كيف أخاف من الله؟

خلق الله تعالى في نفس الإنسان منذ الولادة "الفطرة السليمة" ، فطرة حب الخير و الصدق و الأمانة و الإخلاص و الوفاء و الاحترام و مساعدة الآخر حب الله تعالى و الخوف منه...

نشرت : السبت 02 مايو 2015 10:30

 

فالطفل لدى ولادته يكن يتمتع بكل تلك الصفات الجميلة، ومع مرور السنين تتشكل شخصيته و تتبلور، فإما يحافظ على فطرته هذه أو يذهب به التيار إلى منحى آخر لا يشبه فطرته إطلاقاً، فيكذب و يغش و يسرق و يستهين بوجود الله تعالى فلا يعد يهابه أبدا.

الخوف من الله تعالى ليس بالشيء السيئ أو المخيف كما يتبادر لأذهان البعض ، على العكس تماماً ، الخوف من الله يعني أنك تستحضر وجوده معك في كل لحظة من لحظات يومك، الخوف من الله ليس كخوفك من أي شيء في الدنيا ، فنحن عندما نخاف من شيء نهرب منه قدر المستطاع ، بينما الخوف من الله يجعلنا نلجأ إليه أكثر و نتقرب إليه أكثر بالصلاة و الصيام و الأذكار و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. وبأفعال طيبةٍ كثيرةٍ قد تؤدي بنا إلى التقرب من الخالق عز وجل.

فالمؤمن يعرف بأنه لا ملجأ و لا مهرب منه سبحانه و تعالى إلا إليه ، فعندما أحب الله أقوم بالتقرب له و التعبد أكثر ، أخاف منه لحبي له ، لطمعي في مغفرته و دخول جنته، و لأبتعد عن النار و العذاب يوم الحساب، فالخوف نعمة من الله أودعها فينا لندرك أننا أخطأنا، ونتراجع عن الخطأ لخوفنا من العذاب ، فنتوب لله فيغفر لنا بإذنه.

قد نرى في الحياة أُناسٌ يخشون الله ، يُتمّون العبادات على أكمل وجه ، ولكن هنالك فجوة ما ، فنراهم يخافون الخلق أكثر من الله ، كموظف يخشى مديره ويخشى أن يقطع عليه رزقه ، وهو لا يدرك تماماً بأن الرزّاق هو الله ، وأنه لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يؤذوا أحداً فلا يستطيعون ذلك إلا بأمرٍ من الله ، فلماذا أخشى العبد وأنسى الله ولا أخشاه هو ؟!

المنافق يأمن لمكر الله لا يخشى عذابه ، يعتدي على الناس ، يسرق ، ويأكل من مالٍ حرام ، ويعتقد بأنه من أهل الجنة ، بينما المؤمن يصلي و يساعد الآخرين يصدق في قوله ويبقى قلقاً خائفاً بأنه مقصرُ تجاه الله عز و جل، و هذا القلق و الخوف يدفعه ليتقرب لله أكثر فأكثر.

فلمن فقد شعور الخوف من الله ، عليه أن يراجع نفسه ، أن يعود لفطرته السليمة ، أن يدرك بأن الله هو الذي بيده مصيرك و حياتك و عملك و كل شيء ، فإذا تجاهلته ، عصيته ، تمردت على حدوده و تجاوزتها ، فكيف ستجد الفلاح في حياتك ، وكيف ستسعد و أنت لا تخشى الله؟!

الخوف منه سبحانه و تعالى ما هو إلا حبٌ مغلفٌ بخوفٍ و طمعٍ برحمة الله و دخول الجنة، الخوف هو وزاعٌ يأتي من نفس الإنسان ، ليرشده إلى الصواب و الخطأ ، فما عليك إلا أن تصغي لداخلك ولفطرتك.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال