نعم دونغا كان محقا، البرازيل كانت غارقة بسبب فشل الربان السابق لويس فيليبي سكولاري، والذي تاه بسفينة المنتخب في عاصفة المونديال، لكن هل نجح فعلا دونغا في إنقاذ البرازيل؟، هل أعاد لـ "السحرة" سحرهم؟، هل قدم ما يمكن القول أنه مفيد لهذا المنتخب؟، أم أن الأمر لم يتعد تصريحات ساخنة؟.
البرازيل لم تعد قادرة على تجاوز أكثر من ربع نهائي "كوبا أميركا"، إنها قمة "العار" بالنسبة لنا، الجميع أصبح يخجل من هذا المنتخب وما يقدمه في كل تظاهرة كبرى، لست هنا لأنتقد دونغا وأقول إنه السبب الرئيسي فيما يحصل، لكنه يعرف جيدا أنه أخطأ ويتحمل جانبا كبيرا من مسؤولية هذه النكسة الجديدة، فهو الذي انتقد سكولاري الصيف الماضي، وعليه اليوم أن يكون شجاعا ويخرج علينا ليقول إنه يتحمل مسؤولية الإقصاء أمام الباراغواي، والوجه القبيح الذي ظهر به منتخبه طيلة الدورة وليس في مباراة ربع النهائي فقط.
ومثلما أثبتت وقائع المشاركة الخجولة لـ "السيليساو" في بطولة الشيلي، أكدت أيضا أكثر من أي وقت آخر أن الكرة البرازيلية تعاني أزمة حقيقية، هناك نقص فاضح في المواهب الحقيقية الجديرة بارتداء قميص البرازيل، دونغا لم يكن قادرا على جمع 11 لاعبا يستحق لعب "كوبا أميركا" مع البرازيل، نعم أقول 11 لاعبا فقط، لأن جمع 23 لاعبا برازيليا بمستوى كبير أصبح قريبا من المستحيل هذه الأيام، لكن المؤكد أيضا أن دونغا لم يحسن التعامل مع من أخذهم إلى الشيلي، لقد أصر على لعبته المفضلة "الدفاع"، أصر على وضع البرازيل في الخلف والاعتماد على مشاكسات نايمار فقط في الهجوم، فرأينا في الأخير منتخبا برازيليا بلا هوية، يكتفي بهدف واحد أمام خصوم كانت تلعب من أجل تخفيف الأضرار أمامنا.