لا أرى أن هناك شخصا بإمكانه أن يتوقع كم ستدوم عقوبة سواريز، هل ستكون أسابيعا، أشهرا أم سنوات، خصوصا أنه يعض منافسا للمرة الثالثة.
بما يمكن أن يجيب سواريز ردا على ما ارتكبه أمام إيطاليا؟ وهو نفس العمل الذي قام به أمام تشيلسي قبل 14 شهرا، وبرانيسلاف إيفانوفتش مثل جيورجيو كيليني لم يستفز سواريز، وحتى لو استفزه فإنه لا يوجد مبرر لما قام به، مع العلم أننا أشرنا إلى أنه تغير واتعظ من أخطائه، ولكنه بكل تأكيد لم يفعل، بل كان يتظاهر بذلك فقط ويكذب حتى على نفسه، وحتى اعتذاراته الآن قد لا تكون كافية أبدا.
الأمر لا يتعلق بكونه لاعبا موهوبا جدا، بل إنه واحد من أفضل اللاعبين فوق الكرة الأرضية، ولكنه في نفس الوقت رجل كثيرا ما يخرج عن السيطرة ويتصرف بدون ضمير وبطريقة وحشية، ولا يوجد أي أعذار أو معايير تبرر ذلك.
والمشكلة ليست في العضة وحدها وإنما أيضا فيما تبعها، مباشرة بعد أن قام سواريز بعض إيفانوفتش، سقط على الميدان وادعى بأنه هو الضحية، وذلك في محاولة منه لخداع الحكم.
إن ما حدث يؤكد بأن الأمر ليس مجرد غريزة وإنما أمر مخطط له، لأنه فعل مشين ومتعمد، إنها فضيحة حقيقية، فأن تعض منافسيك ثلاث مرات أمر مخجل.
إن الاستماع لثرثرة أوسكار واشنطن تاباريز مدرب الأوروغواي الذي حاول الدفاع عن لاعبه عقب المباراة، بحجة أن ما حدث داخل الميدان يبقى داخل الميدان، أمر مثير للاشمئزاز، كما حاول غاستون راميريز (لاعب الأوروغواي) إجبار كيليني على إخفاء العضة حتى لا يريها للحكم، وهو الأمر الذي حدث أيضا أمام تشيلسي سابقا.
ستكون العقوبة مغلظة مثلما هو منتظر، فبعد كل ما حصل لم يكن الحادث عرضيا معزولا لأنه تكرر ثلاث مرات، ففي المرة الأولى عندما كان سواريز لاعبا في أجاكس (عض عثمان البقالي لاعب أيندهوفن)، عوقب بالإيقاف 7 مباريات، ومع ليفربول عوقب بالإيقاف 10 مباريات، ورآها آنذاك بريندان روجيرز مدرب ليفربول عقوبة مجحفة، والآن وفي المنافسة العالمية وأمام أنظار الملايين، فإذا لم تكن لعقوبة الإيقاف لـ 7 أو 10 مباريات أي تأثير، فإن العقوبة هذه المرة يجب أن تكون بالأشهر، 6 أو 12 شهرا، وحينها لن يكرر المعني فعلته.
كلمات دلالية :
مارتن لبتون،