طبعا لا أحد يعرف لكن اختيار الغابون يوم أمس منح دلالات قوية بأنّ الأمور ليست بريئة وأن هناك معطيات أخرى تحل محل ما يجب أن يكون. ليبقى التساؤل عما يجب على الجزائر فعله لتنظيم كأس إفريقيا المنافسة التي نظمتها دول مثل غينيا الاستوائية وبلدان مجهرية في القارة وظلت عصية على الجزائر.
حياتو حوّلها إلى "كأس وسط وغرب إفريقيا"
وكانت الأمور تشير إلى أنّ كأس إفريقيا ستعود في 2017 إلى شمال القارة، ففي هذه السنة كان يفترض أن تجري في ليبيا التي سحب منها التنظيم، وفي 2015 طلب المغرب تأجيلها فنقلت إلى غينيا الاستوائية، ولم ينظم الشمال الدورة منذ 2006 باستضافة مصر للدورة، ودارت في 2008 في غانا بغرب القارة وفي 2010 في أنغولا (جنوب القارة) وفي 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية مناصفة (وسط القارة) وفي 2013 في جنوب القارة بجنوب إفريقيا (اضطرارًا بسبب أوضاع ليبيا)، وفي 2015 ستكون في الغابون (وسط القارة) لتعود إلى الوسط في 2019 من خلال الكاميرون ثم نحو الغرب في 2021 و2023 بين كوت ديفوار وغينيا وهكذا تحولت في السنوات الأخيرة والمقبلة إلى كأس "وسط وغرب إفريقيا".
لمن بنينا تلك المنشآت والغابون لا تملك سوى مدينتين
ويبقى التساؤل لمن بنت الجزائر كل تلك الملاعب والمنشآت (الدويرة، تيزي وزو، وهران مع تهيئة ملعبي عنابة و5 جويلية) وعلى أي أساس صرفت تلك الأموال، لتبقى بلادنا بعيدة عن تنظيم المنافسات القارية على الأقل حتى 2025، بينما لا تملك الغابون إمكانات الجزائر على كافة المستويات وحتى على الصعيد الحضري ليس بها سوى مدينتين وهما العاصمة ليبروفيل وفرانس فيل، وبقية المدن هي تجمعات صغيرة لبلد يعيش فيه ما يقرب من مليون ونصف ساكن ويعيش على ثروات هائلة.
"أورانج" كلمة السّر والجزائر تدفع خطأ المغرب!
وسبق أن صرّح مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية بأنّ الجزائر ضيّعت كأس إفريقيا 2017 لصالح الغابون، مشيرا إلى أنّ هناك "لوبيات" في الإتحاد الإفريقي هي التي تفصل في هذه الأمور خاصة المعلنين، ويعرف الجميع أنّ "أورانج" هي الممول الأول للإتحاد الإفريقي وحتى منافسة كأس إفريقيا تحمل اسمها ولا يستبعد أن تكون وراء القرار من خلال علاقات مسؤوليها. كما لا يستبعد أيضا أن تكون الجزائر بصدد دفع ثمن الخطأ الذي ارتكبه المغرب برفضه تنظيم المنافسة بحجة "إيبولا" الأمر الذي أجبر حياتو على البحث عن مأوى للنسخة الثلاثين، ولم يجد إلا أصدقاءه الأفارقة بالأخص الرئيس "تيدور أوبيانغ" مع مساندة من علي بونڤو بينما كانت الجزائر قد رفضت وقتها.