وحطت أمس الطائرة الخاصة التي أقلت أشبال كريستيان غوركوف على الساعة الخامسة مساء بالضبط (بتوقيت الجزائر) في مطار لوزوطو، أي على الساعة الرابعة بتوقيت تلك البلاد، وكانت الرحلة هادئة جدا بما أن المسافة بين جنوب إفريقيا ولوزوطو قريبة جدا، كون أن هذا البلد يُمكن اعتباره مدينة داخل بلاد نيلسون مانديلا، حيث تحده جنوب إفريقيا من جميع الجهات ومعاملات شعبه كثيرة جدا مع البلد الجار، ولو أن كرة القدم فيه ليست متطورة، على الأقل مثلما هو عليه الحال في بلاد "البافانا بافانا".
سفير الجزائر بـ جنوب إفريقيا كان في استقبال الوفد
ولأن الأمر يتعلق بسفرية رسمية للمنتخب الوطني، فإن الدولة الجزائرية لم تترك أي مجال للصدفة، إذ استقبلت بعثة "الخضر" من طرف سفير البلد في جنوب إفريقيا والذي قرر بدوره التنقل إلى لوزوطو حتى يضع الوفد في أفضل الظروف، علما أن المنتخب الوطني اعتاد في السنوات الأخيرة على السفر إلى بلاد نيلسون مانديلا، باعتباره شارك في مونديال 2010 وواجه قبلها زامبيا، أين حضر في جنوب إفريقيا، كما خاض كأس أمم إفريقيا 2013 التي جرت أيضا هناك، لكنها المرة الأولى التي يُسافر فيها إلى لوزوطو، بعدما وضعته قرعة تصفيات "كان 2017" مع منتخبات السيشل، إثيوبيا وأيضا لوزوطو.
أجواء منعشة، 12 درجة مئوية والجميع بملابس شتوية
تأكد أمس بأن الأجواء في دولة لوزوطو ليست ساخنة، بل عكس ذلك تماما، فإنها كانت باردة، إذ وصلت درجات الحرارة في وقت وصول بعثة المنتخب الوطني إلى حدود 12 درجة مئوية، وهي أجواء يُمكن وصفها بالمنعشة، كون جل اللاعبين اعتادوا على اللعب في أوروبا، أين تكون درجات الحرارة باردة وليست ساخنة مثلما عليه الحال في جل الأماكن في إفريقيا، ولم يترك القائمون على "الخضر" أي مجال للصدفة، حيث نزل اللاعبون وأعضاء الطاقم الفني والإداري بملابس شتوية، تؤكد علمهم بأن الأجواء في لوزوطو ليست ساخنة مثلما قد اعتقد بعضهم، وفي ظل هذه الظروف الجوية، فإن اللاعبين لن يُفكروا سوى على ما ينتظره فوق الميدان.
الجميع رفض التصريح دون استثناء !
وصول بعثة "الخضر" إلى مطار ماسيرو، صاحبه رفض قاطع للإدلاء بتصريحات من طرف الجميع دون أي استثناء، ويبدو أن رفقاء المتألق رياض محرز قرروا الاكتفاء بالتصريحات التي أدلوا بها من قبل في المنطقة المختلطة خلال فترة وجودهم بتربص جنوب إفريقيا، كما يُمكن أن يكون أشبال كريستيان غوركوف قد تأثروا بتعب الرحلة، رغم أنها كانت غير منهكة كثيرا بما أن المسافة بين جنوب إفريقيا ولوزوطو قصيرة جدا، ولو أن إجراءهم حصة تدريبية قبيل الانطلاق في السفرية هو ما قد يؤثر عليهم، لكن كان عليهم أيضا التفكير في الجمهور الجزائري الذي ينتظر تصريحاتهم في كل مرة.
تدخل طوق أمني جنب الوفد الازدحام المروري
وصلت بعثة "الخضر" في حدود الساعة الرابعة بتوقيت لوزوطو وهو موعد خروج الكثيرين من العمل بعد يوم طويل، ما يتسبب في حدوث حالة من الازدحام في شوارع العاصمة ماسيرو، هذا الازدحام كان ليؤخر كثيرا وصول المنتخب الوطني إلى الفندق الذي سيقصده وظهر اللاعبون وهم يشتكون منه، وبالتالي تدخلت قوات الأمن في لوزوطو حتى تطوق الحافلة التي تُقل "الخضر"، لتجنب بذلك البعثة الازدحام المروري، وبفضل تلك التسهيلات الكثيرة من طرف الأمن، قطع وفد المنتخب الوطني المسافة التي تفصل بين المطار والفندق في وقت قصير، ما أراح الجميع سواء لاعبين أو طاقم فني، لأنهم كانوا يريدون الوصول في أسرع وقت لأجل الاسترخاء ولو قليلا ونسيان تعب الرحلة.
لاعبو "الخضر" كانوا متشوقين لاكتشاف دولة لوزوطو
لم ينتظر اللاعبون طويلا حتى بدؤوا في النظر عبر الحافلة ومراقبة الأجواء في هذا البلد، خاصة أن جلهم كانوا متشوقين لاكتشاف دولة لوزوطو التي تعتبر كالمدينة داخل جنوب إفريقيا، ورغم أن الكثير من لاعبي "الخضر" اعتادوا على السفريات إلى أدغال إفريقيا، إلا أن هذه الرحلة كانت خاصة جدا بالنسبة لهم، باعتبارها قادتهم نحو دولة مجهولة جدا، لا يستبعد أن يكون أغلبهم لا يعرفها قبل إجراء عملية قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، وتحولت الرحلة إلى جولة استكشافية لدولة صغيرة جدا، تعتمد في اقتصادها على جنوب إفريقيا التي تغطيها من جميع الجهات، ولو أن تركيز اللاعبين على المباراة المنتظرة عاد إليهم مباشرة بعد الوصول إلى الفندق.
رحلة تاريخية نحو ماسيرو والآماني معلقة على العودة بـ3 نقاط
تُعد هذه الرحلة نحو لوزوطو تاريخية في حد ذاتها، ليس فقط لأن هذا البلد صغير جدا وغير معروف بالنسبة للكثير من الجزائريين، بل لأن المنتخب الوطني الأول سيلعب لقاءه الأول في لوزوطو عبر تاريخه الطويل، ورغم أن كأس أمم إفريقيا تُجرى كل عامين فقط، بالإضافة إلى وجود لقاءات تصفيات نهائيات كأس العالم، إلا أن الجزائر تجنبت هذا المنتخب طيلة هذه السنوات، قبل أن تضعه القرعة في مواجهته هذه المرة، على أمل أن تترجم الرحلة الأولى إليه بالعودة بالزاد كاملا، وهو ما يضع أشبال غوركوف في الطريق الصحيح نحو التأهل بسهولة إلى "كان 2017" وبالتالي تحويل التركيز إلى تصفيات مونديال 2018 لأجل تحقيق حلم التأهل الثالث على التوالي إلى الموعد العالمي.
نجم الدين. س. ع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ