ممن يتناولهم المثل الإيرلندي الشهير الذي يقول: "يتمسكن حتى يتمكن" أعترف بأنني سلمت قبل اليوم بكل ما ذهب إليه أي رجل مرموق في هذا العالم حين قال بعد ترشح بلاتير لعهدة جديدة إن الملك سيبقى في عرشه لسنوات طويلة.
لكن يبدو أننا الآن على موعد مع الحلقة الأخيرة من مسلسل تراجيدي بني السيناريو فيه على فكرة الفساد المالي والإداري واختير السويسري بلاتير ليكون بطله من طينة زعيم "المافيا" الأميركي الشهير "آل كابوني".
بلاتير ذهب بالدور والفعل والممارسة إلى ما هو أكثر من ''آل كابوني'' بالفعل، ربما يقترب نموذجه من "العراب" في رائعة مارلون براندو، فتجارب الأيام والسنين التي أعقبت تربع مافيا العجوز السويسري على عصب الحياة في ملاعب العالم، أثبتت أنه قليل ذمة، فهو يلوك كلمة ديمقراطية آناء الليل وأثناء النهار، ويسهب في تبيان فضائل الانتخاب، ويدعو الشعوب الكروية إلى ممارسة حقها في الاختيار من دون ترهيب أو حتى ترغيب، لأنها يجب أن تمارس طقوس حقها وواجبها في غاية الشفافية.
لكنه في الواقع يقود واحدا من أعتى الديكتاتوريات في العالم، فهو لا يقبض على الكرسي ويمارس الاتجار بالمخدرات كما تفعل ثلة من زعماء أمريكا الجنوبية، ولا يزج بخصومه ومعارضيه في غياهب السجون حتى آخر قطرة نفس في حياتهم، إنه أكبر وأدهى وأمر من ذلك .
بلاتير الذي ناطح الدول واستخف بالشعوب طيلة 17 سنة كاملة، بات اليوم تحت رحمة الأمن الأمريكي، وأكاد أجزم بأنني لست الوحيد الذي كان الأسعد بما تناولته وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية حول وضع هذا الرجل تحت الرقابة للتحقيق معه، فهناك الآلاف إن لم نقل الملايين من الأشخاص في كل مناطق العالم ممن شعروا بنفس سعادتي أو أكثر لأنهم تضرروا كثيرا من ظلم هذا "الديكتاتور".
كلمات دلالية :
بيار مينيز