والمسارعة إلى فعل الخيرات، بالإضافة إلى أنها من صفات وأخلاقيات الأنبياء، هي أيضاً من تلكم الأفعال التي تبعث على الارتياح والشعور بأهميتك ضمن مجتمعك الإنساني.
نعم، إن المسارعة إلى فعل الخيرات من أخلاق المؤمنين الصادقين ومن طبائعهم، وإن مثل هذه الأعمال إنما دلالة على رجاحة في العقل وسلامة في القلب، فإن إتيان الخير إنما هو نموذج رائع لقيمة العطاء، وغالباً ما يكون العطاء أصعب وأشق على النفس من الأخذ.
حين تقوم بالعطاء والمسارعة إلى الخيرات، فإنما تثبت ها هنا أنك مفتاح للخير مغلاق للشر، كما بالحديث: "إنَّ من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإنَّ من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"، إضافة إلى ذلك، فإن المسارعة إلى فعل الخيرات، تدخلك تحت مظلة الآية القرآنية العظيمة: "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين".
هل هناك ما هو أجمل وأفضل من أن تكون من أئمة الخير، تؤتيه وتدعو إليه؟ إنك بفعل الخيرات تلك، تستحق مكافأة جميلة من الله، متمثلة في نعمة الحرص على الصلاة وإيتاء الزكاة، لكي تدخل بعدها ضمن قائمة العابدين، وما أجملها وأزكاها من قائمة.
في حديث المبادرة، يدعونا المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المسارعة والمسابقة نحو الخير، فالعمر قصير، والمفاجآت الدنيوية كثيرة.. يقول عليه الصلاة والسلام: "بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً مُنسيا، أو غنى مُطغيا، أو مرضاً مُفسداً، أو هرماً مُفنداً ، أو موتاً مُجهزاً، أو الدجال، فشر غائب يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر".