لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم همه وحدة المسلمين وجمعهم على كلمة سواء، وإرجاعهم إلى دينهم ورفع الظلم عن المظلومين، ونشر العدل ودعوة الناس للالتزام بالعبادة وبذل الرصيد ليوم القيامة وتحرير أرض المسلمين من الاحتلال، وتحرير المسجد الأقصى الشريف والعودة بهم إلى مصدر عزهم بالرجوع إلى الكتاب والسنة. ووجوده صلى الله عليه وسلم يكفي كما قال تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم). ونزول الوحي معه، ورفع كل النزاعات والخلافات بين المسلمين وأرجعهم إلى الفهم الصحيح، ومراد الله تبارك وتعالى، وبين لنا طريق الهدى وطريق الأخلاق، لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم موجودا بيننا الآن لأمرنا بتوحيد الكلمة من جميع أطيافنا لأن الله تعالى جعل توحيد الكلمة سببا لتحقيق النصر، والنصر على أنفسنا وكان صلى الله عليه وسلم سيأمرنا بالصبر والاجتهاد لدفع الفساد وإقامة الصلاح.
ولو تخيلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيننا الآن لوجدناه يقول لنا كونوا إخوة متحابين متآلفين وقيموا العدالة الاجتماعية فيما بينكم وكونوا كالجسد الواحد حيث أننا جميعا امة واحدة كما دعانا القرآن الكريم لان نتعاون على البر والتقوى وألا نتعاون على الآثم والعدوان، وان يعذر بعضنا بعضا، ولآمرنا بقوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).
ولو كان بيننا صلى الله عليه وسلم لنادى عليكم بكتاب الله وسنة رسوله ولنصحنا بإخراج النفاق من القلب والكذب من اللسان ولجعلنا نحب أوطاننا كما أحب هو صلى الله عليه وسلم مكة والمدينة.
ولو كان معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوصانا بإعداد القوة والاعتماد على النفس حتى تكون للأمة منعة من اعدائها لقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..) ولأوصانا بالإخوة والتكاتف والتعاون على البر والتقوى.
أخي اختي في الله الرسول عليه الصلاة والسلام لطالما هو في الحقيقة معنا بهديه وتوجيهاته ولو كان بيننا الآن لطالبنا بان نرجع إلى كتاب الله وان نحتكم إليه ومما قرره القرآن الكريم لجمع كلمة الأمة وان نتواصى بالحق وان نعتصم بالله وألا نتفرق وان