كل ذلك من أجل مساندة القضية الجزائرية والانضمام إلى بقية أطياف الشعب الجزائري...
بومزراق، اللاعب والمدرب صاحب فكرة تأسيس منتخب "FLN"
يعتبر محمد بومزراق الرأس المدبر لفكرة تأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني وذلك بعد صدور قرارات مؤتمر الصومام سنة 1956 التي أصرت على ضرورة إنشاء تنظيمات تابعة للجبهة، بالتالي وجد بومزراق نفسه يُفكر في هذا الأمر بعد حضوره المهرجان العالمي للطلاب والشباب بالعاصمة الروسية موسكو في سنة 1957، حيث اتصل لاحقا بالمرحوم مختار لعريبي وإتفقا على تأسيس منتخب "FLN" وهي الفكرة التي بدأت تصل للاعبين الجزائريين الناشطين في الدوري الفرنسي حينها تواليا، وأشرف بومزراق على العارضة الفنية لهذا المنتخب، كما نشط كلاعب أيضا، وهو الذي درب بعض الأندية الفرنسية قبلها مثل لومان وكولمار.
لعريبي من المؤسسين وخطط مع كرمالي، معوش وبن تيفور لمجيء اللاعبين
بدأت الفكرة من بومزراق، ليسانده المرحوم مختار لعريبي الذي كان مدربا ولاعبا مع منتخب الجبهة، وهو أحد المؤسسين لهذا المنتخب رفقة أسماء أخرى مثل محمد معوش، عبد الحميد كرمالي وعبد العزيز بن تيفور، فهولاء اللاعبين كانوا وراء التخطيط لكيفية مجيء اللاعبين الجزائريين الناشطين بفرنسا قصد الإلتحاق بمنتخب الجبهة، وكان على رأس أوائل الهاربين من فرنسا مصطفى زيتوني، قدور بخلوفي والحارس عبد الرحمن بوبكر وهو الثلاثي الذي كان ينشط مع موناكو، بالإضافة إلى عمار رويعي الذي كان لاعبا في صفوف أونجي، وجاء التخطيط لإلتحاق اللاعبين عبر 3 أفواج، فوج من روما يقوده بن تيفور، فوج بروكسل يقوده معوش بالإضافة إلى فوج سويسرا بقيادة لعريبي.
مخلوفي وزيتوني الثنائي الذي فرط في مونديال 1958
كان المنتخب الفرنسي في تلك الحقبة يضم في صفوفه بعض اللاعبين الجزائريين، في مقدمتهم رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني وهو الثنائي الذي كان بإمكانه أن يشارك في نهائيات كأس العالم التي جرت بالسويد سنة 1958، لكنهما هربا من فرنسا وإلتحقا بتونس للإنضمام إلى منتخب جبهة التحرير الوطني، وبالتالي سقط إسميهما من القائمة المعنية بخوض المونديال، الأمر الذي شكل ضربة موجعة بالنسبة لـ"الديكة"، فالمدافع زيتوني الذي كان ركيزة إلى جانب مخلوفي الذي ساهم في تأهل فرنسا إلى المحفل العالمي وقتها، علما أن عناصر أخرى أيضا حملت قبلها ألوان "الديكة" في صورة بن تيفور، إبرير وبراهيمي.
الدوري الفرنسي ضيّع عناصر كثيرة في آن واحد
تم التخطيط بدقة لهروب جماعي للاعبين الجزائريين من فرنسا قصد الإلتحاق بـ تونس والإنضمام إلى منتخب الجبهة، فإذا كان الكثير منهم تمكن من مخادعة الشرطة الفرنسية والمرور عبر الحدود، فإن بعض الأسماء لم يُكتب لها المجيء في الدفعة الأولى إلى تونس خلال شهر أفريل 1958 بعدما اعتقلتها الشرطة، بينها محمد معوش الذي كان واحدا من المؤسسين والمعنيين بالتخطيط لقدوم اللاعبين، لكنه إلتحق بمنتخب الجبهة في نوفمبر 1958، ويعتبر بوبكر، زيتوني، رويعي وبن تيفور الفوج الأول الذي وصل إلى تونس، قبل إلتحاق فوج آخر يضم مخلوفي، لعريبي، كرمالي وعبد الحميد بوشوك، وكلهم لاعبين كانوا ينشطون في أندية فرنسية محترمة.
لاعبون كبار لبوا النداء ولم يتوانوا في المجيء
إلتحق اللاعبون الجزائريون تواليا بمنتخب جبهة التحرير آنذاك، فبعد الأسماء المذكورة في البداية، فإن آخرين لبوا نداء الوطن لاحقا وإنضموا إلى صفوف ثورة التحرير عن طريق منتخب "FLN"، على غرار الحارس عبد الرحمن إبرير الذي سبق له حتى حمل ألوان منتخب فرنسا وهو حارس سابق لأندية بوردو، تولوز وأولمبيك مرسيليا، كما التحق أيضا من الأندية الفرنسية، دحمان دفنون، محمد وعبد الرحمن سوخان، سماعين إبرير، شريف وحسين بوشاش، سعيد حداد، علي بن فداح، حسان شبري، سعيد براهيمي، أمقران وليكان، عبد القادر معزوز، عبد الكريم كروم، أحمد وجاني، بوجمعة بورطال وعبد الحميد زوبا، كما إنضم لاعبون آخرون من الدوري التونسي وحتى من أندية جزائرية.
العديد من صانعي تاريخ منتخب "FLN" وافتهم المنية
فارق العديد من صانعي تاريخ الكرة الجزائرية الحياة الدنيا في السنوات الماضية، بينهم مؤسس منتخب الجبهة وهو محمد بومزراق الذي توفي سنة 1969، إضافة إلى عبد العزيز بن تيفور الذي توفي في السنة الموالية، كما غادرنا المدافع الصلب مصطفى زيتوني هذه السنة وسبقه عبد الحميد كرمالي الذي وافته المنية سنة 2013، إلى جانب مختار لعريبي الذي قاد وفاق سطيف للقب الإفريقي وتوفي في 1989، كما توفي أيضا عبد القادر معزوز (1978)، سعيد حداد (1981)، عبد الرحمن إبرير (1988)، علي بن فداح (1993)، سعيد براهيمي (1997)، أحمد وجاني (1998)، عبد الرحمن بوبكر (1999)، عبد الحميد بوشوك (2004)، أمقران وليكان (2010) وعلي دودو (2014).
بومزراق أشرف على المنتخب طيلة 4 سنوات
ودامت فترة هذا المنتخب 4 سنوات كاملة، حتى نجحت الجزائر في نيل إستقلالها من الإستعمار الفرنسي، حيث أشرف المرحوم محمد بومزراق طيلة هذه الفترة على تدريب منتخب "FLN"، كونه يمتلك خبرة تدريبية في فرنسا وكان في مساعدته المرحوم مختار لعريبي الذي كان لاعبا في نفس الوقت، وتحسن مردود منتخب الجبهة مع مرور الوقت، خصوصا بعد إلتحاق كافة العناصر، وكانت التشكيلة المثالية في تلك الحقبة كالتالي: دودو، زيتوني، محمد سوخان، زوبا (أو دفنون)، بخلوفي، لعريبي (أو معوش)، بن تيفور، رويعي، كرمالي (أو وجاني أو عمارة)، عبد الرحمن سوخان ومخلوفي.
تشكيلة منتخب "FLN" والأندية التي كانوا يلعبون لها قبل الإلتحاق:
عبد الرحمن بوبكر (موناكو)
علي دودو (إتحاد بونة)
عبد الرحمن إبرير (أولمبيك مرسيليا)
مصطفى زيتوني (موناكو)
قدور بخلوفي (موناكو)
دحمان دفنون (أونجي)
محمد سوخان (لوهافر)
شريف بوشاش (لوهافر)
سماعين إبرير (لوهافر)
عبد الله سطاطي (بوردو)
خالدي حمادي (الملعب التونسي)
مختار لعريبي (لانس)
سعيد حداد (تولوز)
علي بن فداح (أونجي)
رشيد مخلوفي (سانت إيتيان)
محمد بومزراق (لومان)
جمال بورطال (بيزييرس)
عمار رويعي (أونجي)
حسان شبري (موناكو)
عبد العزيز من تيفور (موناكو)
عبد الحميد كرمالي (ليون)
عبد الحميد بوشوك (تولوز)
سعيد براهيمي (تولوز)
محمد معوش (ريمس)
أحمد وجاني (لانس)
أمقران وليكان (نيم)
عبد الرحمن سوخان (لوهافر)
عبد العزيز معزوز (نيم)
محمد بوريشة (نيم)
عبد الكريم كروم (تروا)
حسين بوشاش (لوهافر)
سعيد عمارة (بيزييرس)
عبد الحميد زوبا (نيور)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مباريات منتخب جبهة التحرير من "الألف" إلى "الياء"
تحصل منتخب جبهة التحرير الوطني على الضوء الأخضر من بلدان حليفة وصديقة للثورة الجزائرية من أجل خوض مباريات دولية، تساهم في إيصال كلمة الحق وصرخات الجزائريين المطالبين باستقلالهم إلى مختلف أرجاء المعمورة، فكانت صولات وجولات زملاء رشيد مخلوفي متميزة، سواء في تونس التي اتخذت ديارا للاستضافة، أو بعيدا في أوروبا شمالا وآسيا شرقا.
عدد اللقاءات غير متفق عليه والأرجح أنها 83
العدد الإجمالي للمباريات التي خاضها فريق الجبهة الوطني يبقى موضوع اختلاف، فبين من يقول أنها في حدود 64 مواجهة أمام منتخبات وأندية، يبقى الأرجح ذاك الذي يقدمه ميشيل نايت-شلال في كتابه، والذي يعطي نتائج أكثر تفصيلا لمباريات فريق الجبهة التي لعبها ويؤكد أن الفريق لعب 83 مباراة، فاز في 57 منها، تعادل في 14 و12 انتهت في غير صالحه، كما سجل منتخب جبهة التحرير الوطني 349 هدفا وتلقى 119، ما يجعل أرقامه مبهرة وتستحق الاحترام والفخر الشديدين من الجيل الحالي.
الانطلاقة بفوز على تونس
في الفتح جوان 1957، رأت لقاءات منتخب جبهة التحرير الوطني النور من العاصمة التونسية وأمام المنتخب المضيف، وذلك تأكيدا من الجارة الشرقية على دعمها الشديد للثورة الجزائرية، فهناك نشأ منتخب FLN، استعد للقاءات وخطط لكل الخطوات التي تلي. ولعب أول منتخب بمثل الجزائر بقائمة تخلوا من النجوم الذين التحقوا فيما بعد من الدوري الفرنسي، تحديدا خلال سنتي 1958 و1959، ورغم ذلك حقق الثوار فوزا جيدا على تونس بهدفين لهدف.
صالوا وجالوا بين شرق أوروبا، آسيا وتونس كانت المأوى
حتى مع القيود الدولية المفروضة على أفراده ومحاولات فرنسا ثنيهم ودفع المنافسين إلى الامتناع عن مواجهتهم، قابل فريق جبهة التحرير الوطني خلال السنوات الأربع الرسمية من وجوده، عدة أندية من مدن أوروبية وآسيوية كثيرة، كما لعب الفريق أيضا ضد فرق وطنية أولى، فئات شابة وحتى المنتخبات العسكرية، كما سافر أعضاء الفريق كثيرا من بلد لآخر خلال فترات قصيرة للعب مباريات، وفي كل مرة يعودون إلى تونس، حيث أقاموا معسكرهم بدعم شديد من السلطات التونسية آن ذاك. منتخب FLN لعب مباريات عديدة خلال رحلاته، قسمها الخبراء إلى 3 جولات رئيسية سنأتي على عرضا.
جولة أوروبا الشرقية (الأولى): ماي – جوان 1959
جولة للاعبين في أوروبا الشرقية بين ماي إلى وجوان 1959 شهدت أول خرجات لرفقاء رشيد مخلوفي إلى أوروبا، حيث وجدوا في شرقييها الدعم الشديد للثورة سيما وأن البلدان هناك كانت اشتراكية معارضة لتوجهات القوى الاستعمارية وعلى رأسها فرنسا. لاعبو FLN لعبوا خلال جولتهم هذه حوالي العشرين مباراة في بلغاريا، رومانيا، المجر، بولونيا والاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، وكانت البداية من العاصمة البلغارية صوفيا.
جولة جنوب شرق آسيا: أكتوبر – ديسمبر 1959
ثاني خرجات منتخب جبهة التحرير إلى دول غير عربية كانت صوب جنوب شرق آسيا، أين يوجد أكبر معسكر إشتراكي في العالم، حيث أجروا جولة هناك من أكتوبر إلى غاية ديسمبر 1959، تخللتها 11 مباراة في الصين وفيتنام، والبداية من الصين أين خاضوا 5 لقاءات في مدن بكين (لقاءين)، غوانزو، شنغهاي وتايجين، ثم تحولوا إلى الهند الصينية (فيتنام حاليا) ولعبوا 6 لقاءات أخرى، علما أنهم فازوا بكل اللقاءات في تلك الجولة عدى تعادل واحد وهزيمة في الصين.
جولة أوروبا الشرقية (الثانية): ماي – جوان 1959
وقام منتخب جبهة التحرير بجولة جديدة قادته إلى أوروبا الشرقية كانت الأطول على الإطلاق من مارس إلى غاية جوان 1961، حيث أجرى خلالها 21 مباراة في كل من يوغوسلافيا، بلغاريا، رومانيا، المجر، تشيكوسلوفاكيا. وعرفت الجولة الثانية إلى أوروبا الشرقية الفوز التاريخي على منتخب يوغوسلافيا في ملعب بلغراد، حيث حقق رفقاء مخلوفي نتيجة قياسية وصلت إلى (6-1) أمام أحد أقوى المنتخبات الأوروبية آن ذاك.
جولات عربية ومغاربية
سافر أعضاء منتخب FLN على فترات متقطعة إلى بلدان عربية ومغاربية أين خاضوا عددا من المباريات تعبر عن التكاتف فيما بينهم والدعم الكبير للقضية الجزائرية، ففضلا عن التباري في تونس أمام أندية ومنتخبات في 8 لقاءات أو أكثر، تنقل المنتخب إلى المغرب ولعب هناك 7 مباريات كاملة، إضافة إلى تنقله صوب ليبيا أين لعب ما بين 8 ولقاءين، حيث يوجد خلافا في تصنيف بعض اللقاءات، كما تنقل المنتخب أيضا إلى العراق وأجرى 6 مباريات، ومر قبلها بـ الأردن أين لعب 3 أو 4 لقاءات.
"FLN" لعبوا أمام 80 و90 ألف مناصر
قد يضن البعض أن منتخب جبهة التحرير الوطني رأى النور في وقت كانت كرة القدم لا تعرف حضورا كبيرا كوقتنا الحالي، إلا أنهم مخطؤون، فالفترة ما بين خمسينات وستينات القرن الماضي شهدت اهتماما منقطع النظير بالساحرة المستديرة. ويشهد التاريخ أن أول منتخب جزائري لعب أمام مدرجات مملوءة وفي ظل حضور جماهيري قياسي، فلقاءهم الذي فازوا فيه بـ6-1 لعب في بلغراد أمام منتخب يوغوسلافيا أمام 80 ألف مناصر، والعدد كان أكبر في رومانيا أمام منتخب مدينة بيترولول، إذ وصل الحضور إلى 90 ألف في الملعب الوطني بـ بوخارست.
وانتصروا بحصص قياسية
رغم الظروف المحيطة الصعبة، من خلال لعبهم بعيدا عن أرض الوطن وفي بلدان تشهد نموا في رياضة كرة القدم، حقق منتخب جبهة التحرير الوطني انتصارات قياسية وصلت إلى 13 هدفا دون رد في الأردن، 11 هدفا نظيفا في كل من فيتنام، 10 في العراق، 8 في مرمى تونس و7 في شباك المغرب، كما لا يمكن التغاضي عن نتائجه الباهرة على أندية ومنتخبات أوروبية، حيث فازوا بـ6 على المنتخبين السوفييتي واليوغوسلافي.
زاروا أكثر من 50 مدينة عبر العالم وحققوا نصرا كبيرا للثورة
الدور المتميز لمنتخب جبهة التحرير الوطني كان حتما الدعاية للثورة عن طريقة رياضة يعشقها الجميع، وبالفعل قاموا بذلك من خلال زيارة أكثر من 50 مدينة في 13 بلدا، واللافت أن لذلك دور بارز في استقلال الجزائر من خلال تصويت 12 بلدا زاره ذلك المنتخب التاريخي لصالح الاستقلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة.
قائمة المباريات التي لعبها منتخب جبهة التحرير (حسب كتاب نايت شلال):
جنسية الفريق
بلغاريا
المجر
العراق
الأردن
ليبيا
المغرب
فيتنام
بولونيا
رومانيا
تشيكوسلوفاكيا
تونس
الإتحاد السفياتي
يوغوسلافيا
الصين
عدد المباريات
9
6
6
4
8
6
5
1
7
8
8
5
5
5
الإنتصارات
2
3
6
4
7
6
5
0
2
6
7
2
3
4
تعادل
4
2
0
0
1
0
0
1
4
0
1
1
1
1
الخسارة
3
1
0
0
0
0
0
0
1
2
0
2
2
0
سجل
21
31
34
34
34
33
28
4
21
34
29
14
12
18
تلقى
16
18
5
1
5
5
2
4
18
12
4
11
12
8
الفارق
+5
+13
+29
+33
+29
+28
+26
0
+3
+22
+25
+3
0
+10
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخلوفي: "منتخب جبهة التحرير جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائر"
يُعد رشيد مخلوفي من أبرز لاعبي جبهة التحرير الوطني وأكثر موهبته علما وأنه كان نجما كبيرا في نادي سانت إيتيان قبل أن يُلبي نداء الوطن، مخلوفي وتصريحات صحفية يكشف عن كيفية تشكيل المنتخب وأيضا الدور الذي لعب حينها في بعث نفس جديد للثورة الجزائرية من خلال التعريف بها في جميع أقطار المعمورة.
"كنا قادرين على لعب كأس العلم لكننا فضلنا مساعدة الجزائر"
وكشف رشيد مخلوفي في تصريحاته بانه فضل رفقة بقية الاعبين التضحية بمشوارهم الإحترافي في فرنسا من أجل دعم القضية الجزائرية، لاعب سانت إيتيان السابق قال في السياق: "منتخب جبهة التحرير هو جزء من تاريخ الجزائر, لقد لعب دورا بارزا ومهما في الثورة التحريرية من خلال حرص لاعبيه على التعريف بالقضية الوطنية عبر مختلف أنحاء العالم، ففي وقت كان الاستعداد فيه على أوجه لنهائيات كأس العالم لكرة القدم لسنة 1958 غادر عشرة لاعبين جزائريين محترفون هم في قمة العطاء مع أنديتهم الفرنسية في سرية تامة, للالتحاق بتونس التي أصبحت معقلا لهم للشروع في "الجهاد الرياضي".
"لقد كنا جنودا قبل أن نكون لاعبين ولم نهرب من أجل ممارسة الكرة"
"وعن الاهداف التي كان يصبو اليها رفقة بقية الاعبين من وراء الانضمام الى فريق جبهة التحرير الوطني ، أضاف رشيد مخلوفي قائلا: "لقد كنا جنودا قبل أن نكون لاعبين هذا أمر مهم يجب أن يعلمه الجميع فهروبنا لم يكن من أجل ممارسة لعبة كرة القدم بحد ذاتها بل لإبلاغ رسالة واضحة و محددة لفرنسا وهي أن الشعب الجزائري كله وراء ثورته".
"كل لاعب لديه مؤهلات خاصة لكننا كنا نكمل بعضنا البعض"
وعن كيفية التعايش بين المجموعة خصوصا وأن العناصر لم تكن تعرف بعضها جيدا من قبل، أردف مخلوفي قائلا: "كنا نكمل بعضنا البعض الأكيد أن كل واحد منا كانت له خصوصياته و نقاط قوته ومهاراته, لكن عامل واحد كنا نتقاطع عنده جميعنا وهو الوطنية المتجذرة فينا و حبنا اللامشروط لوطننا الجزائر. هذه العوامل هي التي صنعت قوتنا ومكنتنا من لعب كرة جميلة بشهادة الجميع وكم كانت فرحتنا كبيرة كلما أدركنا أن رسالتنا الحقيقية كانت تتمثل في الدفاع عن ألوان العلم الوطني في المقام الأول".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حادثة رفض رفع العلم في بولونيا
عرفت مباراة منتخب جبهة التحرير الوحيدة في بولونيا حدثا خاصا، لما رفض المنتخب
المضيف في البداية رفع العلم الجزائري، إذ لم يرغبوا في المخاطرة باستبعادهم من الفيفا أو التصعيد مع فرنسا، لكن في الأخير لعبت المباراة ورفع العلم الجزائري، ولكن بدون احتساب نتيجتها التي انتهت بالتعادل أربع أهداف في كل شبكة. وأبهر اللاعبون بتمسكهم برفع العلم الوطني وعزف النشيد أينما حلوا، رغم عدم وجود علم أو نشيد رسميين آنذلك.
الصين أرادت الاستفادة من خبرة "FLN" في معهدها الرياضي
دعت الصين منتخب جبهة التحرير للبقاء ثلاثة أسابيع أطول مما كان مخططا له بالعاصمة بيكين خلال جولة جنوب شرق آسيا، والسبب كان رغبتهم في أن ينقل الجزائريون مهاراتهم للمدربين المحليين في معهد الرياضة الوطني في بكين، سيما بعد أن أبهروهم بمستواهم الراقي والذي يعادل أعتا المنتخبات العالمية في تلك الفترة، وبالفعل كان للصين ما أرادت وقامت بأخذ الكثير من خبرات لاعبين محترفين متميزين كانوا يصنفون ضمن خيرة نجوم الكرة في القارة الأوروبية، ولولا الإستعمار لقادوا منتخب بلدهم الأصلي للذهاب بعيدا في المسابقات الدولية.
"FLN" حضر مباراة للبوندسليغا
في رحلة العودة من سفرية من جنوب شرق آسيا، وأثناء توقف فريق جبهة التحرير الوطني في ألمانيا قبل التنقل إلى تونس، تلقوا دعوة من ممثلي نادي إنتراخت فرانكفورت لحضور مباراة تابعة لدوري البوندسليغا بصيغته الحالية كضيوف شرف، وبالفعل لبى اللاعبون النداء وكانوا حاضرين بتاريخ 27 ديسمبر 1959 بـ "ريديرفالدستاديون"، وانتهت تلك المباراة بفوز فرانكفورت 4-1 أمام كارلسروه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعضهم فضل البقاء في الجزائر...
بن بلة رخص للاعبي "جبهة التحرير" بالعودة للعب في فرنسا بعد الإستقلال
عبر بعض لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني بعد إنتهاء الثورة التحريرية عن رغبتهم في العودة إلى فرنسا من أجل إستئناف مسيرتهم الكروية مع أنديتهم، سيما من كانوا قادرين على مواصلة العطاء وقتها، لكن الوضعية السياسية المعقدة التي كانت تربط السلطات الجزائرية بنظيرتها الفرنسية وقتها جعلتهم يتخوفون من إمكانية معارضة السلطات السياسية في الجزائر للفكرة، لكن من حسن حظهم أن رئيس البلاد وقتها كان أحمد بن بلة الرجل الرياضي الذي سبق له اللعب رفقة أولمبيك مرسيليا نهاية سنوات الثلاثينات، حيث وافق على طلب اللاعبين الراغبين في العودة لـ فرنسا ومنحهم جوزات سفر جزائرية لهذا الغرض.
مخلوفي: "بن بلة وافق على طلبي وقال لي لم نحارب 8 سنوات للحد من حرية الجزائري"
كشف رشيد مخلوفي نجم فريق جبهة التحرير في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام الفرنسية عن كواليس عودته إلى ناديه سانت إيتيان بعد نهاية الثورة التحريرية المجيدة، حيث أشار إلى تنقله إلى قصر الرئاسة للتعبير عن رغبته في حمل قميص "السانتي" مجددا واللعب في الدوري الفرنسي، وقال موضحا: "عند الإستقلال كنت أبلغ من العمر 26 سنة وكان أمامي سنوات طويلة للعب، في سنة 1963 ذهبت لمقابلة الرئيس بن بلة لأطلب منه الترخيص بإستئناف مسيرتي الكروية في فرنسا، رده كان إيجابيا وقال لي هل تعتقد يا رشيد أننا حاربنا لـ 8 سنوات وفي الأخير نحد من حرية الجزائري؟ لقد منحني جواز السفر من أجل الذهاب إلى فرنسا".
إمكاناتهم الكبيرة جعلت أنصار أنديتهم يتبنوهم من جديد
وكانت عودة اللاعبين الجزائريين 13 الذي فضلوا النشاط في فرنسا مجددا بعد الإستقلال شبه عادية، حيث لم تسجل أي تجاوزات في حقهم من طرف الأنصار أو الطواقم الفنية والإدارية، سيما أن هؤلاء كانوا يعلمون جيدا حجم إمكانات اللاعبين الجزائريين والإضافة التي سيقدمونها لأنديتهم، فـ مخلوفي مثلا الذي إستقبل ببرودة من أنصار سانت إيتيان في أول مباراة سرعان ما حظي بالتصفيقات والأهازيج مع لمسه أول كرة، وعمار رويعي لاعب لاعب أونجي الذي تحصل عند عودته على مستحقاته العالقة وحظي بإستقبال جيدة من إدارة ناديه، وحتى عبد الله سطاطي الذي إعتذر لرئيس بلدية بوردو على طريقة مغادرته النادي وجد تفهما من هذا الأخير الذي رد عليه قائلا: "قمت بواجبك فقط".
بن تيفور وزيتوني واصلا مشوارهما في الجزائر
وفضل بقية لاعبي فريق جبهة التحرير البقاء في الجزائر وعدم العودة إلى فرنسا، حيث قرر بعضهم إعتزال لعب كرة القدم والتوجه لمهنة التدريب أو إمتهان وظيفة أخرى، فيما بقي بعضهم متمسكا باللعب في الدوري الجزائري الذي إنطلق وقتها، فـ عبد العزيز بن تيفور إنضم وقتها لإتحاد الجزائر كلاعب ومدرب في نفس الوقت وتوج معه بلقب أول دوري جزائري، فيما إلتحق مصطفى زيتوني رائد القبة الذي أدى معه مشوارا مشرفا في السنوات القليلة التي تلت الإستقلال بوصوله لنهائي كأس الجزائر، مثله مثل عبد الرحمن بوبكر زميله السابق في موناكو الذي حمل قميص مولودية الجزائر قبل أن يدافع عن ألوان الغريم إتحاد الجزائر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلط الضوء على إلتحاقه بفريق "جبهة التحرير"
وثائقي "متمردو كرة القدم" أشاد بوطنية مخلوفي وحسه التحرري
لم يتقصر الإهتمام الإعلامي بقصة فريق جبهة التحرير بوسائل الإعلام الجزائرية فقط بل أثار إعجاب عدة إعلاميين من خارج فرنسا وكان محل دراستهم، مثلما كان عليه الحال في وثائقي "متمردو كرة القدم" الذي سلط الضوء على رشيد مخلوفي الذي وضع مشواره الكروي على المحك بإتخاذه قرار تمثيل الثورة الجزائرية والإلتحاق بفريق جبهة التحرير الوطني، حيث كانت قصة مخلوفي واحدة من القصص الخمسة التي عرف بيها الوثائقي الفرنسي الجمهور العريض، إلى جانب قصص لاعبين آخرين إستعملوا كرة القدم لأغراض سياسية نبيلة مثل سقراطس، باسيتش، كاسزلي ودروغبا.
كانتونا (دولي فرنسي سابق): "لا نمثل أي شيء مقارنة بـ مخلوفي والبقية"
وفي ذات السياق، عبر إيريك كانتونا النجم السابق لـ مانشستر يونايتد والمنتخب الفرنسي شهر مارس الفارط عن تقديره الكبير للشخصيات الخمسة التي سلط عليها الوثائقي الضوء، حيث أشاد اللاعب الفرنسي الذي ساهمت شركته الإعلامية في إنتاج وثائقي "متمردو كرة القدم" بتلك الشخصيات ورفض إجراء أي مقارنة بينهم وبين اللاعبين الحاليين، وقال كانتونا عند عرض الوثائقي بإحدى قاعات مدينة ليون الفرنسية: "اللاعبيون الذين ركز عليهم الوثائقي خاطروا بحياتهم ومشوارهم للدفاع عن أفكارهم، قيمهم وحريتهم، نحن لا نمثل أي شيء مقارنة بهم، شخصيا لست متأكدا أنني كنت أقوم بنفس أفعالهم لو كنت مكانهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسبب إلتحاق خماسيه بفريق "جبهة التحرير"..
موناكو يعتبر الثورة الجزائرية من أسباب خسارته لقب 1958
لا يجد نادي إمارة موناكو حرجا في الكشف عن الأسباب التي أدت إلى خسارته لقب الدوري الفرنسي لموسم 1957-1958 الذي أنهاه في المرتبة الثالثة، حيث يشير عبر موقع الإلكتروني الرسمي إلى تأثر الفريق الأول بمغادرة الخماسي مصطفى زيتوني، عبد العزيز بن تيفور، عبد الرحمان بوبكر، قدور بخلوفي وحسان شبري، ووصف ذلك الموسم على موقع النادي الرسمي بالكلمات التالية: "كان الفريق مهيئا لمنافسة أفضل أندية فرنسا في ذلك الموسم، لكن للأسف الثورة الجزائرية حرمت موناكو من عدة لاعبين متألقين فضلوا الدفاع عن قضيتهم، لقد غاب بخلوفي، بوبكر، شابري، بن تيفو وزيتوني لأشهر طويلة وإكتفى الفريق بالمرتبة الثالثة في الدوري الفرنسي والوصول لنصف نهائي كأس فرنسا".