فشل كبير إذن للجزائر التي قدّمت ملفًا قيل إنّه "قوي" لكنه لم يقنع عيسى حياتو وأعضاء المكتب التنفيذي في عملية تصويت مغلقة تمت بعيدا عن الأنظار وبطريقة لا يعرفها، ليأتي القرار الذي حمله رئيس "الكاف" في ظرف وهو "ما أصاب الجميع بالذهول" على حد تعبير الوزير تهمي الذي حضر العملية وعاش الصدمة على المباشر.
تهمي تنقّل بناءً على ضمانات والقرار كان صدمة كبرى
وكان وزير الرياضة محمد تهمي قد سافر الاثنين الماضي إلى القاهرة بناءً على ضمانات تلقاها ليكون الفوز للملف الجزائري على حساب الغابون وغانا، خاصة أنّ الأعراف الدبلوماسية تشير إلى أن لا يتنقل وزير وهو لا يملك المعطيات الكافية أو غير متأكد من الفوز. وكانت الضمانات أن الاختيار وقع على الجزائر، بناءً على ما وعد به عيسى حياتو سلال وكذلك عمل الكواليس الذي يكون قد قام به روراوة مع أصدقائه من أعضاء المكتب التنفيذي لـ "الكاف"، قبل أن يأتي "القرار" الصادم حتى لا نقول "الاختيار".
روراوة خسر رئاسة "الكاف"، عضوية "الفيفا" و"كان 2017"
الخاسر الأكبر في كل هذا هو رئيس "الفاف" محمد روراوة الذي كان تحت ضغط رهيب من السلطات العليا للبلاد، فجاءت هذه الهزيمة في الكواليس ودون مبررات وبحضور وزير الرياضة الذي ما فتئ يمنح التطمينات لـ سلال، كما خسر روراوة العضوية في المكتب التنفيذي لـ "الفيفا" بعد أن رفض الترشح لمصلحة التونسي طارق بوشماوي، مؤكدا أنّ الأمر يتعلق بعهدة عمرها عامين فقط (تنتهي في 2017)، مفضلا الانتظار إلى غاية ذلك الوقت. وستعرف سنة 2017 انتخابات لرئاسة "الكاف" وقد استفاد حياتو من تعديل في القوانين أول أمس بما يضمن له الترشح في سن 70 سنة بموافقة كل أعضاء المكتب التنفيذي، ومنهم روراوة الذي يكون قد خسر من الآن رئاسة "الكاف" إذا كان يفكّر فيها أصلا للانتقام من حياتو.
"الكاف" لم تمنح نتيجة التصويت والشفافية غائبة كالعادة
ولم تمنح "الكاف" نتيجة التصويت، مؤكدة في تغريدة مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنّ "الغابون هي منظمة كأس إفريقيا 2017 بتفوّقها في عدد الأصوات على الجزائر وغانا"، لكن دون توضيح آخر ولا معلومات بخصوص عدد الأصوات وكم من صوت اختار الجزائر وكم كان عدد أصوات الدولة الفائزة. في غياب الشفافية تمّت العملية في قاعة مغلقة بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام قبل أن يأتي القرار على هوى عيسى حياتو وفي مستوى علاقته بالرئيس الغابوني علي بونڤو.
الجزائر خارج التنظيم حتى 2025 وصدمة لـ 40 مليون جزائري
وستكون الجزائر بهذا القرار خارج التنظيم إلى غاية 2025 على الأقل موعد كأس إفريقيا المقبلة التي لم يعرف منظمها بعد أن تمّ توزيع "الطورطة" على 4 دول كلها من وسط وغرب القّارة وهي تواليا الغابون، الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا. وعاش الجزائريون صدمة حقيقية وهم الذين كانوا يعتقدون أنّ كل شيء مجهز لتكون بلادنا عاصمة للكرة الإفريقية بعد عام و9 أشهر من الآن، لكن عيسى حياتو اختار أن يصدم الجزائريين بقراره المفاجئ وسط استغراب وذهول شديدين في قارة لا تعرف المنطق ويسيّرها كرويا رجل واحد بمزاجه ووفق علاقاته ومصالحه.
نجم الدين س. ع.