وتطور مضمون هذه الرايات من رسائل تشجيعية إلى رسائل تحمل عبارات دعاية مغرضة في حق المنافس، ففي إيطاليا وفرنسا سيطرت العنصرية والإهانات على المضمون، وتميزت رايات الدوري الإنجليزي بالسخرية، والدوري الإسباني بالدخول في المتاهات السياسية، أما أمريكا الجنوبية فلفتت الإنتباه بالرايات التشجيعية العملاقة والتي دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية، وسنتكلم عن الرايات الجماهيرية في عالم الكرة (الأوروبية خاصة) خلال الأسطر التالية.
"الكالتشيو" منبع الرايات الأليمة والعنصرية ميزة "داربي الغضب"
يتفق متابعو الكرة الأوروبية على أن جماهير الدوري الإيطالي هي الأكثر إستعمالا للرايات ذات المغزى الذي يتعدى الحدود في أحيان كثيرة، ويبرز ذلك خاصة في لقاءات الداربي بين مختلف الفرق، على غرار "داربي الغضب" الشهير بين ميلان والإنتير والذي صار لا يخلو من الرايات العنصرية من كلا الطرفين، الأمر الذي كلف إدارتي الناديين غرامات مالية في عدة مناسبات على غرار لقاء 6 ماي 2012 الذي شهد فوز النيراتزوري (4-2)، حيث قامت الإتحادية الإيطالية بعده بتغريم الجانبين ب10 آلاف أورو على الأقل نظير رايات تحمل عبارات عنصرية يستحى ذكرها.
أنصار اليوفي إستفزوا تورينو بتراجيديا "Superga"
لا يختلف الحال في داربي تورينو عن نظيره في ميلان، فجماهير جوفنتوس وتورينو تتبادل دائما الشتائم والإهانات في لقاءات الفريقين، إلى أن وصل الأمر في 1 ديسمبر 2012 لدرجة إستفزاز "البيانكونيري" لأنصار الغريم اللذوذ بحدث تراجيدي جرى قبل أكثر من نصف قرن، حيث علق أنصار اليوفي في ملعب على هامش الداربي الذي فاز به أشبال كونتي (3-0) راية بالإيطالية معناها "اليوفي مفخرة وصانعة مجد مدينة تورينو، أما أنتم فقد تحطمتم"، في إشارة لتراجيديا "Superga" الأليمة في ماي 1949 والتي توفي خلالها كل لاعبي تورينو بعد تحطم وسقوط طائرة كانت تقلهم، علما أن السلطات الإيطالية إعتبرت هذه اللافتة مشينة كونها تعاير بالموتى، وتم تغريم إدارة السيدة العجوز بسببها.
لازيو يشتمون روما بـ تيفو أسطوري والذئاب يردون بالطائرة
وصلت الحساسية بين أنصار روما ولازيو إلى أوجها في الأشهر الأخيرة، فبعد تبادل الشتائم من خلال الرايات على غرار تيفو "Roma Merda" الشهير الذي رسمه أنصار كتيبة النسور على مدرجاتهم في إحدى الداربيات قبل سنوات قليلة، وصل الأمر لحد إستعمال "الطائرة" في الإستفزاز، وحدث ذلك على هامش كأس السوبر الإيطالي بين لازيو روما وجوفنتوس في ملعب أولمبيكو شهر أوت الماضي، حيث قامت أطراف محسوبة على جماهير "الذئاب" بإكتراء طائرة للتنقل فوق الملعب قبيل اللقاء، وتم إلصاق راية بالطائرة عليها إسم "As Roma"، كناية عن أن إسم الجيالوروسي لا يموت وسيكون موجودا في أوجه أنصار لازيو حتى لما يلعبون النهائيات أمام فرق أخرى.
أمور مخزية تحدث في داربي جنوة ولقاءات كاتانيا – باليرمو
وإضافة للداربيات الشهيرة سابقة الذكر، فإن حرب الرايات المهينة والعنصرية حاضرة أيضا في مباريات أخرى لـ"الكالتشيو" على غرار الداربي بين جنوة وسامبدوريا، وداربي صقلية بين كاتانيا وباليرمو، وقمة جوفنتوس ونابولي، والإنتير ونابولي، وكلها أمور زادت من حدة العنف والعداوة بين الأنصار في الدوري الإيطالي وساهمت كثيرا في تدهور سمعة الكرة في بلاد البيتزا على الصعيد العالمي خلال السنوات الأخيرة.
أبرز 10 راية لكبار أوروبا في العشرية الأخيرة
إضافة لرايات الأندية الإيطالية التي تكلمنا عليها في موضوع منفصل، تميزت الدوريات الكبيرة الأخرى في أوروبا لجماهير لفتت الإنتباه كثيرا بالرايات التي علقتها في المدرجات على مدار السنوات القليلة الماضية، ونترككم تطلعون على بعضها في الأسطر التالية.
1- عنصرية الباريسسين في حق لانس أمام ساركوزي
يعتبر أنصار باريس سان جرمان من أشهر جماهير الكرة الفرنسية من حيث الرايات المثيرة للإنتباه، وأكثر لافتة باريسية صنعت الحدث على الإطلاق هي تلك التي تم إبرازها في الدقائق الأولى لمباراة البياسجي ولانس بملعب سان دوني (وحضور الرئيس حينها نيكولا ساركوزي) يوم 29 مارس 2008 في نهائي كأس الرابطة الفرنسية، حيث حملت عبارة معناها بالعربية "شاذون جنسيا، بطالون، مواليد علاقات أقارب .. مرحبا بكم عند الشماليين"، كناية عن أن مدينة لانس الشمالية تضم مختلف الآفات الإجتماعية، علما أن الشرطة تدخلت حينها ونزعت الراية، وتمت محاكمة أصحابها بتهمة "زرع الحقد والعنف في مناسبة رياضية" وحكم عليهم بغرامات وحرمان دائم من دخول الملاعب، دون الحديث عن حل إلتراس "Boulogne Boys".
2- شماتة أنصار مرسيليا في الذكرى الثالثة لمقتل مناصر باريسي
لا يمكن الحديث عن مجال الرايات في الملاعب دون ذكر أنصار أولمبيك مرسيليا، والذين يبرزون دوما من خلال الرسائل المثيرة التي يوصلونها للجميع خلال مختلف المباريات، والتي يطبع عليها عامل العدائية والعنصرية وحتى الشماتة، مثلما حدث في القمة أمام الغريم التقليدي باريس سان جرمان يوم 20 نوفمبر 2009، فالمباراة التي أقيمت في فيلودروم حينها تزامنت مع مرور ثلاث سنوات عن مقتل المناصر الباريسي "جوليان كيمنير" أمام حديقة الأمراء من طرف شرطي بعد مشاداة جماعية حدثت بين مجموعة من أنصار البياسجي ونظرائهم من هبوعيل تل أبيب، فإستغل بعض المرسيليين الفرصة وعلقوا راية تشمت جاء فيها "3 ans sans julien, 3 ans qu’on est bien" أي "ثلاث سنوات دون جوليان، ثلاث سنوات ونحن في أحسن حال".
3- معايرة أنصار ليون لسانت إيتيان بعمل أجدادهم في "المناجم"
بعيدا عن العنصرية الباريسية والشماتة المرسيلية، برز أنصار أولمبيك ليون والغريم التقليدي سانت إيتيان في عالم الرايات من خلال المعايرة، ومن أبرز الأمثلة التي أحدثت ضجة هي تلك الراية الشهيرة التي علقها أنصار "لوال" وجاء فيها أن السكان القدامى لليون إخترعوا السينيما بينما السكان القدامى لسانت إيتيان المجاورة كانوا يعملون في المناجم ويموتون هناك، وجاء الرد سريعا من أنصار "الخضر" براية مهينة ولا أخلاقية مفادها أن آباءهم كانوا يمارسون العلاقات الحميمية مع زوجات الليونيين الذين مشغولين حينها بإختراع السينيما حسبهم.
4- سخرية الشياطين الحمر من 35 سنة دون ألقاب لـ السيتي
يعتبر مانشستر سيتي العدو الأول بالنسبة لأنصار مانشستر يونايتد والذين إعتادوا على تعليق عديد الرايات الساخرة من الفريق السماوي طيلة السنوات الماضية، ولعل أبرز راية على الإطلاق هي التي كانت تعلق كل سنة في أحد المدرجات وتشير لعدد سنوات إبتعاد "السيتي" عن تحقيق الألقاب، ففي كل سنة كان يتم وضع رقم جديد في الراية لغاية 2011 أين فاز السيتي بكأس الإتحاد الإنجليزي منهيا مسلسل 35 سنة دون ألقاب، وحينها قام الشياطين الحمر بنزع راية "35 Years" نهائيا من "أولد ترافورد" في حدث ركزت عليه كثيرا الصحافة البريطانية حينها.
5- تمجيد "البلوز" لمورينيو وحملتهم على من بينيتيز
إشتهر أنصار تشيلسي في إنجلترا براياتهم الممجدة للمدرب جوزي مورينيو، فرغم رحيله عن تدريب فريقهم خلال الفترة ما بين 2007 و2013 إلا أن الرايات المخلدة له كانت حاضرة بدرجة كبيرة، وتزايدت كثيرا بمناسبة عودته الصيف الماضي، وفي المقابل صنع "البلوز" الحدث كذلك من خلال حملتهم الكبيرة ضد رافاييل بينيتيز الموسم الماضي، حيث لم يتجرعوا مجيئه بدل الإيطالي روبيرتو دي ماتيو، خاصة أن التقني الإسباني درب الغريم ليفربول وأدلى بتصريحات غير جيدة في حق النادي اللندني أيام تدريبه لـ"الريدز"، ورغم الرايات المعادية إلا أن مدرب نابولي الحالي صمد في منصبه لنهاية الموسم وأهدى الفريق لقب "أوروبا ليغ" وبطاقة التأهل لدوري الأبطال.
6- تفاخر أنصار "الريدز" بتاريخهم العريق وإنجازاتهم الكبيرة
إعتاد أنصار ليفربول على تعليق الرايات المخلدة لتاريخ النادي وإنجازاته وكذلك الأساطير الذين لعبوا له وأشرفوا على تدريبه، على غرار الراية الشهيرة التي تم تعليقها في مباراة تشيلسي في جانفي 2009 وجاءت فيها عبارة "Success has many fathers" وتحتها صور مرسومة لخمسة من المدربين الأسطوريين للنادي ومن بينهم رافا بينيتيز، كما لفتوا الإنتباه في مباراتهم أمام إيندهوفن سنة 2006 ضمن دوري أبطال أوروبا براية جاء فيها "بإمكانكم شراء الرؤساء وشراء اليخوت وكل شيء، لكن لا يمكنكم شراء تاريخ كتاريخنا"، وغيرها من الرايات المفتخرة والممجدة لنادي الميرسايد المتأسس سنة .
7- هجوم أنصار دورتموند على "الخائن" غوتزه
لا يختلف إثنان في أن جماهير بوروسيا دورتموند هي واحدة من أوفى الجماهير في الكرة الأرضية، لكنها لا تتسامح إطلاقا مع من يخون هذه الثقة، على غرار ماريو غوتزه الذي صدمهم قبل نهاية الموسم الماضي حينما أعطى موافقة للغريم اللذود بايرن ميونيخ وقرر الرحيل قبيل النهائي الأوروبي أمام نفس الفريق، هذه الخرجة إستقبلها أنصار النادي الأصفر والأسود بتخصيص راية أليمة للدولي الألماني في إحدى المباريات بداية شهر ماي الماضي جاء فيها باللغة الألمانية "لهثك وراء المال يعكس حقيقة قلبك الكبير، أغرب عن وجوهنا على غوتزه"، علما أن اللاعب لاقى إستقبالا سيئا من جماهير "بي في بي" خلال المباراة التي لعبها بالزي البافاري مؤخرا في إيدونا بارك.
8- إحياء البافاريين للذكرى 75 للإعتداء على اليهود في ألمانيا
يعرف متابعو بايرن ميونيخ الألماني أن تأسيس هذا النادي على من طرف أشخاص بعضهم يهود، كما أن النادي البافاري يملك ماضيا مترابطا مع أصحاب الأصول اليهودية وهو أمر لا ينكره الأنصار الحاليون، وبرز ذلك من خلال إحيائهم ذكرى "ليلة البلور" الشهيرة في 19 نوفمبر 1938 أين قام النازيون خلالها بالتهجم على أماكن تواجد اليهود وتدميرها وإحراقها، وذلك في مباراة أوغسبورغ الشهر الماضي ضمن منافسات البوندسليغا، حيث علق أنصار النادي الفائز بدوري الأبطال 2012 راية جاء فيها "75 سنة على ليلة البلور، لا أحد نسي تلك الحادثة"، علما أن هذه الراية أحدثت ردود أفعال واسعة وتم تداولها في أوروبا قاطبة.
9- تسييس البرشلونيين للقاءات الكلاسيكو ومناداتهم بإستقلال كاتالونيا
في إسبانيا، تميز أنصار برشلونة بعدة رايات في السنوات الأخيرة منها رايات مخلدة لنجومهم أمثال ليونيل ميسي الأرجنتيني، ورايات أخرى تحمل طابعا يتعدى حدود الرياضة، على غرار الراية الشهيرة التي تم تعليقها على هامش مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد في كامب نو يوم 13 ديسمبر 2008 وجاء فيها "Catalonia is not spain"، وهي لافتة أحدث فتنة كبيرة في المحيط السياسي بإسبانيا، علما أن إلتراس "Boixos Nois" التي تمادت بعد ذلك في نشر هذه اللافتة في كل تنقل مع البارصا تم حلها من طرف السلطات الإسبانية بالنظر لطابعها التعصبي والإنفصالي والذي يشكل خطرا على وحدة البلاد.
10- حقد أنصار الريال على الأجانب المقيمين في مدريد
لم ينصع أنصار الريال الكثير من المفاجآت المدوية في مجال الرايات، فأغلب الرايات كانت تقليدية من خلال الإشادة بلاعب أو مدرب ما (على غرار ما حدث لكريستيانو رونالدو مؤخرا ومن قبله المدرب جوزي مورينيو)، أما الرايات التي كان لها صدى كبيرا فأبرزها تلك التي علقت من طرف جماهير الفريق سنة 2005 على هامش مباراة سانتاندير، حيث كتبت فيها عبارة تنم عن حقد كبير للأجانب المقيمين في مدريد، وطلب أصحاب الراية بطرد كل أجنبي من إسبانيا بعد قيام مقيم من جمهورية الدومينيكان بقتل إسباني في الضاحية المدريدية مستعملا الخنجر، وجاء في الراية باللغة الإسبانية "لقد إحتلونا، لقد قتلونا، العدالة لإسبانيا، العدالة لـ مانو (إسم المقتول)"، علما أن السلطات الإسبانية غرمت إدارة الريال بـ3000 أورو بسبب هذه الراية.
أقوى راية
في ظل الحساسية المفرطة بين البلدين
لقاء بولونيا وروسيا في "الأورو" يلعب على وقع صدامات الأنصار
سادت حالة من القلق والترقب لدى الأوساط والهيئات الكروية قبل انطلاق كأس الأمم الأوروبية الأخيرة التي أقيمت في بولونيا وأوكرانيا سنة 2012، وذلك بسبب تعصب وعنصرية الجماهير في كلا البلدين المستضيفين من جهة، والأنصار المنتظر قدومهم على غرار الكروات، الروس والإنجليز من جهة أخرى، وهو ما ترجم على أرض الواقع من خلال الأحداث التي وقعت في مباراة المنتخب البولوني وغريمه الروسي في إطار الجولة الثانية من المجموعة الأولى، حيث جرت اشتباكات بالجملة بين الأنصار من الجانبين قبل وبعد المواجهة على محيط ملعب "فارسوفيا" الوطني، خلفت سقوط 20 جريحا واعتقال 184 مشاغبا "هوليغانز".
" تستفز البولونيين في معقلهمTHIS IS RUSSIA"
كما جرت العادة سجل الروس حضورهم بقوة في "أورو" 2012 نظرا لقرب المسافة بين البلدين، وتوقعات أغلب المحللين بتألق رفقاء أرشافين في البطولة مثلما حدث في النسخة السابقة بـ سويسرا والنمسا، حيث صادف موعد مباراة بولونيا وروسيا تاريخ 12 جوان، الذي يعد يوما وطنيا لأحفاد ستالين، ما دفع الأنصار الروس والمقدر عددهم بحوالي 15 ألف مناصر إلى تنظيم مسيرة في قلب العاصمة فارسوفيا، وسط ترديدهم لشعارات تمجد وطنهم، وبعد ولوجهم للملعب استعملت جماهير "الدب" راية عملاقة تم إظهارها عند عزف النشيد الوطني، مكتوب عليها "THIS IS RUSSIA"، والتي تعني "هنا إنها روسيا"، كما كانت اللافتة مرفوقة بصورة لفارس يحمل سيفا ودرعا، وهو يتأهب للقتال.
البولونيون لم يهضموا الراية واعتدوا على الروس بعد المواجهة
وبعد أن استفز الروس نظراءهم البولونيين من خلال اللافتة، جاء رد الطرف الأخير قويا وعنيفا للغاية، حيث ومباشرة عقب انتهاء المواجهة التي حسمت بهدف في كل شبكة، بدأ البولونيون في ملاحقة الروس على أطراف محيط الملعب، أين حاولوا الاعتداء عليهم بكافة الوسائل، الأمر الذي أجبر الشرطة على التدخل واستعمال الغاز المسيل للدموع لتهدئة الجماهير الغاضبة، وهو ما نجحت فيه بعد معاناة طويلة، بعد أن استمرت المواجهات لغاية ساعة متأخرة من الليل، لتنام العاصمة فارسوفيا على وقع لقاء صنف ضمن أعنف المواجهات في السنوات الأخيرة.
راية طريفة
جماهير سانت إيتيان تسخر من بيكام عن طريق فيكتوريا
شهدت المباراة التي جمعت نادي سانت إيتيان بضيفه باريس سان جرمان الموسم الماضي على ملعب "جوفروا غيشار" حادثة مميزة، تمثلت في خرجة طريفة من أنصار "السانتي"، حيث رفعت مجموعة من جماهير الفريق المحلي في المدرج الشمالي راية أرادوا من خلالها السخرية من دافيد بيكام النجم الإنجليزي الشهير في صفوف "البياسجي"، إذ كتبوا: "Beckham I love you"، قبل أن يضيفوا على مرة ثانية اسم فيكتوريا زوجة نجم مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق، لتصبح: "Victoria Beckham I love you"، وهي اللافتة التي أعجب بها الكثيرون واستحسنتها عدة أطراف رياضية فرنسية نظرا لطابعها المرح، علما أن صورة الراية تم تداولها على نطاق واسع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
أطول راية
أنصار ريفر بلايت يصنعون راية طولها 8 كيلومترات
يعتبر أنصار النادي الأرجنتيني العملاق ريفر بلايت من بين الأفضل في العالم، إن لم يكونوا الأفضل على الإطلاق، وذلك بالنظر لوفائهم اللامحدود للفريق الأحمر والأبيض ومساندة على الدوام للاعبين حتى وقت الشدة، والدليل على ذلك حضورهم بأعداد غفيرة في مباريات الفريق العريق في الدرجة الثانية بعد سقوطه في 2011، وقد دخلت جماهير فريق "الميلوناريوس" كما يلقب في بلاد التانغو التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن صنع "الهينشاس" (المشجعون باللغة الإسبانية) أطول راية في العالم، حيث رفع العلم في الثامن أكتوبر من عام 2012 بشوارع العاصمة بوينس آيرس وسط احتفالات الأنصار بهذا الإنجاز الضخم.
العلم العملاق دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية
وتمكنت الراية التي كانت بألوان النادي الأحمر والأبيض، والتي جابت شوارع العاصمة الأرجنتينية، من دخول كتاب غينيس للأرقام القياسية لعام 2013، باعتبارها الأطول على مر التاريخ، حيث بلغ طولها قرابة 8 كيلومتر، وبالتحديد 7 آلاف و829 مترا، في حين كانت بعرض 4.5 متر، وقد شارك في هذا الحدث الاستثنائي قرابة 50 ألف شخص من محبي "الريفر" رفعوا العلم على طول الطريق بداية من حي "باليرمو" الشهير، أين يوجد الملعب القديم للنادي، إلى غاية "المونيمونتال" وهو المعقل الأسطوري للنادي، وذلك على هامش اللقاء الودي بين زملاء تريزيغي (كان ينشط في الريفر بذلك الوقت) وضيفهم غودوي كروز (5-0)، علما أن مراسيم الاحتفال انتهت بتقسيم الراية إلى أجزاء لوضعها فيما بعد في مقرات الفريق الفرعية والمتحف الخاص بأحد أكثر الأندية تتويجا وجماهيرية في أمريكا الجنوبية.
الراية أنجز فيلم بخصوصها وتخطت نظيرتها من روزاريو
في سياق الحديث دائما عن نفس الراية التي بدأت فكرة إنشائها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم إنجاز فيلم قصير عنها من طرف المخرج فيديريكو بيريتي، هذا الأخير عمل على جمع تسجيلات وفيديوهات لهواة كانوا حاضرين عندما أظهرت أنامل "الميلوناريوس" إبداعاتها في يوم مشهود، من جهة أخرى، تفوقت راية أنصار ريفر بلايت على تلك التي صنعتها جماهير روزاريو سونترال قبل 3 سنوات أي في 2009، حيث كانت تحتل هذه الأخيرة المركز الأول كأطول علم في التاريخ، وذلك بطول بلغ 4370 متر، علما أن أنصار النادي الأزرق والأصفر صنعوا هذه الراية بمناسبة احتفالهم بمرور 120 سنة على تأسيس فريقهم.
أكبر راية
راية ناسيونال مونتيفديو الأكبر وتتصدر القائمة
يعرف جميع المتتبعين والشغوفين بكرة القدم اسم "تيفو" جيدا، وهو اللوحة التي تصنعها الجماهير لحظة دخول الفريقين لأرضية الميدان قبل بداية المواجهة، ويكون "التيفو" على شكلين، الأول "كوريغرافي" أي مشكلا من أوراق وغلافات صغيرة، والثاني عن طريق لافتة ضخمة تحمل صورة أو كتابة معينة، وهو الأمر الذي عكف على صنعه أنصار نادي ناسيونال مونتيفديو، حيث قرر قرابة 5 آلاف مناصر لفريق العاصمة الأوروغوايانية شد الهمم لدخول التاريخ، وذلك بغرض إنجاز أضخم راية على الإطلاق عالميا. جماهير الفريق الأحمر والأزرق أظهرت ثمار عملها في الرابع أفريل 2013 على هامش مباراتهم أمام النادي المكسيكي تولوكا في إطار منافسة "كوبا ليبرتادوريس".
تكلفتها كانت ضخمة والتيفو غطى مدرجات الملعب
واستعرض أنصار "التريكولوري" عند دخول اللاعبين أرضية ميدان "سينتيناريو" العلم العملاق، والذي غطى 3 أرباع مدرجات الملعب، هذا الأخير تصل طاقته الاستيعابية إلى ما يفوق 70 ألف متفرج، علما أن "التيفو" كان بمساحة 4 ميادين كرة قدم، كما أنه كان بحجم 30 ألف متر مربع بقياسات كانت كالتالي: 600 متر من ناحية الطول، و50 مترا فيما يخص العرض، إضافة إلى أن التكلفة كانت ضخمة هي أيضا، إذ قاربت 54 ألف أورو، وهو ما جعل جماهير ناسيونال تنال الشرف بأن تكون صاحبة أضخم راية في التاريخ، للتذكير كان للراية وقع إيجابي على نفسية اللاعبين في تلك المباراة، والتي فازوا بها بنتيجة 4-0 على ضيوفهم المكسيكيين.
أنصار ناسيونال تحدوا جيرانهم وتفوقوا عليهم
راية جماهير ناسيونال لم تأت من العدم، حيث استفزهم إنجاز جيرانهم وأنصار الفريق الغريم بينارول قبل عامين (أفريل 2011)، وهم الذين كانوا يملكون أكبر علم على مر التاريخ، والذي صنعوه بمناسبة مواجهة فريقهم لضيفه الأرجنتيني إنديبندينتي قبل عامين في إطار منافسة كأس الليبرتادوريس، حيث أظهر مشجعو النادي الذهبي رايتهم العملاقة التي خطت نصف مدرجات "سينتيناريو"، والتي كانت بحجم بلغ 15 ألف متر مربع (309 متر طولا، 50 متر عرضا)، كما أنها جاءت ثقيلة جدا من ناحية الوزن (1880 كلغ) وتداول على حملها 350 شخصا، علما أنها كلفت أيضا حوالي 30 ألف أورو، وبهذا يكون ناديا العاصمة الأوروغوايانية مونتيفيديو صاحبي أكبر رايتين في ملاعب الساحرة المستديرة.
راية التحدي والسخرية
"COME BACK WHEN YOU’VE WON 18 ! "
كما يعلم الجميع يعد مانشستر يونايتد وليفربول أكبر ناديين في بلاد الضباب والأعرق على الإطلاق بفضل تاريخها المرصع بالألقاب، كما أن المواجهات بين فريقي شمال غرب إنجلترا دائما ما تحمل في طياتها توترا للأعصاب بين اللاعبين وخاصة الجماهير، بسبب العداوة التاريخية بين المدينتين المتجاورتين، وهو ما دفع جماهير "الريدز" سنة 1994 في إحدى مباريات "البريمر ليغ" إلى السخرية من نظيرتها في اليونايتد ونجمها الفرنسي في ذلك الوقت إريك كانتونا، وذلك باللافتة المبينة في العنوان، والتي كان مضمونها كاملا كالآتي: "au revoir cantona and man united…come back when you’ve won 18 !"، ما معناه "الوداع يا كانتونا ومانشستر يونايتد...عودوا بعد الفوز بـ 18 لقبا"، وأظهر مشجعو "الليفر" هذه اللافتة بعد أن أحرز أشبال فيرغسون آنذاك اللقب التاسع فقط بتاريخهم، إذ كانوا بعيدين عن جيرانهم الذين كانوا ولا زالوا يملكون 18 تتويجا في الدوري.
سيطرة اليونايتد على "البريمر ليغ" دفعت "الشياطين" للرد بقوة
لم يهضم أنصار "المان يو" تلك اللافتة التي أبرزت تفوق خصومهم عليهم في عدد التتويجات، والتي جعلتهم محل سخرية، الأمر الذي دفعهم إلى الرد بقوة بعد مدة ليست بالقصيرة، بعد أن شهد الدوري الإنجليزي سيطرة شبه مطلقة لرفقاء غيغز الذين توجوا بعد تلك الحادثة بـ 9 ألقاب لغاية 2009 (رصيدهم حاليا 20 لقبا) وضعتهم جنبا إلى جنب مع ليفربول، إذ استغلت جماهير اليونايتد الفرصة في 25 أكتوبر من ذات السنة لما تقابل الفريقان في "أنفيلد رود" معقل "الريدز"، ورفعوا لافتة مكتوب عليها: "you told us to come back when we’ve won 18..we are back"، ما يقابله: "طلبتم منا العودة بعد أن نفوز بـ 18 لقبا..لقد عدنا"، وهو ما يوضح بأن مشجعي "الشياطين الحمر" لم ينسوا لافتة نظرائهم من "الليفر" وردوا عليها بالثقيل.
أسوأ راية
أنصار بيتار القدس يسيؤون لمسلمي وعرب فلسطين بغير حق
يستحق أنصار بيتار القدس الممارس في دوري الكيان الصهيوني لقب أسوء جمهور، كما تستحق راياتهم لقب أسوء الرايات، ذلك أنهم تمادوا كثيرا في الإساءة إلى عرب ومسلمي فلسطين من خلال تخصيص أغلب الأهازيج لشتمهم وإطلاق عبارات عنصرية في حقهم، هذا ووصل تمادي جماهير النادي الأسود والأصفر لدرجة رفع راية معادية للإسلام على هامش توقيع إدارتهم مع لاعبين إثنين مسلمين بداية العام الحالي، وجاء في الراية "بيتار نقي للأبد"، وهي الخرجة العنصرية التي كلفت مخططيها الإيقاف، والملاحظ أن الإساءة للعرب والمسلمين لا تتم في اللقاءات أمام الفرق العربية فقط كإتحاد أبناء سخنين وإخاء الناصرة، بل حتى في المباريات التي لا تضم أي طرفا عربي أو مسلم.