فقد انتابني كالجميع من مشجعي الريال شعور بالخوف على مصير الفريق في غياب "كرويف البلقان"، جميعنا يتذكر جيدا ما جرى منذ خرج مودريتش مصابا مع المنتخب الكرواتي، وغاب لأشهر عن الريال، ليغيب معه اللعب المنظم والأفكار المميزة، ويخسر "الميرنغي" عدة نقاط وعدة مباريات، لكن هذا الشعور لم يمنعني من التفاؤل قليلا بأن غياب مودريتش هذه المرة لن يكون بتأثير إصابته الأولى، وذلك لأسباب عديدة.
في المرة الأولى، كان أنشيلوتي يلعب مصدوما في ظل غياب نجمه الكرواتي، ولم يفهم كيف يجب أن يتعامل مع بعض التفاصيل، وخصوصا فيما يتعلق بعدم وجود أي لاعب يستطيع الخدمة في مكانه، لكن الآن أعتقد بأن هذه الثقافة موجودة لديه ولن تجعله يبدأ من الصفر بالتعايش مع غياب أهم لاعبي خط وسطه، هناك العديد من الحلول أمام الإيطالي التي كانت غائبة في نفس فترة غياب مودريتش الأولى.
الآن وإن استمرت الأحوال دون المزيد من الإصابات، فإن إيسكو يستطيع أن يشارك رودريغيز وكروس في خط الوسط، ووجود خيسي يؤمن الغطاء في التشكيل من النواحي الهجومية، "خايمي" عاد بشكل ممتاز من الإصابة، حيث يؤدي أدوارا تكتيكية وفنية مذهلة، كما أن إيسكو عاد لوعيه بعد إزاحة الهالة الإعلامية من حوله، وبات يحاول اللعب ضمن منظومة أكثر من لعبه للاستعراض وإثبات جودته.
أمر مهم آخر يجب الالتفات إليه، ويتعلق بفكر أنشيلوتي نفسه، فالمدرب الإيطالي عاد لتجريب خطة 4-4-2، وقد استخدمها أمام مالاغا، وخلال الشوط الثاني أمام أتلتيكو مدريد، تجريب هذه الخطة ليس كفيلا بحل مشكلة مودريتش، لكن فيه مؤشر إلى أن أنشيلوتي تحرر من حالة الجمود التي كان ملتزما بها، وبات مستعدا لتجريب أشياء جديدة من أجل ضمان بعض النتائج والتعامل مع بعض الظروف.
كلمات دلالية :
ريال مدريد