كشفت التحقيقات التي أجرتها محكمة القطب الاقتصادي بباريس في قضية "سوناطراك1"، وفقا للإنابة القضائية المرسلة من قبل قاضي تحقيق محكمة القطب الجزائي المتخصص بسيدي أمحمد الجزائر العاصمة، عن امتلاك بعض المتهمين في الملف لأرصدة مالية ومنقولات عقارية بباريس، ووفقا لهذه المعطيات وجهت لهم تهمة تبييض الأموال، باعتبارها ناجمة عن وقائع الفساد التي مست سوناطراك.
ويبرز من خلال الملف القضائي الذي ستناقشه محكمة الجنايات الشهر المقبل، اسم زوجةالرئيس المدير العام السابق لشركة سوناطراك " م، م" والتي أثار امتلاكها لشقة بباريسبقيمة 695000 أورو الكثير من التساؤلات في الملف، بعدما تم اكتشاف ذلك على إثرتحقيقات محكمة القطب الاقتصادي المتخصص بباريس، لتؤكد هذه الأخيرة لدى مثولهاكشاهدة ومواجهتها بنتائج الإنابة، بأن الشقة ملك لها اشتراها ابنها " م،م ،ر"، وهو متهمفي ملف سوناطراك أيضا، لتشير في معرض تصريحاتها إلى أن الشقة دفع قيمتها الماليةالمتهم " أ،م،ر" مقابل تحرير ابنها لعقد اعتراف بدين لدى الموثق بباريس بثمنها.
هكذا استفادت "مادام دليلة" من شقة فاخرة
ويشير ملف القضية الذي اطلعت عليه "الشروق"، إلى أن المتهم " م، م" الرئيس المديرالعام السابق لسوناطراك لدى مواجهته بمحتوى الإنابة القضائية التي أنجزها القاضيبباريس، أكد أنه لم يعلم بالشقة التي اشترتها زوجته، وأنه عرف بهذه الشقة أثناء التحقيقفقط، في وقت كشفت التحريات في الملف أن المتهم "أ،م،ر" مسير شركة "سارل كونتالالجيري" الذي سدَد قيمة الشقة لابن الرئيس السابق لسوناطراك، هو الذي استفاد منإحدى المناقصات لمشروع المراقبة البصرية والحماية الالكترونية، والتي رست لصالحالمجمع الألماني للشركة "كونتال فوتورك" وهذا بعد توسط الابن " م،م،ر" لدى أبيه بصفتهالمدير العام لسوناطراك، من أجل الحصول على الصفقة.
وبالمقابل، تحصل شقيقه "م، ب" على أسهم في شركة "كونتال ألجيريا" تقدر بـ200حصة، قيمتها الإجمالية مليون دينار بدون مقابل في رأس مال الشركة، وبناء على نتائجالإنابة القضائية، وجهت للمتهمين تهم تبييض الأموال، وكذا الرشوة والحصول علىامتيازات غير مبررة واستغلال النفوذ.
أموال "البقرة الحلوب" وصفقات تحت الطاولة
وأظهر التحقيق القضائي بأن المتهم "ا،م،ر" مسير شركة "كونتال ألجيريا" اقتنى عدةعقارات في أرقى بلديات العاصمة، وهذا عن طريق الأموال المتحصل عليها في الصفقاتالتي تم إبرامها مع مجمّع سوناطراك بطريقة مخالفة للقانون.
وتكشف الإنابات القضائية التي أنجزها قاضي تحقيق القطب الاقتصادي المتخصص فيباريس، بأن المعني اشترى شقة بباريس بقيمة 537 ألف أورو، وتبين من التحريات أنالمتهم تحصل على المبلغ نتيجة تحويلات من شركة "فوكراك بليتاك إليكترونيك" الألمانية،وهي ذات الشركة التي استفاد عن طريقها من تحويلات بالملايير لحسابه البنكي، وعنطريق تلك الصفقات اشترى فيلا ببئر خادم بقيمة 130 مليون دينار، وشقة ببن عكنونوعدة عقارات بناحية العاصمة، وهي الامتيازات التي حصل عليها مسيّر شركة "كونتالألجيري" مقابل وساطته عن طريق ابن "م،م" المدير السابق لسوناطراك لتمكين الشركةالألمانية "فوكراك بليتاك إليكترونيك"، من الحصول على صفقات في أكبر شركة اقتصاديةجزائرية وهي "سوناطراك".
وكشفت الإنابة القضائية لمحكمة باريس عن امتلاك المتهمة "م،ن" مسيرة مكتب الدراساتلمسكن بباريس اقتنته بملغ 156500 أورو، كما بينت اقتناءها لعقار ثان لحظيرة سياراتبباريس بثمن قدره 82000 أورو وحيازتها لحسابين بنكيين، فيما أكدت لدى مواجهتهابفحوى الإنابة أن ممتلكاتها لا علاقة لها بقضية الفساد في سوناطراك.
وفي سياق متصل، كشف التحقيق بمحكمة باريس عن عدم امتلاك المتهم "ر،ش" نائبالرئيس المدير العام السابق لسوناطراك لأي أموال وعقارات منقولة في باريس، ما عداامتلاكه لشقة من غرفتين بلندن وحسابات بنكية بانجلترا واسبانيا والمملكة العربية، مشيراإلى أنه منح التفاصيل الكاملة عنها لقاضي التحقيق منذ انطلاق القضية.
شقق بخمس وسبع غرف في حيدرة وبن عكنون ومرآب سيارات
ومن جهة أخرى، كشف التحقيق القضائي عن امتلاك المتهم "م، م" المدير العام السابقلسوناطراك لعدة عقارات ومنقولات في الجزائر، على غرار شقة بالأبيار، وشقة ثانية منخمس غرف في إقامة شعباني بحيدرة، أما بخصوص ابنه "م،م،ر" فتشير التحريات إلىامتلاكه لشقة ذات خمس غرف، وأخرى ذات سبع غرف ببن عكنون، ومرآب سيارات.
ومعلوم أن التحقيق منذ انطلاقه في سنة 2010، كشف بأن هناك علاقة وطيدة بين أبناءالرئيس المدير العام لسوناطراك "م،م" وعديد الشركات التي فازت بصفقات في سوناطراك،على غرار شركة "سايبام" الإيطالية، والتي عمل فيها ابن مزيان "م،م،ر" مستشارا مقابل14 مليون سنتيم شهريا وهذا حتى دون حضوره للعمل.
كما استفاد من عديد المزايا نظير توسطه للشركة الإيطالية للظفر بصفقات الغاز بمجمعسوناطراك، والتي هي محل تحقيقات لدى القضاء الايطالي، حيث حصل " م،م،ر" بالمقابلعلى نفقات عرسه الفخم بتونس الذي حضرته شخصيات على أعلى مستوى ورجال أعمال،وتبين أن ثمن العرس دفعه الرئيس المدير العام لشركة "سايبام" تيليو أورسي، واستغل هذاالأخير الفرصة لمناقشة الصفقات ومشروع الشراكة مع الرئيس المدير العام لسوناطراكآنذاك "م،م".
وكشفت التحريات أن المتهم "م،م،ر" بالإضافة لكل الامتيازات التي حصل عليها، تلقى مبلغانقديا بقيمة 400 مليون سنتيم من عند "تيليو أورسي" بمكتبه، استخدمه لشراء سيارةلزوجته من نوع "أودي 5" في سنة 2009.
"أ،م،ر" مسير شركة "سارل كونتال الجيري" الذي سدَد قيمة الشقة لابن الرئيس السابقلسوناطراك، هو الذي استفاد من إحدى المناقصات لمشروع المراقبة البصرية والحمايةالالكترونية، والتي رست لصالح المجمع الألماني للشركة " كونتال فوتورك"، وهذا بعدتوسط الابن " م،م،ر" لدى أبيه بصفته مدير عام لسوناطراك، من أجل الحصول علىالصفقة.
وبالمقابل، تحصل شقيقه "م، ب" على أسهم في شركة " كونتال ألجيريا " تقدر بـ200حصة قيمتها الإجمالية مليون دينار بدون مقابل في رأس مال الشركة، وبناء على نتائجالإنابة القضائية وجهت للمتهمين تهم تبييض الأموال، وكذا الرشوة والحصول علىامتيازات غير مبررة واستغلال النفوذ.