في تجربة يمكن القول بأنها كانت فاشلة على طول الخط، صفقة عودة "النينيو" لبيته القديم لم تكلف إدارة "الروخي بلانكوس" أكثر من دفع قيمة تذكرة الطائرة للاعب للعودة من ميلانو إلى مدريد، وكانت المفاوضات لإتمامها سلسة وسهلة جدا رغم أنها دامت عشرة أيام من الأخذ والرد بين الأتلتيكو وميلان.
الآن وبعد أن بات المهاجم المثير للجدل وصاحب لقب "أكبر كذبة في العالم" أخيرا في بيته القديم، ليعوض -نظريا- النجم الإيطالي أليسيو تشيرشي، على دييغو سيميوني الذي يعرف توريس جيدا، وهو الذي لعب معه موسمين في "الأتلتي" عندما كان "النينيو" شابا يافعا والأرجنتيني في آخر أيام مسيرته الكروية، عليه أن يدرك حقيقة هامة إن أراد الاستفادة من تويس، وهي الفترة الزمنية الواجب التركيز عليه فيها والتي يتألق فيها عادة ألا وهي بدايته مع أي ناد يلعب له .
التجارب السابقة لـ فيرناندو تؤكد بأنه يتألق بشكل ملفت للغاية في بداياته مع أي فريق، وهو ما حدث مع الأتلتيكو نفسه ثم ليفربول فـ تشيلسي وحتى المنتخب الإسباني (علما أن مسيرته الدولية به لم تنته بعد لكنها قد تنتهي إذا استمر على حاله هذه)، حيث تألق بشكل ملفت في البداية قبل أن يأخذ المنحني البياني منحى تنازليا بل وكارثيا في نهايته، حيث يمتلئ عادة بالمشاكل مع الزملاء والمدربين والإدارات على حد سواء، فالأفضل استغلاله حاليا، قبل أن يفسد مع الزمن لأن تاريخه مليء بالشواهد .
ربما يريد سيميوني الذهاب بعيدا والقيام بما عجز عنه الجميع بمساعدة توريس على استعادة بريقه الضائع، والتأكيد أنه مازال قادرا على تقديم أشياء جيدة في المستوى العالي، لكن كم يقال الطبع غلب التطبع لذلك فالأضمن التركيز على مرحلته الأولى إن أراد المدرب الشعور بأنه لم يغدر في صفقة صديقه القديم.