كان علي أن أخرج لتهنئة هذا الرجل، ومنحه "قبلة" ديبلوماسية، رغم أني كنت من أشرس أعدائه في الفترة الماضية، وانتظرت كما انتظر الجميع سقوطه، لكنه ظهر أقوى مما توقعنا جميعا، وفاز واليوم علينا تهنئته بفوزه.
حديثي لن يقتصر على التهاني سيدي بارتوميو، لا تنتظر مني الكثير من كلمات المديح، فقد قررت اليوم العودة للكتابة عنك، فقط لأذكرك بأن المسؤولية في هذا الفريق صعبة وقد تجبرك على الانسحاب في منتصف الطريق، البعض يعتقدون أن الحصول على منصب الرئيس في نادي برشلونة هو إغراء وامتياز ولكن لا شيء من ذلك موجود.
فـ "البارصا" تجبر الرئيس دائما على ضمان النجاح والحصول على الألقاب لما تتوفر عليه من موارد مادية وبشرية، وكذلك في برشلونة أنت مجبر على صيانة معتقدات النادي التي تؤكد ضرورة العمل بكل ما تملك لإيصاله إلى قمة الهرم، صحيح أن العمل في صمت وعدم الالتفات إلى الصخب والجدل هنا وهناك مهم جدا، ولكن بالمقابل يجب عليك أن تفكر دائما وأبدا في برشلونة وفقط، عليك أن تلتفت إلى كل النواحي وليس فقط إلى الجانب الاقتصادي.
وهنا تبدو لي أنك مرتاح جدا كونك –مثل صديقك السابق روسيل- تنتقل بين الأرقام المالية مثلما تنتقل السمكة في الماء، عليك أن تتذكر جيدا أن برنامجك يهتم أكثر بالقضايا الاقتصادية على حساب نظيرتها الرياضية والاجتماعية، لكن لا علينا، ربما ستتدارك الأمور سريعا، ونرى سياسة جديدة في هذا الجانب.
عليك سيدي الرئيس العمل بشكل جدي وصريح مع مجموعة الرجال المحترفين في هذا الفريق، عليك منح الفرصة للجميع، عليك إبعاد برشلونة عن المشاكل والفوضى الإدارية التي عاشتها معك ومع روسيل، وهذا فقط ما قد يساعدك على إبقاء الفريق في القمة التي وصلها بفضل اللاعبين فقط، وفضل من وضعته "شماعة" لإخفاقاتك... بفضل زوبيزاريتا "المسكين".