة

"الزهايمر" ينال من مولر في 69 من العمر

أصيبت الأوساط الكروية الألمانية بصدمة كبيرة بعد أن أعلنت وسائل الإعلام الألمانية إصابة غيرد مولر أسطورة الكرة الألمانية صاحب 71 سنة بمرض "الزهايمر" خلال سنة 2015، وأكد النادي "البافاري" هذا النبأ عبر مؤتمر صحفي عقده في 06 أكتوبر 2015، وكشف عن تحول جذري في حياة الأسطورة الشخصية، عندما أكد أنه يخضع لرعاية خاصة في دار لرعاية المسنين بعيدا عن عائلته من أجل البقاء تحت الرعاية الطبية، مع السماح لزوجته وعائلته بزيارته.

آفة النسيان لم تحرم غيرد من أصدقائه  

لم يكن خبر إصابة مولر بـ "الزهايمر" أو مرض "النسيان" جديدا بالنسبة لإدارة النادي "البافاري"، بل حتى إنها تعرف أنه في مرحلة متقدمة من المرض، إذ أصبح كثير النسيان ولا يتذكر الكثير من أمور حياته، وهو تماما ما تحدث عنه هيرمان غيرلاند مساعد مدرب نادي بايرن ميونيخ وصديق مولر المقرب، ورغم دخوله في عامه الثاني مع المرض إلى أنه لا يزال يتذكر بعض الأشخاص، وهو ما كشفه غيرلاند عندما قام بزيارته، إذ قال في أحد التصريحات الصحفية: "عندما زرت مولر مؤخرا، تذكرني وعندما أبلغته تحيات خاصة من لاعبيه السابقين، مثل توماس مولر ودافيد ألابا وباستيان شفاينشتايغر أجهش بالبكاء".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غيرد يحطم خرافة الرقم 13 المشؤوم

يعتبر الرقم 13 رقما مشؤوما ويثير خوفا دائما عند الغرب بشكل غير مرتبط بالحقيقية، فأي شيء متصل بشيء واحد وهو الرقم 13 يثير رهبة الكثيرين ممن يرفضون أن يرتبطوا بهذا الرقم بأي شكل، ويتجنبون كل ما يخصه سواء كان رقم المنزل أو غرفة الفندق وبالطبع رقم القميص، حتى ظهر لاعب ألماني جديد يرتدي رقم 13 في نهائي كأس العالم 1974 هو غيرد مولر الأسطورة الألمانية الذي توج بطلا لكأس العالم، وسجل هدف الفوز أمام هولندا في النهائي (2 ـ 1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الهداف الدولي" تنبش في سبب إصابة مولر بـ "الزهايمر"

دراسة حديثة تؤكد خطورة الضربات الرأسية على دماغ اللاعب

يعتبر الأسطورة مولر وزميله رودي أساور من أشهر اللاعبين الألمان الذين أصيبوا بمرض الخرف في خريف عمرهم، وفي حال قمنا بدراسة السيرة الذاتية لكل لاعب، فإننا نستخرج أوجه تشابه عديدة أهما أن كلا اللاعبين كانا هدافين ممتازين بضربات الرأس، وهو الأمر الذي تسبب في معاناتهما من هذا المرض، حيث تؤكد دراسة حديثة أن لـ "الزهايمر" علاقة بكرة القدم وهي لا تقل خطورة عن رياضة الملاكمة بالنسبة للدماغ، إذ توصلت ذات الدراسة إلى وجود مؤشرات على أضرار بالمخ، ويكون هذا ناتجا على لعب الكرة بالرأس وكذلك الاصطدام بلاعبين آخرين في الملعب، والدراسة المحدودة هي الأولى من نوعها وشملت تشريح جثامين ستة أشخاص توفوا وهم يعانون من الخرف بعد مسيرة طويلة في ملاعب كرة القدم، وكان جميعهم ماهرين في لعب الكرة بالرأس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالوا عن غيرد مولر

أوباميونغ: "مجرد معرفة أنه سجل 40 هدفا في موسم واحد تجعلك تعجب به"

قد تقتصر معرفة المهاجم الغابوني المتألق بيار إيمريك أوباميونغ بأسطورة كرة القدم الألماني غيرد مولر على المعلومات التي يستقيها من شبكة الأنترنت، ولكن نجم بوروسيا دورتموند أصبح أكثر اهتماما بالنجم الألماني السابق بعد معرفته برقمه القياسي في عدد الأهداف المسجلة، والمقدرة بـ 40 هدفا في الموسم الواحد بمسابقة "البوندسليغا"، وقال "أوبا" عن معرفته بـ مولر: "لم أشاهد مباراة كاملة له، بل فقط بعض المقاطع المصورة على موقع يوتوب، ولكن بمجرد معرفة أنه سجل 40 هدفا في موسم واحد في الدوري الألماني، فهذا يجعلك تأخذ نظرة إعجاب عنه".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توماس مولر: "عشقي لـ غيرد ليس بسبب الكرة فقط بل لطباعه الحميدة"

أكد توماس مولر مهاجم بايرن ميونيخ أن التشابه في أسماء العائلة دفعه لعشق كرة القدم، وتحدث مولر "الصغير" عن التأثير الذي تركه "الكبير" في نفسيته ليصبح لاعب كرة، وقال: "غيرد هو مثلي الأعلى، وعندما كنت لاعبا في فريق الهواة تعرفت عليه جيدا، وكنت معجبا به كثيرا، ومنذ البداية قدم لي نصائح مهمة تتعلق بأسلوب لعب المهاجم في منطقة الجزاء" وأضاف: "أنا ممتن لما قدمه لي، لم يكن تميز غيرد مولر في عالم الكرة هو الدافع الوحيد ليكون مثال توماس مولر الأعلى، بل لطباعه الحميدة" واختتم عنه: "هو أعظم رجل قابلته في حياتي، فرغم إنجازاته التاريخية في عالم كرة القدم الألمانية، إلا أنه متواضع وطيب القلب جدا".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليفاندوفسكي: "يستحيل أن يكرر أحد ما قام به مولر"

أطنب روبيرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ هو الآخر في الإشادة بـ الأسطورة الألمانية، وتحدث عن الإنجازات الخالدة التي تركها في الدوري الألماني، وقال: "تكرار ما قدمه مولر وما سجله من أهداف في البوندسليغا سيكون غاية في الصعوبة، فقبل 20 أو 30 سنة ربما كان الأمر مختلفا بعض الشيء، لكن 40 هدفا في هذا الزمن في موسم واحد وحوالي 60 هدفا في كل المسابقات مستحيل أن يتكرر" وأضاف: "ربما كان من الممكن لو كان لدينا 38 مباراة، ولكن مع 34 مباراة فالأمر مستحيل تقريبا، لكن مع ذلك سأحاول الوصول لرقمه".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البطاقة الفنية

الاسم: غيرد

اللقب: مولر

تاريخ ومكان الميلاد: 3 نوفمبر 1945 بـ "نوردلينغن"

الرقم: 13

المنتخب: ألمانيا

المنصب: رأس حربة

الأندية: بايرن ميونيخ

ألقابه: مع الأندية (بايرن ميونيخ): لقب الدوري الألماني 1969 و1972 و1973 و1974، المركز الثاني في ترتيب الدوري الألماني 1970 و1971، كأس ألمانيا 1966 و1967 و1969 و1971، لقب دوري أبطال أوروبا 1974 و1975 و1976، كأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس 1967، كأس العالم للأندية 1976.

مع المنتخب: بطل العالم 1974، ثالث مونديال 1970، بطل أوروبا 1972.

أرقام وإحصائيات عن مسيرة اللاعب

ـ أفضل لاعب في أوروبا لعام 1970، أفضل لاعب ألماني في 1967 و1969، أفضل لاعب في آخر 40 عاما بـ "البوندسليغا"، "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في أوروبا عامي 1970 و1972، الحذاء الذهبي في "البوندسليغا" 7 مرات (1967، 1969، 1970، 1972، 1973، 1974، 1978)، "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في كأس العالم 1970، "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في كأس أمم أوروبا سنة 1970، "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في دوري أبطال أوروبا 4 مرات (1973، 1974، 1975، 1977)، اختياره ضمن قائمة أفضل 100 لاعب في تاريخ كرة القدم، أفضل لاعب في بطولة كأس أمم أوروبا عام 1972، حصل على جائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في العالم عام 1970، حصل على جائزة "الكرة الفضية" كثاني أفضل لاعب في العالم 1972، جائزة "الكرة البرونزية" كثالث أفضل لاعب في العالم 1973، تم اختياره 4 مرات ضمن أفضل فريق في أوروبا والعالم، سجل 68 هدفا في 62 مباراة دولية مع المنتخب الألماني، سجل 79 هدفا في 64 مباراة في بطولة كأس ألمانيا، سجل 40 هدفا في 80 مباراة في الدوري الأمريكي لكرة القدم، مولر هو واحد من خمسة لاعبين في التاريخ فقط نجحوا في هز الشباك أكثر من 700 مرة في مباريات رسمية، حيث سجل 735 هدفا.

إعداد: نبيل بلقاسم

كلمات دلالية : غيرد مولر، بايرن ميونيخ، ملف، الهدّاف

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال