ووفي للنادي أكثر حتى من أبنائه، هذا ما يمكنني أن أواجه به الرئيس فلورنتينو بيريز لو صادفته هذه الأيام التي اشتعلت فيها قضية تجديد سيرجيو راموس مع ريال مدريد وأصبحت القضية رقم 1 في الساحة الإعلامية بـ أوروبا.
سأكون صريحا جدا في حديثي مع الرئيس الذي لا أشك تماما في ذكائه الكبير في التعامل مع هكذا قضايا شائكة، لكن الأمر واضح، راموس يريد الشعور بأنه شخص مهم داخل هذا الكيان، شأنه شأن نجوم النادي الآخرين، ولكم أن تتصوروا أن الفارق بين راتب راموس وبايل حاليا يفوق 5 ملايين أورو، نعم إنه رقم رهيب، يكفل وحده إعلان ثورة لاعب كان الأفضل بعد رونالدو خلال آخر 3 مواسم على الأقل.
لا شك أن علاج الخلاف الحالي بين راموس وبيريز لابد أن يشهد تضحيات من الجانبين، لكن القائد الثاني قدم ما قدم من تضحيات، أن تضع كل العروض الضخمة التي تصلك من كبار نوادي أوروبا جانبا، وتؤكد وفاءك التام لفريقك بمواصلة انتظار العرض المناسب لقيمتك الحقيقية، فهذه هي قمة التضحية التي تستحق التفاتة رائعة من الرئيس.
بيريز عليه أولا أن يضعه ظنونه حول ما يسميه البعض بـ "طمع سيرجيو" جانبا، لأن اللاعب له كل الحق في طلب ما يستحقه، وإذا رأى بيريز أن المدافع الذي أنقذ الريال يوما ما ووضعه على طريق العاشرة لا يستحق ما يستحقه، فهنا يمكنه أن يخرج ويقول "لا أريده هنا"، ووقتها سنرى كيف سيرد العارفون والعاشقون لهذا النادي العظيم على قرار الرئيس.
أخشى ما أخشاه أن نصل إلى هذه المرحلة، وبيريز وحده من يملك كلمة السر لتجاوز هذه الأزمة، عليه أن يستدعي القائد ويمنحه ما يريده، لأنه في حقيقة الأمر يستحق ما يريده وأكثر.