"أورو" 2012، مونديال 2014 وأخيرا "أورو" 2016 لأن عقده انتهى مع نهاية الدورة، واستقالته قبل 48 ساعة عن نهايته لم تكن لتغير أي شيء من حقيقة أن إنجلترا مهد كرة القدم خرجت مطأطئة الرأس وبهزيمة مذلة أمام بلد لمس الكرة لأول مرة بعد 74 سنة من أول لقاء لـ إنجلترا، وتأهل لأول مرة في تاريخه لمسابقة كبرى بعد 144 سنة من أول ظهور لـ "الأسود الثلاثة".
لكن قبل الحديث عن الخروج المذل علينا أن نعود للخطأ الأول الذي ارتكبه هودسون في هذه الدورة وهو اللعب بخطة 4-3-3 التي استقر عليها في آخر مباراة ودية قبل النهائيات وكانت أمام البرتغال، وهذا خطأ في حد ذاته لأنه يدرك بأنها خطة لا تتناسب ونوعية لاعبيه وطريقة الكرة الإنجليزية، والخطأ الثاني استمراره بها بعد أن قال الجميع إنها ليست الخطة المناسبة ويبدو أن "العجوز" كان يريد أن يتحدى الإعلام، قدامى اللاعبين والمدربين وحتى الجماهير، وإن كان من الطبيعي ألا يتدخل أي شخص في عمل المدرب لكن الكل شاهد أن الخطة لم تكن مناسبة لـ إنجلترا، إلا أنه رفض الرضوخ والعودة لخطة 4-2-3-1 التي لعب بها أغلب مباريات التصفيات وهي الطريقة الأنسب، وأي خطة أخرى كانت لتكون أفضل من 4-3-3 التي لا يزال الجميع محتارين من سبب اختيارها، وهل هودسون كان في وعيه لما اختار هذه الخطة؟.
العيب طيلة السنوات الأربع الماضية والدورات الثلاث التي لعبها "الأسود الثلاثة" كان في هودسون وليس في اللاعبين، لأن الكثير من المحللين والعارفين بشؤون الكرة الإنجليزية لم يترددوا في الحديث عن حظوظ منتخبهم في الذهاب بعيدا في "الأورو"، إذا لم يصطدموا بمنتخب قوي، لكن هودسون سقط أمام أيسلندا بلاد "البراكين" لأنه كان يفكر في كيفية تجاوز فرنسا تحت أنظار الباريسيين، وخطة 4-3-3 هي التي كشفته أخيرا وجعلته يترك المنتخب مجبرا، لأنه في السابق لم يكن هناك ما يدفعك للشك في هودسون أو مهاجمته وهو الذي قاد إنجلترا لربع نهائي "أورو" 2012 وخرج أمام إيطاليا التي لعبت النهائي بركلات الترجيح، والكل يعرف تاريخ إنجلترا معها، كما قاد المنتخب للتأهل إلى مونديال 2014 في صدارة مجموعته من دون أي هزيمة، وفي النهائيات وجدت له الأعذار لأنه سقط في مجموعة الموت، كما قاد "الأسود" للتأهل إلى "الأورو" الأخير بـ 10 انتصارات أي بالعلامة الكاملة، لكن إصراره على خطة 4-3-3 ضيع عليه حلم قيادة المنتخب إلى غاية مونديال 2022 الذي قال عنه في يوم من الأيام إنه هدفه الرئيسي وسيقود "الأسود" للفوز به.
كلمات دلالية :
هودسون، إنجلترا، أورو 2016، سيف نوادرية