لكن ما يصعب فهمه كثيرا هو أن برشلونة انهزم بعدما كان متقدما بهدف لصفر، وبعدما كان يستمتع بتحكمه في اللقاء وجاءته فرص حتى للتقدم بثلاثية نظيفة على الأقل، قبل أن يقلب النادي الإنجليزي عليه الطاولة.
هذه الخسارة في ملعب "الاتحاد" ليس لها نتائج سيئة مباشرة من الناحية الرياضية، فالنادي "الكتالوني" سيتخطى دور المجموعات ويتأهل للدور المقبل من منافسة دوري أبطال أوروبا، وعلى الأرجح في المركز الأول، ولن يحدث عكس ذلك إلا بوقوع كارثة لا يمكن تخيلها.
صحيح هزيمة الثلاثاء ليس لها عواقب ملموسة مباشرة، لكنها تشكل مصدر قلق واضح، بطل "الليغا" كان مسيطرا بشكل جيد أمام منافس بدا مترنحا في الشوط الأول ينتظر فقط الضربة القاضية، وهنا وقع برشلونة في أكبر خطيئة في عالم المستديرة، وهي الاعتقاد أن المهمة أنجزت، فبدأ التراخي وبدأت عاصفة مانشستر سيتي على إثر خطأ فادح من سيرجي روبيرتو والمرحلة الأولى لم تلفظ بعد أنفاسها الأخيرة.
بعدها لعبت البارصا بسلبية وحصل الفريق الإنجليزي على المكافأة التي يستحقها بالنظر لما أخرجه من قدرات تنافسية، ولفهم كيف جاء نصر "السيتي" يمكن العودة لما قاله بيب غوارديولا في الندوة الصحفية قبل المواجهة، حيث صرح أن مباراة الثلاثاء بالنسبة لهم هي بمثابة النهائي.
فعلا لقد لعب السيتي بجدية وكأنه في نهائي، وعادة ما يوفق النادي الذي يلعب بهذه العقلية، على العكس من ذلك برشلونة بدأ اللقاء مثلما يريد ويشتهي، لكن أنهاه بخاطر مكسور، الخطير كذلك بالنسبة لأشبال إنريكي هو الكم الهائل من الكرات التي تم تضييعها، ذلك قد يرجع للعمل الجيد والضغط الذي قام به لاعبو "السيتي"، وهو أمر يدعو للتفكير والمراجعة.
الهزيمة في النهاية ليست بالكارثية لكن برشلونة ضيع فرصة ذهبية لبعث رسالة قوبة لبقية المنافسين.
كلمات دلالية :
برشلونة، غوارديولا، مانشستر سيتي