ولعل أهم ما يعاني منه الإعلام الرياضي المغاربي، الصدى السلبي لدى الطرف الآخر من المعادلة، والكلام هنا عام ويشمل الأغلبية وليس الكل... فمعظم العاملين في الرياضة، ينظرون إلى الإعلام والإعلاميين كأعداء يتربصون بهم ويصطادون أخطاءهم وعثراتهم...
دور الإعلام:
جاء في الأثر: رحم الله امرء أهدى إلي عيوبي، ومن هنا نقول إن الدور الأساسي للإعلام فضلاً عن نشر الأخبار، إنما هو كشف السلبيات لمعالجتها، وليس مجرد المديح والإطراء بمناسبة أو دون مناسبة.
والمؤسف أن يظن البعض أن الإعلام يعني تسليط الضوء على أي عمل يراه صاحبه أو مرسله إنجازاً وقد يكون واجباًَ؟! وبالتالي فإن الإشارة إلى السلبيات أو التقصير يدفع بالكثيرين إلى اتخاذ موقف سلبي من الإعلام، ورمي الاتهامات العشوائية...
وأحب أن أقول إنني في مسيرتي مع الإعلام لا أذكر أن أحداً ممن انتقدت أو كتبت أي ملاحظة أو رأي غير إيجابي، اتصل شاكراً للفت النظر إلى ما كتبه وأشرت إليه، بل إن العكس ما يكون، فالاتصالات تأتي عاتبة متذمرة، وربما فيها إساءة أو تهديد؟!
الشراكة الحقيقية:
ما نفهمه عن الشراكة الحقيقية بين الإعلام ومفاصل العمل الرياضي المختلفة، هو أولاً أن يؤخذ ما يطرح (كتابة أو سماعاً أو مرئياًَ) بنيات حسنة، ومن ثم البحث والتأكد من كل الأطراف المعنية حول ما طرح، فإن كان صحيحاً فلابد من المعالجة وتصويب الأخطاء، وإن كان غير صحيح فيمكن توضيح ذلك عبر ردود من المعنيين مباشرة أو من رؤسائهم... وبالتالي تكون هذه الردود علامة من علامات الشراكة التي يتحدث بها الكثيرون عن دور الإعلام...
أما أن يؤخذ ما يطرح باستهتار وتعصب أعمى، وتكون الاتهامات بعدها للزملاء، وإذا كان هناك ردود فتكون غاضبة مسيئة للإعلام... وتبقى المشكلة قائمة والقضية التي أثارها الزملاء يحاولون التستر عليها أو تكذيبها... ونشير هنا إلى أن القوانين قد ضمنت حق الرد والتوضيح، لكن البعض يظن هذا الحق فرصة للشتائم والردود السلبية...
ننتظر ردكم؟!
طرح الإعلام في نوافذه المختلفة الكثير من القضايا المهمة والحساسة، ومع ذلك كنا نسمع على الأغلب أعذاراً ولم نسمع إقراراً أو اعترافاً بالأخطاء، وكأن هؤلاء ليسوا من البشر وأعمالهم مثالية وبعيدة تماماً عن أي ذلك أو خطأ فهل هذا معقول؟!
كنا نتمنى بعد نشر أي رأي أو قضية أن يصلنا رد يشير إلى متابعة المعنيين والتدقيق فيما نشر في محاسبة المقصرين والمخطئين... لكن هذا لم يحدث فأي شراكة هذه؟ وعن أي شراكة يتحدثون؟!
اعترافات... ولكن؟!
يبقى ختاماً أن نعترف أننا في الإعلام الرياضي لسنا كاملين، وهناك أخطاء وعثرات، بل هناك من يقدم بتصرفاته الحجة على الحديث عن الإعلام الرياضي بسوء، ولكن هؤلاء قلة نادرة جداً ومهما يكن يبق الإعلام الرياضي متقدماً بأشواط على الرياضة، في الوقت الذي نتمنى أن نكون والرياضة في المستوى الذي يخدم وطننا المغاربي ونكون خير سفراء له في كل المشاركات... وهذا لا يكون إلا بالاحترام المتبادل والنيات الطيبة والعمل المخلص الذي لا يخشى أحد معه كلمة ما في صحيفة أو شاشة أو إذاعة...
ولا شك أن من يعمل يخطئ ولكن هناك فارق بين خطأ وآخر...