آرثر أنتونيس كويمبرا الملقب زيكو هو اللاعب الذي يصنع الفارق في المباراة، لاعب عبقري ولامع، كلها أوصاف أطلقها عليه أساطير داعبوا الساحرة المستديرة بجانبه مع المنتخب البرازيلي، في بلده يعتبرونه أكبر موهبة برازيلية وأعظم لاعب بعد بيلي، وهو ما جعلهم يلقبونه بـ "بيلي الأبيض".
ـــــــــــــــــــــــــــ
نشأ في عائلة فقيرة ومتواضعة
ولد آرثر أنتونيس كويبرا الأسطورة في 3 مارس 1953 بـ "ريو دي جانيرو" لأبوين من أصل برتغالي، وبالتحديد من مدينة "فيسو" التي تقع في وسط البرتغال، وعلى ذكر هذا، فإن أسطورتنا يحمل الجنسية البرتغالية وينتمي إلى عائلة فقيرة ومتواضعة كغيرها من العائلات البرازيلية –أو معظمها على الأقل- في "ريو"، ترعرع في حي "كوينتينو" أو حي الطبقة العاملة كما يحلو للبرازيليين تسميته، هنالك في تلك الشوارع بدأ كل شيء في قصته مع عالم كرة القدم.
ورث جينات كرة القدم عن والده
كون زيكو لاعبا لكرة القدم ليس بالأمر الجديد في عائلته، فالساحرة المستديرة هي جينات تجري في دماء العائلة توارثها الأبناء عن والدهم، هذا الأخير كان حارسا لنادي سبورتينغ لشبونة قبل الهجرة إلى البرازيل، ولهذا يبقى "النمور" فريقا يحترمه زيكو كثيرا ولديه مكانة خاصة في قلبه، كما أن 3 من إخوته الخمسة كان لهم مشوار احترافي في كرة القدم ومنهم إدواردو أو ببساطة إيدو، أعظم لاعب في تاريخ نادي أميريكا البرازيلي وحامل قميص المنتخب البرازيلي لمدة 7 سنوات.
مزاولة كرة القدم مع أقرانه ممنوعة !
لم يكن مسموحا لـ زيكو مزاولة كرة القدم مع أقرانه، فذلك كان ممنوعا عليه منعا باتا لا لشيء إلا لتفوقه الواضح على الصبية في حيه، ولهذا كان معروفا بصفته ذلك الصبي الذي يجوب شوارع "ريو" كل يوم ويتحدى من هم أكبر منه سنا، وكان زيكو آنذاك قصير القامة بالنظر إلى سنه ونحيفا كذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بكرة القدم فإن كل هذه العيوب تختفي، ويتحول الصبي إلى كابوس حقيقي بالنسبة لمن هم أكبر منه سنا ويحبون التحديات فيما يخص كرة القدم.
قريبته وراء تسميته بـ زيكو
آرثر أرتونيس كويمبرا هو اسم لا علاقة له بلقب "زيكو"، لكن الأسطورة ذاته كشف في أحد اللقاءات عن أصل هذه التسمية، مشيرا إلى أن قريبته أوليندا هي من أطلق عليه هذا اللقب، لكن قبل ذلك تدرج مع العديد من الألقاب وأولها "آرتيزينيو" الذي يبدو على أنه مزيج بين آرثر وأرتونيس، ثم تطور الاسم إلى "آرترزيكو"، وأخيرا اقترحت أوليندا قريبته –التي كانت مناصرة وفية لفريقه فلامينغو- اختصار الاسم إلى زيكو مباشرة، وهي الكنية التي لاحقته طيلة مشواره في عالم الساحرة المستديرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشواره مع الأندية
أسطورة زيكو تنطلق من بوابة كرة القدم داخل القاعة !
يسود الغموض بدايات زيكو مع كرة القدم لكن المتعارف عليه أن مشواره انطلق خلف أبواب نادي جوفنتود لكرة القدم داخل الصالات وهو في السادسة من عمره، وحصل ذلك رفقة شقيقه إيدو، حقيقة يؤكدها ليفي غوميز أحد أصدقاء النجم، وتحول هذا الفريق المسمى جوفنتود إلى فريق غير قابل للهزيمة بفضل إيدو وخاصة زيكو، حيث لا يخسر الفريق حتى بغياب شقيقه، وبعدها بـ 7 سنوات وبالتحديد سنة 1967 كانت له فرصة الالتحاق بنادي أميريكا رفقة شقيقه دائما إيدو، كان ذلك وهو في 13 من عمره.
نادي أميريكا يفتح له أبواب فلامينغو
لم يطل زيكو البقاء في نادي أميريكا، فموهبة مثله لا يمكن أن تبقى في الظل لمدة طويلة، ففي أحد الأيام كان يشارك في الدورات التي تقام في الأحياء، وبفضل أحد جيرانه الذي كان له علاقات مع كشاف لنادي فلامينغو، سجل زيكو بعض الأهداف في تلك المباريات، وأعجب الكشاف بما رآه فطلب من الشاب الصغير آنذاك العودة معه إلى المنزل لاستئذان والده من أجل إجراء تجارب في النادي، وتم ذلك لكن كان هناك مشكل حقيقية بسبب وزنه، ففرض عليه فلامينغو برنامجا غذائيا خاصا من أجل رفع وزنه، وكان إصراره على الوصول إلى الفريق الأول سر تمسكه بتلك الحمية والتدريبات القاسية لمدة تزيد عن 6 أشهر.
شاب يشق نجوميته بين الأساطير والأنصار يلقبونه "الديك"
وجد زيكو معالمه بلمح البصر مع الفريق الأول لـ فلامينغو، وبالتحديد منذ سنة 1972 رفقة العملاق ماريو زاغالو الذي كان مدربا له آنذاك، وأسماء لامعة أخرى مثل أوبالدو حارس المنتخب الأرجنتيني وإيدينيو زميله في المنتخب البرازيلي بعد ذلك، كل هذه الأسماء الثقيلة لم تمنع النجم من ترك بصمته على النادي بوضوح، وسرعان ما أصبح الرقم واحد لدى أنصار فلامينغو الذين أطلقوا عليه لقبا جديدا وهو "غالينيو دي كوينتينيو"، أو لقب "الديك"، وهو لقب غريب لكن زيكو شرح ذلك، حيث كان نحيف الجسم طويل القامة وبشعره الطويل كان يشبه الديك تماما، لقب خصه به الأنصار والذين كان لديه علاقة خاصة جدا بهم.
من شاب طموح في فلامينغو إلى رمز للاعب البرازيلي
بعد مشاركة مخيبة أولى في 1978 مع المنتخب البرازيلي في كأس العالم، عاد زيكو إلى بيته نادي فلامينغو، وحينها انطلق جيل جديد مع النادي وحتى بالنسبة لـ "الديك"، كانت انطلاقة جديدة وكأنه عاد للحياة بعد الإقصاء من المونديال الأرجنتيني، في تلك الفترة لم يكن هناك لاعب يعكس صورة وديناميكية كرة القدم البرازيلية واللاعب البرازيلي أكثر من الرقم 10 لـ فلامينغو، وبعد أن كان مواطنوه يملكون سمعة سيئة خاصة على الصعيد الأخلاقي في أوروبا، قدم زيكو صورة عن لاعب برازيلي جدي، ملتزم، متفان في عمله، وفي كلمة واحدة تجمل كل الصفات، كان زيكو محترفا.
"المينغاو" كان الممول الأول للمنتخب البرازيلي
تمكن زيكو رفقة العديد من النجوم في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من بناء فريق مرعب، سيطر على بطولة "ريو" في 3 مواسم من أصل 4 (1978، 1979 ثم بطولة إضافية في 1979 و1981)، كما حقق "المينغاو" –وهي كنية فلامينغو- 3 بطولات دوري برازيلي في 4 مواسم (1980، 1982 و1983)، كما فاز زيكو ورفقاؤه بـ "كوبا ليبرتادوريس" سنة 1981 وهي الأولى والوحيدة للنادي إلى حد الآن، بالإضافة إلى كأس إنتير كونتينونتال أو كأس العالم للأندية حاليا، كل هذه الإنجازات تلخص قوة فلامينغو مع "الديك"، لكن أكبر دليل على قوة الفريق تواجد 12 لاعبا منه في المنتخب البرازيلي، وهنا يقول زيكو إن فلامينغو في تلك الحقبة هو أفضل فريق لعب له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم رفضه الرحيل
فلامينغو يقرر قطع العلاقة وزيكو يقتحم أجواء "القارة العجوز"
مرة أخرى، ذاق زيكو الخيبة مع المنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 بـ إسبانيا، لكن العودة إلى فلامينغو كانت مكللة بالنجاحات، حيث حقق في 1983 لقب الدوري البرازيلي للمرة الثالثة في تاريخه وتاريخ النادي، وعندما كان زيكو مشغولا بالاحتفالات بهذا اللقب تطورت بعض المشاكل بين اللاعبين وإدارة فلامينغو، أين كان عليهم تسريح العديد من اللاعبين، وكان زيكو مجبرا على المغادرة عكس إرادته، ليرحل إلى الدوري الإيطالي قبلة كل النجوم وبالتحديد إلى أودينيزي.
أفضل لاعب في العالم يختار فريقا متواضعا في أوروبا
كان اختيار زيكو لـ أودينيزي خيارا مدهشا، وجعل النجم الموهوب العالم بأسره يتساءل عن سبب اختياره لهذا الفريق المتواضع، لكن زيكو كان يملك العديد من العروض في تلك الحقبة، إلا أنه فضل الالتحاق بـ أودينيزي" لأنه النادي الوحيد الذي تنقل مسؤولوه إلى البرازيل وأبدوا جدية في التعاقد معه، وتم ذلك في صيف 1983 ووقع أسطورة فلامينغو على عقد مع النادي الإيطالي لكنه لم يلعب سوى سنتين.
التجربة الأوروبية لم تنجح وانتهت بطريقة مأساوية
انطلق الموسم الأول لـ زيكو في أوروبا مع أودينيزي، نجم كان أنصار النادي الإيطالي ينتظرون منه الكثير، ولعب الفريق بطريقة جيدة في ذلك الموسم وسجل حامل الرقم 10 في كل المنافسات 33 هدفا، واكتسب الفريق اسما رنانا في ذلك الموسم لكنه خرج دون ألقاب ومع ذلك تأهل إلى الدوري الأوروبي، إلا أن الموسم الثاني كان كارثيا على جميع الأصعدة، حيث تعرض زيكو للكثير من الإصابات ولم يلعب سوى 16 مباراة في الدوري، وبعد محادثات طويلة مع المدرب لويس فينيسيو قررت الإدارة التخلي عنه.
العودة إلى فريق القلب واستقبال أسطوري من الأنصار
كان زيكو بحاجة إلى وقت طويل من أجل إصلاح العلاقة مع إدارة فلامينغو، حيث دام الأخذ والرد عدة أشهر لكن انتهى كل شيء بعودة "الديك" إلى موطنه وفريق القلب فلامينغو صيف 1985، أين خصه الأنصار باستقبال أسطوري بعد عودته رغم أن البعض انتقد الصفقة، وكان هناك حديث عن فشل ذريع بـ أوروبا وعودة إلى فلامينغو من أجل الاعتزال فقط وإتمام ما تبقى من المشوار، لكن الحقيقة هي أن زيكو كان يريد القيام بما كان يحبه أكثر وهو تسجيل الأهداف لفريق القلب، حيث كان "الروستر" يملك كل شيء في "ريو" مع فلامينغو، ولهذا كان قد رفض الرحيل، ويبدو أن عدم استعداده ذهنيا كان أهم أسباب عدم نجاحه أوروبيا.
__________________
بعد 4 مواسم من عودته
زيكو يودع فلامينغو في سن 36
ساهم زيكو في بناء فريق جديد بعناصر أخرى شابة، 4 منهم توجوا مع المنتخب البرازيلي بكأس العالم في دورة 1994، وهم جورجينيو، ألدايير، زينيو، بيبيتو، لكن قبل ذلك كان دور زيكو مهما جدا بالنسبة لهذه التشكيلة، حيث أفادهم بخبرته كثيرا، ولمدة 4 مواسم حاول "الديك" أن يجد حافزا للمواصلة لكنه وفي سن 36 علم أن جسمه لا يمكنه تحمل كل ذلك الضغط، ومع كثرة الإصابات قرر أسطورة فلامينغو اعتزال كرة القدم في 1989.
ويعود من الاعتزال في 1991 من بوابة سوميتومو
عشق زيكو للساحرة المستديرة واشتياقه لرائحة العشب جعله يعود للظهور في الملاعب لكن هذه المرة من بوابة الأندية اليابانية، حيث وقع على عقد مع نادي سوميتومو ميتالز سنة 1991 ولعب له موسما واحدا، وتمكن وهو في سن 38 من تسجيل 27 هدفا في 31 مباراة، بعدها انتقل إلى كاشيما أنتلرز وسجل معه 27 هدفا في 57 مباراة على مدار موسمين، وعاد وأنهى مسيرته في 1994 وهو في 40 من عمره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشواره مع المنتخب كلاعب
أول محفل كروي من العيار الثقيل
مونديال 1978 وذكريات سيئة جدا مع الإصابة
كان التحاق زيكو بالمنتخب البرازيلي مسألة وقت فقط، حيث بدأ مشواره في "السيليساو" سنة 1976، أي في 23 من عمره، وكانت كأس العالم 1978 بـ الأرجنتين أول منافسة كبرى مع منتخب بلاده يشارك فيها، لكنها كانت كابوسا حقيقيا بالنسبة له جراء عدة مشاكل بدنية، إذ لم يلعب سوى مباريات معدودة وانتهى بعه المطاف إلى تفاقم حالته وضيع المنافسة، ويؤكد زيكو بنفسه أن ذلك المونديال كان أسوأ ذكرى له مع المنتخب البرازيلي.
1982 خيبة أخرى ومشاركة لم تكن في مستوى التطلعات
بعد مشاركة متواضعة في الأرجنتين، كانت التطلعات في القمة بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني نسخة 1982، حينها كان "السيليساو" يملك جيلا يعتبره البعض من أفضل الأجيال على مر التاريخ يقودهم سوكراتيس، جونيور، فالكاو، ديرسو، أوسكار، إيدينيو ونجمنا اللامع زيكو، هذه الأسماء أعلنت نفسها ومنذ البداية المرشح الأبرز لنيل اللقب بفوز على الاتحاد السوفياتي 2-1، ثم رباعيتين أمام أسكتلندا ونيوزيلندا، فثلاثية في المرحلة الثانية أمام حامل اللقب المنتخب الأرجنتيني، وكانت الكارثة غير المتوقعة أمام إيطاليا وهزيمة 3-2 وبالتالي إقصاء آخر مر لواحد من أفضل الأجيال على مر التاريخ، إلى هنا كان رصيد زيكو 4 أهداف.
فلامينغو يفتح له أبواب "السيليساو" من جديد
بعد أن أغلقتها تجربته في أودينيزي، فتح فلامينغو أبواب المنتخب البرازيلي من جديد أمام زيكو الذي كان آنذاك في 30 من عمره، الكل كان ينظر إلى حامل الرقم 10 على أنه انتهى إلى أن أتت ودية يوغوسلافيا التي أظهر فيها أن السن لا يؤثر عليه، وسجل زيكو في تلك المباراة عام 1986 ثلاثية متحديا الإصابات الكثيرة التي كانت تعيق عودته إلى مستواه، معلنا جاهزيته للمشاركة في مونديال المكسيك من نفس السنة.
ـــــــــــــــــــــــ
الاتحاد البرازيلي أصر على مشاركته
مكسيكو 1986 ... بداية النهاية لـ زكو
أتت اللحظة المنتظرة بالنسبة لرفقاء زيكو وهي كأس العالم 1986 في المكسيك، ولم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة لنجم فلامينغو ومرة أخرى الإصابات تضرب بقوة، واختار زيكو التضحية من أجل المجموعة فبعد أن كان مستبعدا أصر عليه الاتحاد البرازيلي وطالبه بمرافقة المنتخب، وقبل النجم وجلس على كرسي الاحتياط، ولم يكن "الديك" أساسيا في منتخب فقد الكثير من بريقه مقارنة مع نسخة 1982 والتي لم تحقق اللقب رغم قوتها، عناصر كهلة لم يكن الشارع البرازيلي ينتظر منها شيئا، وخاصة نجم فلامينغو الذي لم يلعب الكثير من المباريات في تلك الدورة، وأكثر من ذلك لم يكن أساسيا في أي منها.
صعوبات جمة أمام إسبانيا والجزائر
تجاوز زيكو وزملاؤه دور المجموعات في تلك النسخة بالعلامة الكاملة، لكن بصعوبات كبيرة أمام المنتخب الإسباني في الجولة الأولى (1-0)، والمنتخب الجزائري الذي أسال العرق البارد لزملاء زيكو في الجولة الثانية (1-0)، أما المباراة الثالثة فكانت نزهة في الحديقة وشهدت فوزا بـ 3-0 على منتخب إيرلندا الشمالية، وبعد التأهل إلى ثمن النهائي تجاوز "غالينيو دي كوينتينيو" منتخب بولونيا بـ 4-0 وتأهل بسهولة إلى ربع النهائي، وهنا حدثت واحدة من أكثر الذكريات الأليمة التي ستبقى تلاحق زيكو إلى الأبد.
ركلة الجزاء أمام فرنسا النقطة السوداء في مشواره
في عالم كرة القدم هناك لحظة معينة في مشوار أي لاعب تسجل باسمه وتلاحقه مدى الحياة، هذه اللحظة كانت أسوأ ذكرى لـ زيكو في مشواره مع المنتخب، في 1950 وعند تضييع كأس العالم وقع اللوم على باربوسا، ثم في 1978 ألقي اللوم على كوتينيو، أما في 1982 فانهالت الانتقادات على تونينيو سيريزو، لكن في دورة 1986 كان زيكو كبش الفداء، ودخل النجم في الدقيقة 71 من مباراة ربع النهائي أمام فرنسا بصفته المخلص حين كانت النتيجة 1-1، وما هي إلا دقائق حتى قدم واحدة من تمريراته الساحرة صوب برانكو الذي عرقله الحارس جويل باتس واحتسبت ركلة جزاء لصالح "السيليساو"، نفذها زيكو وضيعها ثم أقصي وزملاؤه من الدورة والكل يتذكره بتلك اللقطة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حياته بعد الاعتزال لم تكن بعيدة عن كرة القدم
بعد انتهاء مشوار زيكو مع المنتخب البرازيلي أولا ونادي فلامينغو ثانيا سنة 1989، وهي بالمناسبة السنة التي اعتزل فيها كرة القدم قبل العودة، اقتحم النجم عالم الإدارة وتقلد منصب مدير عام أول للأمانة الوطنية للرياضة بـ البرازيل، بعدها كانت له مهمة أكثر تعقيدا هذه المرة في اليابان، حيث أصبح مديرا رياضيا، مدربا ولاعبا في نفس الوقت لنادي كاشيما أنتلرز بداية من 1992، وكانت مهمته تتمثل في تطوير النادي الذي صعد لأول مرة آنذاك إلى دوري الدرجة الأولى، ثم بعد عامين أنهى مشواره مجددا واكتفى بمنصب المدير التقني للنادي الياباني.
______________________
مشواره كمدرب
زيكو يمتهن التدريب لأول مرة سنة 1999
كجل اللاعبين الكبار بعد الاعتزال، لم يرغب زيكو في الابتعاد عن عالم كرة القدم وهو الشيء الوحيد الذي يعرفه، حيث قرر اقتحام عالم التدريب، وبعد إنشاء ناد خاص به سنة 1995 وهو نادي زيكو لكرة القدم، حصل على أول فرصة للتدريب سنة 1999 دائما في اليابان، أين ينظر إليه على أنه واحد من الأعمدة التي أدخلت ثقافة كرة القدم للبلاد، وكان ذلك من بوابة فريق كاشيما أنتلرز لكن التجربة لم تدم إلا بضعة أشهر.
تجربة ممتازة مع المنتخب الياباني ونهاية مأساوية
بعد نهاية التجربة مع كاشيما، ابتعد زيكو لمدة حوالي 3 سنوات عن عالم التدريب لكنه عاد إلى المشهد كمدرب للمنتخب الياباني في جويلية 2002، وكان "الساموراي" قبل ذلك قد أقصي من ثمن النهائي في كأس العالم 2002، وكانت التطلعات كبيرة من زيكو الذي كان في المستوى، حيث حقق كأس أمم آسيا في 2004 وتمكن من الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، هذه النجاحات أعقبتها نهاية مأساوية في 2006، وقدم زيكو استقالته من العارضة الفنية لـ "الساموراي" بعد إقصاء من دور المجموعات.
محطة فينرباتشي تبقى الأغرب في مشواره
من أكثر القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها زيكو في مشواره كلاعب وكمدرب تركه لـ فينرباتشي، ووقع المدرب البرازيلي على عقد مع النادي التركي فور مغادرته للمنتخب الياباني، وحقق خلال موسمين لقب الدوري التركي كما وصل بالفريق لأول مرة في تاريخه إلى ربع نهائي رابطة أبطال أوروبا، لكنه قرر مع نهاية موسم 2007-2008 ترك فينرباتشي الذي ترجته إدارته بالبقاء، بعدها كان زيكو كالرحالة من ناد إلى آخر، حيث درب بونيوكدور الأوزبكي (2008)، سيسكا موسكو (2009)، أولمبياكوس (2009-2010)، المنتخب العراقي (2011-2012)، الغرافة القطري (2013-2014) وأخيرا نادي غوا الهندي (2014-2016).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجانب الآخر من حياة زيكو
الحياة الشخصية لـ "بيلي الأبيض" بعيدة عن الأضواء
قد يتساءل البعض عن سر تسمية زيكو بــ آرثر، الجواب بسيط جدا وهو أن والدته ماتيلد أرادت تسميته على والدها آرثر فيريرا دا كوستا سيلفا، أما جده من جهة والده فهو فيرناندو أنتونيس كويمبرا، ووالده هو جوزي أنتونيس كويبرا وهو -كما ذكرنا- حارس سبورتينغ لشبونة سابقا، وكان هذا قبل رحيل وهجرة العائلة إلى البرازيل التي كانت محتلة في السابق من قبل البرتغال، زيكو هو الأخ الأصغر لـ 5 من إخوانه وهم ماريا جوزي المدعوة زيزي، أنتونيس، ناندو، إيدو الذي كان لاعب كرة قدم وأنتونيو الملقب تونيك.
يعيش رفقة زوجته وأولاده الثلاثة ويقوم بمشاريع خيرية
يعيش زيكو منذ 2016 حياة هادئة بعيدة عن كرة القدم رفقة زوجته ساندرا كارفالو دي سا التي تزوجها عام 1975 في عز مشواره مع فلامينغو، هذه الأخيرة هي شقيقة سويلي زوجة أخيه إيدو، وأنجب منها 3 أولاد هم آرثر جونيور، برونو وتياغو، ويكرس زيكو كل وقته حاليا من أجل مساعدة الفقراء في "ريو" والأطفال بالمدينة، حيث يساهم في العديد من المشاريع الخيرية التي تعود بالمنفعة على المدينة، كما افتتح مدرسة بماله الخاص في "ريو دي جانيرو" وهو يديرها حاليا ليتمكن الأطفال من الدراسة، هذه المدرسة تقوم بتمويلها الجمعيات الخيرية.
لم يحقق كأس العالم لكنه نالها في كرة القدم الشاطئية
مثله مثل ألفريدو دي ستيفانو، جورج بيست، أوزيبيو، فيرنيك بوشكاش، يوهان كرويف وميشال والعديد من الأساطير، حرم زيكو لذة الاحتفال بأغلى وأفضل لقب وهو كأس العالم، لكنه عكس هؤلاء الأساطير تمكن من تحقيقه لكن خارج كرة القدم، وحدث ذلك في كرة القدم الشاطئية، حيث وعقب اعتزاله نهائيا انضم في 1995 إلى المنتخب البرازيلي لكرة القدم الشاطئية، وحقق بطولة العالم في نفس السنة، ولم يكتف بذلك بل حقق كأس أمريكا في نفس الرياضة عامي 1995 و1996، أما على المستوى الفردي فكان هداف بطولة العالم لكرة القدم الشاطئية في 1995 بـ 12 هدفا، وحاز على جائزة أفضل لاعب فيها ولا يزال إلى غاية الآن يمارس هذه الرياضة رفقة العديد من أصدقائه.
__________________
البطاقة الفنية
الاسم: آرثر أنتونيس كويمبرا الملقب زيكو
الجنسية: برازيلي، برتغالي
تاريخ الميلاد: 3 مارس 1953
مكان الميلاد: ريو دي جانيرو (البرازيل)
الفترة كمحترف: 1971 إلى 1994
المنصب: وسط ميدان هجومي
مشواره مع فئة الشباب
فلامينغو: 1967-1971
مشواره كمحترف
فلامينغو: 1971-1983
أودينيزي: 1983-1985
فلامينغو: 1985-1989
سوميتومو ميتالز: 1991-1994
كاشيما أنتلرز: 1992-1994
المشوار مع المنتخب
البرازيل: 1976-1988
المشوار كمدرب
كاشيما أنتلرز: 1999
اليابان: 2002-2006
فينرباتشي: 2006-2008
بونيوكدور: 2008
سيسكا موسكو: 2009
أولمبياكوس: 2009-2010
العراق: 2011-2012
الغرافة: 2013-2014
غوا:2014-2016
إعداد: م.ملاخسو
كلمات دلالية :
زيكو، البرازيل، الهدّاف